رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

كلام X الإعلام (7)

بقلم : على عبد الرحمن

مصر حاضرة الدنيا وبستان العالم وكرسي الملك الجميله، من لم يرها لم ير شيئا، هكذا وصفها (ابن خلدون) في مقدمته الشهيرة، وهاهي الآن تتحول، وتتغير وتأمل وتحقق وتسترد بعضا من مكانتها التي غابت عنها لفترة مؤخرا، وتستعيد بريقها الغائب لفترة أيضا، وتعود لدورها الذي طالما لعبته إقليميا ودوليا، تارة بدبلوماسيتها ومواقفها، وتارة بقوتها ونفوذها المتنامي، وأخري بمصادر قوتها الناعمه ،التي تراجعت خطوات، وهذا موضوعنا.

فلقد ظلت قوة مصر الناعمة منذ الستينيات تتصاعد وتنتشر وتؤثر وتؤلف قلوبا حولها عندما كان تعليم المنطقة كله مصري، وكانت كوادر مصر في كل مجال هم أهل الريادة والتأسيس في دول المنطقة، وكان النطق مصريا من خلال دراما تدعمها دولة  وغناء يقف ورائها شعب ومسرح وسينما تستهدف دعم قوة مصر الناعمة، وكان الأزهر والكنيسة أنشط كثيرا من الآن، وكان الإعلام كله مصريا من مهندسين وتقنيين ومعدين ومقدمين ومخرجين وكوادر فنيه وأساتذه وخبراء، وكان الوعي أشد والرسالة أوضح والمحتوي أجمل والمردود أروع.

وجاءت سنوات الجفاف لتتراجع مصادر القوة الناعمة لمصر، فلم يعد الكتاب المصري هو الأكثر رواجا في المنطقة ولا الفن المصري هو الأكثر تواجدا في المنطقة ولا الداعية المصري هو الأكثر تأثيرا في المنطقة ولا الإعلام المصري هو الأكثر نفوذا في المنطقة، رغم أن ظروف المنطقه وملامح مصر الفتية تتطلب قوة ناعمة أكثر تأثيرا وأفضل محتوي من ذي قبل، ولعل مرجعية كل وسائل الإعلام الآن للدولة وأجهزتها، فلماذا غاب ملف عودة القوة الناعمة عن مخططي الاستراتيجيه المصريه، ولما تأخر القائمون على الإعلام عن دعم هذا الملف؟!.

أعلم أن لمصر جيشا هو الدرع الأقوي ولكن من ذا الذي يقلل من الدرع الآخر قوتها الناعمة؟، فيا أيتها الدولة الفنية إدعمي كتابا مصريا ولتدور المطابع ولتسافر الشحنات أو لتنتشر إلكترونيا ليعود الفكر العربي مطعما بالمصرية وأفكارها، وإدعمي أزهرك لتعود قوافل التنوير في أرجاء الأمة، وليكن خطابك الديني ومنبره صوتا ووسيلة تنشر فكرك الوسطي وتعلي من شأن أزهرك وعشاقه ومريديه، ويا أهل العقد والحل إبنوا لنا جيلا يحب مصر كما كان سابقيه من قبل.

فلنخصص جزءا مما يضخ في ماكينات الإعلام الرسمي وشبه الرسمي، والذي قارب العشر مليارات من الجنيهات لننتج مسلسلا تاريخيا أو دينيا أو اجتماعيا يوثق ويدعم ويربي جيلا علي حب مصر، ان تكلفة إنتاج هذا العمل لاتتعدي ميزانيه برنامج منوعات لايعني ولايسمن ولدينا منه الكثير المرفوض، كما أن إنتاج عدة أفلام وثائقية عما يحدث في مصر وماحدث من قبل لاترقي تكلفة هذه العدة  إلى مستوي برنامج مما يذاع ويمر مرور الكرام لايلتفت إليه أحد.

ولعل إنتاج عدة أفلام سينمائيه تظهر شكل مصر الحضاري وفكر ودأب أهلها ورواد تنويره لاترقي ميزانيته أيضا لمسلسل مما يذاع لهوا ولعبا، ولعل تنظيم حفلات غنائيه وعروض مسرحيه وندوات تثقيفيه في دول المنطقة لاتصل تكلفته لأي ثرثرة يومية علي الهواء تضر أكثر مما تفيد، فلنضع مواصفات لأي إنتاج درامي قادم يقوم علي صياغة الرسائل المحكمة ومواصفات لأي برنامج يتم إنتاجه وبثه يقوم علي الترويج لمصرتاريخا ودورا وتطورا وتطلعا.

ولنضع أهدافا لأفلام ومسرحيات تسوق وتعرض إقليميا برسائل عصرية غير مباشره تسترد الدور المفقود وتعود بالنفوذ الذي كان ،ولنضع إطارا لأغاني تنتج وحفلات تقام حتي يعود اللسان مصريا والفؤاد مصري الهوى، ولنتغاضي ولو لفتره عن عوائد الإعلان، إن قلت، فمصر أهم من كنوز الأرض وقوتها الناعمه أغلى من كل حملات الإعلان وحاجتها لذلك أثمن من كل ربح سيأتي، ولتمد الدولة يدها تخطيطا وصياغة وإنتاجا وتسويقا ومتابعة ودعما حتي تسترد روافد قوتها الناعمة مصادرها وبريقها.

وإلا فلتكن الوكالة الوطنية للاعلان كيانا جديدا لدى الدولة تجمع كل حملات الإعلان ومعلنيها وتعيد توزيع هذه الكعكة حسب الاحتياج الوطني فتدعم إنتاجيا وإعلانيا أعمالا تاريخية ودينية وثقافية واجتماعية جاده،قد لاتثير شهية وكلاء الإعلان ومعلنيه، ولتدعم هذا الوكالة وترعي غناءا وحفلات ومسرحا حتاجه مصر وأهلها لايقبل عليه منتجي هذه الأعمال ومسوقيها، ولتدعم الدولة وهذه الوكالة وسيلة وصوتا دينيا معتدلا، ولتعود قوافل التثقيف والتعليم والتنوير في المنطقة مصرية المضمون وطنية الهوى، ولندعم كتابا ولو إلكترونيا يدعم قلوب قارئيه وليكن صوت مصر الفضائي الرسمي وشبه الرسمي مدروس مدعوم متقن أحسن الانفاق عليه فأحسنت صناعته وأحسن بثه وتسويقه فأحسن عائده المعنوي وتأثيره.

يا أهل العقد والحل في الإعلام، مصر وقوتها الناعمة ونفوذها ودورها أهم في الدعم من دعم مقدم أو مؤدي أو مهرج أو مهلوس ممايحدث على نوافذ إعلام مصر، أفيقوا لخطط إعلامية تنفذ ورسائل إعلامية تبث ومنتجات إعلاميه تذاع ودولا تستهدف قواها الناعمة خصما من أرضية قوة مصر الناعمة، إن ذلك أدعي أن نهتم وأن يتقدم ملف قوتنا الناعمة ملفات عديده مللنا منها، وأن يتقدم دعم هذه القوة كل بنود الإنفاق المسرف في محتوي لايبني فكرا ولايحقق تنشئة سليمة ولا يرضي شعبا صبور ولا يخدم وطنا يستحق ولايحافظ على مال ضخم هو ملك مصر وأهلها، إن المراد من ذلك عزيز وتنفيذ ذلك ليس بعسير، فلتكن كلمتنا هذه كأنها ورقة التذكرة على سبورة بيضاء ضمن خطط العمل اليوميه للساده مخططي ومنفذي استراتيجية مصر الإعلاميه وواضعي رسائل تبث للخارج ضمن رسالة مصر للعالم نقلا صادقا عما يحدث في مصر وتصحيحا لما يثار حقدا علي مصر، وفوق كل ذلك عودة بقوتها الناعمة التي تتصارع على مكانتها ونفوذها دولا عديدة في المنطقة يحتل هذا الملف عندها مكانة هامه لدي قادتها وأجهزتها، ويتضاءل كل إنفاق عليه أمام الغاية الكبري وهى خدمة اهداف الوطن العليا.

حمي الله مصر وأعلي من قوتها الناعمة وألهم أهل الإعلام صواب الفكر ووسائل إعلامها دقة التصويب وحسن النتائج ليعلو صوتها العاقل المتنور، ويلتف الجميع حولها ايمانا بها وتسليما بموفور قوتها الناعمة، لتعود مصر كما كانت ولتظل حاضرة الدنيا وبستان العالم وكرسي الملك الجميله، من لم يرها لم ير شيئا جميلا أبداااا، وللحديث بقايا كثيرة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.