رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

جلاب المصايب .. يا قلبي !

بقلم : زينب الإمام

يبدو يا سادة أننا لابد وأن نعترف بأنه هناك حالة مزاجية خاصة يمر بها المجتمع بمختلف طبقاته .. تتلخص فى رغبة ملحه بالانطلاق دونما قيود أو شروط .

رغبة فى التحرر لم تجد أمامها وسيلة إلا واحدة من أهم القنوات المؤثرة ألا وهى الغناء على نغمات راقصة تجذب الآذن وتهز المشاعر فتدفع من يستمع إليها إلى الحراك والانسجام معها حتى لو لم يكن للكلمات قيمة تذكر.

ربما المطلع ..أو القفله ..المهم أنها كلمات عادية تندهش لها وتضحك منها والأغرب أنها لاقت هوى فى نفس من سمعها إلى حد الدفاع عنها قائلا :.. إيه الغريب فيها ماهى تعبيرات دراجة على لسان الناس كلها..؟.. وإذا قلت إنها تعبيرات لا تصلح أن تردد غنائيا.

يا ساده ..ده المغنى حياة الروح يسمعها العليل تشفيه !!، أى شفاء فى هذه المعانى وتلك الكلمات؟، قالك كل عصر وله نوعيته ومزاجه ما تسيبوا الناس تتطلع اللى جواها!!.. وبناء عليه بين رافض ومؤيد تجد الحوار يتطرق إلى أمور أبعد من موضوع الغناء أصلا؟.

أما الرافض فهو من تربى على كلمات لشعراء ومؤلفين كتبوا المونولوج والأوبريت والقصائد والغنوة.. وأثروا الحياة الفنية والوجدان المصري حتى يومنا هذا – هذا جيل آخر – أى نعم، ولكنه مازال مؤثرا حتى فى قلوب شباب اليوم ..للعلم .!!.. طيب ماذا عن المؤيد لما هو طايح هذه الأيام؟.. قالك لون من الألوان الشعبية مطلوب وله جمهور بالهبل !!، وفى العالم كله هناك فرق كده وبيقولوا عليها فرق الـ ”  nonsongs”، أى اللاغنوة !!.. يعنى مزيكة.. وأى كلام يطلع ع الهوى، وهات من قلبك وعبى.. واضحك وفرفش .. محدش واخد منها حاجه .. ومافيش مانع من كلمتين خارج المألوف .. فى إيه مش معروف؟

نعود للحالة المزاجية التى اتضحت أن هناك جمهورعريض يدافع عما يرفضه جمهور عريض آخر .. المشكلة أن ما لا يرضى الرافض لقى استحسان المؤيد وزاد وغطى لأنه لا يوجد فن هادف ولا رفيع ولا حتى بين البنين .. لأن ما يسمى فن شعبى طول عمره موجود صحيح، لكن على الجانب الآخر كان فيه فن راقى اقوى ..!!

كان هناك توازن يجعلك ترضى، بل وتقبل أحيانا حسب المزاج أن تتغنى بما هو شعبى 

ومعاش أرجع لما كان شعبى حقيقي ستجده كان يطرب ولا يؤذى السمع والفؤاد والله .. يعنى لما يقولك: يا حلو صبح يا حلو طل، ولا لما قال والله ما أنا حاطت رجلى فى الميه إلا ومعايا عدوية !!.. ولا زحمه يا دنيا زحمه وتاهوا الحبايب !!.. ولا حتى السح الدح امبو .. بلاش … شيخ البلد خلف ولد !.

إلى أن وصلنا الى ملطشة القلوب وجلاب المصائب !!..اقولك الحق ..عجبتنى  طيب إيه الحل بقي؟ .. الحل فى أنه لابد وأن تنهض الجهات المعنية وترعى الفنون عن حق ووعى وفهم لطبيعة المجتمع وما يحتاج إليه من سبل ترفيه ترتقى به وتنعشه مستعينة بمتخصصين اكفاء من مؤلفين وملحنين.. وأن لا تترك الحبل ع الغارب .. وتبحث عن المواهب وتساعدها .. ولا تتركها لمن يستغل بلا هدف فنى حقيقي .. أليست هذه القوى الناعمه التى عنها يتحدثون ..؟

لقد أصبحت قوى مجروحه وجلابة للمشاكل .. أو المصائب .. نعم مشاكل فى الذوق العام أقرب إلى المصائب، ولنعترف أنه لدينا أزمة فكر وثقافة عامة لن تحل إلا بنهضة فنية جادة!، إذا أردت أن تعرف مدى ثقافة شعب ورقيه : إبحث عن إنتاجه الفنى !!

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.