رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

نادية الجندي: أنا مصمم أزيائي الأول والأخير

كتبت : شهرزاد سليمان

هى (نجمة الجماهير) وفاتنة الشاشة الكبيرة التي اكتسبت هذا اللقب  جراء مشوارها الناجح الذى بدأته منذ الصغر بأدوار تميل إلى الجدية، حيث قدمت العديد من الأعمال السينمائية الناجحة التي استطاعت من خلالها أن تنافس كبار النجوم الرجال مثل (عادل إمام ومحمود عبد العزيز ونور الشريف، وحسين فهمي) وغيرهم، بالإضافة إلى أنها من الفنانات القلائل اللاتى جسدن بطولة نسائية ناجحة لفترات طويلة في عمرها الفني الطويل، وحققت نجاحا كبيرا من خلال نوعية الأفلام التي تجنح في مجملها نحو عالم المخابراتية والجاسوسية، وتعتبر في ذات الوقت من أهم أفلام السينما المصرية، لأنها كانت تهدف في المقام الأول والأخير إلى ترسيخ قيم الوطنية والانتماء وحب الوطن.

(نجمة الجماهير) هو اللقب الذي يسبق اسم نادية الجندي على ملصقات أفلامها على مدى أكثر من 25 عاما، واحتفظت بهذا اللقب طوال تلك السنوات ما يدل على حسن الاختيار من جانبها، فهي ومنذ بدايتها الحقيقية استطاعت أن تخلق حالة من التواصل بينها وبين الجمهور الذي توجها بلقب (نجمة الجماهير) بلا منازع عندما عرفها الناس في (بمبة كشر)، واكتشفها في (ليالي ياسمين)، وصفق لها في (الباطنية) وقدرها في (وكالة البلح)، وتعاطف معها في (مهمة في تل أبيب)، وصدق فطرتها الطيبة في (الضائعة) وشجعها على الانتقام والثأر في (شبكة الموت)، واستنكر سلوكها في (شهد الملكة)، وآمن بقضيتها العادلة في (عصر القوة)، وضحك معها من القلب في (خمسة باب)، وانبهر بها في (امرأة هزت عرش مصر) رغم جبروتها، وحتى حين أصبحت الخادمة (شوق)، و(وداد الغازية) و(الإمبراطورة) و(حكمت فهمي) فقد أثني الجمهور أيضا على أدائها.

وربما كانت نادية الجندي بأفلامها المختلفة تثير الكثير من الجدل والمناقشات، ومع ذلك لا يختلف اثنان على أن شهرتها الواسعة كفنانة جاءت نتاج جديتها وصدق مشاعرها في الأدا، وأيضا من خلال بحثها الدؤوب عن كل عمل فني صادق أو صادم في أحداثه يتعلق بقضية من أرض الواقع المر تارة، والمخملي تارة أخرى، وهى في كل مرة تقف فيها أمام الكاميرا في أي فيلم جديد سرعان ما تصنع لنفسها مكانة متميزة وسط أهم نجمات السينما، لذا قدمت العديد من الشخصيات المهمة في السينما والتلفزيون على مدى عمرها الفني، وبذلك فقد أسهمت في إثراء الوجدان وملامسة المشاعر بأدائها الصادق الذي جعلها تحمل لقب (نجمة الجماهير) الأحب إلى قلبها من أي لقب آخر.

وعلى الرغم من أن معظم أدوار نادية الجندي وأبرزها وأكثرها رسوخا في أذهان الناس، من نوعية أدوار المرأة (القوية المتسلطة، الشريرة، المستبدة)، فإنها استطاعت أن تلبسها جميعا ثوبا خاصا جعل الناس يقبلونها فيه، لأنها ببساطة جعلت كل حواسها تعمل في اتجاه خدمة نوعية الأدوار التي تلعبها، وكانت دائما في حالة بحث عن جملة أو (إفيه) أو إشارة تخدمها عندما تقف أمام الكاميرا، فأصبحت صاحبة أشهر (إفيهات) في تاريخ السينما المصرية، مثل (سلم لي ع البتنجان، كله ماشي، أنا نعمة الله والأجر على الله، أنا براوية وما حدش قدر عليا، شوف إزااااي)، وغيرها من العلامات المسجلة التي يحفظها عشاق السينما في العالم العربي، لتلك النجمة المتميزة التي عرفت كيف تصل الى قلوب الجماهير وتستحوذ على إعجابهم وـاسر قلوبهم من خلال أدائها الصادق.

ومن هنا فلا تنطبق على الفنانة نادية الجندي مواصفات النجمة السينمائية التقليدية المتعارف عليها، فهي تحلق دائما وأبدا خارج سرب المنافسة، ومن ثم فلايمكنك أن تطبق عليها القواعد الصارمة التي تقيد النجمات وأنت تتحدث عنها، فهى باختصار حالة استثنائية لم تكن مثل أحد أو شبه أحد من جيلها، ولم تقلد غيرها (مثل كثيرات) ممن سبقوها من النجمات، بل كانت ذات لون خاص بمفردها ونسيج وحده، حين اختارت المغامرة طريقها منذ البداية، ورفعت راية التحدي واقتنعت بأن طريق القمة مفروش بالأشواك، ولهذا فقد اعتبرت نفسها خارج التصنيفات، فهي ليست تلك الشخصية الرومانسية ولا الكوميدية، بل هى ممثلة تعيش كل الشخصيات ذات التركيبات الفنية المتميزة من دون تكرار أو حصر نفسها في أنماط محددة، وشعرها الدائم: (أهلا بالمخاطرة) ولذلك فهي ترفض أن تكون الدوبليرة مكانها في أصعب المشاهد وأعقدها وأكثرها خطورة.

طاقم رياضي يليق بتحولات الشخصية

نادية الجندى هى ضيفتنا هذا الأسبوع في باب (دولاب النجوم)، حيث أصرت على الفضفضة معنا بخصوص ملابسها في مسلسلها الرمضاني الكوميدي (سكر زيادة) وقد أكدت النجمة الكبيرة في البداية على أنها تعتمد على نفسها اختيار ملابسها قائلة: بداية أنا أصمم كافة أزيائي في كل أفلامي ومسلسلاتي، ومنه بالطبع كان (سكر زيادة) الذي أعتبره حالة خاصة، حيث تنوعت الملابس فيه ما بين الكجوال والرياضي والسواريه الخفيف، وهنا أحب أن أشير إلى أنني لا أفضل قطعة عن الأخرى، فكل ما أرتديته في هذا المسلسل أحبه، لأنني من الأساس اخترته على حسب الدور وطريقة الأداء وتطور مراحل الشخصية الدرامية المختلفة.

كجوال يظهر بعض الشقاوة الشبابية

لا أعتمد على أي (ستايليست) في انتقاء أزيائي نظرا لأني أعتبرها من مكملات الشخصية، وأحدد تلك الملابس بمجرد قراءة النص المكتوب في السيناريو، وبالتالي تتضح لي معالم أزيائي من حيث الشكل واللون والاستايل، وكما أن لكل شخصية ملامح تختلف عن الأخرى فهذا يتطلب استايل ولبس معين لكل مراحل تطورها الدرامي، وهنا أحب أن أتحدث عن ملابسي في مسلسل (سكر زيادة) على النحو التالي:

كجوال أقرب للرياضي يناسب الحركة في الشارع

بداية من الحلقة الأولى ظهرت بملابس رياضية اخترتها بعناية فائقة على مستوى الأقمشة القطنية الناعمة والألوان الفاتحة نوعا ما رغم أن الأجواء بدأت كئيبة نظرا لوصل ورقة طلاقي وأنا أمارس الرياضة على (التريدميل) على حمام السباحة، وهو ما تتطلب ألوان تنسجم مع زرقة مياه حمام السباحة وحديقة الفيلا، لذا جنحت نحو درجات الرمادي الغامق والفاتح مع ميكاب خفيف نوعا ما.

لأني من عشاق الطبيعة بسحر خضرتها وزهورها أضمن بعض لبسي ألوان مستوحاة منها

كما اخترت طاقم آخر يميل إلى اللبس الرياضي ليتناسب مع حركة الشارع بألوان تخلط مابين الأبيض والأسود ليتناسب مع حالة الشخصية التي تتهيئ لحياة جديدة حسب سير أحداث السيناريو، وهو عبارة عن جاكيت خفيف من القماش القطني الذي تتأرجح ألوانه مابين الأبيض والأسود وبنطلون أسود ليكتمل الطاقم بالانسجام اللوني المطلوب للمشاهد التي أقوم بأدائها.

وسوف تلاحظ – كما تقول نادية الجندي – أن ملابسي داخل البيت كلها يغلب عليها (الاستايل) الرياضي الذي يميل إلى ارتداء (تريننج سوت) ذو ألوان رمادية، والبينك الذي أحبه وأعشقه وغيرها من ألوان تناسب أجواء الدراما التي تؤسس لشخصية تم النصب عليها عن طريق أحد الأفراد الذي جاء ليدعى أنه يملك الفيلا التي نسكنها، وربما تلاحظ ظهوري بطاقم شبابي جدا عبارة عن (سويت شيرت) أسود مطبوع عليه صورة بنت (روشة) وبنطلون أبيض كنوع من إظهار الشقاوة والتنوع في الأزياء التي تعكس جوهر الشخصية.

وتستمر ملابسي على طول خط الموضة بحيث تتنوع في ألوانها وأقمشتها وطرزها التي تميل في غالبيتها إلى الألوان الداكنة ما بين النبيتي والأسود والكحلي بنقط بيضاء تتخلل قماش (الجريسيه) الذي أرتديه في البيت، وأحرص دائما على أن تحتوى ملابسي نقوشا تراثية أو تميل إلى الاستايل الكلاسيك الذي يوضح عمق الشخصية في تحولاتها عبر السيناريو، وذلك على الرغم من أن المسلسل يندرج تحت تصنيف الكوميدي، لكن لايعني ذلك ألا أبدو في صورة أكثر أناقة وشياكة تناسبني على المستوى النفسي وتشبع رغبتي في أداء كوميدي شيك.

البينك من الألوان المفضلة لدي في الملابس الكجوال

الملاحظة الأساسية في استايل لبسي في (سكر زيادة) – تقول الجندي – أنها جميعها تميل إلى الرياضي الذي يساعد على حركة الشخصية ورشاقتها داخل الأحداث، وفي ملابس الخروج أحرص على الألوان الفاتحة مع إكسسورار ونظارة شمسمة وكاب شيك، بحيث تكتمل كل جوانب الأناقة للشخصية، حتى الجينز لابد أن يكون بمثابة علامة فارقة على مستوى اللون والتطريز والإكسسوار المصاحب له.

الانتقال من مرحلة أن تكون فيها الشخصية (ريلاكس) إلى مرحلة من الجدية التي تمر بها تتطلب ملابس تميل إلى الكلاسيك، لكني أحرص على ارتداء جوب أبيض مع باضي أسود في بعض الأحيان، لكنه ما يميزه هو الإكسسوار المصاحب له باللون الذهبي الذي يعكس الغنى والأناقة والذوق الرفيع، ولأني من عشاق الطبيعة بسحر أشجارها وزهورها اليانعة أضمن بعض ملابسي ألوانا مستوحاة من جمالها الفاتن، حتى ولو كانت عبارة عن (تريننج سوت) فلابد أن يكون مختلف.

الأسود مع إكسسوار ذهبي يظهر الأناقة والثراء والغني

بصفة عامة لأن أجواء المسلسل كوميدية فيغلب على ملابسي ستايل الكجوال والرياضي الذي يناسب أجواءه المرحة التي تتحكم فيها دوما المفارقة والأكشن الخفيف الذي يصاحب أحداثا اتسمت بالتشويق والإثارة، كما جاءت الأحداث التي شاهدناها واسمتعنا بها طوال 30 حلقة من المواقف الكوميدية الضاحة، والتي أظن أنها استطاعت أن تجلب البهجة والسعادة لجمهور تعطش طويلا للضحك من القلب في ظل الحجر المنزلي الذي جاء مصاحبا لجائحة كورونا.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.