رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

15 عاما على رحيل إمبراطور التمثيل المصري

أحمد زكي في دور حليم

* شهادة نادرة لأحمد زكي عن عبدالحليم حافظ

* حليم أجرأ وأصدق كتاب أرخ لمصر الخمسينات والستينات

* على استعداد أقوم بدور “كومبارس” فى فيلم عن العندليب

* تألمت وحزنت عندما شاهدت مسلسل “اليتيم”!

ملف أعده : أحمد السماحي

كتب النجم الكبير “أحمد زكي” رسالة عتب بخط يده لأسرة “عبدالحليم حافظ”، نشرها الزميل الكاتب الصحفي الراحل “محمد الدسوقي” في مجلة “فن” اللبنانية التى كان يرأس تحريرها الأستاذ “وليد الحسيني” في يناير عام 1997، بعد أن اتهمه ابن شقيق العندليب بأنه يريد إنتاج فيلم عن عمه حتى يجني من ورائه الملايين!.

ونظرا لندرة الرسالة، أحببنا نعيد نشرها مرة أخرى، أو على الأقل نشر بعض أجزاء منها فإليكم بعض ما جاء فيها :

يقول أحمد زكي في بداية الرسالة: رغم تكويني لشركة إنتاج تحمل إسم “أفلام أحمد زكي” منذ سنوات عدة، إلا أنني لم أقدم على خطوة إلإنتاج إلا لأجل خاطر “عبدالحليم حافظ”، فأنا أحبه كفنان كبير، وإنسان، وحبي له راجع لأنه صورة مضيئة لعصر جميل ورائع حمل الرومانسية والأحلام الوطنية الجميلة، إنه صورة مبهرة لعصر مبهر، وأنا من هذا العصر، لكل هذا تحمست لفيلم عن “عبدالحليم”.

 وتحمس معي المخرجون وساندني المنتج “مجدي العمروسي” مساندة قوية فعالة، وكتب الأستاذ “عبدالسلام أمين” سيناريو رائع بعد تغييره مرتين وعلى استعداد أن نغيره للمرة الثالثة، ولقد دخلت تجربة الإنتاج لسبب واحد وهو أن يأتي الفيلم مضيئا ولامعا كما عبدالحليم وعصره، فالمنتج العادي يقول لك وهو في قمة غضبه : “كفاية كويس كده بقى!!، إقلب.. هات المشهد الأخير، عاوزين نخلص”، وحتى أتلافى هذه الحواجز أقدمت على عملية الإنتاج، وأنا سعيد رغم أنني وفى السابق حين كنت أسأل لماذا لا تنتج؟ كنت أرد: حتى لا أعذب نفسي بفلوسي”.

جمعهما المرض على سرير واحد ومعاناة واحدة

لقد رأيت زمان مسلسلا تليفزيونيا عن “حليم”  بعنوان “اليتيم” مع احترامي للفنانيين الذين قاموا ببطولته وشاركوا فيه، إلا أنني غضبت وتألمت لأجل الفنان الكبير، لأجل “عبدالحليم حافظ”، فالعمل لم يكن على المستوى إطلاقا، كان عملا فقيرا فنيا وشديد التواضع، ولم يكن بحجم هذا العملاق الكبير البازغ في سماء الفن العربي، فأين كانت الأسرة وقت أن بث التليفزيون المصري هذا العمل المتواضع جدا؟!، لقد أقدمت على عملية الإنتاج لإنصاف “عبدالحليم” وتخليده.

فمن وجهة نظري المتواضعة جدا، “عبدالحليم “هو أجرأ وأصدق كتاب أرخ لمصر الخمسينات والستينات، أنه كتاب مفتوح، فمن هو هذا الرجل؟!.

عبدالحليم هذا الإنسان المصري النقي والرائع هو هدفي الأول والأخير، وقد صادفتني عقبات كثيرة أهمها تخوفاتي ممن عاصروا “عبدالحليم” وعايشوه واقتربوا منه، والسبب أن “عبدالحليم” لا يزال يملأ وجدان الملايين وأحاسيسهم ومشاعرهم، وأغانيه تحقق أعلى المبيعات وأفلامه لا تزال تعرض بدور الصالات السينمائية وقنوات التليفزيون المختلفة.

ورغم وجوده الساطع والمسيطر هذا إلا أنني أردت إبراز جوانب أخرى فى حياته وشخصيته، أردت إلقاء الضوء على هذا المبدع فنيا وإنسانيا، وبالتالي الإضاءة على عصره الجميل.

وإذا كانت نقطة المكسب الضخم الذي سوف أجنيه ويدخل جيبي من وراء فيلم “حليم” هى التى تؤرق بال الأسرة وتشغل تفكيرهم، فأنني أعلن على الملأ اقتراحا سوف يرضيهم ويسعدهم ما دامت أعينهم على الـ 15 مليون جنية، وهذا الاقتراح يؤكد استعدادي للتنازل عن كل ما صرفته على السيناريو من جيبي، وسوف أظل أنفق عليه حتى يظهر في صورته النهائية.

حليم العندليب الغائب الحاضر

وبعد أن ينال رضاهم وإعجابهم أتنازل عنه بمحض إرادتي واختياري لأسرة الفنان الكبير “عبدالحليم”، وإذا كانوا هم يريدون انتاجه كي يكسبوا الـ 15 مليونا، كما يقولون، فأنا متنازل عن السيناريو، ومتنازل عن تعبي ووقتي وجهدي على مدار عام كامل وأنا واقف وراء السيناريو، وكما هو أجري فى سوق السينما، فأنني مستعد أن آخذ أقل من المنتجين الآخرين، وسوف أعطيهم السيناريو في صورته النهائية هدية منى إلى روح فنان كبير أحبه وأعشقه اسمه “حليم”، ويشاركني هذا الحب وذاك العشق الملايين على امتداد الأرض العربية.

وشيئ آخر لو أن لدى الأسرة فيلما آخر يريدون انتاجه عن “عبدالحليم”، وهم على قناعه تامة به ويريدونني أن أمثل به ليس دور “عبدالحليم” ولكن بدور كومبارس فأنا على استعداد تام لذلك، وسوف ألغي مشروعي فورا وأكتفي بهذا الدور، أي شيئ يريدونه سوف أنفذه شرط أن يكون لمصلحة الفيلم ومصلحة “عبدالحليم”، لكن أن يفرض على أحد “فردة أو إتاوة” فهذا ما أرفضه وبقوة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.