رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

اللحن الذي خطفه “زياد الرحباني” وأهداه لفيروز

زياد وقت أن قدم لحن “سالوني الناس” لفيروز

كتب : أحمد السماحي

من أجمل وأرق وأعذب أغنيات السيدة “فيروز” أغنية بسيطة في كلماتها، عميقة في لحنها وتوزيعها بعنوان “سألوني الناس عنك يا حبيبي، كتبوا المكاتيب وأخدها الهوا، بيعز عليي غني يا حبيبي، ولأول مرة ما منكون سوا”، هذه الأغنية التى قدمت لأول مرة عام 1972، في مسرحية “المحطة” للأخوين رحباني، وفيروز، لها قصة أو حدوتة تستحق أن نقصها عليكم.

فى بداية السبعينات وتحديدا عام 1971 ربطت الصداقة بين الصبي “زياد الرحباني” الذي لم يكن أكمل السابعة عشر بعد، والمطرب الشاب “مروان محفوظ” الذي كان هو الآخر في بداية العشرينات، وكان أحد المطربين فى أعمال الأخوين رحباني وفيروز، وفى أحد الأيام أسمع “زياد” بعض خواطره اللحنية لصديقه المطرب الشاب الذي أعجب بها جدا، مما جعل “زياد” يكتب عليها بعض الكلمات الآتية :

“أخدوا الحلوين قلبي وعنيي

أخدوا الليالي اللي عشناها سوا

هجروا الحلوين وما سألوا علي

يا مين يرجع أيام الهوي”

زياد يسمعها بعض ألحانه

وفى هذه الفترة كانت “فيروز والأخوين رحباني” يحضرون لمسرحيتهم الغنائية الجديدة “المحطة”، وقتها تعرض “عاصي الرحباني” لنزيف حاد في المخ أدى لدخوله في غيبوبة، وقرر الأطباء ضرورة نقله فوراً للعلاج في الولايات المتحدة الأمريكية، ولم تستطع العائلة الرحابنة دفع تكاليف استئجار طائرة مستشفى لنقل “عاصي” الغائب عن الوعي إلى أمريكا، فقامت الحكومة السورية بدفع نفقات الطائرة و العلاج، وتم بالفعل نقل “عاصي” إلى الولايات المتحدة.

هذا الغياب المفاجئ لـ”عاصي” جعل الناس تسأل السيدة “فيروز” عنه، فى كل مكان تتواجد فيه، هذا السؤال ألهم شقيقه وتوأمه الفني “منصور الرحباني” الذي كان دائما في صحبة “زوجة أخيه”، كلمات أغنية “سألوني الناس” معبراً فيها عن مشاعر “فيروز” التي كان عليها أن تعتلي المسرح وتناجي حبيبها وزوجها الغائب، وتغني لأول مرة في غيابه، وهو الذي تعودت أن يكون إلى جانبها دائماً.

عاصي وفيروز وابنهما الطفل زياد
تغني بشوخ على المسرح
تنغيم خاص وسلطنة فيروزية

وبعد رجوع “عاصي”  إلى منزله سالما، كان “زياد الرحباني” يسمع “مروان محفوظ” فى غرفته أغنيته الجديدة “أخدوا الحلوين قلبي وعيني”، وهنا جذب اللحن آذان “الأخوين رحباني” والسيدة فيروز، فنادوا على “زياد” وسألوه عن صاحب اللحن، ففاجئهم أنه هو، فإاتسمت “جارة القمر” وقبلت ابنها من جبينه، وطلبت أن تغني هذا اللحن، فوقع “زياد” في حيرة، لأيام، بعدها ذهب واستأذن صديقه “مروان محفوظ”، أن تغني ” فيروز” لحن “أخدوا الحلوين” فرحب المطرب الشاب، بإهداء لحنه إلى مطربة لبنان الأولى.

وبالفعل غنت “فيروز” هذا اللحن مع استبدال كلماته بكلمات “سألوني الناس عنك يا حبيبي” التى كتبها “منصور الرحباني”، فى مسرحية المحطة، ولاقى تجاوبا كبيرا من الجمهور الذي كان يستعيده منها أكثر من مرة، وحقق نجاحا أكبر عند بثه فى الإذاعات العربية، ومازال حتى الآن واحدا من أنجح ألحان العبقري “زياد الرحباني” إلى أمه “جارة القمر” وسفيرتنا إلى النجوم، وكان هذا اللحن هو بداية لسلسلة من مجموعة كبيرة من الألحان التى قدماها معا.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.