رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

في ذكرى (أحمد رمزى) نهديه (أيامنا الحلوة)

في ذكرى (أحمد رمزى) نهديه (أيامنا الحلوة)
الأصدقاء الثلاثة وهم يستعدون لأخذ هدى للمستشفي للعلاج

* كان الفيلم (وش السعد) على أحمد رمزي وعبدالحليم حافظ فقدم كل منهما في نفس العام ثلاثة أفلام أخرى

* موت البطلة أغضب الجمهور وأثر على إيرادات الفيلم

* دافع أبطال الفيلم عن البسطاء العاملين في الفيلم، فجاءت كواليسه ممتعة

في ذكرى (أحمد رمزى) نهديه (أيامنا الحلوة)
الأصدقاء الثلاثة رمزي وعلي وأحمد يبحثون كيفية توفير النفقات لهدى

كتب : أحمد السماحي

كانت مصر في عام 1955 بدأت تعرف الاستقرار فى كافة مجالاتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية، بعد ثورة 23 يوليو 1952، وكان لابد للسينما أن تخلق وجوها جديدة تتناسب مع المرحلة الجديدة، وجاءت الفرصة لانطلاق الشباب من خلال فيلم (أيامنا الحلوة) الذي كان بداية التغيير فى السينما المصرية، فالفيلم هو الأول بالنسبة لمخرجه (حلمي حليم) ولاثنين من أبطاله هما (عبدالحليم حافظ، وأحمد رمزي)، كما أن موضوعه يناقش مشاكل طلبه، وكانت شريحة الطلبة هذه بعيدة تماما عن اهتمام السينمائيين، وكان ظهور الطالب الجامعي فى الأفلام المصرية قبل (أيامنا الحلوة) خاطفا، ولمشهد واحد، يظهر فيه الطالب وهو يتخرج، أو نعلم نحن كجمهور أنه تخرج، ليبدأ مرحلة العمل ومقابلة البطلة والوقوع في غرامها.

كما أن ظهور بطل جديد مثل (أحمد رمزي) بجسده الممشوق، ووجه الوسيم، وصدره المكشوف، وعمره الذي لم يكن تخطى الـ 25 ربيعا، أعطاه جاذبية محببة، جعلت منتجين السينما يقدمون عليه فيقدم عام 1955 ثلاثة أفلام أخرى هى (أيام وليالي، حب ودموع، دموع في الليل).

ونفس الأمر ينطبق على الوجه الجديد سينمائيا (عبدالحليم حافظ)، حيث كان (حليم) قد حقق قبل ظهوره في هذا الفيلم شهرة كبيرة بعد تقديمه عام 1953 لأغنيته الشهيرة (على قد الشوق) التى كانت بمثابة الصاروخ الذي انطلق به إلى عنان السماء، مما جعل السينما تقبل عليه فيقدم قبل عرض هذا الفيلم بأسبوع فيلمه الأول (لحن الوفاء) ثم (أيامنا الحلوة، وليالي الحب، وأيام وليالي).

في ذكرى (أحمد رمزى) نهديه (أيامنا الحلوة)
علي يغني هي دي هي لهدى وأحمد

قصة أيامنا الحلوة

قصة الفيلم مقتبسة عن رواية (البوهيمية) للكاتب الفرنسى (هنرى فيرجيه) قام بتمصيرها (حلمى حليم) الذى قام بإخرجها كأول أفلامه فى السينما، وكتب السيناريو على الزرقانى، وتدور أحداث الفيلم حول فتاة فقيرة تسكن على السطوح بجوار ثلاثة شباب فقراء يقعون في حبها جميعا، ويكتشفون وقوعها تحت وطأة المرض الذي يستلزم إجراء عملية جراحية، يتهافت الجميع على مساعدتها لإجراء العملية الجراحية.

الفيلم يعتبر من أوائل الأفلام التى أسست تيارا ما يطلق عليه الواقعية الرومانسية والتى عرضت الواقع الاقتصادى الذى عاشه الشعب فى تلك المرحلة، وبرؤيته الاشتراكية دعا لتكاتف الفقراء معا لمواجهة تلك الأزمات.

في ذكرى (أحمد رمزى) نهديه (أيامنا الحلوة)
هدى البسمة الحلوة في حياة الشباب الثلاثة

…………………………………………

فاتن حمامه : موت البطلة أغضب الجمهور

صرحت السيدة (فاتن حمامه) بطلة فيلم (أيامنا الحلوة) فى حديث لها لمجلة (الكواكب عام 1957) قائلة: كان الفيلم أول تجربة لى مع الفنان (عبدالحليم حافظ) وأول فيلم يظهر فيه (أحمد رمزى) على الإطلاق، والمخرج والمنتج كان (حلمى حليم) وهو سينمائى حالم جدا وقارئ ممتاز، وممتاز أيضا فى كتابة السيناريو، وكان الكثيرون يطلقون عليه مستشارى، لأننى دائما ألجأ إليه لتصليح بعض قصص الأفلام التى أؤديها.

وفى فيلم (أيامنا الحلوة) كانت النهاية موت البطلة، وهذا أغضب الجمهور جدا،  ولم تكن هناك فرصة لتصليح الفيلم لأنه قد تم عرضه وانتهى الأمر.

في ذكرى (أحمد رمزى) نهديه (أيامنا الحلوة)
رمزى وأحمد في مشهد عاصف بينهما

…………………………………………

عمر الشريف: كنا نضحك كثيرا جدا

تحدث النجم العالمي (عمر الشريف) فى حواره معي أنا والزميل والصديق (محمود موسى)، وأيضا في أكثر من جريدة ومحطة فضائية عن كواليس فيلمه (أيامنا الحلوة)، فقال: هذا الفيلم من أجمل الأدوار التي قمنا بأدائها نحن الثلاثة (عبدالحليم حافظ وأحمد رمزي وأنا) كانا في أول طريق الفن حين التقينا وأصبحنا أصدقاء، واجتمعنا وصورنا الفيلم، و(أحمد رمزي) كان طالبا في الجامعة ودائم الرسوب في الجامعة، فعرضت عليه أن ينضم إلينا في هذا العمل، فوافق، وكان مرشح للدور النجم (يوسف فخر الدين) لكني فضلت عليه (رمزي) حيث كانت تربطني به صداقة قبل العمل في السينما، وعندما قام بالدور، خدم ظهوره الفيلم حيث ظهر أداءنا نحن الثلاثة طبيعيا جدا، لأننا كنا بالفعل أصدقاء.

ومن الأشياء التى أتذكرها إننا كنا نضحك كثيرا في هذا الفيلم على أي شيئ يحدث، وعندما تأتي لنا (كريزة الضحك) كان مخرج الفيلم ومنتجه (حلمي حليم) يشد شعر رأسه لأن التصوير كان (بيبوظ) بسبب ضحكنا المستمر!

ويستكمل كلامه قائلا: كنا نحن الخمسة الكبار (عبدالحليم و رمزي، وفاتن، والست زينات صدقي، وأنا) أصحاب الصوت العالي الذي يطلب للبسطاء والعاملين فى الفيلم حقوقهم فتجاب، وكان (عبدالحليم) يقول لنا على أثر كل مكاسب نحققها لهم من جانب الانتاج: تعرفوا ياجماعة لو (ما ضغطناش) على الإنتاج لم يكن المنتج فكر في الناس الغلابة الذين هم عصب الفيلم والعمل الفني ومن غيرهم ولا شيء سيتحقق لنا.

في ذكرى (أحمد رمزى) نهديه (أيامنا الحلوة)
علي يغني هي دي هي لهدى وأحمد
في ذكرى (أحمد رمزى) نهديه (أيامنا الحلوة)
هدى او فاتن حمامه عام 1955
في ذكرى (أحمد رمزى) نهديه (أيامنا الحلوة)
هدى وحالة من الأرق بعد أن حاول الشباب إبث الرعب في قلبها لترك الغرفة
في ذكرى (أحمد رمزى) نهديه (أيامنا الحلوة)
حب كبير تحدى الظروف ولد في قلب هدى وأحمد
في ذكرى (أحمد رمزى) نهديه (أيامنا الحلوة)
بداية مرض هدى وأحمد يرعيها مع جارته زنوبة

…………………………………………

نقد الفيلم

يقول الناقد عبدالفتاح البارودى فى مجلة الكواكب: من أهم ماميز الفيلم هو روح الصداقة بين الأبطال الثلاثة إلا أن نهاية الفيلم كانت غير موفقة لموت البطلة بعد عناء طويل طوال الفيلم مع المرض، ولذلك اعترض الجمهور على هذه النهاية مما أثر على درجة الإقبال على الفيلم بنهايته الحزينة.!

…………………………………………

أحداث عام 1955 السينمائية

** شهد العام مولد ثلاثة مخرجين جدد هم “توفيق صالح” الذي قدم فيلم “درب المهابيل”، حلمي حليم ” أيامنا الحلوة”، مصطفى كامل “ضحايا الإقطاع”.

اشترك فيلم “حياة أو موت” إخراج ” كمال الشيخ” فى المسابقة الرسمية لمهرجان كان عام 1955 ، وفاز الفيلم بجائزة المركز الكاثوليكي المصري للسينما.

** تم عرض أول فيلم مصري بالسينما سكوب وهو فيلم “في سبيل الحب” إخراج عيسى كرامه بطولة ماجدة ويحيي شاهين.

** أقام المركز الكاثوليكي للسينما مهرجانه الثالث والذي انغقد في مارس ومنح جائزة أحسن فيلم لفيلم ” وفاء” بطولة مديحة يسري، عماد حمدي، إخراج عز الدين ذوالفقار.

** قامت إدارة السينما بمصلحة الإستعلامات بتصوير وتوثيق جميع المناسبات القومية في مصر.

** تم إنشاء مصلحة الفنون وتولى رئاستها الأديب الكبير “يحيي حقي” مما عكس بداية اهتمام الدولة بالسينما.

** صدر القرار الوزاري رقم 37 لسنة 1955 بإقامة مسابقة لأختيار أحسن الأفلام المصرية التى شاهدها الجمهور لأول مرة خلال عام كامل من يوليو 1954 إلى يونيو 1955، وأقيمت المسابقة في قصر الجوهرة، وبلغت قيمة الجوائز 25 ألف جنية، تم توزيع جوائز المسابقة على خمسة أفلام هى ” إرحم حبي” قيمة الجائزة 7 ألاف جنية، منح منتجة الفيلم تمثال برونزي، ومنحت ميداليات فضية إلى مخرج الفيلم “بركات”، ومصوره” وحيد فريد”، ومهندس المناظر”ولي الدين سامح”، ومهندس الصوت”كريكور”، وأبطال الفيلم”فاتن حمامه، يحيي شاهين، نجمة إبراهيم، حسين رياض”.

الفيلم الثاني ” جعلوني مجرما” إخراج “عاطف سالم، قيمة الجائزة 5 ألاف جنية، مع شهادات تقدير للعاملين، الفيلم الثالث “موعد مع الحياة” إخراج “عزالدين ذوالفقار” قيمة الجائزة 4 ألاف جنية، الفيلم الرابع ” حياة أو موت” إخراج كمال الشيخ قيمة الجائزة “3500 جنية، مع شهادات التقدير، الفيلم الرابع مكرر “جنون الحب” إخراج محمد كريم وقيمة الجائزة 3500 جنية.

………………………………………………..

أفلام عرضت عام 1955

عرض عام 1955 مجموعة هامة من الأفلام وصل عددها إلى 51 فيلما من أهم هذه الأفلام (أيام وليالي، أيامنا الحلوة، ليالي الحب، لحن الوفاء، إني راحلة، اسماعيل ياسين في الجيش، إسماعيل ياسين يقابل ريا وسكينة، أماني العمر، رنة الخلخال، الحبيب المجهول، بنات الليل، كابتن مصر، عاشق الروح، فجر، عهد الهوى، مدرسة الرياضة والرقص، موعد مع إبليس، أماني العمر، تار بايت، خالي شغل، السعد وعد، أهل الهوى، سيجارة وكاس، مملكة النساء، عرايس فى المزاد، نحن بشر، نهارك سعيد، اعترفات زوجة، عروسة المولد، فى صحتك، أغلى من عينيه) وغيرها.

في ذكرى (أحمد رمزى) نهديه (أيامنا الحلوة)
أفيش الفيلم

………………………………………………..

بطاقة الفيلم

إنتاج : شركة الفيلم العربي

توزيع: شركة الشرق

قصة : حلمي حليم

سيناريو وحوار: علي الزرقاني

مدير التصوير : وحيد فريد

الأغاني تأليف : مرسي جميل عزيز وهى (الحلو حياتي، ليه تشغل بالك ليه، هي دي هي، ألحان كمال الطويل، يا قلبي خبي، ألحان محمد الموجي).

تاريخ العرض: مارس 1955

شارك في البطولة (فاتن حمامة،عمر الشريف، عبد الحليم حافظ، أحمد رمزي، زهرة العلا، زينات صدقي، سراج منير، عزيزة حلمي، سعيد خليل، علي رشدى).

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.