رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

سميرغانم .. الرايق الذي أحبه لينين الرملي

سميرغانم .. الرايق الذي أحبه لينين الرملي
فاطمة المعدول

بقلم : فاطمة المعدول

كان سمير غانم – رحمة الله عليه – مضحكا كبيرا يجمع بين الكلاون الغربي والأراجوز المصري  وتراث (الكوميديا دي لارتي) مع فن القافيه المصري ، أتذكر إنه في منتصف التسعينات من القرن الماضي أن تطاول عليه صحفي في (أخبار اليوم) في عدة مقالات ناعتا إياه أنه مجرد كومبارس وأراجوز مضحكاتي، وكان لينين الرملي يتعجب ويقول (وهو حد طايل يبقي عنده الملكات العظيمة دي، وهى ديه شتيمة ؟).

والسؤال : هل كان سمير غانم ممثل كبير؟، هل كان يدخل في آهاب أي شخصية بالمعني الكلاسيكي؟ ويتنقل من شخصية لشخصية؟، الحقيقة التي أثبتتها الأعمال المختلفه على مدار 60 عاما .. سمير غانم لم يكن يتخلي أبدا عن شخصيته الحقيقيه في أي دور يلعبه، بل كان يبلع الشخصيات المكتوبة علي الورق لتصبح هى وهو شيئ واحد، وكان يفعل ذلك بفطره وسلاسة وبساطة شديدة لقد ظل سمير غانم يقدم لنا شخصية سمير غانم الحقيقيه بتنويعات ودرجات مختلفه في كل أعماله.

سميرغانم .. الرايق الذي أحبه لينين الرملي
سمير وقت ان قام بعمل مسلسل (ميزو)
سميرغانم .. الرايق الذي أحبه لينين الرملي
المؤلف الراحل الكبير لينين الرملي

سمير غانم كان حالة خاصة متفردة فهو كوميديان ومضحكاتي، ولكنه يتمتع بالوسامة وهى في العادة ضد الكوميديا، فهو لم يكن قصيرا مكعبرا أو نحيفا بشكل ملحوظ او خلقتة مشلفطة أو سمينا بشكل مبالغ فيه!!، ولم يحتاج أبدا أن يبالغ في الأداء ولا يضرب كل من حوله أو يتلفظ بألفاظ سوقية، أو يعاكس الممثلات بشكل فج، ولم يتخلي أبدا عن وسامته في أغلب الأدوار ولا خفة دمه حتي في المواقف المحزنة، بل كان يستخدم مخزونه النفسي الرايق الجميل المنبسط ليرسم البسمة الرايقه اللطيفه قوي زيه .

حينما كنا في المعهد في أول عام كانت انطلاقه الثلاثي وكنا جميعا معجبين بالضيف وجورج، ولكن لينين فاجأنا أن أخطرهم هو سمير وأن حركاته الجسديه تموته من الضحك ولا مثيل لها في الممثلين المصريين، ولذلك حينما التقي سمير غانم مع لينين الرملي في اليونان حيث كان يتم تصوير بعض مسرحيات لينين الرملي تليفزيونيا، كان لقاء وديا ولطيف تبادلوا فيه الإعجاب مع بعضهم البعض و اتفقوا بسرعة وبشكل لطيف أن يكتب لينين عمل ليقدمة سميرفي التليفزيون المصري وقد ظلوا يلتقوا حوالي 3 سنوات حتي كتب لينين (ميزو)، وذلك بعد أن فهم كل منهما الآخر جيدا.

سمير عرف تشدد لينين واعتزازه بما يكتب ولينين عرف قدرات سمير ليست التمثيلية أو الارتجاليه فقط، بل طريقه تفكيره وكانت ميزو التي كلما قرأ لينين لسمير مقطع منها يتعجب سمير ويقول له بجد (ده أنا يالينن .. ده كلامي .. هوه انت كنت عايش معايا ؟).

سميرغانم .. الرايق الذي أحبه لينين الرملي
مع سامي فهمي في (ميزو)

حتي دخلوا الاستوديو وقد كنت خائفة جدا أن يخرج سمير على النص ويصطدم مع لينين ويتفشكل العمل أو يخسروا بعض (في الأيام دي كان المؤلف حتي لو جديد مهم جدا وله كلمة مسموعة، وماكنش العمل اسمه ورق كان اسمة نص وماكنش لسه بيكتبوا المسلسلات ميكانيكية في الورش ومعاهم أسطي بيصلح الكراسة.

المهم دخلوا الاستوديو، كان لينين يعود إلى المنزل وهو في غايه التعب (حيث كان مسؤل عن فردوس وسمير ويساعد أحيانا في الإخراج مع أباظه الذي كان يخرج لأول مرة)، ولكنه في غايه السعادة فقد كان سمير غانم يجلب معه كل يوم شنطتين سفر كبار مليانين إكسسورات ويقعد يفرج لينين ويقول له إيه رأيك أطلع ده في المشهد الفلاني؟، ولينين الرملي مسخسخ علي روحة من الضحك وأطلق علية اسم (الرايق).

سميرغانم .. الرايق الذي أحبه لينين الرملي
سمير  وفردوس في مشهد من (ميزو)

كان يقول لي رايق قوي يابطة حتى لو ماعجبهوش حاجة لا يتكلم ولا يعترض بل يقول إفيه، وحينما سأل لينين مين هاتعمل الدور معايا؟، لينين قال له فردوس عبد الحميد اندهش وصمت (وهو الذي لم يمثل إلا أمام بنات جميلات صغيرات ومش مهم يكن ممثلات فهن أمامه مجرد شماعات لتعليق الإفيهات)، ثم أطلق الإفيه القذيفة: (انت هاتجيب لي محمود يس علي ست يالينين أمثل قدامها) فوقع لينين من الضحك علي الأرض .

حينما توفي لينين الرملي كتب الناقد الكبير طارق الشناوي أن سمير قال له في احدي اللقاءات إن كل الإفيهات التي قلتها في كل أعمالي من عندي، ولم يكتبها مؤلف إلا مسلسل ميزو فأنا لم أخرج فيه على النص)، والحقيقة أن لينين الرملي أحب سمير غانم جدا واحترم قدراته فذهب إليه في ملعبه وكتب له وعلى لسانه مايحبه ومايستطيعه .. رحم الله سمير غانم ولينين الرملي.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.