رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

المط والتطويل آفة مسلسلات رمضان تصيب (الطاووس) !

كتب : أحمد السماحي

بعد أن أصبح مؤلفي الدراما يفتقدون إلى الخيال الواسع الذي بات وجوده لديهم محدوداً للغاية، لذا نرى ما يكتبونه لا يصلح إلا أن يكون مجرد قصص قصيرة، غير أنهم يقومون بإضافة أشياء وشخصيات ثانوية جديدة لإرضاء المنتج وسد الفراغات ليزيد المسلسل على الثلاثين حلقة، بعد أن كان في الأساس 15 حلقة مثلا، وغالبا ما تتم هذه الإضافات من المنتج أو المخرج، وأحيانا تصل إلى عمال البوفيه أثناء جلسات العمل، وفي النهاية يخرج المسلسل بلا هدف أو قيمة، فالمتابع الجيد لمسلسلات شهر رمضان الذي أوشك على الانتهاء لابد وأنه لاحظ الظاهرة التى تتكرر بصفة منتظمة ومستمرة فى المسلسلات المصرية والعربية فى السنوات الأخيرة، وهى آفة المط والتطويل، بشكل يتجاوز كل حدود العقل والمنطق، فبعض المسلسلات تكاد تنتهى فكرتها بعد خمس حلقات، ولكنها تستمر فى سياقات دائرية ومشاهد تتكرر وأحداث بطيئة، وهى ظاهرة لم ينج منها أى من الأعمال التى تعرض حاليا!.

نظرات احترافية حادة ومعبرة للغاية للمحامي المرواغ الأسطول

ومن المسلسلات التى كانت تسير بشكل جيد فى الحلقات الأولى مسلسل (الطاووس) الذي تسللت إلى أحداثه هذه الآفة الخبيثة التى نتمنى أن تنتهي من أعمالنا الدرامية المصرية والعربية، فقد لاحظ جمهور المشاهدين أن العشر دقائق الأولى من أحداث الحلقة الجديدة عبارة عن ما شاهدناه فى الحلقة السابقة، ثم مشهد كامل من الحلقة السابقة، وكأن صناعه يريدون تذكيرنا بما شاهدناه أمس والذي لم يمر عليه إلا ساعات قليلة، وفجأة نجد أن عشر دقائق كاملة مرت ولم تبدأ بعد الحلقة الجديدة، ثم نشاهد الحلقة فنجد مدتها لا تتجاوز العشرين دقيقة.

حديث ذو شجون أبرز براعة سليمان في تحدي المط والتطويل إلى حد ما

هذه الظاهرة ليست قاصرة فقط على (الطاووس) فلم ينج منها أى من الأعمال المعروضة، فكل الأعمال الدرامية حاليا عدا مسلسلي (الاختيار 2، وهجمة مرتدة) اتخذت من حكاية مشاهد من الحلقة السابقة عنوان لها، لتطويل مدة الحلقة التى لا تزيد عن 25 دقيقة، وحتى تمر دقائق من وقت الحلقة الجديدة التى ينتظرها الجمهور سواء بشغف او من غير شغف! اخترعوا حكاية مشاهد من الحلقة السابقة!، وربما سبب الترهل والمط والملل الذي يصيب المسلسلات هو أن فكرة المسلسل ذاتها ربما قد لا تستغرق 30 حلقة لكنها من الممكن أن تكون 15 حلقة أو 20 حلقة، ولكن الشركة المنتجة تطالب المؤلف بـ 30 حلقة ليعرض في شهر رمضان، وبالتالي يجتهد المؤلف ويخترع أحداثا ملفقة أو حوارات لا مبرر لها ليصل بمسلسله إلى 30 حلقة، وبالمناسبة مسلسلات كثيرة من روائع ما قدم في الدراما وكانت 15 حلقة فقط منها مثلا مسلسل (دموع في عيون وقحة، إحلام الفتي الطائر، نصف ربيع الآخر) وغيرها من الأعمال الرائعة والعلامات الدرامية . 

وإذا كان من الطبيعى أن يسعى المنتج لتحقيق ربح وألا يحرق العمل فى عدة حلقات، لكن الأمر يتجاوز الحدود ويدخل فى إطار النفخ والتطوىل الممل، وكل هذا والمشاهد فى فى النهاية مغلوب على أمره ليس أمامه سوى استهلاك العمل والتفاصيل المقدمة إليه، إذا كان يعجبه!.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.