رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

الغضب يجتاح الشارع الإلكتروني في استنكار لعودة خالد يوسف

يلوح بالنصر والعودة بعد الموقعة

كتب : محمد حبوشة

تشكل الأخلاق ركنا أساسيا من أركان الوجود الاجتماعي، ونسقا حيويا في نسيج الحياة الإنسانية المعاصرة، فالأخلاق نظام من القيم يوجه حياة الفرد وينهض بها إلى أرقى مستوياتها الإنسانية، والإنسان لا يحقق جوهره الإنساني إلا في صورته الأخلاقية، لأنه الكائن الوحيد في مملكة الكائنات الحية الذي يضحي برغباته وميوله على مذابح السمو الأخلاقي، سعيا إلى تجسيد قيم الحق، والخير، والجمال، والشرف، والكرامة، والإيثار، والتسامح، والشجاعة، وكل القيم والفضائل التي تشكل جوهر الحياة الأخلاقية وغايتها.

ولقد أدرك المفكرون والباحثون، أن القيم الأخلاقية ضرورية في المجتمع، وأنه من غير الأخلاق تذهب الحضارة الإنسانية وتندثر، ويفقد البشر صمام الأمن والأمان، وذلك لأن الحياة من غير القيم تجعل الإنسان خاضعاً لنزواته الوحشية وغرائزه التدميرية، فيحل الخراب والدمار، وتغيب القيم الخلاقة التي تسمو بالإنسان وتنهض به إلى رحاب العطاء الإنساني.

الكلام في مناسبة أن مصر والعالم العربى شهدا خلال الأعوام الأخيرة تراجعا ملحوظا فى منظومة القيم الأخلاقية والإنسانية، وانتشارا غير مسبوق لسلوكيات وآفات وانحرافات اخترقت المجتمعات العربية وباتت تنذر بعواقب وخيمة تهدد فئات المجتمعات العربية كافة، وانطلاقا من المسئولية الوطنية والقومية والإنسانية بات من الضرورى متابعة الانحراف عن القيم المصرية الأصيلة كاحترام الكبير، والعطف على الصغير والإحسان للجار وتقدير المعلم واحترام قيمة العمل والولاء والانتماء للوطن والترابط الأسرى والتماسك المجتمعى وإعانة المحتاج وبر الوالدين والأقارب ويقظة الضمير، وإعلاء المصالح العامة على المصالح الخاصة.

عمرو أديب: حمد لله على السلامة يا خالد

والأخيرة هى مربط الفرس في قضية عودة (عنتيل السينما) خالد يوسف الذي أثار جدلا واسعا خلال الأيام القليلة الماضية بظهوره في برنامج (الحكاية) مع عمرو، وهو ما أثار الجدل ومن ثم استنفرت مواقع التواصل الاجتماعي رافضة عودته من الأساس، فهو من وجهة نظر الرواد يشكل خطورة كبرى على القيم الأخلاقية في المجتمع المصري، خاصة في ظل ما يتعرض له من انتهاكات واضحة من جانب الدراما التي تنهش في جسد المجتمع وترسخ لقيم وسلوكيات غريبة على مجتمعنا المصري.

ولأن القيم الأخلاقية تعد من أساسات قيام الحضارات والثقافات، فقد ذهب غالبية رواد السوشيال ميديا إلى انتقاد عمرو أديب الذي ظل يروج على مدار الأيام القليلة الماضية لأنه سيقدم سبقا كبيرا وصيدا ثمينا باستضافة (عنتيل السينما) العائد على جناح الصعبانيات وتقديم الجانب (الكيوت) من خالد يوسف، متناسيا أن واحد ممن نسفوا القيم الأخلاقية قبل سفره هاربا من ملاحقات قضائية، فالأخلاق هى الضابط لاستقرار حركة الحياة وتقدمها والتعايش الآمن بين البشر، غير أن هناك أدعياء يدافعون عن كل قبيح بدعوى الحرية ويطعنون فى الثوابت الدينية والوطنية ومنهم بالتأكيد (عمرو أديب) الذي حاور (يوسف) باعتباره قائد مجتمعيا لايشق له غبار، وأنه أتحفنا بروائعه السينمائية الغارقة في مفهوم الانتماء للوطن، كما أنه المناضل الكبير الذي غامر بحياته في تصوير أحداث (30) يونيو.

بداية الحلقة الترويجية لغسيل سمعة خالد يوسف

استنكر (عمرو أديب) الهجوم الذى تعرض له المخرج (خالد يوسف) بعد نشر صور وفيديوهات مسيئة له، وادعى (عمور) أنه رجل وطني من طراز رفيه، وأن عودته لاقت إلى مصر استحسان الشارع الذي رحب به كثيرا – ولست أدري من أين جاء بكل تلك الثقة – فالحادث على السوشيال ميديا عكس كلامه تماما – وإليكم قليلا من التعليقات التي تعكس استياء شديدا بين رواد التواصل الاجتماعي الذين رفضوا عودة العنتيل، فقد نشر (إبراهيم عبد العزيز) تغريدة على تويتر قال فيها: (عندما تسقط الأخلاق وتتلاشى القيم يعود خالد يوسف إلى مصر نافيا هروبه إلى الخارج تاركا ضحاياه يدفعن ثمن فساده، لابد من محاكمة هذا الشخص وأدعو المحامين الشرفاء لمقاضاته).

وعن اللقاء الذي جمع خالد يوسف مع أصدقائه في مكتبه الخاص بالقاهرة، علقت (سحر محمود على الصور التي نشرها من اللقاء، قائلة: (فيه بنتين اتمرمطوا كانوا مع الأوستااااااذ خالد يوسف في نفس الفيديوهات ونفس القضية، هما اتفضحوا واتمرمطوا واتجرسوا واتسجنوا وهو ماشاء الله رجع ويتم الإحتفاء والإحتفال به من جميع أطياف وفئات الشعب، وسلملي على أحمد الطنطاوي اللامؤاخذة النائب المعارض)، وكتب الكاتب الصحفي (محمد البرغوتي) بوستا قويا قال فيه : كان خالد يوسف قد – وأيا كان الأمر – يظل العنتيل الفاسق هو المستمتع استمتاعا مرضيا فى الحالتين: حالة إغواء طالبات الشهرة وتصويرهن وهو يمارس الجنس الجماعى معهن ، وحالة تصوير أهم رموز المعارضة المصرية وهو يمارس معهم الاحتفال الجماعى بعودته الميمونة من المنفى، فهنيئا له متعته المريضة، والعار كل العار للفتيات الباحثات عن الشهرة بأى ثمن، وللمناضلين الباحثين أيضا عن الشهرة حتى لو كانت فى ماخور.

لقائه بالطابور الخامس في مصر والذين ابدو حفاوة كبيرة به

ويبدو أنه كان هنالك ترتيب خاص وبطريقة متعمدة لإعادة غسيل سمعة (عنتيل السينما)، فقد أطلق (عمرو أديب) العنان لخالد يوسف الذي غافلنا جميع وراح في ادعاء مقيت يقول: إن عودته إلى مصر لم تكن بناء على صفقة  – كما قال الإخوان – وهو لم يتغير وسيعبر عن أفكاره بالفن، ولن يعود للعمل السياسي الذي ضجر منه ودفع ثمنه على حد قوله، ويحضر حاليا لفيلمين، ومسلسل، وتشدق بالقول في صفاقة نادرة أنه حينما كان معارضا، عارض في (مسائل حمالة أوجه، منها سياسات اجتماعية واقتصادية)، قائلا: (قد أكون مخطئا، وقد يكون النظام هو المخطئ، وسأبقى على مبادئي، منحازا للعدالة الاجتماعية، والحرية، وسأكون بأول الصفوف في القضايا الكبرى، والتحديات التي تواجهها البلاد)، ويبدو الكلام هنا متناقضا ففيما لن يعود للعمل السياسي وفي نفس الوقت سيكون في أول الصفوف في القضايا الكبرى، إلا إذا كان يقصد القضايا الجنسية التي سيعالجها في أفلامه القادمة!.

وتناولت إطلالة تنضيف سمعة خالد يوسف الإعلامية في جانب كبير منها، مسألة قرار عودته إلى مصر، وظروف مغادرته لبلاده مطلع فبراير 2019، فقال إن هذا القرار لم يحكمه سوى إحساسه بأن (هناك بارقة أمل كبيرة في انفتاح بالأفق العام)، وشعوره بأنه (سيستطيع العيش بحرية حاليا مهما كان السقف)، وكشف عن اتصالات وصفها بالـ (المطمئنة) حدثت بينه وبين أجهزة الدولة المصرية من فترة طويلة – وهو ما دفع لسان حال الشارع المصري يتساءل من هم وراء تلك الصفقة القذرة؟ – ، خاصة أنه أكد بالمقابل أنها لم تكن النقطة الحاسمة في قرار عودته، بل ما ذكره سابقا، رغم تلقيه نصائح كثيرة من أصدقائه في الخارج بعدم العودة.

حديث ذو شجون عن آلام الغربة التي لايراها هروبا ولا منفيا

ونظرا لشفافيته الإنسانية المفطرة وحدسه الفني الواسع جدا، فقد كان (يوسف) متأكدا من عودته منذ بداية سفره، موضحا أسباب قراره الغياب لفترة طويلة قائلا: (لم أنف، ولم يهددني أحد، سافرت بداية في زيارة عادية – ركز هنا في زيارة عادية وليس هروبا – لزوجتي وابنتي بباريس، لكنني حينما شاهدت حملة الاغتيال المعنوية الكبيرة التي أديرت ضدي، وجدت أنني لا أستطيع العيش في هذا الجو، فحجم الافتراء بحقي كان فوق طاقتي، وتضرر من حولي منها أكثر مني، فقررت الابتعاد.”

وجراء تبجحه المقيت ووجه المكشوف قال في وقاحة حول تخوفه من (مواجهة المجتمع) بعد العودة: (لم أرتكب عارا ولم أخالف قانونا، أو أخلاقا، بل دفعت ضريبة نتيجة مواقف أخذتها، ومن تأثر بالحملة لم يكن يعرفني، لكنني بالمقابل تلقيت دعما شعبيا كبيرا من الناس، ووصلتني مئات آلاف الرسائل على مدار السنتين ونصف)، وكأنه هنا يغافلنا على طريقة (الألتيه) بالتنويم المغناطيسي، متناسيا أنه بين السينما والسياسة والفن والأفلام الهادفة والمقاطع الإباحية، اختلطت الأوراق في حياة المخرج خالد يوسف، الذي انقلبت حياته في ساعات رأسا على عقب – قبل سنتين ونصف – بعد انتشار فيديوهات خادشة للحياء لفتاتين تعملان بالتمثيل، أو بمعنى أدق لوجهين جديدين، تدعى الأولى (م.ف) والأخيرة (ش.ح)، وهما ترقصان عاريتين لشخص ما، ثم تسربت مقاطع فيديو أخرى أكثر إباحية للفتاتين مع نفس الشخص أثناء ممارسة الرذيلة معه، وتصاعدت الأمورعندما انكشفت الأوراق وظهرت حقائق غيرت مجرى الحديث بعد اكتشاف أن الرجل الذي جمع بينهما في مقطع الفيديو الإباحي هو المخرج خالد يوسف.

وعلى طريقة الحمل الوديع والمطمئن تماما على سلامة موقفه القانوني، قال المخرج خالد يوسف لعمرو أديب: إن تجربة الغربة أفادته في أمور كثيرة، حيث خرج منها بفيلم، وكان محاطا بالكثير من الأصدقاء المصريين والعرب، وكل شيء كان ميسرا أمامه، وذكر أنه قدمت له عروض كثيرة للعمل، وحظي باستقبالٍ (هائل) في الدول التي تنقل بينها، كفرنسا وبريطانيا، ودبي، والسعودية، كما أن فكرة السوشال ميديا جعلت مفهوم الغربة مختلف، ولم أنقطع عن التواصل مع مصر طوال تلك الفترة.

تركت مصر بمحض ارادتي وعشت بطريقة جيدة

وأدهشني حقا في حديثه المتدني عن محاولة (الإخوان المسلمين) استمالته، حيث علق يوسف: (أنا من يوم ما وعيت ضد الإخوان، ولغاية ما أفقد الوعي أنا ضد الإخوان، هم يعتقدون أنني حينما أختلف مع النظام يمكن أن أرتمي في أحضانهم وهذا لا يمكن أن يحصل، وقلت للذين قابلتهم منهم أنه حتى لو حصل صدام بيني وبين النظام لا يمكن أن أقول أنني أخطأت في مناصرتي لـ 30 يونيو، ولو حصلت مآلات كارثية على الوطن ككل، لن تكون واحد على مليون من الكارثية التي كانت ستبقى مصر فيها لو استمر المشروع الإخواني).

الكارثة الكبرى في حديث خالد يوسف الذي يبدو ذو شجون وشئون أيضا هو كشفه بثقة عن تحضيراته لمسلسل تاريخي عن (الأندلس)، وفيلم تدور أحداثه حول (إحدى بطولات حرب أكتوبر)، وكلامهما من إنتاج (المتحدة للخدمات الإعلامية) – وتلك هى الطامة الكبرى – فكيف بشركة وطنية تعنى بالقيم وتراعي خصوصية المجتمع المصري أن تتعاقد مع من يدمر القيم الاجتماعية الثقافية، ألم يعوا حديث الرئيس عبد الفتاح السيسي عن فكرة الوعي وترسيخ القيم الأصيلة داخل نفوس الشباب من المصريين، هل  يمكن أن يكون خالد يوسف هو النموذج المثالي الذي يكون قدوة لهؤلاء الشباب؟، وهل يمكن أن يقدم عملا وطنيا على غرار (الممر، الاختيار، هجمة مرتدة، القاهرة كابول) ويصدقه الناس بعد أن تاب وأناب وعاد إلى صوابه كما يزعم؟ .. أشك !!.

يشكل خطورة كبرى على القيم الأخلاقية من وجهة نظر رواد التواصل الاجتماعي

ولإثبات ذلك فسوف أعرج قليلا على أفلام (خالد يوسف) التي تشكل مصائب كارثية على الفن السينمائى، حيث يدعى الكثير أنه ساهم فى الثورة على الأنظمة السابقة، واعتبروا أن كشف عورات المجتمع المصرى أداة للثورة على كل الأنظمة الديكتاتورية، وأصبحت أفلام الدعارة للأسف تصنف على أنها مثالا للمقاومة الوطنية المصرية، وأصبحت أفلام خالد يوسف نموذجا وطنيا ساهم فى إحداث الثورة الشعبية المصرية فى 25 يناير، وحتى أصبح عضوا بالبرلمان المصرى، وهو ما يدعنا نتساءل ألم تكن أفلام الدعارة تلك ونشرها وتأكيد الرذائل اللاأخلاقية تستهدف تدمير الوطن وشبابه؟، وتضييع قيمه الأخلاقية، التى حافظ عليها طوال تاريخه.

تلك الأفلام التى استهدفت تسييد الشذوذ الجنسى والإباحية والإنحلال، والتى تدعمها وتعتبرها سلوكا شعبيا واسع النطاق ومثالا يحتذى به .. ألم يكن هذا الإفساد يستهدف نشر الفوضى والفساد؟، ألم يرتكز فيىم (هي فوض) الذى أخرجه مع معلمه يوسف شاهين، على سبيل المثال فيلما قميئا على مستوى الشكل والمضمون، حيث يعتمد على تسييد التعذيب والابتزاز والقهر باستغلال النفوذ الرسمية وفرض السيطرة على الشعب باسم الدولة ، ألم يتناول فيلمه الآخر (حين ميسرة) ترويجأ بأن مآسى مواطنى المناطق العشوائية المتمثلة – كما يؤكد  الفيلم – هى السبب فى انتشار الفقر والانهيار الأخلاقي والاجتماعي والثقافى؟، وألم تركز الدراما التي يعالجها (يوسف) فى كثير من الأفلام على تأكيد وسيادة  تجارة المخدرات وارتباطها القوى بالفساد في جهاز الشرطة الوطنية.

ولكي ندرك حقيقة ما تقوم به هذه الطبقة التي تدعي الثقافة والحضارة والاشتراكية والتقديمة وأطلق عليها اسم الطبقة (المتثاقفة)، علينا أن نطلع على كيف يستقبل العدو الصهينوني مثل هذه الأعمال!!. يكفي أن نقول أن كبريات الصحف الصهيونية الـ (هاآرتس، ومعاريف ) أثنت واحتفلت بهذه الأفلام الداعرة، واعتبرتها تمثيلا واقعيا للشخصية المصرية!!، وأن السلوكيات التي يروج لها الفيلم هى أمور واسعة الانتشار في مصر، بل إنها تعبر عن حقيقة الشخصية المصرية ، واعتبرت الصحف الصهيونية فى إطار الدعاية المضادة للشخصية المصرية المقاومة أن: نجاح فيلم (حين ميسرة) قد حقق نجاحاته بسبب تناوله قضية مصرية هامة ، وهى كما تروج الدعاية الصهيونية قضية (السحاقيات)!.

استهدف تسييد الشذوذ الجنسى والإباحية والانحلال في أفلامه

أرجوكم إنظروا إلى التاريخ السينمائى الممتد لخالد يوسف في محاولاته الدائمة والدائبة التأكيد على أن المصرى محبط نفسيا وجنسيا واجتماعيا، وبكونه دائما وأبدا خانع للسلطات المتعددة والمركبة أفقيا ورأسيا من سلطات المال وسلطات السلاح، وسلطات النظام إلى سلطات المجتمع، وليؤكد فى أفلامه المستهدفة على الأمراض النفسية بكونها – كما يزعم – منتشرة فى المجتمع المصرى بقوة، ابتدأ من القلق والحزن الدائم، إلى الضياع والإهمال والتشرد والغربة داخل الوطن، ولعل أحد أخطر أفلامه كان فيلم (كارما)، والذي كان يسعى لترسيخ التخندق الطائفي، والوقيعة الطائفية بين أبناء الشعب المصرى الواحد.

وهو ما يثبت أن خالد يوسف رغم ما يزعمه من يساريه وحرية، إلا أنه شخص طائفي بامتياز مثله مثل الكثير من عبيد الشهوات الذين يكنون عداء شديدا للمسلمين والاسلام  بسبب ما يمثله من طهر ونقاء وتسامح وانضباط في السلوك والاخلاق، فقد صورفي هذا الفيلم (أدهم) كرجل أعمال مسلم يمثل القوة الدينية الفاحشة الثراء التي يسكن قصرا فارها، والثاني هو (وطني) المسيحي الفقير القاطن في عشة داخل إحدى العشوائيات، وباستهداف ترويج الفتنة بين أبناء الوطن الواحد، فالمسلم فاحش فى سلوكياته الإجرامية، والمسيحى وطنى فقير مدافع عن وطنه الذى يعانى فيه من قهر المسلم، وليقدم صورة درامية هزلية عن فقراء الوطن، فالفقير فى الوطن كسول، وغير ذكى، ومهادن ومستسلم للقهر، وخاضع، ليس لديه نية للغضب والثورة على الظلم!.

ويؤكد (يوسف في النهاية) على أن الفقير المصرى راض بالخنوع والمذلة، وراضي بذلك وبإستمرارية الوضع القائم، وأن وضعهم هذا هم من يتحملون مسؤوليته، وذلك من خلال تقنيات فنية سطحية لا تعكس الواقع، وتقليدية تكرارية نمطية فردية فى مضامين محتواه الفكرى، فلم ترتقى إلى الدراما الفنية الراقية التى تؤسس لجماليات فنية ترتقى بالمتلقى من أجل النهوض بالوطن، لذلك ففكرة أن خالد يوسف وأفلامه ساهمت في ثورة 25 يناير 2011 ليس إلا كذبة سمجة، كما يجب التوقف مليا عند اعتراف الممثلة المصرية (حورية فرغلي) باجبار المخرج خالد يوسف لها بتصوير مشهد إغراء غير موجود في سيناريو فيلم (كلمني شكرا)، حيث أكدت حورية أن خالد يوسف أصر على تصوير هذا المشهد الذي تسبب لها بمتاعب كبيرة على المستويين الفني والإنساني.

وظني أن اعتراف الممثلة حورية فرغلي ليس إلا برهانا على الطريقة التى يدير بها خالد يوسف فنه المزعوم وهذا (الإخراج) المحموم في أفلامه، بغرض تسيد الفجور والدعارة فى السينما المصرية، وتشكيل رأي عام لا يتأفف بل يشجع على جميع أنواع الدعارة، ابتدأ بالدعارة الجسدية الى الدعارة الثقافية والسياسية التي أوصلته الى البرلمان المصري من قبل، ومن عجائب الأمور أنه كان أحد كتاب الدستور المصري في لجنة الخمسين، لكن قيمه الأخلاقية المهلهلة غلبته وعصفت به ودفعته إلى مهب ريح الغربة التي يدعي أنه استفاد منها، ومن ثم عاد للوطن ليسجل تاريخا جديدا من الفوضى ومزيد من تداعي الانقسام داخل المجتمع المصري، وذلك بالتأكيد سيكون انتقاما منه جراء تلك المرارة التي تجرها في باريس لمدة سنتين ونصف والتي اعتبرها جاءت نتاج مؤامرة وليست رجسا من أعماله الشيطانية.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.