شكوكو يسخر من المرشد وإخوانه بسبب جمال عبدالناصر
كتب : أحمد السماحي
مرت منذ أيام قليلة وبالتحديد يوم 21 فبراير الجاري الذكرى الـ 36 لرحيل الفنان المتميز ونجم المونولوج النقدي الساخر (محمود شكوكو)، هذا الفنان الذي يمثل ظاهرة فنية لم يقترب أحد منها ولم تنل حقها من التحليل النقدي لمونولوجاته التى عبرت عن فترة زمنية هامة، وقدم من خلالها العديد من الألوان الموسيقية المختلفة، ورغم عدم إجادته للقراءة والكتابة لكنه كان يمتلك ذكاءا فطريا ساعده على تطوير وتجديد ما يقدمه.
ولد (محمود إبراهيم إسماعيل موسى) في أول مايوعام 1912 في إحدى حواري حى الجمالية الشعبى بالقاهرة، وعشق الفن منذ صباه، مما كان يعرضه للضرب من والده،لأن (شكوكو) كان يعمل طوال اليوم في ورشة النجارة، وفي الليل يغني في الأفراح والملاهي، وكان في المرحلة الأولى يقلد الفنانين ويغني لـ (محمد عبد الوهاب، ومحمد عبد المطلب) ولم يجد استجابة من الجمهور فأدرك بفطرته أنه ليس مطربا، ولو اتجه إلى فن المونولوج سيكون أفضل.
وبالفعل بدأ يغير مما يقدمه وأثناء ذلك وبالتحديد بداية عام 1932 قابل الفنان والملحن (إبراهيم جكله) فضمه كعضو عامل في فرقته التى كانت تقدم عروضها في الأقاليم، وفى هذه الفترة أعجب الفنان (علي الكسار) باللون الغنائي الذي يقوله، فضمه إلى فرقته ليغني بين الفصول، وهناك استمع إليه الإذاعي (محمد فتحي) ودعاه للغناء فى الإذاعة عام 1940، فحقق شهرة كبيرة وأصبح حديث الناس، وبيعت تماثيل لصورته من الجبس على عربات اليد، وتلقفته السينما وقدم فيها ما يقترب من الـ 85 فيلما سينمائيا.
غنى لأساطين التلحين منهم (محمد عبدالوهاب، فريد الأطرش، زكريا أحمد، منير مراد، محمود الشريف، سيد مكاوي، رؤوف ذهني، عزت الجاهلي) وغيرهم.
اليوم فى باب (سيلفي النجوم) سنتوقف مع صورة تجمعه بالرئيس الراحل جمال عبدالناصر عام 1954، حيث نزل بعد غنائه له واحتضنه وهنأه على سلامته بعد محاولة الاغتيال التى تعرض لها من قبل جماعة الإخوان الإرهابية.
حيث كانت محاولة اغتيال الرئيس (جمال عبدالناصر)، يوم 26 أكتوبر عام 1954، على يد المدعو (محمود عبداللطيف) ذلك السباك الفقير الذي ينتمي لجماعة الإخوان الإرهابية، فرصة لأهل الفن ليعبروا عن حبهم لرئيس وزراء مصر – آن ذاك – البكباشي (جمال عبدالناصر)، فأقيمت العديد من الحفلات الغنائية التى تتغني بسلامة (عبدالناصر) فى كل أرجاء المحروسة، وتبارى كل المطربين في المشاركة فى هذه الاحتفاليات، ومن هذه الحفلات حفل (صولات الجيش) بنادي ضباط القوات المسلحة، وفيه غنى (محمود شكوكو) منولوج غنائي بعنوان ( بالروح والدم.. نفديك يا جمال)، وفيه سب مباشر وسخرية لاذعة من (حسن الهضيبي) مرشد عام الإخوان في ذلك الوقت وجماعته الإرهابية وأعوانه، ولم يفوت الفرصة فقام بسب (محمود عبداللطيف) واصفا إياه بـ بالحمار!.
يقول منولوج (بالروح والمال نفديك يا جمال) الذى كتبه فتحي قوره ولحنه محمود الشريف، وأذاعه المذيع المتميز (إبراهيم حفني) فى برنامجه (منتهى الطرب)….
(يلي سلامتك فيها سلمتنا
يلي بتتعب لأجل راحتنا
بالروح والمال نفديك يا جمال
وتعيش وتكمل نهضتنا
مش ممكن مكروه يحصلك
ولافيش ايد خاين توصلك
الشعب بحاله بعت قالك
أنت اللي هتحفظ كرامتنا
بالروح والمال نفديك يا جمال).
وفي الكوبليه الثاني توقف شكوكو أمام موال يقول فيه:
خلخال خطر على القدم كل المحاسن فيه
والخاين إسمه حسن مرشد على هضيبي
أحطه هو وجهازه السري في جيبي
وعندما نال الموال إعجاب الجمهور وتصفيقه قال موال آخر عن (الهضيبي وإخوانه):
(المرشد العام ده مفسد عام على معتوه
وجنبه عودة وخميس والطيب المكروه
يا ريس المحكمة إنس إنت ولا جان
عرفت تكشف حقيقة نية الإخوان
أنا روحت السويس ملقتش فيه طوابير
سألت ع الإنجليز قالولي طلعوا في التطهير)
وطالب الجمهور (شكوكو) بموال ثالث فقال يصف محمود عبداللطيف :
محمود يا عبداللطيف يا كبش الفدا يا حمار
أنت ورئيسك واخواتك بتساعدوا الاستعمار
وبعد ربع ساعة تقريبا من إلقاء المواويل التى تهاجم الإخوان، رجع شكوكو في نهاية المونولوج مرة ثانية إلى الأغنية الرئيسية.
وفي مونولوجه الثاني (العين بصيرة والإيد بصيرة) بدأه أيضا بموال يهاجم فيه الجماعة الإرهابية فقال:
(يارب ياللي خلقت المسلمين من طين
يكفينا شر الجهاز السري والشياطين
العين بصيرة والإيد قصيرة
صهين يا قلبي ومتجيبش سيرة
إن كان عليا أنا بدي وبدي
أكسيك حرير غالي من الهندي
وأسكنك في عمارة وأركبك طيارة
للأسف يا خسارة
بختي فى هواك عامل على عندي
أعتب عليك ولا على عندي.