كتب : أحمد السماحي
ما حدث في سوريا في السنوات العشر الأخيرة يصلح لعمل ملاحم أسطورية خالدة، وأفلام ومسلسلات ومسرحيات على درجة كبيرة من الإبداع والتميز، خاصة فيما يتعلق بالقصص الإنسانية التى تذهب العقل والتى راح ضحيتها أطفال وشيوخ وعرائس وحوامل، ومن الأعمال الفنية الجديدة المقررعرضها قريبا، والتى تحكي جزء بسيط مما حدث العمل الدرامي الهام (ليالي الشمال) تأليف وإخراج (عماد نجار)، وهوعمل درامي اجتماعي معاصر من ثلاثين حلقة، تدور معظم أحداثه في إحدى الضواحي السويدية، حيث يتحدث عن المهاجرون ذوو الأصول العربية وحياتهم ضمن المجتمع السويدي والصعوبات التي تواجههم في مستقرهم الجديد، الذي اختاروه أو اضطروا لاختياره.
ويحاول العمل من خلال شخصيات مهاجرة وسويدية مختارة بعناية، رصد أهم وأخطر الأسباب التي تعيق اندماج المهاجرين العرب بالمجتمع السويدي، كما تعيق تقبّلهم من قبل نسبة من السويديين – من المؤسف أنها في ازدياد مستمر – نتيجة لمجموعة من السلوكيات السلبية غير المسؤولة التي يقوم بها بعض هؤلاء المهاجرين.
كما يسلط المسلسل الضوء على أساليب عمل جماعات الإسلام السياسي في استغلال هؤلاء المهاجرين واللاجئين لمصالحها، ومصالح قياداتها غير الأخلاقية تحت ستار الدين، وتجنيد تلك الجماعات لعدد من النخب، والمثقفين العرب ذوي التوجهات العلمانية والليبرالية المعلنة ليكونوا واجهات صورية لها ولأجنداتها المتطرفة.
بطل المسلسل النجم السوري الكبير (فراس إبراهيم) أكد لـ (شهريار النجوم) سعادته البالغة بهذا العمل الهام الذي يتضمن في حلقاته حالات إنسانية متنوعة تعكس الواقع المعاصر، وتصور حالة اللجوء والهجرة على خلفية الأحداث التي مرت بها سوريا، ويجسد معاناة اللاجئين السوريين في بلاد الاغتراب، كما يكشف الغطاء عن المعارضات وارتباطاتها بالخارج وطرق تمويلها.
وصرح (أبومعروف) فى مسلسل (ليل ورجال): أن العمل أحد الأعمال الهامة التى قدمها خلال مشواره الفني، وهو العمل العربي الوحيد الذي تم تصويره بالكامل فى أوروبا وبالتحديد فى السويد، وهو الآن فى مرحلة المونتاج، وخلال شهر سيتم الإنتهاء من عمليات المونتاج وباقي العمليات الفنية، ويعتقد أنه سيعرض فور الانتهاء من مونتاجه، ولن ينتظر شهر رمضان القادم، إلا إذا تم الاتفاق مع محطة عربية كبيرة لعرضه خلال الشهر الفضيل.
وعن دوره فى هذا المسلسل الضخم قال النجم السوري الكبير، صاحب شخصية فؤاد في مسلسل (أسمهان): أجسد دور مدير إذاعة عربية في السويد اسمه (فارس كيال) يعني باللاجئين العرب فى السويد وأوروبا، من خلال إذاعته الناطقة بالعربية، وهذا الرجل يبدو شخصية وطنية ومتزنة شكلا وموضوعا، لكنه فى الحقيقة أحد الأدوات التى يستخدمها الغرب والإسلام السياسي في تدمير بلده، والعبث بمصيرأهله وناس.
جدير بالذكر أن مسلسل (ليالي الشمال) يضم مجموعة كبيرة من النجوم والفنانين من أكثر من ثلاثة عشر جنسية مختلفة عربية وأوربية، منهم (فراس إبراهيم، باسم مغنية، عماد نجار، منى هلا، ماريال نلسن، مريم حسين، شادي مقرش، يزن السيد، ليث المفتي، هنا استنبولي، مجد ظاظا، إبراهيم منعم، إنجي اليوسف، إرينا نلسن، يورغن كارلسون، كلاس إيغيغرين، إباء المنذر، سامر الكردي، ماغي جاي أوغلي، لولوة حسن، ماتيلدا غوستافسن) وضيوف العمل (محمد خير الجراح، عدنان أبو الشامات، نبال الجزائري، باسم الصباح) وغيرهم الكثير.
والمسلسل المأخوذ إسمه من أغنية (ليالي الشمال الحزينة) لجارة القمر (فيروز)، التى قدمتها في مسرحية (المحطة) على قصر (البيكاديلي)عام 1973، وهو من إنتاج (جاد فيلد بروداكشن).