رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

حكايتي مع أحمد زكي وحليم

بقلم المخرج السوري الكبير: أنور قوادري

وعادت الذكريات الجميلة مع صديقي الفنان الكبير أحمد زكي، الذي رحل عن عالمنا في مارس ٢٠٠٥.

بداية علاقتنا بدأت في ثمانينيات القرن العشرين، عندما وصلتني رسالة شفهية بلسانه من خلال صديقنا المشترك المخرج محمد خان (كنت قد اقتبست قصة فيلمه “موعد على العشاء”، وحولتها الى فيلمًا عالميًا من إخراجي تحت اسم “كلوديا”.

في لقاء طاري على مقهى في الشارع .. هكذا كان يحب أن يجلس

“خان” أوصل لي الرسالة بأمانة؛ بأن أحمد كان قد شاهد فيلمي العالمي “كسارة البندق – بطولة النجمة جوان كولينز”،  بسينما كريم بالقاهرة، انبهر وأعجب به وطلب من خان أن يتعرف علي.

ينتصت لي في أثناء تمشية حرة

وجاءت الفرصة عندما حضر أحمد، مهرجان دمشق السينمائي، مع خان في التسعينات، وصادف ذلك عرض فيلمي البريطاني/ المصري المشترك “سباق مع الزمن”، وبدأت صداقة جميلة بيننا، وتطورت الصداقة بيني وبينه حيث كنت أتردد بزيارات مستمرة لمصر منذ ذلك الوقت، وحققت حلمي الكبير بفيلمي “جمال عبد الناصر” في مصر الحبيبة.. واتفقنا أن نعمل معًا في فيلم من بطولته وإخراجي، عندما نجد موضوعًا يعجبنا ويناسبنا ويحقق طموحاتنا الفنية والسينمائية.

كان لدى أحمد طموحًا أن يحقق فيلمًا عن حياة العندليب عبد الحليم حافظ، وكان دائماً يتقمص شخصيته ويمثل أمامي حركاته وتعبيراته، حتى حركة جسده بطريقة فذة جعلتني أفكر جدياً بأن نقدم عملًا مهمًا عن هذا النجم الاستثنائي الذي أعشقه أنا بدوري.

ولكني تحفظت أن ننتج سيرة حياته بعد أن قدمت أنا وأحمد سيرة الزعيم عبد الناصر الذاتية، وكان هو بصدد تقديم سيرة الرئيس السادات، وبدأت بكتابة فيلمًا سينمائياً يجمع بين أحمد زكي ليلعب شخصية فناناً مغموراً طموحه أن يلعب شخصية حليم في فيلم سينمائي، بينما يظهر له حليم بتخيلاته (عن طريق الدجيتال) ليكون الفيلم بطولة عبد الحليم حافظ وأحمد زكي.. أنهيت السيناريو وحضرت خصيصاً لمصر، ولن أنسى عندما قرأته لأحمد في مطعم الكبابحي بالقاهرة، حيث طار فرحاً بالسيناريو، وكتب على ورقة تناولها بأنه يتمنى أن يعمل معي في هذا الفيلم.

مخطوط موجه لي بإمضاء الراحل الكبير أحمد زكي

كانت هناك عقبة يجب أن نذللها وهي أن أحمد، كان مصرًا أن يقدم فيلمًا عن سيرة حليم قبل أن نحقق “حكايتي مع حليم”. للأسف القدر سبقنا وكان لنا بالمرصاد، حيث رحل أحمد زكي قبل أن يتمم تصوير فيلم حليم، ومازال فيلمي

“حكايتي مع عبد الحليم” معلقاً بانتظار معجزة ليظهر ويرى النور .. فهل سأحقق هذا الحلم الكبير المهدى الى روح عبد الحليم وأحمد زكي؟ الله أعلم

وفي حال وجد الإنتاج والتمويل من سيكون بطلًا بديلا عن أحمد زكي؟

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.