رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

محمود السباع .. فنان ظلمته أدوار الشر

محمود السباع .. فنان ظلمته أدوار الشر
مع عماد حمدي
محمود السباع .. فنان ظلمته أدوار الشر
مع إسماعيل يس

بقلم : سامي فريد

التمثيل فن.. هكذا رأيه وهناك فرق بين الممثل الفنان والممثل “الصنايعي”، وإن كان هذا الممثل الصنايعي سيؤدي الدور الذي يطلب مده بشكل حرَفي متكامل وبلا أدنى عيب.. لكنه يفتقر إلى الروح وهي أهم ما يمكن أن يقدمه الممثل للمشاهد..

ويضرب الفنان محمود السباع المثل على هذا بواحد من أكابر ممثلينا هو حسين رياض الذي يقول عنه إن كل كلمة ينطقها تخرج من قلبه.. أما ممثلي هذه الأيام فهو يلتمس لهم العذر لأنهم قد يعملون في اليوم الواحد في أكثر من أربعة أعمال بين الإذاعة والتليفزيون والمسرح والسينما.. ويتساءل: أين إذن يمكن أن تكون الروح؟..

يقول محمود السباع إنه وقع في ورطة اسمها أدوار الشر وأنه يكره من كل قلبه أدوار الشر التي تخالف طبيعته.. فهو إنسان كما يقول عن نفسه – انطوائي يعيش منفردا، لا يخرج إلا للضرورة لدرجة أن شقيقه مثلا والذي يقيم بالشقة التي تحته لا يراه لأنه – شقيقه يعني – يحترم عزلته وانطواءه.. وهو أيضا يحترم مواعيد عمل شقيقه ويرى أن الأفضل هو تركه لبيته وأولاده.

محمود السباع .. فنان ظلمته أدوار الشر
مع بشارة واكيم

ولا يخرج الأستاذ محمود السباع من بيته إلا بعد أن يطلبوه تليفونيا لدور في السينما أو في الإذاعة أو لحاجتهم إلى تمثيلية أو سيناريو أو حوار.

أما أدوار الشر التي وقع في كمينها فسببها في رأيه هو: ملامحه الجامدة القاسية. ثم صوته الأجش المخيف. أما الكوميديا التي يحبها ولم يمثل منها سوي عملين فقط ولم يصدق أنه يستطيع أن يمثلها فكانا: احترس من الرجال يا ماما. والثاني كان مع النجم محمد عوض في فيلم غرام في الطريق الزراعي.

أما أغلب أدواره في السينما فهي أدوار الشر أو بعض الأدوار الثانوية حتى إن كثيرين من الجمهور لا يعرفونه ويظنون أنه كومبارس متكلم لأنه لا يسعى إلى قلب العمل كغيره وأن أغلب عمله كان في كتابة القصة السينمائية أو السيناريو أو الحوار.

والممثل في رأيه أيضا هو سلعة .. أو بائع السلعة الذي ينبغي أن تكون عنده كل الأنواع التي تطلب منه، فالفنان الصحيح هو الذي يستطيع أن يؤدي كل الأدوار.

وفي حوار لي معه في نهاية عام 1988 لاحظت أنه ينظر دائما إلى الأرض ونادرا ما كان يرفع عينيه نحوي، ولاحظت أيضا خجله الشديد، فقد قال في هذا الحوار كلاما كثيرا أقل ما يوصف به أن السباع فنان متكامل، يكتب القصة.. والحوار.. السيناريو..ويخرج.. ويمثل إضافة إلى عمله الإداري في الإذاعة كمراقب للتمثيليات في التليفزيون بعد عمله مخرجا في الإذاعة.. ثم مديرا للمسرح الكوميدي رغم وجهه المتجهم الذي لا يدل على أي كوميديا!

محمود السباع .. فنان ظلمته أدوار الشر
في أحد الأدوار بعيدا عن الشر
محمود السباع .. فنان ظلمته أدوار الشر
مع أحمد زكي في فيلم “البيضة والحجر”

وعن نفسه يقول محمود السباع أنه يجيد عمل كل شيء.. فهو مهندس الديكور والخياط والكوافير.. وهو أيضا الطباخ للفرقة والسفرجي الذي يعد لهم الطعام.. ويضيف إنه لا يوجد صنف من الطعام في الدنيا لا يعرفه.. وينصحني إنني وحتى أن كنت نزيلا فندق من فنادق النجوم السبعة فلا أنزل مطلقا إلى المطعم لأنني قد أرى ما لا يسرني من بواقي الطعام على الأرض وهم يدوسونها بأحذيتهم..

سألته عن البداية فقال إنها كانت بعد حصوله على التوجيهية عندما أنشأ فرقة مسرحية باسم فرقة “آمون” وكانت من تأليفه وإخراجه وتمثيله أيضا.. ثم تقدم لمعهد التمثيل في بداية الثلاثينات حتى أغلقوه ثم أعادور افتتاحه مرة ثانية عام 1933 فعاد للالتحاق به ثم سافر إلى إنجلترا لدراسة الإخراج في معهد لندن، ثم إلى الولايات المتحدة لدراسة التليفزيون بجامعة بوسطن حتى دخل السينما في مصر بالصدفة بعد عودته عندما استدعاه صديقه المخرج كمال سليم ليعمل معه مساعدا للمخرج في فيلم “وراء الستار”

ويقول إنه إلى الآن قد شارك إما بالتمثيل أو كتابة القصة أو السيناريو أو الحوار فيما يقرب من 80 إلى 90 فيلما، كما عمل في فيلم وادي الملوك للمخرج الأمريكي سيسيل دي ميل.

وعمن يضحكه من ممثلي الكوميديا يقول إنه بكل صراحة عادل إمام بعد أن شاهده في مسرحيتين كانت الأولى مدرسة المشاغبين، وكانت الثانية شاهد ما شافش حاجة ولاحظ تغير أداءه الكبير بين العملين..

وعن الفرق بين أدوار الشر التي يلعبها محمود المليجي وأدوار الشر التي يلعبها فريد شوقي فيقول: إن شر المليجي هو الشر القاسي أما شر فريد شوقي فهو الشر خفيف الدم..

وعن المطربين يقول إن أم كلثوم ليست صوتا فاخراً فقط لكنها موقف وأداء وطلة تحكم بها سيطرتها على كل ما حولها من الفرق الموسيقية.. إلى الجمهور.. كذلك كان عبدالحليم حافظ مثلها تخرج الكلمة من قلبه..

وما هي نصيحتك للشباب سألته؟، فقال: حب فنك واخلص له تنجح ويحبك جمهورك الذي ؟؟؟؟ باخلاصك..

آخر كلامه معي كان إنه من مواليد أسوان فاندهشت.. قال لأنني لست أسمر مثلهم.. يا سيدي أنا كنت ابن ضابط انتقل بحكم عمله إلى أسوان فجاء ميلادي هناك.. أما عن انتقالي بين أكثر من مدرسة فقد أفادتي لأنني في كل مدرسة كنت أنشى فرقة مسرحية.

ثم عن الزواج يقول: أنا إنسان منطوي ومشغول وبالي مقفول علىَّ.. ولهذا لم يخطر الزواج على بالي رغم حبي الشديد للأطفال.. الآن وبعد أن جرى من العمر لا استطيع الزواج لأنني لم أعرف في أي يوم من التي يمكن أن أتزوجها؟!.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.