رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

“أنا وليلى” .. مرثية الحب الحزين لكاظم الساهر

في الثمانينات كان “الساهر” واحداً من الشباب الذين أعجبتهم هذه القصيدة الجميلة

كتبت : سما أحمد

من أرق وأعذب أغنيات المطرب الكبير “كاظم الساهر” قصيدة “أنا وليلى” التى قدمها فى ألبوم حمل نفس الاسم فى نهاية تسعينات القرن الماضي، وبالتحديد عام 1998 ، هذه التحفة الغنائية النادرة، كان يعتقد كثيرون إنها من كلمات الشاعر الكبير “نزار قباني”، نظرا لارتباط المطرب بالشاعر في غناء قصائد عدة، لكن الحقيقة أن هذه القصيدة الجميلة أو مرثية الحب الحزين، التى اختارتها هيئة الإذاعة البريطانية” بي بي سي” عام 2002 في المرتبة السادسة ضمن قائمتها لأفضل 10 أغاني في العالم، من كلمات شاعر لم يشتهر له أو يتغنى له إلا هذه القصيدة وإسمه “حسن المرواني”، الذى كتبها بعد أن جرحت قلبه العاشق قصة حب فاشلة عاشها مع زميلة له أثناء الدراسة الجامعية.

وقصة كتابة القصيدة  ترجع إلى عام 1972، عندما كان  مبدعها  طالباً على مقاعد الدراسة في كلية “الآداب” قسم “اللغة العربية” بجامعة “بغداد، وكان “حسن المرواني” ينتمي لأسرة ريفية فقيرة وقد هام بحب زميلة له تدعى “سندس” تنتمي لأسرة ميسورة، و حين صارحها بمشاعره كان ردها بالرفض، تكررت محاولات “حسن”، و تكرر الرفض من جانب الفتاة، إلى أن علم العاشق المجروح بخبر خطبة حبيبته من شاب آخر ينتمي لنفس طبقتها الاجتماعية.

 فتفجرت مشاعر العاشق متدفقة في قصيدة حملت عنوان “أنا و ليلى و اشطبوا أسمائكم” ألقاها في أسبوع الشعر العربي في كلية “الآداب” بجامعة بغداد عام 1972، وكان كل الحاضرين بمن فيهم حبيبته “سندس” نفسها يعلمون أن “ليلى” التي يتحدث عنها الشاعر ليست سوى حبيبته التي سلبت لبه و جرحت قلبه العاشق.

و بعد سنوات ظلت القصيدة حية في حين غاب ذكر صاحبها فكان الشباب في الجامعات يقومون بنسخها و تبادلها فيما بينهم، وظهر أكثر من شاعر ادعوا أنهم هم أصحاب القصيدة الأصلية، و ظهرت نسخ عديدة من القصيدة غنى إحداها المطرب الكردي العراقي “أكرم طوزلو” في السبعينات كما قدمها المطرب “رياض أحمد” على شكل موال في التسعينات.

ظل يبحث كثيرا عن صاحب القصيدة الأصلي حتى عثر عليه

في الثمانينات كان “كاظم الساهر” واحداً من الشباب الذين أعجبتهم هذه القصيدة الجميلة التي لم يعرف أحد كاتبها، فظل يبحث عن مبدعها الحقيقي إلى أن التقى بأحد أقارب “حسن المرواني” الذي زوده بالنص الكامل للقصيدة وبمباركة مبدعها الذي كان يقيم آنذاك خارج العراق في الجماهيرية الليبية، حيث كان يعمل هناك مدرسا للغة العربية.

يقول  مطلع القصيدة:

ماتت بمحراب عينيكِ ابتهالاتي

واستسلمت لريـاح اليـأس راياتـي

جفت على بابك الموصود أزمنتي

 ليلى، ما أثمرت شيئـاً نداءاتـي

عامان ما رف لي لحنٌ على وتر

 ولا استفاقت على نـور سماواتـي

أعتق الحب في قلبي وأعصره

 فأرشف الهـم فـي مغبـر كاساتـي

ممزق أنـا لا جـاه ولا تـرف

يغريـكِ فـيّ فخلينـي لآهاتـي

لو تعصرين سنين العمر أكملها

 لسال منها نزيـف مـن جراحاتـي

لو كنت ذا ترف ما كنت رافضة

حبي لكن عسر فقر الحال مأساتـي

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.