رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

محمود يس .. فتى شاشة الزمن الجميل

فتى الشاشة الأول في السينما
في مرحلة النضح السينمائي

بقلم : محمد حبوشة

من الصعب أن يقنعك أي ممثل بأدائه لشخصية ما مالم يكن مقتنعا بدوره بالأساس، إذ لابد أن يعايشه عن إيمان وصدق، كما أن على  الممثل أن يندمج في دوره، ويعيشه بشكل حقيقي وواقعي، كما يعيشه في الواقع المادي: كما أن الصدق ضروري للغاية لأنه يعكس الإيمان الحقيقي لما يصدر من أفعال أو أقوال، ولأن الصدق والإيمان صنوان لايمكن فصل أحدهما عن الآخر، إذ لا يمكن أن يوجد أحدهما دون وجود الثاني، ويستحيل عليك أن تحيا في دورك، كما يستحيل عليك أن تخلق شيئا بدونهما- إن كل ما يحدث على المسرح أو في السينما والتليفزيون، يجب أن يكون مقنعا للممثل نفسه، ولزملائه وللجمهور، يجب أن يولد الإيمان بأن كل ما يعانيه الممثل على المنصة من انفعالات ومشاعر، يمكن أن يتحقق نظيره في الحياة الواقعية، ويجب أن تكون كل لحظة مشبعة بالإيمان بصدق العاطفة التي يستشعرها الممثل، وصدق ما يصدر عنه من أفعال”.

هذه السطور السابقة عن هذا الصدق وذلك الإيمان كانا هما القانون الذي يحكم رحلة ضيفنا في “برفايل” هذا الأسبوع، إنه الفنان القدير والكبير الصادق في أدواره، المؤمن إيمانا عميقا برسالة الفن السامية “محمود يس” الذي لقب بفتى الشاشة الأول في زمن الفن الجميل، وفي السنوات الأخيرة شبهه البعض بـ “شون كونري” السينما المصرية، فعلى مدار مشواره الفني تألق في أدوار الشاب والأب وأخيرا الجد، ومن ثم أصبح له تاريخ طويل من الأعمال الفنية في السينما والمسرح والتليفزيون والإذاعة، ولتميزه بصوت رخيم وأداء مميز في اللغة العربية التي يتقنها جيدا، كما ظهر ذلك عبر أدوار متميزة في المسلسلات الدينية والتاريخية، ما جعلها تحفر بحرف من نور في ذاكرة المشاهدين، وهو مارشحه أيضا لتولى التعليق والرواية في المناسبات الوطنية والرسمية، ولكن ذلك كله لم يمنعه من أداء بعض الأغاني في بعض أعماله الفنية، ومن أهم أعماله السينمائية (أفواه وأرانب، التعويذة، أغنية على الممر، الرصاصة لاتزال في جيبي)، ومن أهم مسلسلاته (الدوامة ، سوق العصر، العصيان).

المسرح هو عشقي الأول والأخير

المسرح حلمة الأساسي

بدأ “محمود يس” التمثيل المسرحي من المرحلة الإعدادية ولم يكن في ذهنه طموحات غيره، خاصة أنه لم يبدو أي اعتراض من جانب الأهل، و في مرحلة الثانوي كان يذهب مع رفاقه في المدرسة إلى (مسرح رمسيس) في بورسعيد، والذي أنشأ على غرار مسرح يوسف وهبي في القاهرة، من خلال مجموعة من عشاق المسرح عبر النشاط الاجتماعي من خلال جمعية أهلية أقيمت لهذا الغرض، وقد أقاموا مايسمى بالفرقة الإقليمية لممارسة النشاط المسرحي، وكان يقود تلك الفرقة ممثل بورسعيدي قدير يدعى “نصر الدين الغريب”، كان يذكره بنجيب الريحاني عندما يراه، خاصة أنه كان يقوم بتمثيل روايات الريحاني بذات الدقة على مستوى الفعل الدرامي وبنفس الزخم المسرحي الكوميدي، ناهيك دخول “يس” منافسات المدراس في ذلك الوقت، والتي ألهبت خيال “محمود ” ذلك الفتى الذي لم يرى في ذلك الوقت  سوى أن المسرح لديه هو مدرسة المسرح القومي ، فقد كان حلمه في يوم من الأيام أن يقف على خشبته ليقول ولو جملة واحدة.

كانت بورسعيد هى البلد الوحيد في العالم التي يوجد بها “نادي المسرح”، ولا حتى بلد شكسبير نفسه – على حد قوله – لم يكن فيها هذا النادي، حيث مقره في أحلى مكان بالمدينة ويعمل منذ أكثر من 80 سنة وحتى الآن، وبالمناسبة كان لـ “محمود يس” أخ يمثل في المسرح من قبله من خلال هذا النادي الذي أنشأه مجموعة من الهواة الذين يبحثون عن مكان للثقافة، فكثيرا ما كانت تجرى حوارات عن “إبسن وتشيكوف وشكسبير وبرنارد شو” وغيرهم من رواد المسرح العالمي داخل أروقة هذا النادي الذي شكل وجدان الطفل والصبي والشاب “محمود يس”، ويقول عن تلك الفترة من حياته أنه عندما كان في الصف الثاني الثانوي كانت هناك سلاسل للأدب العالمي وكبار كتاب المسرح في العالم التي يتم ترجمتها طبعا في مصر، ومن خلالها نتعرف على كتاب المسرح العظام في العالم في هذا النادي، ثم بعد ذلك عرفتا نعمان عاشور ويوسف إدريس ولطفي الخولي، لذا فإن “يس” يعتبر أن انتماءه الأول لبور سعيد، باعتبارها مدينة البدايات البكر والطموحات الخضراء، ويؤكد دائما أنه مصري الهوية، بورسعيدي العشق والذكريات والطموحات الجميلة.

برع في تقديم الجندي المصري في السينما

بداية تحقيق الحلم

بعد انتهاء دراسته الثانوية رحل محمود ياسين للقاهرة ليلتحق بجامعة عين شمس وتحديدا كلية الحقوق، وطوال سنوات دراسته كان حلم التمثيل بداخله وخصوصا التعلق الكبير بالمسرح القومي ،لذلك تقدم بعد تخرجه مباشرة تقدم لمسابقة في المسرح القومي وأجرى الاختبار وجاء ترتيبه الأول في ثلاث تصفيات متتالية، وكان الوحيد في هذه التصفيات المتخرج من كلية الحقوق، ولكن قرار التعيين لم يحدث، في الوقت نفسه تسلم من القوى العاملة قرارا بتعيينه في بورسعيد بشهادة الحقوق وهو الوحيد في دفعته الذي يعين في موطنه الأصلي، ورغم حبه لمدينته إلا أنه لم يتصور فكرة الابتعاد عن المسرح، لذلك رفض التعيين الحكومي وعاش في انتظار تحقيق الأمل حتى وقعت حرب 1967، وكان بمثابة انكسار فكري وروحي، خاصة للشباب.

لقد ظل  الحلم يراوده بأن يلتحق بالمسرح القومي، خاصة أنه عاش تجربة هذا المسرح وهو طالب بكلية الحقوق حيث كان هذا المسرح يقوم بعمل (ربتوار) يقدم من خلاله على مدى 10 أيام عشرة مسرحيات مختلفة، وبالفعل نجح بعد فترة قصيرة من الالتحاق بالمسرح القومي، وفي هذا التوقيت بالذات تم تعيين “محمود يس” ممثلا بالمسرح القومي، فبدأ رحلته في البطولة من خلال مسرحية “الحلم” من تأليف محمد سالم وإخراج عبد الرحيم الزرقاني، بعدها بدأت رحلته الحقيقية على خشبة “المسرح القومي” والذي قدم على خشبته أكثر من 20 مسرحية أبرزها (ليلة مصرع جيفارا، سليمان الحلبي، وطني عكا، ليلى والمجنون، عودة الغائب، الزير سالم، واقدساه، الخديوي)، والأخيرة هى نفسها المسرحية التي تنبأت بثورة 25 يناير، وكانت ممنوعة من العرض.

عشقه للمسرح كان سببا في تردده في قبول العمل بالسينما ربما لإدراك دفين بداخله أن الأدوار المسرحية الصادقة تؤدي بالضرورة إلى نقل التجارب الشخصية الواقعية على خشبة المسرح، ويعني هذا أن الممثل لكي يؤدي دوره الصادق النابع من الإيمان عليه أن يستذكر تجاربه الشخصية التي وقعت له في الواقع، ويعيشها مرة أخرى على خشبة المسرح، ويتذكر تفاصيلها معايشة ومعاناة، ومن ثم يعد تشغيل الذاكرة الانفعالية فوق الخشبة من أهم الآليات الفعالة لربط الدور المسرحي بالحياة، وربطه أيضا بالصدق النابع من الذات الحية.

أيضا كان يرى من وجهة نظره باعتباره عاشقا متيما للمسرح أن الذاكرة الانفعالية غير الذاكرة الحسية تقوم على إحياء المشاعر والانفعالات، وبعثها من جديد في مواقف درامية حسب سياقها الذهني والنصي، وإعادة المشاعر كما وقعت في الماضي لإسقاطها على مواقف درامية في الحاضر فوق منصة المسرح مشابهة لتلك التي وقعت في الماضي، ويبدو أنه أيضا كان مؤمنا بقول ستانسلافسكي:” إن اكتمال تجاربنا الخلاقة كلها وقوتها يتناسبان مع قوة ذاكرتنا الانفعالية، ودقتها، ومضائها تناسبا طرديا، أما إذا كانت ذاكرتنا ضعيفة، فإن المشاعر التي تثيرها تكون باهتة وهزيلة، ولا قوام لها، وتنعدم قيمتها على المنصة؛ لأنها لا تستطيع التأثير على الجماهير التي تجلس فيما وراء الأضواء الأرضية.

نحن لانزرع الشوك
الوهم
الوفاء العظيم
العذاب امرأة
إمرأة مطلقة

أشهرأفلامه السينمائية

ربما كانت قناعته وإيمانه بقول (ستانسلافسكي) كلها أسباب شخصية لجعل المسرح هو عالم الحقيقي في التمثيل ليس غيره، حتى جاءته فرصة البطولة الأولى مع الفنانة العظيمة (شادية) عام 1970 من خلال فيلم (نحن لانزع الشوك)، لكن شهرته جاءت من خلال أعماله السينمائية المختلفة منها (الرجل الذي فقد عقله عام 1968، والقضية 68 ، ودوره الملحوظ جدا في شيء من الخوف)، ثم ظهر في (الخيط الرفيع) وتطورت أعماله للظهور الكلي بالبطولة الثانية القريبة من الأولى في (شباب يحترق، حكاية بنت اسمها مرم، حب وكبرياء، أنف وثلاث عيون)، و(العاطفة والجسد) مع رشدي أباظة، ونال دور البطولة في أفلام (الشيطان امرأة والزائرة، مسلسل الدوامة، الحب والصمت، الحب الذي كان، قاع المدينة، غابة من السيقان)، ومع فاتن حمامة في (حبيبتي)، وأمام نجلاء فتحي في (بدور، الرصاصة لا تزال في جيبي، الساعة تدق العاشرة).

في ثمانينيات القرن الماضي قدم (محمود يس) العشرات من الأعمال الفنية بالسينما منها (بنات زينب، الأب الشرعي، الطعم والسنارة، اللقاء الثاني)، وبطولات كل من (رجل ضد القانون، أيام الرعب، نواعم، التعويذة، الرجل الصعيدي، العز بن عبد السلام، العملية 42، الكماشة، الملعوب، المواجهة)، كما قدم في 1987 (موعد مع القدر وكوم الدكة والأفيال والجلسة سرية والحرافيش )، وفي عام 1992 فيلمي (تصريح بالقتل والشجعان) وعام 1993 (الستات، وطعمية بالشطة، امرأة تدفع الثمن)، كما قدم مجموعة كبيرة من الأفلام الممتعة الجذابة، لكنها لم تنال نجاحا كبيرا مثل (ليه يا دنيا، ثلاثة على مائدة الدم، أيام الشر، أقوى من الطوفان، كوكب الشرق، حائط البطولات، وفتاة من إسرائي، الأخطبوط).

لايزال التحقيق مستمرا
شاهد إثبات
الأيدي القذرة
الأخرس
الخيط الرفيع

ومن أشهر الأفلام التي قدمها في بداية الألفية الثالثة وتحديدا في في 2007م (الجزيرة) مع أحمد السقا الذي يدور حول (منصور) ابن (علي الحفني) من أعيان مصر العليا، وعلى الرغم حب منصور لـ (كريمة) سوى أنه يقبل الزواج بـ (فايقة) إرضاء لوالده، وبعد وفاة اﻷب يرث (منصور) جميع الأشياء من أمواله وأملاكه وحتى إتجاره بالمواد المخدرة، ويساعده في ذاك الضابط (رشدي) بتسهيل إجراءات بيع السلاح والمواد المخدرة لـ (منصور) نظير إبلاغه عن عصابات مصر العليا، وآخر أفلام السينما الذي شارك في بطولتها (جدو حبيبي) للمخرج علي إدريس ومصطفى أبو سيف، بطولة بشرى ولبنى عبد العزيز وأحمد فهمي، وكانت قصته تدور حول بعدما أخبرها الدكتور بضعف وضعية جدها حسين الصحية، تم اتخاذ قرار (فكرية) السفر إلى جمهورية مصر العربية للاطمئنان على سلامته وثروته، أيضاً عقب أن فقدت مالها في مضاربات البورصة، فتحدث بينهما العديد من المفارقات، وتعين جدها في إيجاد حبيبته ويجداها فعليا وتقع فكرية في حب حفيده .

الدوامة
سوق العصر

أهم مسلسلاته التلفزيونية

من أهم مسلسلات (محمود ياسين) القديمة مسلسل (الدوامة، أيام المنيرة، فارس السيف والقلم، أقوة من الطوفان، عزبة المنيسي، ضد التيار، الإمام الأعظم أبو حنيفة، رياح الشرق، خلف الأبواب المغلقة، العشق الإلهي، حديقة الشر، سوق العصر، العصيان، ثورة الحريم، حكاوي طرح البحر، بابا في تانية رابع، سلالة عابد المنشاوي، التوبة)، كما لعب أدوار أكثر في 2008م، بمسلسل (السماح ووعد مش مكتوب، ماما في القسم)، وهو أخر مسلسل تلفزيوني قدمه أمام الفنانة سميرة أحمد وشاركهم البطولة خيرية أحمد وعمر الحريري، ويدور أحداثه حول أب يحاول إعادة العلاقات الطيبة بين أبنائه ووالدتهم بعد أن تسوء نتيجة بعض الظروف، إضافة إلى تقديم معالجة وحلول لعدد من مشكلات المجتمع بأسلوب كوميدي ساخر .

هذا ويعد (محمود ياسين)اشهر جندي في السينما المصرية، حيث قدم شخصية الجندي المصري في أكثر من عمل سينمائي، بالإضافة لتقديمه العديد من الأفلام عن حرب أكتوبر 1973، ومن أهم تلك الأفلام “أغنية على الممر، الوفاء العظيم، الظلال في الجانب الآخر، حائط البطولات، فتاة من اسرائيل”، وهو ما كان سببا كافيا بأن يكون أشهر جندي وضابط أيضا في تاريخ السينما المصرية، حيث أسس لهذا اللون من الأداء الوطني الباعث على القوة والإيمان والعزيمة لذى شباب يتعطش لمثل تلك البطولات.

اتركو الفرصة لشباب السينما الواعد

خلافه مع يوسف شاهين

هنالك قصة تسببت في غصة في حلق محمود ياسين ولابد أن تذكر، ففي بداياته السينمائية كان قد وقع عقد فيلم “نحن لانزرع الشوك” مع المخرج حسين كمال، ثم هاتف يوسف شاهين ليخبره بأنه وقع العقد، ليغضب يوسف شاهين غضبًا شديدًا، وذكره بشروط عقده معه لبطولة فيلم “الاختيار”، وبأنه كان يجب عليه أن لا يوقع عقدا لفيلم آخر إلا بعد مرور سنة كاملة هى فترة العمل في الفيلم، فما كان من محمود يس إلا أن اعتذر لحسين كمال عن عدم العمل معه في فيلمه، وعاد مرة أخرى ليوسف شاهين ليخبره أنه اعتذر عن العمل في الفيلم الآخر، ففوجئ بأن يوسف شاهين ألغى العقد معه، فغضب محمود ياسين للغاية، وفي حوار تلفزيوني اعترف (ياسين) بأنه لم يكن يحب السينما قبل لقاءه بالمخرج يوسف شاهين، فكان يحب المسرح ويعتبره الفن الأرقى من السينما، لكن بعد فترة العمل التي قضاها مع “شاهين” على سيناريو فيلم “الاختيار” تغيرت رؤيته واقتنع أن السينما فن راقي له قيمه وجماله، لكن بمبادئ يوسف شاهين.

جدير بالذكر أن رصيد (محمود يس) في السينما تجاوز أكثر من 150 فيلما، حصد عنها العديد من الجوائز في مختلف المهرجانات في مصر وخارجها، تُوج تاريخه الفني بالكثير من الجوائز والأوسمة التي بلغت حوالي 50 جائزة من مختلف المهرجانات، حيث حصل على جوائز التمثيل من مهرجانات طشقند 1980م، والسينما العربية في أميركا وكندا 1984م، وعنابة بالجزائر 1988م، بالإضافة إلى جائزة الدولة عن أفلامه الحربية 1975م، وجائزة الإنتاج من مهرجان الإسماعيلية 1980م، وتم اختيار الفنان محمود ياسين، كرئيس تحكيم لجان مهرجان القاهرة للإذاعة والتلفزيون عام 1998م، ورئيس شرف المهرجان في نفس العام، إلى جانب اختياره عام 2005م من قبل الأمم المتحدة سفيراً للنوايا الحسنة لمكافحة الفقر والجوع لنشاطاته الإنسانية المتنوعة.

على منصات التكريم

التكريم مسألة مؤثرة

في أثناء تكريمه في مهرجان القاهر السينمائي الدولي، أكد الفنان محمود ياسين أن التكريم ”مسألة مؤثرة” في حياة الفنان خصوصا عندما تكون من جهة متخصصة ومن مهرجان له تاريخ عريق كمهرجان القاهرة السينمائي الدولي الذي يحتل مكانة مرموقة بين أحد عشر مهرجانا دوليا على مستوى العالم، وقال ياسين: ”تكريمي من المهرجان لم يأت متأخرا فسبق أن حصلت على جائزة أحسن ممثل عن فيلم ”قاهر الظلام” في دورة المهرجان الثالثة، كما تم تكريمي ضمن نجوم السينما الرومانسية مع نور الشريف ونجلاء فتحي وميرفت أمين خلال فترة رئاسة حسين فهمي للمهرجان، حيث قدمت 25 فيلما مع نجلاء فتحي كلها رومانسية رغم أنني لم أكن أحب تعبير السينما الرومانسية، لاسيما أن الرومانسية لاتقتصر على البطل الذي يقع في حب البطلة ولكنه منهج للسلوك”·

وأشار إلى أن التكريم هذا له مذاق خاص لأنه عن مجمل أعماله ولإن للمهرجان مكانة خاصة عنده فقد كان أول ممثل من أبناء جيله يتم اختياره عضو لجنة تحكيم في المهرجان في دورته الثامنة أيام سعد الدين وهبة، وتكريمه في الدورة 32 للمهرجان يوم 18 نوفمبر له أهمية كبيرة لديه، وأضاف: ”لا نخشى على مهرجان القاهرة السينمائي من ظهور مهرجانات سينمائية عربية أخرى فسيظل المعيار أنه المهرجان الذي يحتل مكانة متقدمة ضمن المهرجانات العشرة الأولى على مستوى العالم وهى مكانة تليق بالقاهرة عاصمة الفن والثقافة”، وأوضح أن ظهور أكثر من مهرجان سينمائي يخلق حالة من المنافسة الموضوعية التي ترسخ قيم وتقاليد راقية في فنون السينما، معتبرا أن المنافسة تصب في صالح السينما العربية وصورتها في العالم·

ولعل أجمل ماقاله “محمود يس” في أثناء تكريمه هو كلمته حول تجربته في فيلم”الجزيرة” حيث قال:”السينما فن شاب لا يمشي إلا في ركاب الشباب، ولي تاريخ طويل في السينما حققت خلاله الكثير، يجب أن نعطي الفرصة للشباب، وأقول دائما أتركوا الفرصة لأحمد السقا ومنى زكي وهند صبري ودعوهم يطلقون مواهبهم، كما فعلنا، فالزمان لم يعد زماننا وعمالقة السينما المصرية اليوم صنعوا مجدهم في شبابهم”.

وعن رؤيته للسينما المصرية مقارنة بالسينما العالمية وخصوصا الأميركية، قال: ”السينما المصرية تحتاج إلى مزيد من التشجيع والمؤازرة أما السينما الأميركية فهي تجارية 95 في المئة ومنها أفلام مخلة بالآداب واباحية أو من النوع الذي يقدم خيارات ساذجة لشخصيات فضائية أو مسخ آدمي وأميركا تنتج في العام 400 فيلم إباحي أو أكثر لتهدم بها القيم والأخلاق أما ما يتبقى منها وهو 5 في المئة فقط، فهي الأفلام ذات قيمة فنية وإنسانية”·

وعلى الرغم من كل تلك المسيرة الإبداعية الطويلة في المسرح والسينما والتليفزيون والإذاعة والتي حفلت بالأعمال التي قدمها الفنان (محمود يس)، إلا أنه آن لها أن تتوقف ويسدل الستار عليها، بعدما أعلن الفنان المصري اعتزاله التمثيل بشكل نهائي، يوم 14 سبتمبر 2018، على لسان زوجته الفنانة القديرة (شهيرة) ، والتي أكدت وقتها أن زوجها بالفعل اعتزل التمثيل بشكل نهائي، مكتفيا بالمسيرة التي قدمها طوال السنوات الماضية، وذلك على الرغم من ابتعاد يس منذ سنوات عن التمثيل لأسباب صحية وعدم قدرته على المشاركة في أية أعمال فنية في الوقت الحالي، رافضة الكشف عن تفاصيل الحالة الصحية لزوجها، ليظل الغموض قائما حول الأمر، بعد الأخبار التي ظلت تتردد طوال السنوات الماضية، عن كون الفنان المصري الذي قدم أكثر من 200 عمل فني بات يعاني من مرض “الزهايمر”.

ومن جانبنا في بوابة (شهريار النجوم) نتمنى كامل الصحة والعافية لنجم نجوم المسرح والسينما والتليفزيون (محمود يس)، فتى شاشة الزمن الجميل، الذي امتعنا بروائعه الفنية الفريدة على مستوى الأداء التمثيلي والإلقاء المصحوب بالبلاغة والشجن على جناح لغته العربية السليمة التي تميز بها عبر صوته الرخيم الذي سيظل محفورا في ذاكرة الأجيال على مر السنين والأيام.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.