رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

حورية فرغلي .. الأبيض لا يليق إلا بك !

بقلم : محمد حبوشة

جمال الروح يبقى إلى الأبد، وحتما لا تستطيع الأيام أن تغير ملامحه، على عكس جمال الوجه الذي تعبث فيه تجاعيد الزمن فيزول كلما تقدم الإنسان بالعمر، فجمال الروح يشمل جمال الشخصية والصفات التي تتمتع بها وأسلوب الإنسان وطهر أخلاقه ونقاء قلبه، وعادة ما يتفوق جمال الروح على جمال الشكل الخارجي لأنه جمال ظاهر للجميع حتى للأعمى، فهو جمال شامل لحواس الجسم جميعها ويستطيع أن يتملكها دون أن أي حاجة لرتوش أو عمليات تجميل، فجمال الروح يخترق السمع والقلب ويصل إلى الأعماق، أما جمال الشكل فربما يجذب العينين بشكل خاص لكنه أبدا لا يصل إلى القلب، فتعابير الوجه ستذبل في يوم ما، أما جمال الروح فيبقى مشرقا ومتوهجا وساطعا إلى الأبد.

حورية فرغلي في طفولتها

كما أن جمال الروح ينثر الفرح والتفاؤل والطاقة الإيجابية لتصل إلى الآخرين، فالإنسان الذي يتحلى بالروح الجميلة يحبه الجميع رغما عنهم، ويحرصون على الاقتراب منه كي يستمتعوا بوجود روحه الجميلة، تماما كما هو حال نجمتنا في باب (في دائرة الضوء) الفنانة الشابة الجميلة روحا وخلقا (حورية فرغلي)، التي كانت مثار حديث رواد السوشيال ميديا خلال الأيام الماضية، حيث راحو يتحدثون بنظرة قاصرة إلى ملامح وجهها التي تغيرت قليلا، لكنه لم يفقد نضارته وجمال تفاصيله، جراء عمليات جراحية لأنفها الذي أصبح ينافس شهرتها كممثلة صعدت سلم المجد الفني بأدائها المبهر، وهى سليلة عائلة ارستقراطية ظلتمها ثورة يوليو والآن تقع تحت طائلة ظلم ثورة التكنولوجيا.

ظني أن الجمال الخارجي لا يكفي كي يكون الإنسان جميلا، بل لا بد من الاتصاف بالروح الفاضلة والجميلة والمنطلقة على الحياة، كحال (حورية فرغلي) الفارسة العربية الأصيلة، والممثلة التي برعت في تجسيد شخصيات مختلفة سلبت عقول المشاهدين من أول إطلالة لها في عالم الفن، لأن جمال الشكل دون روحٍ جميلة يشبه زهرة بلا عطر، وشجرة بلا ثمر، ولا عجب أن الفلاسفة والأدباء امتدحوا جمال الروح وأعلوا من شأنه واعتبروه أرفع مكانة من جمال الشكل فقط، فجمال الشكل قد يفتقر إلى المقومات التي تجعله أجمل، لكن جمال الروح لا يفتقر لأي مقومات كي يبدو جميلا دون أية مكسبات أخرى.

ولدت (حورية فرغلي) في دولة الإمارات عام 1977، باسم (عذابة الطاير) الفارسة التي تحمل الجنسية الإماراتية بالإضافة إلى الجنسية المصرية، و تلقت مراحل التعليم الأساسي هناك حتى وصلت إلى المرحلة الجامعية فقررت أن تدرس إدارة أعمال في انجلترا، وعشقت الفروسية منذ طفولتها ومارستها بشكل احترافي، كما شاركت في العديد من بطولات الفروسية العربية والعالمية، وفازت بلقب (بطولة مكتوم لقفز الحواجز عام 2001)، حيث كانت تمثل دولة الإمارات.

ابتسامة مشرقة لاينبغي أن تختفي

فاجأت (حورية) العالم في 2002 بمشاركتها في مسابقة جمال مصر تحت اسم (حورية فرغلي) وحصلت على اللقب، ولكنها تنازلت عنه بعد أربع شهور فقط في سابقة من نوعها لوصيفتها (نور السمري)، ربما بسبب الشائعات التي لاحقتها وهجوم الصحافة الكثيف عليها، أو أسباب أخرى تتعلق بها، وفازت عام 2003 ببطولة العرب للفروسية، وفي تلك الأثناء كانت تربطها علاقة صداقة مع المخرج الكبير يوسف شاهين، وهو الذي كان وسيلة التعارف بينها وبين خالد يوسف، ومن ثم دخلت إلى عالم الفن عن طريق المخرج خالد يوسف من خلال مشاركتها في فيلم (كلمني شكراً) عام 2010 مع غادة عبد الرازق وعمرو عبد الجليل.

بعدها شاركت عام 2011  في مسلسل (الشوارع الخلفية مع الفنانة ليلى علوي وجمال سليمان ومن إخراج جمال عبد الحميد، ولفتت الأنظار بأدائها العذب لفتاة شعبية تملك مقومات ممثلة قادرة على اجتياز كافة الحواجز التي اجتازتها في سباقات الفروسية، ولأنها أثبتت جدارتها في سباقات السرعة، فقد أثبتت جدراتها الفنية بذات السرعة عندما شاركت في مسلسل (دوران شبرا) مع هيثم أحمد زكي ودلال عبد العزيز ومن إخراج خالد الحجر، وهو الأمر الذي أهلها للمشاركة على جناح ذات إيقاع السرعة والقفز فوق الحاجز في فيلم (كف القمر) مع الفنان الراحل خالد صالح ومن إخراج خالد يوسف، وأيضا في فيلم (رد فعل) مع محمود عبد المغني وعمرو يوسف ومن إخراج حسام الجوهري.

جمال الروح أرفع مكانة من جمال الشكل

وكما تألقت على ظهر جواد سباقات السرعة كان موعدها مع تألق فني جديد في عام 2012 حيث دخلت الدراما التليفزيونية من بابها الملكي، حين شاركت في مسلسل (المنتقم) من إخراج فاضل الجارحي والعبقري السوري الراحل قبل أيام (حاتم علي)، كما زاد تألقها أكثر في المشاركة بمسلسل (سيدنا السيد) مع جمال سليمان وأحمد فاروق الفيشاوي، ومن إخراج إسلام خيري، ومن بعده مسلسل (حكايات بنات) من إخراج حسين شوكت، والذي كان حديث الشارع المصري لفترة طويلة، وظهرت كضيف شرف في مسلسل (لحظات حرجة – الجزء الثالث)، وعادت للسينما مرة أخرى حيث شاركت في (فيلم مصور) قتيل مع مع إياد نصار ودرة ومن إخراج كريم العدل وأيضا فيلم (عبده موتة) مع محمد رمضان ودينا، ومن إخراج اسماعيل فاروق.

عام 2014 هو اتلأكثر نشاطا في مسيرة (حورية) حيث شاركت في أفلام (نظرية عمتي، القشاش، قلب الأسد)، ثم تطورت أعمالها السينمائية في عام 2014، و قدمت فيها أفلام هامة من أبرزها، فيلمي (ديكور، سالم أبو أخته)، و قدمت في عام 2015 عمل فني واحد لم يأخذ الكثير من الشهرة و هو فيلم (هز وسط البلد)، وانقطعت (حورية فرغلي) عن السينما لفترة استمرت 3 سنوات حتى عام 2018 آخر أفلامها السينمائية التي تم عرضها هو فيلم (طلق صناعي)، الذي حقق نجاحا مميزا في عام 2018 بجانب أعمالها السينمائية، وبرزت الفنانة في العديد من الأعمال الدرامية والمسلسلات المميزة على مدار سنوات مشوارها الفني.

في ساحرة الجنوب

وسجلت (حورية فرغلي) حضورا مميزا في قلب الدراما المصرية بجانب السينما، وقد برزت في عام 2014 تحديدا في دورها بمسلسل (دكتور أمراض نساء) مع مصطفى شعبان، ولكن يبقى مسلسل (ساحرة الجنوب) علامة فارقة في مسيرة (حورية)  والذي لاقى نجاحاً منقطع النظير حيث قدمته على جزئين في عامين متتاليين، 2015 و 2016 والذي حققت من خلاله نجاحا غير مسبوق من خلال شخصية الساحرة (روح)، حيث تأثرت بشدة بدورها حتى ظننت أنها ملبوسة بـ (الجن) فعلا، وكانت تمتنع عن الطعام أثناء التصوير لتظهر هزيلة ولديها نفس ردود أفعال المصابات بمس من الجن.

وقد وفر لها هذا المسلسل ميزة نسبية في توطيد اسمها بشكل ملحوظ في جميع العالم العربي، وخصوصا بعد أن منعه في منطقة الخليج لأسباب ترجع للقصة وتناولها للسحر على نحو ملحوظ، واعتبرت (حورية) دورها فيه من الأدوار المتعبة المركبة التي قدمت لها إمكانية تقديم شخصية عصيبة فيما يتعلق للأداء والتقمص، كما قدمت في عام 2017 مسلسل رمضاني بعنوان (الحالة ج) وفي عام 2018 شاركت في المسلسل الكوميدي الساخر (واكلينها والعة).

في مملكة الغجر

أما آخر أعمالها فكان فيلم (حملة فرعون)، ومسلسل (مملكة الغجر) في عام (2019)، والأخير  تقول عنه: كنت مبتهجة بشكل كبير بالتواجد مع كل أبطال الشغل، خاصة النجمة الكبيرة فيفي عبده، وبصرف النظر عن أن تلك هى أول مرة التي أشارك فيها بفعل بصحبتها، سوى أنها غمرتني بطاقة حب عارمة، والمسلسل نال إعجاب المشجعين، لأننا بذلنا فيه مجهودا كبيرا حتى يغادر على نحو جيد، والورق الذي قدمه (محمد الغيطي) كان رائعا ومليئا بالتفاصيل المهمة عن حياة الغجر التي لم تتح من قبل، وقد بذلت مجهودا كبيرا في الدور حتى أتقمص دور الغجرية.

وتضيف (حورية): الشغل كله كان صعبا، غير أن كانت ثمة مشاهد أرتدي فيها فستانا خفيفا بصرف النظر عن أن الأحوال الجوية كان شديدة الصقيع، واستمررت بتلك الملابس لمدة 48 ساعة دون غفو، ولذا كان أصعب ما واجهني، أنني اضطررت لقيادة سيارة ضخمة (تريللا)، وتلك هي أول مرة التي أفعل فيها ذلك، أما فيما يتعلق بركوب الفرس الذي نالني بسببه كمية وفيرة من المشجعين، فلم يكن لدي أي مشكلات فيه خاصة أنني بطلة جمهورية مصر العربية في الفروسية، كما أن الكواليس كانت معبأه بالحب والضحك، وأظن أن المتابعين شاهدوا التناغم التام الذي اتضح بيني وبين النجمة الكبيرة (فيفي عبده)، خاصة أن معظم مشاهدي في البلاتوه كانت برفقتها، وكنت بهيجة بهذ طوال فترة التصوير.

بداياتها الأولى في عالم الفن

تعد الفنانة (حورية فرغلي) واحدة من أبرز ممثلات هذا العصر التي قدمت العديد من الأدوار المتنوعه و المميزة فيما يزيد عن الـ (40 عملا)، وهى واحدة من أبرز نجمات جيلها وأشهر الفنانات على الساحة الفنية، بما تمتلكه من قدرات تمثيلية قوية حيث تعلمت أصول التمثيل في أمريكا، استطاعت أن تخطف أنظار الجميع في وقت قصير، وتتعدد المراحل في حياة الفنانة حورية فرغلي حتى وصولها إلى عالم الفن، وكما هو معروف فإن الفن مهنة الرقى والجمال والتعامل بإنسانية، فهى مهنة الخيال والبحث عن الإبداع والمدينة الفاضلة، حتى لو تناولت الأعمال الفنية أحداثا تدور حول الشر والأشرار إلا أنها فى النهاية تقدم واقعا خياليا مثاليا.

ولأن أى مهنة تصبغ من يعمل بها بلونها وشكلها فكان من المفترض أن يكون الفنان فنانا مبدعا راقى الحس والمشاعر، ولكن مانشرته مؤخرا النجمة حورية فرغلى عبر صفحتها بمواقع التواصل الاجتماعى تبث من خلاله حزنها وإحباطها من تجنب الجميع عنها ولا أحد فى الوسط الفنى يسأل عنها ولو حتى بالتليفون، وكيف أن الزمان دار وبعد أن كانت نجمة الكل يلهث ورائها ليس لتعمل معه فقط بل لكى تسلم عليه فقط مجرد ابتسامتها لأحدهم كان طموح له، ولكن مع خفوت الأضواء عنها بعد أزمتها ومرضها وابتعادها بل واستبعادها تلاشت عنها النجومية ووجدت نفسها وحيدة تستجدى محبة الناس وهذا عكس طبيعة مهنة الفن بالتأكيد،خصوصا أن هذه ليست الحالة الفنية الوحيدة، فكما يبدو أن مهنة الفن هى مهنة قاسية القلب منذ بداياتها وما نسمعه عن رقى وإحساس النجوم وصناع الفن ماهو إلا إشاعة وكذبة صدقناها عبر الزمن، ولكن هى فى الحقيقة مجرد كذبة.

مهمومة بالأداء والتقمص لغالبية شخصيات بطريقة احترافية

ما بعث في نفسي الألم والحزن خلال الأيام القليلة الماضية، قول الفنانة (حورية فرغلي) في تصريحات أخيرة لها، إنها تعاني من الوحدة والاكتئاب، خاصة أن هاتفها (مبقاش بيرن) وأن كل الوسط الفني ابتعد عنها، عقب إصابتها في (الأنف) وبسببه خضعت لعدة عمليات جراحية لتعديل الأنف، ولكن الأطباء (بوظتولي مناخيري) على حسب قولها، وأوضحت (حورية)، أنها لم تر نفسها في (المرآة) لمدة عامين بالإضافة إلي عدم تذوقها الطعام، خاصة أنها تمر بحالة نفسية سيئة بسبب شكل (الأنف)، مشيرة إلي أن أغلب الأشخاص والأصدقاء ابتعدوا عنها ولم يعد أحد يتواصل معها أو حتى يقدم لها التهاني في المواسم، والأعياد، أو حتى الحفلات الفنية، أو حفلات توزيع الجوائز، أو حتى اتصال هاتفي.

ومن هنا أهمس في أذن (حورية فرغلي) قائلا : حنانيك على نفسك أيتها النجمة الجميلة روحا وخلقا وأداء عذبا نقيا، فالأبيض لا يليق إلا بك، ولا يخاصمك كما تظنين ولا يعاندك كما تعتقدين ولا يدفع بك بعيداً عنه على حد قولك، عداؤك للفستان الأبيض والذي بدأ قبل 19 عاما من الآن، تحديداً في العام 2002 حين كنتي على وشك الزواج من شاب يحبك بشدة، لكنه توفي قبيل زفافكما بيوم واحد فقط، لا يوقفك أبدا عند محطة الحزن طويلا بل سرعان ما جعلك تتخطين ذلك الحزن النبيل، وأن تجد نفسك مختلفة فسعيتي باتجاه شغف مختلف هو مجال التمثيل.

لفتت الأنظار بأدائها العذب حيث تملك مقومات ممثلة قادرة على اجتياز كافة الحواجز

صحيح أن البعض لا ينعم بالفرح خالصا يا عزيزتي (حورية) الشابة الجميلة التي ولدت لأسرة ميسورة، ولم تنعم بالاستقرار الأسري أبدا، كما لم تنجح أموالها الطائلة في إسعادها ولو لحظة، بعدما بدا ألم النكران والجحود أقوى من ألم العمليات، حيث قلتي باكية (لما كنت في المجال  وساحرة الجنوب مكسر الدنيا ومكملة في أفلامي ومسلسلاتي الكل كان بيسأل عني، لكن بعد العملية الأخيرة وفي مسلسل (مملكة الغجر) لاقيت تعليقات مرعبة: اقعدي في بيتك، انتي بقيتي شبه مايكل جاكسون، ما تقرفيناش بشكلك، بقيتي مسخ دميم) .. ما أقسي تلك العبارات الصادمة!.. لكنه اختبار بدا قاسياً للدرجة التي رحت معها ترددين (الحب محدش بيشتريه، الاهتمام محدش بيشتريه، الناس ما كانتش بتحبني لنفسي، اللي حصل كان درس قاسي جداً، اتعلمت منه كتير). 

تلك هى الروح الجميلة التي تتمتع بها (حورية فرغلي) ونتمنى أن تثبت عليها، فجمال الروح أيتها الحسناء شامل لحواس الجسم جميعها كما قلنا مقدمة هذا المقال، ويستطيع أن يتملكك دون أن أي حاجة لرتوش وتجميل، فجمال الروح عزيزتي يخترق السمع والقلب ويصل إلى الأعماق، أما جمال الشكل فهو ربما يجذب العينين بشكل خاص، لكنه حتما لا يصل إلى القلب، فتعابير الوجه ستذبل في يوم ما، أما جمال الروح يبقى مشرقا ومتوهجا وساطعا إلى الأبد.. متعك الله بالصحة أولا، وبجمال الروح ثانيا، ذلك الجمال الذي ينثر الفرح والتفاؤل والطاقة الإيجابية لتصل إلى الآخرين، فأنت في النهاية ذلك الإنسان الذي يتحلى بالروح الجميلة التي أحبها الجميع رغما عنهم، ويحرصون على الاقتراب منها كي يستمتعوا بوجود روحك الجميلة محلقة في الآفاق.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.