رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

سر حب “كمال الشناوي” لـ “راقية إبراهيم” !

رسم لها صورة جميلة في خياله على عكس الواقع

* الغيرة المهنية قتلت حبه لهاجر حمدي، وقضت على أجمل غرام!

* أحب راقية إبراهيم من طرف واحد، ويشهد على ذلك فيلم ” ماكانش على البال”!

* أحب سيدة في التليفون لمدة عشر سنوات، وجسد قصتها فى “الوديعة”

شريرة هادئة لعبت بمشاعر الكثيرين

كتب : أحمد السماحي

كان “كمال الشناوي” نموذجا للرجل الحبيب من خلال ملابسه، وطريقة كلامه، وصوته، وتسريحة شعره، وشاربه المميز‏،‏ وأفلامه المليئة بكلمات الحب والغزل، لهذا أصبح موضة وكان فتي أحلام كثير من الفتيات وكثير من البنات كن يتمنين الزواج من رجل مثل كمال الشناوي‏!‏.

في الحلقة الماضية تعرفنا على زواجه من الفنانة “عفاف شاكر” والذي رفض فى حياته وفى الحلقات أو الاعترفات العاطفية التى نشرتها له فى مجلة “الأهرام العربي” أن يحكى لي تفاصيل أكثر عن سبب زواجه وطلاقه السريع منها، وتوقفنا في الحلقة الماضية عند زواجه من الراقصة الشهيرة “هاجر حمدي” التى غيرت مفاهيمه عن الراقصة الشرقية، تعالوا بنا نعود إلى الماضي الجميل ونستنشق هواء هذه الفترة من خلال قصص غرام “كمال الشناوي”.

وجد “كمال” فى ” هاجر حمدي” مزيجا من العشق والأمومة، كانت امرأة فاتنة، ولم تكن فاتنة الجمال، لكن كانت شخصيتها قوية، وجمالها هادئ، وكانت فيها أمومة قوية، وكان “كمال” يفتقد الأمومة، وكان يبحث فى كل إمرأة يعرفها عن أم أكثر مما يبحث عن حبيبة، رأى فيها السند الذي يريد أن يستند عليه، وهو ينطلق في الحياة، قبل أن يتوجه ” كمال الشناوي” إلي المأذون قال لـ”هاجر حمدي”: عندي شرط واحد‏،‏ فقالت بسعادة: مجاب قبل أن تنطق به‏، قال: أن تعتزلي الرقص‏، وفكرت للحظات ثم قالت بامتثال‏:‏ اعتزل الرقص!، وتزوجا وعاشا معا في سعادة بالغة، معها شعر أنه ليس وحده فى الدنيا، كأنها جاءت بالدنيا كلها ووضعتها تحت أقدامه حيث وجد فيها الحبيبة والعاشقة والصديقة.

حب مكتوم لم يفصح عنه إلا بعد فترة

الغيرة تهدم قصر الأماني

عاشا “كمال وهاجر” في سعادة غامرة سنوات قليلة إلي أن بدأت الغيرة تدب في حياتهما‏، والغيرة في الحب معقولة، لكن الغيرة المهنية هى أقسي أنواع الغيرة، وبدأ يعاني من هذه الغيرة خاصة أنه في تلك الفترة كان في أوج انتشاره لا يكاد ينتهي من تصوير فيلم حتي يبدأ تصوير فيلم جديد، وربما فيلمين أو ثلاثة‏،‏ أما “هاجر” فكانت اعتزلت الرقص، وحتى قبل اعتزالها كانت قليلة العمل بحكم أنها لم تكن نجمة شهيرة‏.

كان كلما لمع اسمه وتهافتت عليه المعجبات اشتعلت نار الغيرة فى قلبها، وبدأت تتدخل فى حياته بطريقة مثيرة، فقد أعطت لنفسها الحق فى مناقشة أفلامه وتفاصيل السيناريو، ولا يوجد شيئ يغيظ الفنان من زوجته سوى أن تتدخل فى شئونه الفنية، وبدأ “كمال” يرد على اعتداءاتها بطريقته الخاصة، كان الهرب منها هو الوسيلة الوحيدة للتعبير عن ضيقه وتبرمه من الحياة معها، وبعد سنوات قليلة من زواجهما تم الطلاق بعد أن أنجبا ابنهما الأول “محمد‏”.‏

كانت تخطط لشيئ ما بعيدا عن الحب والعاطفة

راقية إبراهيم وحب من طرف واحد

كان “كمال الشناوي” لا يرى فى المرأة سوى تابلوه جميل من اللحم والدم، عليها أن تؤدي ما يطلبه منها وأن تكرس حياتها لخدمته فقط إذا طلبها للترفيه عنه، لبت نداءه على الفور، عليها أن تدرس مزاجه دراسة دقيقة حتى تستطيع أن تخلق له الجو الذى تهدأ فيه أعصابه، عليها أن تقدم له الحنان والرقة والإحساس والإبتسامة الجذابة دائما وفى كل وقت، ولأنه مؤمن بمقولة الشاعر الكبير “نزار قباني”: “الحب في الأرض بعض من تخيلنا لو لم نجده عليها لاخترعناه”، ولأنه لا يستطيع أن يعيش من غير حب، لهذا أحب فى هذه الفترة الفنانة “راقية إبراهيم” التي كانت تجمعه بها صفة جميلة، وهى حسن التحدث مع من حولهما بصوت منخفض‏، فمن طبعه الميل إلي الدبلوماسية في الكلام واحترام المرأة، ووجدها كذلك‏.

‏فضلا عن أنه وجد في شخصيتها رقة ونعومة طبيعيتين وليستا مصطنعتين‏، وأثناء تمثيله معها في فيلم “ماكانش على البال” واقترابه منها، وجدها النموذج الأمثل له كرسام من حيث الشكل والمضمون، ومثل كل الرساميين الذين يتوهمون في لحظة أنهم في حالة حب مع الموديل عاش هذا الحب الذي كان من طرف واحد‏، ومن كثرة حبه لها لم يخبرها بالأمر ورسم لها صورة كتب عليها كلمات حب جميلة‏، وعندما شاهدت “راقية” وقرأت ما كتبه سألته برقة شديدة: إنت بتحبني يا كمال؟‏!‏ فأصابه الخجل وأحمر وجه ولم يستطع الرد عليها أو أن يبوح لها بحبه‏.

راقية إبراهيم اندهشت من حبه لها

قلب ينزف وروح مرهقة‏

هرب “كمال الشناوي” من الإجابة على سؤال “راقية إبراهيم” هذه – الجاسوسة الحسناء – رغم أن حبها تسلل فى هدوء إلى أوردته وشراينه، كان يسري كالكهرباء في روحه، فهي كانت فى هذه الفترة جذابة، وصريحة، وأنيقة، ومالكة زمام نفسها، معتدة بشخصيتها، وفي اليوم التالي وحتى يضع لحيرته نهاية سألها “راقية أنتي مرتبطة؟! وجاءت إجابتها كأنها قنبلة ألقت بها في وجهه، قالت بضحكة حلوة وبصوت منخفض هادئ: نعم أنا مرتبطة!.

أغلق “كمال” على نفسه متاريس العزلة، وعاد منكسرا مهزوما، وكأنه يعرف أن نموذج “راقية” لن يزحزحه مائة “كمال الشناوي”، بعدها ابتعد عنها وانغمس فى علاقاته الاجتماعية الناجحة بقلب ينزف وروح مرهقه.

حب على التليفون

أثناء محاولته نسيان حب “راقية إبراهيم” وفي أحد الأيام عام 1952 وهو في منزله يقرأ أحد السيناريوهات المعروضة عليه رن جرس التليفون وعندما رفع السماعة وجد صوت حنون عذب مليئ بالعاطفة والسخونة والنعومة والرقة تقول صاحبته بهدوء ممكن أتكلم مع الفنان “كمال الشناوي”، رد عليها : أنا كمال الشناوي!

وكان هذا الرد بداية لأجمل قصة حب عرفتها أسلاك التليفونات بين النجم الشهير وصاحبة الصوت الحنون الذي يجمع بين العاطفة الملتهبة والرقة والحنان، لم يرها أبدا ولم يعرف عنها أي شيء أكثر من أنها معجبة به‏،‏ كان حديثها يسعده، واهتمامها به يدعوه إلي الاعتزاز، فإذا مرض ألتفت فيري الورد بطيبه وعطره يفاجئه، ومعه بطاقة لطيفة منها‏، وفي يوم عيد ميلاده يجد جروبي مرسلا له كل مستلزمات حفلة كبيرة‏، وهكذا استمرت علاقتهما دون أن يراها مرة واحدة.

حب جديد في التليفون

أحب “كمال الشناوي” صاحبة الصوت الحنون التى لم يراها مطلقا، وفى لحظات كان الحب يتوهج فى عينيه ويشتاق إليها، وفى أحد الأيام دار بينهما هذا الحوار :

هي بدلال : لا تزورني فى أحلامي!

هو بصوت مليئ بالشوق : هل كانت زيارة مزعجة؟

هى : لا أنها تزيدني شوقا

هو : هل تهربين من شوقي؟

هي : الشوق يضني!

هو : حتى يتم اللقاء

هى : واللقاء يضني أكثر

هو : لكنه يطفي نيران الحب

هى : صعب نلتقي!

هو : هل تريدين فراقا

هى : بل لقاء دائم بغير فراق

هو بشقاوة : وكيف إذن أزعجتك زيارة الحلم!

هى بدلال : لأنها حلم!

ويوم آخر قال لها..

هو : لا أستطيع الإبتعاد لقد تعودت عليكي في حياتي

هى : وأنا أكثر!

هو : نتزوج أو نفترق!

هى : الزواج فراق الحب

هو : هذا عذر الهاربين

هى : لست هاربة منك أنا هاربة من القفص

هو : أو ليس الحب قفصا لحبيبين؟

هى : قفص من ورد

هو : قفص الأشواك!

هي : أراه وردا

هو : بلا رائحة

هى : ولكنه جميل

هو : للزينة

هى : المرأة تحب أن تتزين

هو : جمالك أحلى من كل زينة

هى : وكيف عرفت أني جميلة؟!

هو : من صوتك!

بعد فترة شعر “كمال” بالملل من الحب والغزل على التليفون، رغم جمال العلاقة، لكن الشيئ الوحيد الذي قتلها هو حرص “حبيبته” على سريتها، كان “كمال” يريد أن يكلل هذه العلاقة بالإعلان عنها!، وكانت هى تريد الكتمان للعلاقة، كانت مكتفية باللحظات الحلوة التى تعيشها مع صوته عبر أسلاك التليفون والخيال الجامح الذي يسيطر على علاقتهما، وبعد مرور 10 سنوات اختفت من حياته دون أن يعرف شيئا عن سر اختفائها‏.

هذه العلاقة النادرة المليئة بالحب والأشواق والحنين واللهفة والغموض، قدمها في فيلمه “الوديعة” عام 1965 بطولته مع هند رستم وناهد شريف التى دخلت حياته كالطوفان.

…………………………………………………………………………………………..

فى الحلقة القادمة

كمال الشناوي وأجمل قصة حب مع ناهد شريف !

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.