رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

الباعة الجائلين .. شوكة دامية في ظهر أهم مسارحنا المصرية !!

كتب : محمد حبوشة

لا شك أن الحكومة المصرية والبرلمان يسعيان لتفعيل إجراءات القضاء على ظاهرة (الباعة الجائلين) التي أصبحت تعد مشهدا معتادا بالشوارع المصرية، رغم الحملات التي تقوم بها الجهات الأمنية على فترات متفاوتة، لكن لابد للحكومة أن تكون أكثر جدية  في التصدي لظاهرة الباعة الجائلين وانتشار القمامة في وسط القاهرة، خاصة في الأماكن الحيوية التي تمثل رمزية ثقافية وفنية مثل (المسرح القومي، مسرح الطليعة، مسرح القاهرة للعرائس)، وذلك في إطار إظهار وجه القاهرة الخديوية الحضاري بأحسن صورها، والحد من الظواهر السلبية في تلك المنطقة الحيوية من الشارع المصري، خاصة قلب العاصمة القاهرة النابض بالفنون الرفيعة والثقافة التي تثري الوجدان المصري وتضع أسس مستقبل مشرق لأجيالنا القادمة.

لجنة الإدارة المحلية بالبرلمان ناقشت من قبل الأزمة التي يعاني منها المواطنون، وخلصت إلى ضرورة تفعيل دور الشرطة المتخصصة، وزيادة مواردها البشرية والفنية، كحل عاجل وأولي لمواجهة تلك الظاهرة (السلبية) والبرلمان من جانبه عمل خلال الفترة الأخيرة، وظني أنه سيستكمل بعد انتهاء إجازته الصيفية على إعداد تشريعات تستهدف إعادة الانضباط للشارع المصري، وكان الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس الوزراء المصري، قد أعلن من فترة بدء تنفيذ خطة لتطوير محافظة القاهرة، وأشار رئيس الوزراء خلال اجتماع ضم عددا من الوزراء، إلى أن الفترة الحالية تستهدف إحداث طفرة حقيقية في القاهرة بهدف استعادة نشاطها الثقافي والحضاري والتراثي، مضيفاً أن هذا هو أحد أهداف بناء العاصمة الإدارية الجديدة، الذي يتمثل في أن تعود القاهرة لدورها التاريخي كعاصمة للثقافة والسياحة والتراث.

الدكتور مصطفى مدبولي

وشدد رئيس الوزراء على ضرورة منع الباعة الجائلين من التواجد في الشوارع بوجه عام، قائلا: (لن يتم السماح بهذه المظاهر العشوائية، ولن نسمح بأن يقتصر الأمر على حملة أو أكثر وبعدها تعود هذه المظاهر مرة أخرى، ونوه رئيس الوزراء إلى أن الحكومة قطعت شوطا كبيرا في طلاء واجهات المباني، مكلفا بأن يتم الاهتمام بأعمال الرصف وتطوير الأرصفة، بنسق واحد، مؤكدا على اهتمام الحكومة بتطوير القاهرة الخديوية، وأكد رئيس الوزراء على ضرورة الاهتمام بمنظومة النظافة، ورفع القمامة من محافظة القاهرة، مشيرا إلى أن هناك تكليفا واضحا من الرئيس عبد الفتاح السيسي بأن يتم البدء في تطبيق منظومة النظافة الجديدة في 5 محافظات تجريبية، وأولها القاهرة.

والحقيقة أنه سبق أن وضعت الحكومات المصرية المتعاقبة خططا لنقل جميع الباعة الجائلين من شوارع القاهرة والمدن الرئيسية، وعمل تجمعات كبيرة لهم بشكل رسمي وحضاري، غير أن الباعة عادة ما يتجاهلون تلك التجمعات، مفضلين التواجد في الشوارع الرئيسية ومحطات مترو الأنفاق، وأهمها تلك الحالة الصارخة أمام وخلف وعلى شمال ويمين (المسرح القومي، مسرح الطليعة، مسرح القاهرة للعرائس)، وقد رأى البعض أن حل مشكلة انتشار الباعة الجائلين يجب أن يتم بتقنين أوضاعهم بما يحفظ شكل الشارع المصري وفي الوقت نفسه من دون قطع أرزاقهم، ونوه إلى أن صدور الإدارة المحلية وتشكيل المجالس المحلية، بالتأكيد سوف يساعد الحكومة على مقاومة تلك الظاهرة.

حملة حكومية لازالة سوق العتبة

لكن (لعبة القط والفأر) بين الباعة الجائلين وأجهزة شرطة المرافق بجميع أحياء القاهرة لم تتوقف، فمازالت عمليات الكر والفر (مستمرة)، خصوصا في مناطق وسط البلد الحيوية، صحيح أن هنالك حقائق مرة على أرض الواقع الحالي، ففي مصر ما يزيد علي 7 ملايين بائع متجول، يمثلون نسبة تتراوح من 65 – 70% من التجارة الرسمية.. أكثر من 40% من هؤلاء الباعة يحملون مؤهلات عليا، وانتشرت الظاهرة بسبب الظروف الاقتصادية الصعبة وكذلك البطالة المتفشية في كل مكان، مما أدي لزيادتهم بهذا الشكل الكبير، ويدر الاقتصاد السري 40 مليار جنيه يوميا، ولا أحد ينكر في الوقت نفسه حق كل انسان في البحث عن وسيلة رزق بطريقة مشروعة، خاصة وأن عدد الخريجين من حملة المؤهلات الوسطي والعليا يتزايد سنوياً، وهؤلاء يمثلون جانبا من مشكلة البطالة، التى تعد المورد الرئيسى لباعة الأرصفة.

ومع ذلك فقبضة الأجهزة الأمنية عليهم متراخية، حتى لو كانت صارمة فسرعان ما يعودون إلى ممارسة عملهم مرة أخرى دون أى ملاحقة، كما أنه لم يصدر قانون لحمايتهم حتي الآن، وربما تحتمل بعض المناطق في شوراع القاهرة إمكانية وجود باعة جائلين بطريقة منظمة تضمن عدم المساس بالمباني التاريخيةوالأثرية وتحفاظ على نظام الشارع، لكن الذي لايحتمل وأصبح حالة صارخة تستدعي التدخل بشكل فورى من جانب مجلس الوزراء في ظل اهتمام الدكتور مدبولي بشكل ملامح القاهرة الخديوية هى منطقة العتبة التي تحوى (حديقة الأزبكية، المسرح القومي، مسرح الطليعة، مسرح القاهرة للعرائس)، وغيرها من مناطق كانت تعد مركز إشعاع ثقافي، لكنها تحولت بفعل شيطاني رجيم إلى حالة من الفوضى فضلا عن الروائح الكريهة التي تذكم الأنفوس في رحلة ذهاب الجمهور الشاقة لحضور أحد العروض المسرحية.

الباعة الجائلين أخفوا معالم المنطقة والشارع

بنظرة سريعة على تلك المنطقة التي كانت تمثل قلب القاهرة النابض بالفن والثقافة في فترات الفتوة المصرية ستعجب كثيرا من تشوه المنظر الذي بدأ بانشاء جراج متعدد الطوابق ليحل محل دار الأوبرا المصرية التي كانت منارة الشرق، وتلك جريمة أخرى ينبغي إعادة النظر فيها، فكل دول العالم تحافظ على مناطقها الحضارية والثقافية والأثرية إلا نحن الذين نقوم بتجريف تاريخنا وتراثا ونمهد الطرق للعشوائيات التي تسكن أهم معالم القاهرة الخديوية، ولقد لمست ذلك وأكثر وتحسرت على ماضينا العريق الذي كان حين ذهبت قبل أسبوع تقريبا لمشاهدة عرض (الصندوق) على مسرح الطليعة، فقد هالني هذا المشهد العبثي للباعة الجائلين والذين يخلفون قمامة تكفي لا لزكم الأنوف فحسب، بل تقدر على نقل الأمراض وربما كان ذلك سببا جوهريا في عزوف الجمهور عن حضور العروض المسرحية.

وهنا لا أناشد وزارة الثقافة لأن الأمر ليس بيدها، بل بيد مجلس الوزراء، ووزارة الداخلية، ووزارة التنمية الإدارية، والأهم من كل هؤلاء وزارة البيئة، ويمكن أن أضيف وزارة الصحة باعتبار أن هذا التكدس مخالفة للإجراءات الاحترازية في ظل مواجهة الموجة الرابعة (دلتا) التي تحل علينا بشراستها الفتاكة كما نعرف خلال أيام قليلة .. وأقول لهم جميعا ياسادة: أصبح الوضع شديد الخطورة على صحة المواطن من ناحية، ومن ناحية أخرى طمث الهوية الثقافية لأهم مسارح مصر العريقة فقد اختفى الرصيف في تلك المنطقة من شوارع القاهرة، بعد أن احتله الباعة الجائلون منذ زمن بعيد، زحف العديد منهم إلى نهر الشارع ووقعت عشرات المشاجرات فى العتبة ووسط البلد، أطرافها باعة جائلون، إما مع مارة وسائقى مركبات، أو شرطة المرافق، وتحول ميدان العتبة وأرصفته إلى فاترينة عرض كبيرة لأكبر مساوئنا

المسرح القومي يعاني من التكدس والزحام

لقد أصبح هؤلاء العشوائيون – للأسف – ملاكا غير شرعيين لأرصفة وشوارع ميادين العتبة وحول مسرحي (القومي والطليعة)، ووضعوا بضائعهم فى الطرق، متسببين فى إعاقة حركة المرور، وسير المارة، ما يؤدى إلى نشوب العديد من المشاجرات التى غالبا ما تنتهى بجرائم متنوعة، فضلاً عن انتشار ظاهرة تعاطى المخدرات، إن أعمال البلطجة تزايدت بين البائعين ويتم الاعتداء على الزبائن والمارة، وأصبح جميع الباعة بالمنطقة من الصعيد وتمركزوا بتلك المناطق وعملوا فى البيع والشراء، ولعل المشاجرات العنيفة التي تنشب بينهم لأتفه الأسباب – بسبب أخلاق الزحام – وعادة ما ينتج عنها العديد من الضحايا قتلى ومصابين، كما يتنافس (الفتوات) فيما بينهم لتأجير الشوارع فى المنطقة مقابل مبلغ مالى شهريا، وفى حالة المخالفة تحدث (الكوارث).

مطلوب نظرة جكومية عاجلة

ما يهمنا في الأمر هو إنقاذ مسارح الدولة وحديثة الأربكية وما حولهم من مراكز للإشعاع الثقافي والفني المصري، وخاصة (المسرح القومي)، الذي تم تأسيسه عام 1869، وقام بتصميمه وتنفيذه المهندس الإيطالى الجنسية (فيروتشى)، والذى كان يشغل منصب مدير عام المبانى السلطانية فى ذلك الوقت وقد صمم المسرح من الداخل على التصميم المعمارى الذى كان سائدا فى ذلك العصر من ناحية الصالة البيضاوية على هيئة حدوة فرس وكان تصغيراً لتصميم مسرح الأوبرا الملكية المصرية، وقد تم تصميم العديد من المسارح على غرار هذا المسرح مثل مسرح وسينما محمد على بالإسكندرية عام 1922 (مسرح سيد درويش) ومسرح طنطا ومسرح ريتس عام 1923 ومسرح دمنهور 1925 ومسرح الريحانى عام 1926 ومسرح معهد الموسيقى العربية عام 1928 ويرجع فضل اختيار الطراز العربى للتصميم المعمارى للمبنى إلى طلعت حرب والذى أنشأ فى نفس العام بنك مصر على نفس الطراز والزخرفة المعمارية العربية.

وفي 20 ديسمبر1920 أعلنت الصحف المصرية عن قرب افتتاح مسرح حديقة الأزبكية الجديدة في أول يناير 1921 كما أشارت إلى روايات الإفتتاح على النحو الآتي: يبدأ احتفالات شركة ترقية التمثيل العربي مساء يوم الخميس أول يناير 1921 بالأربع روايات الآتية: 2،1 ينايررواية (هدى) وهى رواية تلحينية خيالية عصرية، تأليف عمر بك عارف، وتلحين حضرة الشيخ سيد درويش، وإخراج عبدالعزيز خليل،4،3 يناير، (عبدالرحمن الناصر) بقلم عباس أفندي علام، تلحين سيد درويش،6،5 يناير، (ألامود) وهى رواية أخلاقية مصرية عصرية بقلم عباس أفندي علام،8،7 يناير، (عدل المأمون) وهى رواية أخلاقية تاريخية تمثل عهد الخليفة المأمون وعدله بقلم زكي أفندي.

كان  المسرح القومي عبارة عن (تياترو حديقة الأزبكية) الشهير، فقد كانت في أول أمرها أرضا خربة لا يوجد بها غير مزار سيدي عنتر، وسيدي وزير، وقام بعض الملوك بحفر خليج إليها من فم الخور، وصار يعرف بخليج الذكر ضمن متنزهات القاهرة، وبنى على ذلك الخليج قنطرة الدكة، وكان عليها دكة للمتفرجين ليجلسوا عليها، وكانت تعرف أيضا بقنطرة التركمان لأن الأمير “بدر الدين التركماني” كان عمرها على خليج الذكر،  واستمرت هذه البقعة إلى سنة 655 هـ ، فتلاشى أمرها، وصارت هذه البقعة خربة مقطع طريق مدة طويلة لا يتلتفت إليها، واستمر الحال على ذلك حتى جاء (أزبك) وكان سكنه قريبا منها فبنى فى الأزبكية القاعات الجليلة، والدور والمقاعد وغير ذلك، ومهدها وصارت بركة وبنى حولها رصيفا متقنا محيطا بها، وأجرى إليها الماء من الخليج الناصري حتى تم له ما أراد، ثم شرع الناس فى البناء عليها فبنيت القصور النفيسة الفاخرة والأماكن الجليلة، وتزايدت العمارات بها إلى سنة 901 هـ.

الباعة يحاصرون المسرح القومي

وتعرض المسرح القومي لأزمة، ومن ثم بدأ بعض الفنانيين المهتمين بالمسرح يبحث عن حلول لأزمة المسرح، التى بلغت ذروتها فى الثلاثينات واضطرت معها أغلب الفرق إلى التوقف عن العمل، وكانت أهم المبادرات لحل تلك الأزمة التى يمر بها المسرح إنشاء فرقة اتحاد الممثلين عام 1934 برئاسة الفنان جورج أبيض، ولكن الإتحاد فشل قبل نهاية العام بسبب ضعف مستوى العروض والصراعات المستمرة بين الفنانيين، مما دعا وزير المعارف إلى تشكيل لجنة لترقية المسرح المصري برئاسة الدكتور حافظ عفيفي وعضوية بعض رجال الأدب لدراسة وتقرير ما تراه لإصلاح التمثيل.

 وبعد أن قامت اللجنة بدراسة موقف الفرق، والتقرير المقدم من جورج أبيض وبعض الممثلين، رفعا فى 13 مارس 1935  مقتراحاتها إلى وزير المعارف وكان من بينها إنشاء فرقة حكومية تضم الممثلين الأكفاء.

وبالفعل شرعت وزارة المعارف فى تنفيذ معظم المقترحات المقدمة للنهوض بالمسرح، فصدر قرار بإنشاء الفرقة القومية برئاسة الشاعر خليل مطران، كما شكلت ثلاث لجان احداها عليا للأشراف على الفرقة الجديدة برئاسة د. حافظ عفيفي، وعضوية د.طه حسين، ومحمد العشماوي وكيل الوزارة، ود. حسين هيكل، ود. أحمد ماهر، واللجنة الثانية تنفيذية برئاسة محمد العشماوي، والثالثة للقراءة وتتألف من د. طه حسين، وأحمد أمين، وعبدالعزيز البشري، وخليل مطران، ومحمد عبدالرازق، وخليل ثابت.

ومر المسرح القومي بنفس تلك الأزمة مرة ثانية وأعيد افتتاحه عام 1986، ثم شب حريق في صالة العرض بالمسرح القومى مساء يوم 27 سبتمبر 2008 في وقت كان يسود فيه الهدوء التام مع استعداد المصريين لتناول طعام الإفطار بعد غروب الشمس، وقالت مصدر بالإدارة العامة للدفاع المدني والإطفاء إن النيران بدأت في الاشتعال في نحو الخامسة وخمس وثلاثين دقيقة بتوقيت القاهرة وبدأت بستارة المسرح واستمرت نحو ساعتين، وأضاف أن أكثر من 30 سيارة إطفاء انتقلت إلى المسرح المشتعل الذي يقع في ميدان العتبة حيث توجد الإدارة الرئيسية للحماية المدنية بالعاصمة، وأعيد افتتاحه بعد 6 سنوات عام 2014.

تحت هذه القبة تجلت أروع الفرق وكبار النجوم في مصر والعالم العربي

جدير بالذكر أن المسرح القومي عبر أكثر من مائة عام مثل على خشبته المسرح الفنانين والفنانات من مصر والعالم العربي، وكان تياترو مسرح الأزبكية مقصد الفرق الأوروبية العديدة التى كانت تفد إلى مصر بكثرة خلال الفترة من عام 1890 إلى 1906 ، لتقدم عروضها أمام جمهور الأجانب الذين أخذوا يتوافدون على مصر بأعداد متزايدة، وقد ساعد على رواج عروض هذه الفرق قرب المسرح من مكان تجمعات الجاليات الأجنبية المستوطنة بأحياء الفجالة والظاهر وعابدين والأزبكية، والتاريخ مكدس بآلاف الصفحات التي تشهد على عظمة المسرح القومي لكن ليس محلها الآن، فنحن نسعى لإنقاذه من براثن الباعة الجائلين.

وفي النهاية أتوجه للسيد رئيس وزارء مصر الدكتور مصطفى مدبولي (صاحب الإنجاز المشهود في القاهرة الخديوية والحفاظ على مظهرها الحضاري)، وذلك بسرعة إصدار تعليمات واضحة ومحددة لإنقاذ (المسرح القومي، مسرح الطليعة، مسرح القاهرة للعرائس، ماتبقى من حديقة الأزبكية التي يسكن مترو الأنفاق في أحشائها) من حالة التردي التي لاتسيئ فقط للقاهرة الخديوية كمدينة للسياحة والآثار، بل تسيئ لتراثنا الفني والمعرفي والثقافي لمنطقة ازدهرت طوال القرن العشرين في نشر أرقى أنواع الفنون من مسرح وغناء، وتعاقبت عليها أجيال من العمالقة الذين يسكنون الذاكرة المصرية بحروف من نور كمرادف حقيقي للحضارة والتنوير الذي جعل من مصر هوليود الشرق، بعد أن توارت الآن بفعل العشوائية والظواهر السلبية التي تحتاج إلى قوانين رادعة تبطش بكل من يخاصم الجمال والرقي والثقافة والفن والأثر، وفقو كل ذلك يشرع في إفساد الذوق العام وتلويث الهواء النقي بروائح كريهة تصد الجمهور عن متابعة عروض المسرح الذي بدأ يسترد عافيته الآن!!!.

هل من أذن صاغية وعقل واع وضمير حي كي ننقذ ما تبقى من تراث أجداد أقاموا هنا أروع الحضارات الفنية في الشرق كله؟! .. في انتظار إجابة شافية وكافية تردع هؤلاء العشوائيين الذين ينعصون علينا حياتنا، ويصدرون طاقة سلبية تنال من حياتنا في مصر الجديدة التي تنعم بالتمية والاستقرار.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.