رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

“يسرا وجمانة وخالد” يقدمون أروع مشاهد “خيانة عهد”

في أجواء روحانية وقفت عهد تخاطب ابنها هشام في مناجاة خاصة

كتبت : سدرة محمد

بعد أن سارت على درب “أرتو” رائد مسرح القسوة، ظلت “يسرا” أو “عهد” صابرة طوال 27 حلقة على شقيقها “مروان” أو خالد سرحان، المجرم فظ القلب الذي تسكنه روح شيطانية شريرة حتى خانها وسرقها، وأيضا شقيقتها “فرح” أو “حلا شيحة” التي تآمرت مع “شيرين” التي لعبت درورها في براعة منقطعة النظير”جمانة مراد” في عودة قوية لها في قلب دراما رمضان هذا العام، على قتل ابنها الوحيد هشام، حتى جاءت لحظة الانتقام بعد كل الأدلة والبراهين الدامغة التي تدينهم جميعا، ووقفت في لحظة نوارنية تجتر الذكريات الأليمة  لتقدم “يسر” بالاشتراك مع جمانة مراد، وخالد سرحان” أروع مشاهدهم الغارقة في الترجيديا الإنسانية بطريقة مأساوية تؤكد شعورا بالألم يختلط مع حالة صفاء روحي في قلب مشهد يعد الـ “ماستر سين” حلقات مسلسل “خيانة عهد” تأليف أحمد عادل سلطان وسيناريو “أمين جمال”، وإخراج “سامح عبد العزيز” وقد جاء على النحو التالي:

الله .. أول مرة أرتاح .. أول مرة أحس إن ناري بردت يباحبيبي

تتداخل عناصر الطبيعة الروحانية مع بيوت القاهرة القديمة مشكلة لوحة بديعة، حيث تقف “عهد” في صحن أحد مساجد القاهرة الفاطمية وهى في مناجاة خاصة تصاحبها موسيقى جنائزية رائعة، تخاطب روح ابنها “هشام” قائلة : الله .. أول مرة أرتاح .. أول مرة أحسن ان ناري بردت ياحبيبي .. نام .. نام وارتاح .. حقك رجع ياقلبي ، كان نفسك تجري عليا وتقولي وتفضحهم، بس ملحقتش .. قتلوك ، وأنا النهاردة باطمنك وبأقولك اني عرفت كل حاجة.

وعلى إيقاع ناي حزين تضيف : ودفعت كل واحد فيهم التمن .. تمن غدرهم بيك.

نام وارتاح .. حقك رجع ياقلبي

عهد في أسى وحزن تخاطب هشام مردفة : خالك اللي كان عارف وبيساعد “فرح” بدل ما يكون سند ليا كان بيسرقني وبيتفق مع أعدائي (بينما الكاميرا تتجه إلى زنزانة مروان وهو يرتدي بدلة الإعدام الحمراء ويقاوم الجنود الذين يجرونه إلى حبل المشنقة).

ثم تعود الكاميرا مرة ثانية إلى الفضاء الفسيح في صحن الجامع، وتدور بعهد حول نفسها وهى في حالة من الوجد والحنين إلى ابنها الوحيد الذي فقدته جراء نار الحقد التي سكنت نفس شقيقتها “فرح” التي قامت بدفعه على الأرض ليلقى مصيره في بيت “شيرين” التي اشتركت معها في التخلص من جثته في الشارع.

مروان في حالة ذهول واضطراب هيستري وهو يستعد للموت شنقا

الكاميرا تركز على “مروان” وهو في حالة انهيار تام وجسده يرتعش من رهبة الموت شنقا، بينما يدخل أحد الضباط على مأمور السجن قائلا له : النيابة جت يافندم، فيهز رأسه ويهم من مكانه لاستقبال وكيل النيابة الذي يجلس على كرسي أمام مكتب المأمور ويتجه إلى مروان قائلا : عاوز تقول حاجة يامروان؟

فيرد مروان في تلعثم : عاوز أصلي : ينفع؟

يرد عليه المأمور طبعا ينفع!!!

أنا النهارده باطمنك وأقولك إني عرفت كل حاجة

الكاميرا مصحوبة بالموسيقى الجنائزية الخاطفة للعقل والقلب وتهتز لها الأبدان والقلوب، ووجه “عهد” سارح في تجليات الملكوت العظالأعظم في مناجاة صامتة، وفي إسقاط على ابنها ولسان حالها يقول : كل الحب اللي كانت فرح بتديهولك كان مليان كره ووهم.

وبشكل متواز تعمل الكاميرا زووووم على “فرح” داخل زنزانتها وتستعرض حالة الذل التي تقع عليها وهى تخاطب السجينات قائلة: لموا الشباشب .. لموا الشباشب فترد عليها إحداهن : لمين يابت محدش سامعك، فتقوم بلم الشباشب بنفسها في حالة من التيه زائغة البصر، وفي حالة ذبول وانكسار تتناول من إحداهن سيجارة ثم تسحب نفسا عميقا وتقوم مرة أخرى بلم الشباشب وكأنها تعاقب نفسها بالإذلال عمدا لتكفر عن ذنوبها، بينما تناولها من إحدى زميلاتها قطعة بسكويت تضعها في فمها في نهم شديد ثم تتجه إلى (جردل غسيل) تقوم بغسل ملابسها ثم تلقي بالماء على الأرض في حالة من الانفعال مصحوبة بإحساس بالمرارة.

فرح تسحب آخر أنفاسها في حسرة وندم قبل تنفيذ حكم الإعدام فيها

تستكمل فرح غسل أرض الزنزانة في همة ونشاط هيستري في محاولة للنسيان، لكن الكاميرا والموسيقى الحزينة على الطرف الآخر تركز على “عهد” وهى تقول : دلوقتي هى بتتعذب، و”شيرين” كمان بتتعذب عشان قبضت من فرح وسمعت كلامها، وسقيتك السم بإيدها.

تتجه الكاميرا إلى “شيرين” في زنزانتها وهى تقف حائرة في لحظة تفتيش متعلقاتها حيث وجدت إحدى السجانات شريطي مخدرات كانت تدسهما في شنطتها، وتقول لشرين : إيه ده يابت؟

شيرين في حالة ذهول لحظة اكتشاف حبوب مخدرة في شنطتها

 

ترد شيرين في حالة اضطراب هيستري يوحي بتورطها: والله ما بتعتي (أدت جومانة هذا المشهد بطريقة احترافية غاية في الدهشة) فترد السجانة : وحياة خالتك وتقوم السجانة بمساعدة زميلتها بجرها قائلة : يلا يابت وهى تقاوم دون جدوى.

الكاميرا تعود لعهد وهى تتحدث بينها وبين نفسها في إسقاط على شيرين: شيرين اللي كان ممكن تلحقها بتتربى النهارده في السجن.

جمانة مراد تقدم أروع مشاهدها وهى مكبلة في سريرها

ثم تطارد الكاميرا شيرين وهى مكبلة في سريرها وتقول لها السجانة : مش حتخرجى من هنا غير لما السم الهاري ده يخرج من جتتك، لكنها تقاوم وتقع من على الشرير وتطوق عنقها بيديها وتمسح أنفها في معصمها في محاولة لمقاومة سريان المخدر في دمها (وقد برعت جمانة أيضا في إتقان دورها هنا على نحو احترافي يؤكد جوهر موهبتها في الأداء الصعب).

روح هشام ترفرف على المكان بعد أن انتقمت له أمه عهد

“عهد” تعود من جديد وهى تتحدث بينها وبين نفسها قائلة : كلهم بيتحاسبو ياهشام.. وفي وجل وتجل روحاني تقول : أنا عمري ما أذيت حد .. همه اللي أذوا نفسهم، ثم تتجه بأنظارها إلى روح هشام قائلة : ارتاح ياحبيبي .. ارتاح .. ارتاح ياقلبي ، بينما تظهر صورة هشام وهو ينظر لها مبتسما ابتسامة رضا وراحة، وكأنه يقول لها شكرا ياماما الرسالة وصلت وسارتاح من الآن فصاعدا.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.