رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

“إلا إنت.. مناجاة إلى نجاة”

بقلم : محمد شمروخ

نسيناكي؟؛

أبدا والله العظيم لم ولن ننساكي ما حيينا فأنت معى تقريبا فى كل يوم حتى لو التهيت عن البحث عنك في الراديو أو التلفزيون أو على مواقع الإنترنت فلابد من أطرق  الذاكرة  لتستدعي أغنية من أغانيك أظل أرددها في  سماعات الخيال حتى تنتهي وأحلى مفاجآت تقليب مؤشر الراديو أو ريموت التلفزيون أو تصفح الإنترنت أن تجد أغنية من الأغانى المجانية

هل أبالغ لو ذكرت لكم أننى أنتمى إلى جيل في أيام مراهقتهم كان فينا من يدخل قصص حب “خصوصي” ليستمع إلى أغان نجاة ويعيش حالة الحب بحذافيرها حتى تنتهى نجاة الصغيرة من أغنيتها!

ما السر؟!

ربما تتفرد نجاة الصغيرة بخاصية مميزة بين رموز الطرب المصري والعربي بأن كل أغانيها أو غالبيتها بنسبة ٩٩.٩٩٪ هى درر منظومة في السلك الغنائى من أيام الموصلي وزرياب وعريب ودنانير وحتى الآن..

ومازالنا نسمعها حتى الآن بنفس حرارة الأداء الأول..

فقد غنت نجاة للحب كما لم تكد تغنى له مطربة أخرى ولاحظ معي أن نجاة تؤدى دور العاشقة الولهانة المتيمة المعذبة باختصار “المتدهولة بالحب”، ولكنها تستمتع بهذا العذاب وتحوله إلى عذوبة لتستمتع معها فصوتها ليس فقط دافئا كما وصفوه بل هو الصوت المجسم واسمح لى أن أصفه بـ “الصوت الحاكى” أو “الصوت الحكاء” فأنت ترى أغانيها وتلمس مشاعرها كما تسمعها تماما.

ودائما ما كنت أتساءل عن نجاة كممثلة: لماذا كانت مقلة في أفلامها برغم نجاح هذه الأفلام إلى درجة ارتباطها بذكرياتنا؟؛ فقد قدمت فيها شخصية البنوتة المرحة والفتاة المتزنة والبنت المنكسرة والعاشقة الهيمانة.

وكلها شخصيات مثلتها نجاة بكل اقتدار ومع ذلك فنجاة الصغيرة مطربة كاملة الطرب حتى لو نجحت كممثلة فإن الطرب في شخصيتها يبقى هو الأساس والوسيلة والغاية ففي صوتها وحده مسرح وبلاتوه واستديو.

وكذلك دائما ما كنت أسائل نفسي وأنا استمع إليها في رائعة الروائع “لا تكذبي” لماذا أجدها تفوقت في هذه الأغنية على أستاذها وأستاذ جيلها محمد عبد الوهاب الذي لحنها وغناها بصوته.

كذلك غلبت نجاة عبد الحليم الذي غنى الأغنية نفسها على ما في صوت العندليب من صدق وحرارة!

كيف؟!

هذا ما حدث.. فبالرغم من أن الأغنية التى كتبها الصحفي والشاعر “المبدع البديع المبداع” كامل الشناوي بصف فيها حال رجل يؤنب ويعاتب ويواجه حبيبته التى ضبطها بنفسه ورآها بعينيه وهي تخونه فالمنكسر هنا رجل – كان هو كامل الشناوي نفسه ومعشوقته… !!’  والموقف الذي أبدع فيها الشناوي كان ذبحا لقلب رجل وطعنا لكرامة رجل وخيبة أمل تقيلة لرجل.. ومع ذلك لما غنت نجاة تلك الأغنية الرجالية كانت أكثر روعة من رائعين فتنا الدنيا  لحنا وصوتا في اغانيهما

ونجاة تغنى ليس بحنجرتها فقط بل بكل كيانها فيستجيب لصوتها كل شيء حولها حتى الشوارع والحارات والبحر والشجر والطير المسافر..

بالغت إنا إذن في عشق الصوت النجاتى؟!.

أبدا أبدا.. فمهما بالغت فلن أوفي نجاة حقها ومازالت أغانيها تنافس حتى الآن ومازال جمهورها متيما بها.

نعم أنا كلثومى الهوى والهوية ولكن لأن ام كلثوم دربت أرواحنا وطهرت نفوسنا وصغت قلوبنا فلذلك كانت القدرة على الحس والإحساس فمن إذن سوى نجاة يمكن أن نجرب معه تلك القدرة؟!

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.