رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

ابن حميدو .. الفيلم الذي أنصفه الزمن!

الباز أفندي وابن حميدو وكلام عن قطعة الحشيش التى وجدها البوليس

* الفيلم تكلف 18 ألف جنيه وكسب 30 ألف

* أحمد رمزي: فطين عبدالوهاب وعباس كامل لهما الفضل في نجاح الفيلم

* طارق الشناوي: إسماعيل ياسين كان يغير من زينات صدقي والقصري!

كتب : أحمد السماحي

رغم تقديم فيلم (ابن حميدو) منذ حوالي 63 عاما إلا أنه مازال حتى الآن يلاقي قبولا جماهيرا عند عرضه، وليس هذا فقط!، لكن كثير من جمله الحوارية أصبحت (إيفهات) على مواقع التواصل الاجتماعي منها (كلمتي ما تنزلشي الأرض أبدا)، (فتشني فتش)، ويعود هذا إلى أن الفيلم أحد الأفلام الكوميديا الجيدة والقليلة التى تنبع الكوميديا فيها من الموقف والأفعال وتصرفات الأشخاص، بالإضافة إلى الرسم الجيد لأغلب شخصيات الفيلم وبعدها عن النمطية.

قصة الفيلم

تدور أحداث الفيلم حول (ابن حميدو / إسماعيل ياسين) و(حسن / أحمد رمزي) اللذان يعملان في سلك الشرطة، ويوفدان إلى السويس من أجل إحباط عملية مخدرات كبرى يتورط فيها (الباز أفندي)، ويقعان أثناء عملهما في حب (حميدة / زينات صدقي، وعزيزة / هند رستم) بنات المعلم (حنفي / عبدالفتاح القصري) شيخ الصيادين، وكان يقدر للحب أن يصادف ريحا هادئة تحمله إلى المأذون، لولا ظهور (الباز أفندي) الذي يحب عزيزة، ويدبر (الباز أفندي) جريمة مفتعلة للإيقاع بابن (حميدو وحسن) فيدس لهما قطعة حشيش، وفي قسم الشرطة يصل الاثنان مكتب المأمور.

وفي المكتب يكشف (حسن وحميدو) عن شخصيتهما الحقيقية، فإذا هما من رجال المباحث، جاءا متنكرين للقبض على عصابة لتهريب المخدرات ترأسها (لاتانيا)، ويتمكن (حسن وابن حميدو) بالفعل من القبض على العصابة.

……………………………………………………………………………………………………………………..

المعلم حنفي شيخ الصيادين وحسن أفندي
ابن حميدو وحميدة واتفاق على الزواج
الباز أفندي وابن حميدو

نقد الفيلم

يقول الناقد الراحل (محمد عبدالفتاح ) فى كتابه عن إسماعيل ياسين: يعود فطين عبدالوهاب إلى استغلال المشاهد ذات الصبغة الرسمية الجادة للسخرية منها، وإعادة تقديمها بعد (تقزيمها) فى مناسبات هزلية، مثل مشهد تدشين الباخرة (نورماندي تو) حيث الفرقة الموسيقية التى تبعث البهجة والسرور فى جموع المحتفلين، الأعلام ترفرف على المكان، إلقاء كلمة من شخصية مهمة، زجاجة الشمبانيا للتدشين عند بداية انطلاق الباخرة، تسليم أعلام القيادة.

وتنبع الكوميديا الساخرة هنا من المفارقة فى المواقف والأشخاص ولغة الحوار والعلاقة بين الأشخاص بعضهم ببعض مثل مشهد الحوار الدائم فى كل مناسبة بين (عبدالفتاح القصري وزوجته سعاد أحمد)، والذي ينتهي بالجملة الشهيرة (كلمتى ما تنزلش الأرض أبدا)، وينتهي الموقف بجملة زوجة حنفي وهى تظهر لزوجها العين الحمراء وتقول له بصوت عالي: حنفي! فيرد بإنكسار (خلاص حتنزل المرة دي بس!).

ويؤكد عباس كامل شخصية إسماعيل فى حدود ما عرف عنه، فهو يستغل سابق علم الجمهور بما بينه وبين الشاويش عطية – رياض القصبجي – من ثأر وخلافات وتصادم فيعيد هنا موقفا يتبادلان فيه القوة والضعف: فعند القبض على (إسماعيل ياسين وأحمد رمزي) يعاملهما الشاويش بكل عجرفة وقلة أدب، ولكنه عندما يعرف حقيقتهما يستغل إسماعيل ياسين الموقف ويعيد كل الإساءات اللفظية إلى الشاويش، ويجدها الشاويش فرصة للرد عليه مرة أخرى عند حضور واحد من الأهالي أو الجند أمامه، وهكذا تستمر المبارزة والكر والفر بين القط والفأر، وكل منهما ينتصر وينهزم مرة.

……………………………………………………………………………………………………………………..

ابن حميدو يندهش لكلمات الشاويش عطية
الأم تبحث لإبنتها حميدة التى فاتها قطار الزواج عن عريس
الباز أفندى وابن حميدو وحسن أفندي
عزيزة أو النجمة هند رستم كما ظهرت في بداية الفيلم
نيللي مظلوم لعبت واحدا من أدوارها التقليدية بعيدا عن الرقص

كواليس فيلم ابن حميدو

* تعرض الفيلم لنقد لاذع من نقاد السينما عند عرضه ووصفوه بالفيلم الخفيف الذي لن يبقى بالذاكرة طويلا، لكن الفيلم تحدى هؤلاء النقاد وأصبح من أيقونات الفيلم الكوميدي، وأفلام إسماعيل ياسين!.

* أرجع النجم الكبير أحمد رمزي فى حوار تليفزيوني له نجاح فيلم (ابن حميدو) للمخرج فطين عبدالوهاب، والمؤلف عباس كامل الذي كان من وجهة نظره أحسن سيناريست يكتب أفلام في مصر، لهذا تجد كل جملة يقولها إسماعيل ياسين فى هذا الفيلم لها على الأقل ثلاث معاني.

ويضيف رمزي: أما المخرج فطين عبدالوهاب فالعمل معه متعة حقيقية، حيث كان ينشر في الإستديو جو من السعادة والبهجة، حتى أنه لم يكن يرفض عملا عليه إسم فطين عبدالوهاب بالعكس كان يسعد بهذا العمل جدا، لأنه يعلم جيدا أن أيام التصوير ستمر وكأنه في رحلة جميلة.

ويتذكر الولد الشقي أنهم كانوا نازلين في لوكاندة اسمها الـ”كابنو”، خارج السويس، وإسماعيل ياسين كان يقيم فى مدينة السويس نظرا لأنها محافظته التى ولد فيها، وكان يوميا يخرج هو وهند رستم وفطين عبدالوهاب، وخاف منتج الفيلم عباس حلمي ألا يكمل التصوير على خير فنزل القاهرة وأحضر زوجة رمزي، وليلي مراد زوجة فطين عبدالوهاب، حتى ينتهى تصوير الفيلم في ميعاده، وبالفعل انتهى التصوير على خير.

* يقول الناقد السينمائي طارق الشناوي فى أحد البرامج التليفزيونية أنه علم من النجمة الكبيرة هند رستم أن النجم إسماعيل ياسين كان يغار من (القصري وزينات صدقي)، وعندما يقوما بتصوير مشهد حلو معه ويتفوقا عليه، يطلب من المخرج إعادة تصوير المشهد مرة أخرى!

* وذكر المنتج محمد عشوب أن الفيلم تكلف 18 ألف جنية، وحقق إيرادات تجاوزت الـ 30 ألف جنية.

……………………………………………………………………………………………………………………..أحداث عام 1957 السينمائية

* شاركت مصر في المهرجانات الدولية الآتية (كارلو فيفاري) حيث شاركت بفيلم (أرض الأحلام) إخراج كمال الشيخ، وشاركت في مهرجان (برلين) بفيلم (الفتوة) إخراج صلاح أبوسيف، وشاركت في (فينسيا) بفيلم (نساء في حياتي) إخراج فطين عبدالوهاب، وفاز فيلم (لن أبكي أبدا) بجائزة المركز الكاثوليكي المصري للسينما.

* قدم مجموعة من المخرجين أول أفلامهم حيث قدم عبدالغني قمر فيلمه (بنت الصياد)، وزهير بكير (صراع في الحياة)، والسيد بدير (المجد).

* شهد العام مجموعة هامة من الأفلام حيث قدم عزالدين ذوالفقار فيلمي (بورسعيد ورد قلبي)، وقدم صلاح أبوسيف فيلم (الفتوة)، ويقدم كمال الشيخ فيلم (أرض السلام).

* صدر قرار رئيس الجمهورية بالقانون رقم 116 لسنة 1957 بشأن تحديد الرسوم الخاصة بدعم السينما، والقرار الوزاري رقم 658 لسنة 1957 بتحديد الرسم الذي يحصل عند منح ترخيص الرقابة بعرض الأفلام المستوردة داخل البلاد، وقدره 150 جنيها عن كل فيلم طويل، وخمسة جنيهات عن كل فيلم قصير أو جريدة.

* تم إنشاء مؤسسة دعم السينما بالقرار الجمهوري رقم 495 لسنة 1957 كما كتب الناقد السينمائي الراحل علي أبوشادي في كتابه (وقائع السينما المصرية في مائة عام) وهى أول مؤسسة عامة للسينما في مصر والوطن العربي، ويعد إنشاء مؤسسة دعم السينما هو بداية القطاع العام السينمائي في مصر، وحددت أهدافها فيما يلي:

1 ــ رفع المستوى الفني والمهني للسينما.

2 ـ تشجيع عرض الأفلام العربية داخل وخارج البلاد.

3 ــ إقراض المشتغلين بالإنتاج السينمائي الهادف.

4 ــ الاهتمام بشئون المشتغلين بصناعة السينما.

5 ــ منح جوائز للإنتاج السينمائي والمشتغلين به.

6 ــ إيفاد بعثات طويلة وقصيرة الأجل لدراسة فنون السينما.

7 ــ الإشتراك في مؤتمرات ومهرجانات السينما الدولية.

8 ــ إيفاد مبعوثين رسميين لدراسة أسواق الفيلم العربي.

9 ــ إقامة أسابيع للأفلام المصرية بالخارج.

10 ــ إقامة أسابيع للأفلام الأجنبية.

……………………………………………………………………………………………………………………..

أفلام عام 1957

تم إنتاج وعرض 40 فيلما سينمائيا عام 1957 هذه الأفلام هى ( فتي أحلامي، بنات اليوم، الوسادة الخالية، أنت حبيبي، طريق الأمل، الفتوة، بورسعيد، لا أنام، وكر الملذات، رد قلبي، اغراء، تجار الموت، علموني الحب، حياة غانية، سجين أبوزعبل، تمرحنة، طاهرة، الكساريات الفاتنات، الحب العظيم، المتهم، الجريمة والعقاب، رحلة غرامية، غرام المليونير، بيت الله الحرام، هارب من الحب، ليلة رهيبة، لواحظ، نساء في حياتي، لن أبكي أبدا، أرض السلام، ابن حميدو، اسماعيل ياسين فى جنينة الحيوانات، المجد، عشاق الليل، نهاية حب، اسماعيل ياسين في الأسطول، أنا وقلبي، بنت الصياد).

……………………………………………………………………………………………………………………..

بوستر فيلم ابن حميدو

بطاقة الفيلم :

إنتاج : مؤسسة الإنتاج السينمائي

مساعد الإنتاج : سيد غريب

توزيع : شركة الشرق لتوزيع الأفلام

إعداد الفيلم : إستديو الأهرام

تأليف وسيناريو وحوار : عباس كامل

مهندس المناظر : عباس حلمي

مهندس التصوير : كليليو

تنسيق المناظر: حسن شريف

مسجل الصوت : سامي السيد

مهندس الصوت : أرنست صباغ

ماكيير : رشدي إبراهيم

المونتاج : البير نجيب، رشدي عبدالسلام

الموسيقى التصويرية : عطية شرارة

الإخراج : فطين عبدالوهاب.

البطولة : إسماعيل ياسين، أحمد رمزي، هند رستم، زينات صدقي، عبدالفتاح القصري، سعاد أحمد، توفيق الدقن، نيللي مظلوم، حسن حامد، رياض القصبجي، الراقصة نعمت مختار، حسن أتلة، سيد العربي، الطوخي توفيق، عبدالغني النجدي، ايلين ديانو، أحمد شوقي، رشاد حامد.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.