رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

يوسف شعبان .. رحيل جان السينما الشرير

يوسف شعبان .. رحيل جان السينما الشرير
ظل قابضا على جمر فنه حتى قبل رحيلة بأيام

بقلم : محمد حبوشة

رحيل المبدع في أمة يعد بمثابة خسارة فادحة، لذا تبدو خسارتنا كبيرة للغاية بغياب الفنان الكبير والقدير (يوسف شعبان)، فعلى الرغم من عمره الذي وصل إلى 90 عاما إلا أن نهر إبداعه كان متدفقا دائما بالعطاء، ولم ينضب في يوم من الأيام أبدا، بل ظل قابضا على جمر فنه حتى قبل رحيلة بأيام، حيث غادر البلاتوه إلى المستشفى على الفور ليرحل عن عالمنا إلى الأبد تاركا تراثا هائلا في فنون المسرح والسينما والتليفزيون، ويبدو ملحوظا في رحلته – رحمه الله –  أن تراكم الخبرة لديه كممثل مخضرم كانت وراء زيادة ثقته بعمله، فمهنة التمثيل لديه من خلال تتبع مسيرته الطويلة تحتوي قوالب عدة منها اللغات واللهجات، فقد كان يملك قدرة مميزة على استخدام شتى اللغات أو اللهجات ببراعة، فضلا عن طيف واسع من الأصوات التي يمكن إصدارها من الحنجرة، فالممثل الجيد يعمل على تدريب حنجرته ولسانه على أداء أكبر عدد ممكن من هذه الأصوات، خصوصًا أن الصوت أداة رئيسية في مهنة التمثيل، وبالتالي القدرة على التحكم بالصوت تعني القدرة على ضبط إيقاع كلمات النص بما يناسب اللحظة الدرامية لكل منها، تماما كما يفعل “شعبان” في تجسيده للشخصيات الشريرة منها والرومانسية أو تلك التي تجنح نحو أداء تراجيدي في قالب إنساني.

وإذا كان فن التمثيل يتضمن التمثيل مجموعة واسعة من المهارات التي تعتمد بشكل أساسي على قدرة الشخص على تطويرها، مثل الخيال والتقمص العاطفي واستخدام لغة الجسد، بالإضافة إلى وضوح مخارج الحروف والقدرة على فهم الدراما، فكلها كانت مرادفا ليوسف شعبان في تجلياته الفنية، فكما يؤكد كثير من الخبراء بأن ولادتك مع موهبة القدرة على عرض المشاعر وتقمص الأدوار، إلى جانب دراسة التمثيل والتدريب والممارسة، يزيد فرصك بأن تصبح ممثلًا بارعًا ورائدًا في هذا المجال، لذا كان هذا ديدن (شعبان)، وبحسب اعتقاد الأكاديميون فإن الممثل البارع هو من يلعب دوره بشكل طبيعي ودون اصطناع واضح، لكن الحقيقة أن أداء الدور بعيدًا عن الاصطناع أمر مفروغ منه، ولكن التميز يكمن باستطاعة الممثل على مفاجأة الجمهور بردود فعله وعدم قدرة المشاهد على التنبؤ بما سيقوم به.

يوسف شعبان .. رحيل جان السينما الشرير
جان السينما الشرير ي زمن الأبيض والأسود

طيف من الانفعالات

وتبقى مهمة (يوسف شعبان) كممثل جيد في فهمه لهذا الطيف الواسع من الانفعالات وإدراك عمق كل منها وعلاقتها بالشخصية التي يؤديها، ومن ثم اختيار الأداء الأنسب، وتعد القدرة على الانكشاف العاطفي الكامل من أصعب المهارات المتوقعة من الممثل، والمقصود بها القدرة على الانكشاف العاطفي أو كما يسميه البعض (التعري العاطفي)، أي استعداد الممثل لعرض مشاعره الإنسانية بشكلها الحقيقي في موقف درامي ما ضمن القصة التي يمثلها، إذ يكمن سبب ضعف الأداء لدى العديد من الأشخاص في هذه النقطة، ويحتاج الممثل أو الممثلة إلى الوقت والممارسة بالوقوف على المسرح أو أمام الكاميرا، حتى يصلوا إلى مرحلة الراحة بالوجود أمام مجموعة كبيرة من الناس، أما في حالة ضعف الثقة بالنفس عند الوقوف أمام الكاميرا، فإن الممثل يدفع إلى ما يمكن تسميته “حماية أنفسهم” من الانكشاف العاطفي.

واحد من أهم الأسباب التي تدفع الممثلين – الذين هم على غرار يوسف شعبان  – إلى تصنع أدوارهم عوضا عن تقمصها بشكل جيد، تمثيلهم الدور كما يرونه من دون تطبيق أي من نظريات التمثيل، وأشهرها نظرية (ستانسلافسكي)، وهى نظرية تحتوي على مجموعة من التقنيات التي تساعد الممثل على الانتقال بوعيه إلى الشخصية التي يؤديها، وبالتالي تفعيل أفكار وأحاسيس وانفعالات الشخصية عوضا عن مشاعره الشخصية، وهو ما يفعله “يوسف شعبان” دوما عند تأديته لدور ما وفقا لمزاجه الخاص، فإنه رغم وجود بعض المعايير التي تحدد جودة الممثل عنده، يبقى الموضوع مسألة تفضيلات شخصية، فمن الطبيعي جدا أن لا تتوافق الآراء بخصوص الممثلين وحسن أدائهم، من جهة أخرى، تؤثر الحياة الشخصية للممثلين والممثلات بشكل كبير جدا على تقييم الجمهور لهم، فمن يعرض مواقف أو آراء شخصية جدلية من الممثلين، عليه أن يضاعف جودة أدائه حتى يستطيع غض نظر المشاهد عن حياته الشخصية.

طوال رحلته الطويلة لم يخلط (يوسف شعبان) أبدا بين حياته الشخصية وحياته في التمثيل، فكلاهما يسيران في خطين متوازيين لايمكن أن يلتقيا عند نقطة واحدة، وهو فوق ذلك حالة خاصة في التمثيل، فهو مثل العملات النادرة التي تزداد قيمتها كلما تقدم بها العمر، وهو من ذلك النموذج الموهوب المحبوب الذي يزيد النجاح نجاحا ويلفت الأنظار حتى من خلال المشهد الواحد، ولاشك أن حضوره وموهبته ودراسته للتمثيل وعمله مع العمالقة وتجاربه السينمائية تضفي حوله هذه الهالة وتجعله حصان رهان مضمون النجاح، ولكل أبناء جيله صارت الدراما التلفزيونية – بعد تجاربه المميزة في المسرح والسينما – هى شاشته للجمهور، وهى وسيلته للتفاعل معه وللحضور الدائم.

يوسف شعبان .. رحيل جان السينما الشرير
قدرة هائلة على التجسيد الدرامي الفذ

موت لايثير الشجن

لكن من المؤسف والمؤلم أن موت المبدعين أمثال يوسف شعبان لا يثير الشجن والأسى في مساحات الثقافة بما يتلاءم مع قيمتهم ومكانتهم الأدبية والابداعية، فلم يتم تكريم الراجحل العظيم في مصر سوى مرة واحد خجولة في مهرجان الإسكندرية السينمائي ، فلم يلتفت مسئولوا مهرجان القاهرة السينمائي الدولي إلى رصيد شعبان الذي يزيد على 120 فيلما، وذهب لتكريم أقزام مقارنة به، وهو ما يؤكد جحود الأمم والشعوب والمؤسسات الثقافية والحكومات لمبدعيها وهم أحياء، وعدم الاكتراث بهم، ولا نتذكرهم إل بعد رحليهم، ولهذا تبدو ظاهرة الاحتفاء بالمبدعين والعلماء والمفكرين الأموات هي ظاهرة قديمة حديثة، بالنسبة إلى الأمة العربية، على اعتبار أنها أمة تمجد الأموات على حساب الأحياء، وتحب أن تعيش الماضي على الحاضر والمستقبل.

مع أنه من الطبيعي والمعمول به في الدول المتقدمة كافة أن التكريم للمبدعين يتم أثناء حياتهم الإبداعية، وكلّما أنجزوا أعمالًا مهمة ولافتة للنظر، عكس ما يحدث في أوطاننا، عندما يتذكرون المبدع في حال مرضه أو وفاته، وهذا وضع بائس، لأن الكتابة السريعة المطلوبة للتغطية على حادث مؤسف لفنان أو مبدع بالمرض أو الموت، هى كتابة متعجلة، تركز على المديح لا على المنجز، وهى أشبه بكتيب دعائي لا يكاد يصدقه أحد، كما أن ضيق المناسبة أو مفاجأة الحدث تجعل كثيرًا مما يغطونه يكسلون عن فحص حقيقي وتقييم جاد لمنجز الراحل، فينقلون عن بعضهم، وفي النهاية نكتشف أن الخبر نقلته مئات المصادر كما هو في نصه الأول المغلوط والقاصر والمبتسر، أو المجامل وغير المحايد، وهذا لا يضيف لقيمة المبدع بل ينتقص منه.

ولد بحي شبرا

ولد “يوسف شعبان” في حي شبرا بالقاهرة، ووالده كان مصمم إعلانات مشهور في شركة (إيجبشان جازيت)، وتلقى تعليمه الأساسي في مدرسة الإسماعيلية، وهنا نذكر موقفا أثر في حياته الفنية كلها: وقف الطفل الصغير الذى لم يكمل بعد عامه العاشر أمام ميكروفون الإذاعة لأول مرة فى مدرسته الإسماعيلية الابتدائية، اختاره مدرس اللغة العربية بعد أن لاحظ قوة شخصيته وصوته وسلامة لغته ليلقى كلمة فى الإذاعة بمناسبة المولد النبوى، كان الصغير قد سبق والتحق بإحدى مدارس الجمعية العامة للمحافظة على القرآن الكريم قبل التحاقه بمدرسة الإسماعيلية الابتدائية وحفظ أجزاء من القرآن ساعدته طوال حياته على إتقان اللغة العربية وسلامة مخارج الألفاظ ومنحته مع صوته الأجش قوة فى التعبير والإلقاء، ظهرت حين وقف على كرسى أمام ميكروفون الإذاعة المدرسية وألقى الكلمة التى كتبها مدرس اللغة العربية، وبعد أن انتهى اهتزت المدرسة بتصفيق الطلبة والمدرسين إعجابا، وشعر الصغير بالنشوة والفخر.

كان لهذا الموقف تأثير كبير على الصغير الذى قرر أن يثقف نفسه ويتجه للدراسة الأدبية، وعرف حلاوة تصفيق الجمهور، فقرر أن ينمى قدراته الفنية ومهاراته فى التمثيل والإلقاء، وفي مرحلة التعليم الثانوي في مدرسة التوفيقية الثانوية، وبسبب تفوقه في مادة الرسم قرر الانتساب لكلية الفنون الجميلة، ولكن عائلته رفضت بشدة وخيرته بين كلية البوليس (ليلتحق بأبناء أخواله) أو الكلية الحربية (ليلتحق بأبناء أعمامه)، أو كلية الحقوق، ونتيجة للضغط الشديد عليه قرر الالتحاق بكلية الشرطة، ولكنه رسب في اختبار الهيئة، ومن ثم أجبرته عائلته على الالتحاق لكلية الحقوق في جامعة عين شمس، وهناك تعرف على أصدقاء عمره (الفنان كرم مطاوع، والممثل سعيد عبد الغني، والكاتب الصحفي الكبير إبراهيم نافع)، وقرر بناء على نصيحة كرم مطاوع الالتحاق بفريق التمثيل في الكلية ثم قدم أوراقه اعتماده في المعهد العالي للفنون المسرحية، وبسبب ضغط الدراسة في الكلية والمعهد قرر التركيز في دراسة المعهد وسحب أوراقه من كلية الحقوق وهو في السنة الثالثة.

يوسف شعبان .. رحيل جان السينما الشرير
كان يلعب دوره بشكل طبيعي ودون اصطناع واضح

جذب أنظار الكبار

عقب تخرجه من المعهد بدأت شهرته ونجاحه السينمائي غير المعهود منذ أعماله الأولى، فقد استطاع جذب أنظار كبار نجوم ومخرجين تلك الفترة حتى شارك شادية وعمر الشريف وعبد الحليم حافظ بالعديد من الأعمال السينمائية، وقدّم خلال مسيرته الفنية التي لا تزال مستمرة حتى يومنا هذا أكثر من 250 عملا منوعا بين السينما والتلفزيون والمسرح، وكانت أغلب تلك الأعمال من بطولته، بدأها عام 1958 في عمله السينمائي الأول من خلال فيلم “سهم الله” بدور “هشام”، وفي عام 1961 شارك في الفيلم الدرامي “في بيتنا راجل” بدور “فهمي عبد العزيز”.

عام 1962 شارك في المسلسل التلفزيوني “الحب الكبير”، وظهر في خمسة أفلام سينمائية هى الفيلم الدرامي “أنا الهارب” وفيلم الدراما والجريمة “الحقيبة السوداء” وفيلم “للنساء فقط” و”أيام بلا حب” و”المعجزة”، كما تواجد في مسرحية “كناس في جاردن سيتي”، وفي عام 1963 شارك في أربعة أفلام سينمائية هي “cairo، زقاق المدق، بياعة الجرايد، أم العروسة”.

أما عام 1964 فكان فاتحة خير في مسيرته حيث تواجد “يوسف شعبان” من خلال ستة أفلام سينمائية “حكاية نص الليل، لو كنت رجلاً، ألف ليلة وليلة، فاتنة الجماهير، للرجال فقط، شباب وحب ومرح”، والمسلسل التلفزيوني “سعدية”، ويعتبر عام 1965 من أكثر السنوات غزارة في حياته، حيث شارك في سبعة أفلام سينمائية “الراهبة، الخائنة، العلمين، أيام ضائعة، الثلاثة يحبونها، مطلوب أرملة، مدرس خصوصي” وفي المسلسل التلفزيوني “عواصف” بدور خالد.

عام 1966 كان في أربعة أفلام سينمائية “مبكى العشاق، مراتي مدير عام، كنوز، الأصدقاء الثلاثة” ومسرحيتين “شيء في صدري” و”حكاية جواز”، وفي عام 1967 شارك في ثلاثة أفلام سينمائية “معبودة الجماهير، العريس الثاني، غراميات مجنون”، وفي عام 1968 تواجد في أربعة أفلام سينمائية “المساجين الثلاثة، الرجل الذي فقد ظله، الطريد، بنت من البنات” وثلاثة مسلسلات تلفزيونية “لعبة الرجال، نوادر جحا المصري، مفتش المباحث”.

أيضا في عام 1969 كان في أربعة أفلام سينمائية “ميرامار، الرعب، أبواب الليل، نص ساعة جواز”، أما عام 1970 فقد شهد أول أعماله التليفزيونية، حيث شارك في السهرة التلفزيونية “النشال” ومسرحية “مطار الحب”، فضلا عن سبعة أفلام سينمائية “أوهام الحب، الساعات الرهيبة، الوادي الأصفر، هروب، مطار الحب، واحد في مليون، نهاية الشياطين”.

عام 1971 شارك في ستة أفلام سينمائية “باريس والحب، عالم الشهرة، عصابة الشيطان، شباب في عاصفة، قطط شارع الحمرا، حادثة شرف”، وفي عام 1972 كان أول ظهور له في الدراما الإذاعية من خلال مسلسلي “عودة ريا وسكينة” و”صابرين” بالإضافة إلى خمسة أفلام سينمائية هى “الورطة، زهرة البنفسج، لحظات خوف، المدينة الهادئة، رغبات ممنوعة” والمسلسل التلفزيوني “الرجل الثالث”.

يوسف شعبان .. رحيل جان السينما الشرير
كان يملك قدرة مميزة على استخدام شتى اللغات أو اللهجات ببراعة

خمسة أفلام في عام

عام 1973 أثبت وجودا قويا في خمسة أفلام سينمائية هى: “إمرأة سيئة السمعة، 3 فتيات مراهقات، شمس وضباب، حمام الملاطيلي، زائر الفجر”، ولقد أثار الجدل حوله على مستوى الرأي العام المصري، من خلال تأديته دور “رؤوف” الرسام في فيلم “حمام الملاطيلي”، وهو شاب له ميول جنسية مختلفة “مثليّ الجنس”، لكنه سرعان ما تجاوز تلك الأزمة في عام 1974 بالاشتراك في مسلسلين تلفزيونيين هما “قيس ولبنى، دمعة على خد القمر”، وأربعة أفلام سينمائية “إمرأة في مهب الريح، وكان الحب، العمالقة، الرصاصة لا تزال في جيبي”.

عام 1975 شارك في الدراما الأردنية في مسلسلين تلفزيونيين “العقاب” و”وضحا وابن عجلان”، وثلاثة أفلام سينمائية “جفت الدموع، صابرين، المذنبون”، وفي عام 1976 عاد للسينما بقوة من جديد في أربعة أفلام سينمائية “دائرة الانتقام، الكروان له شفايف، أيام في لندن، حبيبة غيري”، بلإضافة إلى مسلسلين تلفزيونيين مهمين على مستوى الأداء “سليمان الحلبي، بلا عتاب”.

كان عام 1977 هو الأقل مشاركة فنية من جانبه، حيث شارك في فيلمين سينمائيين هما”إذكريني”،و “آه يا ليل يا زمن”، ومسلسلين تلفزيونيين “الزير سالم” بدور الزير سالم و”الأفعى”، لكنه في عام 1978 عاود نشاطه المكثف مرة أخرى، حيث شارك في مسلسلات “عنترة” بدور “جرير”، و”أيها الحب لا تهجرني” و”الفارس الأخير” وفيلمي “اذكريني” و”قصر في الهواء”.

عام 1979 شارك في مسلسلين تلفزيونيين هما “الجلادة، وإلا الدمعة الحزينة”، لكن عام 1980 كان نقطة تحول في حياته الفنية بمشاركة قوية في مسلسل “عيلة الدوغري”، والذي كتب شهادة نجاحه كممثل أصبح له ثقله وحضوره الفني، وأثبت نفسه أكثر في  مسلسل “النساء يعترفن سرا” ومسرحية “عروسة تجنن”.

عاد إلى السينما من جديد في عام 1981 من خلال ثلاثة أفلام سينمائية “حكمت المحكمة، رحلة الرعب، قهوة المواردي”، ومسلسلين تلفزيونيين “محمد رسول الله (الجزء الثاني) و”الكعبة المشرفة”، ثم عاود نشاطه التلفزيوني بكثافة في عام 1982، حيث شارك في خمسة مسلسلات تلفزيونية هى “عندما تحب المرأة، ليلة القبض على فاطمة، زهرة البنفسج، عفراء البادية، الأزهر الشريف منارة الإسلام” وفيلمين سينمائيين “الدباح، للفقيد الرحمة”، ومنذ ذلك الحين بدأ تركيزه أكثر في الدراما التليفزيونية ففي عام 1983 تواجد في أربعة مسلسلات تلفزيونية “الطريق إلى سمرقند، الشهد والدموع، وعادت الأيام، انتقام امرأة”.

يوسف شعبان .. رحيل جان السينما الشرير
يتحدث بحب وشغف عن وطنه مصر في كل المنتديات

عام تألقه السينمائي

ثم عاد لتألقه السينمائي في عام 1984 عبر أربعة أفلام “شقة الأستاذ حسن، كشف المستور، فقراء لا يدخلون الجنة، أنا اللي قتلت الحنش”، فضلا عن مسرحية “والسيدة حرمه” وثلاثة مسلسلات تلفزيونية “جمال الدين الأفغاني” بدور “شير علي خا”، و”الزير سالم” بدور “جسّاس” و”السندباد”، لكن عام 1985 كان نقطة تحول ثانية في حياته بمشاركته في الجزء الثاني من مسلسل “الشهد والدموع”، إضافة إلى فيلمي “موت سميرة ، فتوة درب العسال”.

عام 1986 كان في ثلاثة أفلام سينمائية “القطار، الحلم القاتل، وصمة عار” وثلاثة مسلسلات تلفزيونية “لا إله إلا الله (الجزء الثاني)، رجل من زجاج، الجوارح”، ويعد عام 1987 الأكثر غزارة سينمائيا، حيث شارك في ثمانية أفلام سينمائية منها “النظرة الأخيرة، لعدم كفاية الأدلة، المرأة الحديدية، عندما تشرق الأحزان”، والمسلسل الإذاعي “البراري والحامول” والمسلسل التلفزيوني “إشراقة القمر”.

عام 1988 كان في السهرة التلفزيونية “البعد الرابع” وفي خمسة أفلام سينمائية “البقية لا تأتي، اغتيال مدرسة، السجينتان، الدنيا على جناح يمامة، ليلة القبض على بكيزة وزغلول” وثلاثة مسلسلات تلفزيونية “رأفت الهجان، أهلا بالأحلام، الغابة”، وفي عام 1989 شارك في مسلسلين تلفزيونيين “الرحاية، فتى الأندلس” وفيلمين سينمائيين “حارة برجوان، غلطة أم”، وبدخوله عام 1990 بدأ مرحلة التألق في الدراما التليفزونية حيث تواجد في ثلاثة مسلسلات تلفزيونية “رأفت الهجان (الجزء الثاني)، إسطبل عنتر، أحلام في الهوا”، وثلاثة أفلام سينمائية “مولد وصاحبه غايب، العذراء والعقرب، قضية سميحة بدران”.

يوسف شعبان .. رحيل جان السينما الشرير
برع في أداء مختلف ألوان الدراما التليفزيونية

شهرته في الدراما

وبدأت شهرته أكثر في الدراما التلفزيونية عام 1991 في مسلسلي “ألف ليلة وليلة، ضمير أبلة حكمت”، بالإضاف إلى فيلمي “الضياع، نساء ضد القانون”، لكن عام 1992 كان بمثابة نقطة التحول الثالثة في حياته المهنية، حيث شارك في أربعة مسلسلات “المال والبنون، سبعة وجوه للحقيقة، الغول، خشوع”، وخمسة أفلام سينمائية “أحوال شخصية، همس الجواري، درب الجدعان، موعد مع الذئاب، جريمة في الأعماق”، وفي عام 1993 كان في مسرحية “100 مسا” ومسلسل “محمد رسول الله إلى العالم” وفيلم “رجال بلا ثمن”.، وفي 1994 شارك في مسلسلي “عزبة القرود، هالة والدراويش”، وثلاثة أفلام سينمائية “قدارة، كشف المستور، هدى ومعالي الوزير”.

أما عام 1995 فقد شارك في أربعة مسلسلات هى “ليالي الحلمية – الجزء الخامس،  صباح الورد، الوهم والسلاح، أحلام كو”، وفي عام 1996 كان في خمسة مسلسلات تلفزيونية “ما وراء النهر، الحفار، الوتد، رابعة تعود، عندما تتحرك الجبال”، وركز عام 1997 في فيلم سينمائي واحد هو “الهروب مع سبق الإصرار”، وسبعة مسلسلات تلفزيونية منها “السيرة الهلالية، الخط الساخن، ضد التيار، التوأم”.

عام 1998 كان ألأكثر تألقا في الدراما التلفزيونية حيث تواجد في ثمانية مسلسلات تلفزيونية منها “اللعب في المضمون، الفهلوي، أوراق مصرية، شيء غير الحب”، وعام 1999 شارك في أربعة مسلسلات تلفزيونية هي “ميراث الشر، ع الحلوة والمرة، لن تسرق عمري، مذكرات ضرة”.

ودخل الألفية الثالثة عام 2000 بمشاركة قوية في سبعة مسلسلات تلفزيونية، منها “البصمة، حروف النصب، ليلة مقتل العمدة، أحام مؤجلة”، عام 2001 شارك في مسلسلين تلفزيونيين “حواري وقصور” بدور “الملك فؤاد” و”حمزة وبناته الخمسة” بدور “حمزة”، وفي عام 2002 تواجد في أربعة مسلسلات تلفزيونية “سيف اليقين، رجل على الحافة، أميرة في عابدين، كومي و3 بنات”، عام 2003 شارك في مسلسلي “الحقيقة والسراب” و”نجوم الظهر”، عام 2004 كان في مسلسلين “مصر الجديدة” و”أعمال رجال”، عام 2005 شارك في مسلسل تلفزيوني واحد هو “أحلام في البوابة”، وفي عام 2006 كان في مسلسلين “خيوط في مسرح العرائس” و”على باب مصر”.

عام 2007 شارك في ثلاثة مسلسلات تلفزيونية “شرخ في جدار العمر” و”القرار” و”غريب الدار”، وفي عام 2008 كان في مسلسلي “أسمهان” و”دموع في حضن الجبال”، عام 2009 شارك في الفيلم السينمائي “فخفخينو” والمسلسل التلفزيوني “جنة ونار”، وعام 2010 كان في مسلسلي “كليوبترا” و”أكتوبر الآخر”، وفي عام 2011 اقتصرت مشاركته على الفيلم السينمائي “الفيل في المنديل: سعيد حركات”.

عام 2012 كان في مسلسلي “ابن الليل” و”قضية معالي الوزيرة”، وفي عام 2014 شارك في مسرحية “باب الفتوح” ومسلسلي “الراوي” و”الحكر” والفيلم السينمائي “زي عود الكبريت”، وفي عام 2015 كان في مسلسل “أوراق التوت” وفيلم “برد الشتاء”، وفي عام 2016 شارك في فيلم “الهرم الرابع” والجزء الثاني من فيلم “المشخصاتي”، وفي عام 2019 استعدّ يوسف شعبان لتصوير مشاهده في مسلسل “بالحب هنعدي” ومسلسل “سيف الله خالد بن الوليد” والذي من المقرر عرضهما في الشهور اللاحقة من عام 2020.

يوسف شعبان .. رحيل جان السينما الشرير
لحظة تتويجه بالوسام الفلسطيني

وسام الرئيس الفلسطيني

يقول يوسف شعبان: “في الحقيقة أنا لا أقدم أي دور بدون اقتناع، لأنني لا أجري وراء الفلوس، أنا لست ممثل يسعى إلى الأموال، ولكنني أسعى لتقديم أعمال محترمة تفيد الناس لكي أكون رجل محترم والجمهور يحترمني، ويضيف: “لا يوجد شيء اسمه دور كبير وآخر صغير، ولكن في حاجة اسمها ممثل صغير وممثل كبير”، ولأن هذه هى قناعته الشخصية، ومنثم احترم نفسه وفنه فقد احترمته الدول والحكومات، وقد تجلى ذلك في منحه الرئيس الفلسطيني “محمود عباس” – أبو مازن النجمة الكبرى من وسام الثقافة والعلوم والفنون في مقر نقابة المهن التمثيلية، تقديراً لمسيرته الفنية الطويلة والحافلة بالعطاء والأعمال السينمائية والتلفزيونية الوطنية القيمة ولمناصرته ودعمه للقضية الفلسطينية التي ظلت في وجدانه وإبداعاته الفنية المعروفة.

يوسف شعبان .. رحيل جان السينما الشرير
مع ابنته الصغرى (زينب)

ومن أبرز تصريحات “يوسف شعبان: بالطبع لاأشارك محمد رمضان في أعماله  وذلك لعدة أسباب، أهمها أن الفنان الحقيقي لا يتطاول على زملائه ويحترم مشاهديه ويتمتع بمصداقية في ما يقدمه لجمهوره، فالفنان منا قديماً عندما كان يشاهد فناناً كبيراً أقدم منه بسنة واحدة كان يقف له احتراماً وتقديراً، فالفنان دون أخلاق لا يساوي شيئاً فما بالك لو تطاول على زملائه، كذلك الفنان من الأساس لا يجوز أن يطلق على نفسه لقب رقم واحد، ونحن كنا نقدر الجيل السابق مثل شكري سرحان وأحمد رمزي، ونكمل ما تركه لنا النجوم الذين سبقونا، ولا نبهدلهم من أجل الأموال.

ومن أجل كل ما مضي سيظل يوسف شعبان فنان استثنائي يصعب تصنيفه، استطاع أن يشق طريقه بين كبار النجوم ويخترق بموهبته حائط الصد واحتل مكانة مميزة على شاشة السينما برصيد كبير من الأفلام والمسرحيات والمسلسلات التليفزيونية، والتي سجل من خلالها جميعا أجمل وأروع الأدوار.. فتحية تقدير واحترام لروح هذا الفنان القدير، نقدمها له عبر “بوابة شهريار النجوم” في  وداعه الأخير وندعوا له المولى عز وجل بالرحمة والغفران بقدر ماقدمه عبر حياته ومسيرته الفنية التي كانت متجددة دائما بالعطاء وعشق تراب هذا الوطن.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.