رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

فريد الأطرش : أول أجر تقاضيته كان (150) قرشا !

* فشلت فى دوري فى فيلم (جمال ودلال)

* أغنية (بحب من غير أمل) تروي قصة حبي الأولى

الصراحة من أهم عيوبي

كتب : أحمد السماحي

نحيي الأيام القادمة وبالتحديد يوم السبت القادم الموافق 26 ديسمبر الذكرى الـ 46 للموسيقار الكبير (فريد الأطرش) وبهذه المناسبة نعيد نشر حوار نادر عمره 71 عاما نشر في مجلة (الكواكب) عام 1949 عبارة عن محضر تحقيق، يتذكر فيه بداياته الفنية والغنائية، وأهم انكساراته وهزائمه العاطفية، فجاء كوثيقة نادرة عن البدايات وبعض الأغنيات المجهولة فى حياته، فإليكم نص الحوار:

* إسمك وسنك ؟

** اسمي فريد الأطرش، وعمري 37 سنة

* ماهو أول أجر تقاضيته ؟

** مبلغ قدره مائة وخمسون قرشا نظير عشر دقائق من العزف  المنفرد على العود فى الإذاعة الموقرة، وأربعة جنيهات عن الوصلة الغنائية الأولى أمام ميكروفونها، ثم ثمانية جنيهات نظير التلحين والتمثيل والغناء مدة شهر كامل فى فرقة السيدة بديعة مصابني عام 1931 .

* وأكبر أجر ؟

** 12 ألف جنية نظير قيامي ببطولة فيلم ( شهر العسل) الذى أنتجه استديو وهبي، وألفت نظر مصلحة الضرائب المحترمة إلى أنني قمت بتسديد المطلوب مني عن هذه الفترة .

مع عوده في لحظة تجلي

* ألم تفشل فى أحد أدوارك على الشاشة ؟

** نعم فشلت فى دوري فى فيلم (جمال ودلال)، وقد أديت أمام الكاميرا ما طلبه مني المخرج، إلا أنه للأسف كان عكس ما يطلبه الجمهور.

* هل هناك تاريخ معين عالق بذهنك ؟

** بلا شك تاريخ اليوم المشئوم 14 يوليو 1944 يوم فقدت وفقد معي الشرق كله (أسمهان).

* ما هي أمنيتك التى تحققت والتى لم تتحقق ؟

** أمنيتي التى تحققت هى أن أوروبا أعترفت بموسيقانا الشرقية، والذي يملأني زهوا هو أن لحنا من ألحاني يعزف اليوم فى ملاهي أوروبا وأمريكا ويلاقي نجاحا كبيرا، كما أن الموسيقار العالمي (بيانكور) واضع تانجو (كومبارسيتا) الشهير، يعزف فى كثير من المرات لحن (يا زهرة فى خيالي)، أما الأمنية التى وددت لو أنها تحققت فهي إنشاء فرقة مصرية للأوبريت تحيي هذا اللون الجميل من الغناء المسرحي.

* كم يبلغ رصيدك فى البنك الآن ؟

** 120 ألف جنية وسيغدو عما قريب ” 30 ” ألف جنية، لأني أعزم إنتاج فيلمين جديدين.

يختار إحدى رابطات العنق

* كم بدلة تملك وكم قميص ؟ 

** 46 بدلة، 48 قميص، 120 كرافتة، عايز كمان عدد الشربات ؟!!

* هل تذكر أغنيتك الأولى ؟

** نعم ففي عام 1931 طلب مني الأستاذ (مدحت عاصم) وكان يومئذ مشرفا على البرامج العربية فى الإذاعة المصرية، أن أعد أغاني من تلحيني للميكرفون، وتم له ما أراد فغنيت فى الوصلة الأولى (يا ريتني طير لأطير حواليكي)، وفى الوصلة الثانية (بحب من غير أمل)، وهذه الأغنية لها فى نفسي أكثر من ذكرى، كما إنها تروي قصة حب، أقصد حطام حب.

* بالمناسبة كم مرة خضعت لكيوبيد ؟

** أربع مرات عدا السهو والغلط؟! أما أعنفهم فكانت بلا شك حبي الأول، كنت وحبيبة العمر نقيم فى نفس الشارع، في منزلين أحداهما فى مواجهة الآخر، وكنت ما أن أعود من المدرسة حتى أفتح نافذتي فأجدها قد سبقتني إلى نافذتها ونظل فى مكانينا ساعات طويلة فى مناجاة هادئة صامتة حتى يطوى الظلام نظراتنا، وقد فوجئت ذات يوم بأثاث يغادر المنزل المجاور وكانت صدمة، حيث علمت أن أهل فتاتي قد وقفوا على أمرنا، ورأوا أن خير علاج للحالة هو أن يرحلوا، ولم يهدأ لي خاطر إلا حين تمكنت من معرفة عنوان فتاتي الجديد، وبدأت أحوم حوله كل ليلة، وفى إحدى هذه الليالي ولدت أغنية (أفوت عليكي بعد نصف الليل)، وقد تزوجت فتاتي بعد قليل وأسدل الستار على أقوى وأعنف حب أعترض حياتي، ويكفي أن تعلم أني لم ألتق بها مرة واحدة، بل لا أعرف اسمها حتى اليوم، ورغم ذلك فإن صورتها لم تفارق مخيلتي!!.

سامية جمال .. حب وعشق كبير

* ما هي الشروط التى تطلبها فى زوجة المستقبل ؟

** أولا أن تحبني وأحبها، وثانيا أن تكون مثقفة، لطيفة، ذكية، وهناك شرط أساسي هو أن تكون شرقية مائة فى المائة!!.

* من هو أحب المخرجين إليك ؟

** اثنان وليس واحدا (بركات وأحمد بدرخان).

* ماهي الدروس التى استفدتها من عملك كمنتج ؟

** الصبر وقيمة الزمن والتضحية بكل شيئ فى سبيل الهدف الأعلى.

الوثيقة الصحفية النادرة

* ما هو عيبك الأكبر ؟

** ثلاث عيوب لا عيب واحدا، ولو أنصف الناس لاعتبروها مزايا، أولا الكرم، وثانيا طيبة القلب، وثالثا الصراحة.

* كيف بدأت حياتك الفنية ؟

** اكتشفت فى نفسي الموهبة الموسيقية، وأنا بعد طالب صغير بمدرسة الفرير، فقد دفعني حب الأنغام إلى الاشتراك فى التراتيل الدينية حتى غدوت فى فترة قصيرة رئيس الفرقة التى تتولى إنشادها، وما أن شببت قليلا حتى بدأت أغرم بالمطربين القدماء وخصوصا المرحوم (محمد العربي) إلى درجة إنى حفظت جميع أغانيه، وبعدها بصراحة بدأت أقلد الصديق الكبير محمد عبدالوهاب، وأردد أغانيه، وانتهى بي المطاف إلى الاحتراف حين قدمني بعض الأصدقاء عام 1939 إلى السيدة ماري منصور صاحبة صالة البلياردو التى كانت تحتل المكان المقام عليه الأن سينما الكورسال، وما أن سمعتني السيدة ماري حتى أمسكت بي من يدي ودفعتني إلى المسرح دفعا وكانت البداية.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.