رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

غلطة شريهان الكبيرة

بقلم : محمد شمروخ

السبب الوحيد، في عدم إعجابي بإعلان الفنانة شريهان، هو أن عودتها كانت لابد أن تعتمد على قيمة ما يجب أن تقدمه بعد كل هذا الغياب الطويل، وليس فقط على الضجيج المصاحب لإعلان تستفيد منه الشركة وحدها أضعاف ما استفادت منه شريهان نفسها.

فالفنانة الكبيرة التى لم تزل تحتفظ بمميزاتها التى أسرعت بها إلى النجومية في وقت قصير، من خفة الحركة والقبول والبساطة والشجن الذي يختلط بالصوت والملامح الذي ينبع من الزوايا البعيدة في روحها التى عانت مرارة تجارب عديدة كلنا نعرفها ولكن لا يوجد داع أن ننغص على أنفسنا وعليها بها، وإن كان موضوع الإعلان نفسه قد دار حول بعض من هذه التجارب على سبيل الاستثمار حتى في الألم.

فتلك المعاناة التى عانتها شيريهان سواء جناها عليها البشر أم ابتلاها بها القدر، شاركتها فيها الجماهير كما سبقت أن شاركتها نجاحاتها، فاحسب معى كم أسرة أطلقت على مولودة جديدة لها اسم )شريهان( بسبب عشقهم وتعاطفهم مع نجمتهم المحبوبة.

فقيمة شريهان ومكانتها الكبرى لدى الملايين في مصر والدول العربية، كانت تفرض عليها أن تعود إلى تلك الجماهير بعمل أكبر ويأتى بعده موضوع الإعلان أو لا يأتى، فهى لم تدخل المجال الفنى كفتاة إعلانات ولم تكستسب أو تكسب شهرة من هذا المجال الذي تغاضت عنه وهى في قمة نجوميتها.

وكمشاهد عادى كل خبرتى هي الانطباع المباشر، غصبت نفسي على الإعجاب بها في الإعلان الطويل الممل، على الأقل لأنى من الجيل الذي ظهرت له لشريهان كبطلة استعراضية لا تبارى وكممثلة ذات قدرات هائلة سينمائيا وتليفزيونيا ومسرحيا، وإن كان حتى الآن، لم تجد شريهان من يكتب لها نصا على قدر مواهبها، فقد أفلحت في الأدوار الاستعراضية في المجالات الثلاثة، كذلك في الأدوار الجادة التى لا أثر للاستعراض فيها، لكن اعترضت طريقها عقبات عرقلت مسيرتها، ولكنها على مرارتها لم تؤثر على حب الجماهير لها ولا تعلقها بها، وهذه هى الثروة التى لم تؤثر فيها تلك العراقيل وهى كذلك الفوز الحقيقي لشريهان في مشوارها الفنى.

لكن في الإعلان – الذي سينسى قريبا كأى إعلان – كانت الاستعراضات مفتعلة والحركات مصطنعة أما الموسيقى فحسب ما وصفه طفلى الصغير الذي لم يتجاوز العشر سنوات، فإنها مثل موسيقى توم وجيرى وهى موسيقى أظن أنها قدمت بها إحدى فوازيرها عليها!.

فإن انتهى زمن الفوازير وتوم وجيرى، فشريهان لم تنته بعد، بدليل عودتها الآن وقبول الجماهير لها، لكن أى عودة؟!

فالمعلنون بسبب اعتمادهم خبراء فى علم النفس الاجتماعي، على يقين بأن الجمهور لن يتحمل أن يرفض عودة شريهان لأى أسباب كانت، بل على استعداد لتقبل أي شيء علشان خاطر عيونها، هو فقط يريد أن يراها تحطم الطوق والأسورة من عنقها ويديها لتقفز وتجرى وتدور وتضحك، وليتأمل تقاطعات الأسى والمرح على قسمات وجهها كما تعود منها، فرحلة شريهان مع جمهورها هى رحلة عمر طويل مفعم بالمرح والحزن معا كصوتها وملامحها، ومنذ براءة الطفلة شيري وشقاوة البنوتة شريهان، أفلحت أن تكون علامة في تاريخ الفن وخصوصا الاستعراضات، فلم يكن أبدا يليق بها مهما كانت الأسباب أن تعود دقائق متقطعة في فواصل لأعمال أخرى.

والأمر الوحيد الذي يصحح هذا الوضع هو أن تعود شريهان في عمل يليق بتاريخها الفنى ورصيدها الجماهيري، دون ذلك، فستكون قد خسرت الكثير مهما كانت مكاسب عالم الإعلانات.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.