بقلم الكاتبة الصحفية: حنان أبو الضياء
وافق (أنتوني هوبكنز) على دور (هنري ويلكوكس) بعد قراءة السيناريو الذي قدمته له مساعدة في تحرير فيلمي Slaves of New York وThe Silence of the Lambs.
ولعبت دور (مارجريت شليجل) إيما طومسون، (جيما ريدجريف) (إيفي ويلكوكس)، التي لعبت دور ابنة شخصية فانيسا ريدجريف (روث ويلكوكس) هى ابنة أختها خارج الشاشة، صامويل ويست، الذي لعب دور (ليونارد باست)، هو ابن (برونيلا سكيلز)، التي لعبت دور العمة (جولي).
(هاوردز إند Howards End)، هو فيلم درامي رومانسي تاريخي صدر عام 1992 من إخراج (جيمس آيفوري)، ومن سيناريو كتبته (روث براور جابفالا) استنادًا إلى رواية عام 1910 التي كتبها (إي إم فورستر).
يستكشف السرد في الفيلم العلاقات الطبقية في بريطانيا في مطلع القرن العشرين، من خلال الأحداث التي وقعت في حياة الأخوات (شليجل)، قام ببطولة الفيلم (إيما طومسون، أنتوني هوبكنز، هيلينا بونهام كارتر، فانيسا ريدجريف، مع جيمس ويلبي وصامويل ويست، جيما ريدجريف، برونيلا سكيلز) في أدوار داعمة.
حقق أكثر من 32 مليون دولار بميزانية قدرها 8 ملايين دولار، كان في المنافسة في (مهرجان كان السينمائي) لعام 1992 وفاز بجائزة الذكرى السنوية الخامسة والأربعين.
في حفل توزيع (جوائز الأوسكار الخامس والستين) تلقى الفيلم تسعة ترشيحات رئيسية بما في ذلك أفضل فيلم، وفاز بثلاثة: أفضل ممثلة (لطومسون)، وأفضل سيناريو بناءً على مادة تم إنتاجها أو نشرها مسبقًا، وأفضل إخراج فني.
في حفل توزيع جوائز الأكاديمية البريطانية للأفلام السادس والأربعين، حصل على أحد عشر ترشيحًا رئيسيًا، وفاز بجائزتين؛ أفضل فيلم وأفضل ممثلة (طومسون).
أحداث الفيلم في بريطانيا الإدواردية
الفيلم يدور في بريطانيا الإدواردية، تتزوج (هيلين شليجل) من (بول ويلكوكس) خلال لحظة عاطفية، أثناء إقامتهما في منزل عائلة (ويلكوكس) الريفي (هاوردز إيند).
عائلة (شليجل) هى عائلة مثقفة من البرجوازية الإنجليزية الألمانية، في حين أن عائلة (ويلكوكس) هى عائلة محافظة وثرية، يقودها رجل الأعمال العنيد (هنري).
سرعان ما قرر (هيلين وبول) عدم الارتباط، لكنها أرسلت بالفعل برقية تخبر أختها (مارجريت)، مما أدى إلى ضجة عندما وصلت عمة الأختين (جولي) وتسببت في مشهد.
بعد أشهر في لندن، عندما استأجر (آل ويلكوكس) شقة في الشارع المقابل لشقة (آل شليجل)، استأنفت (مارجريت) معرفتها بروث، زوجة (هنري/ أنتوني هوبكنز)، تنحدر روث من سلالة الفلاحين الإنجليز، ومن خلال عائلتها أصبح (آل ويلكوكس) يمتلكون منزلها المحبوب هاورد إند.
تتقارب المرأتان مع تدهور صحة السيدة (ويلكوكس)، ودون علم (مارجريت)، تُورث (روث) المحتضرة منزل هاورد إند لها، ومع ذلك، يرفض (آل ويلكوكس) تصديق أن (روث) ستترك المنزل لغريب نسبيًا، ويحرقون وصيتها المكتوبة.
يتطور لدى (هنري/ أنتوني هوبكنز) انجذاب إلى (مارجريت)، ويساعدها في العثور على منزل جديد ويقترح عليها الزواج في النهاية، وهو ما تقبله.
تتعرف عائلة (شليجل) على (ليونارد باست)، وهو كاتب شاب يسعى إلى تحسين نفسه ويعيش مع (جاكي)، وهى امرأة من أصول مشكوك فيها، تنقل الأختان نصيحة من (هنري/ أنتوني هوبكنز) مفادها أن شركة التأمين التي يعمل بها ليونارد تتجه إلى الإفلاس.
يترك (ليونارد) العمل ويستقر في وظيفة ذات أجر أقل بكثير والتي يتم تقليصها في النهاية تمامًا، تغضب (هيلين) لاحقًا عندما تعلم أن نصيحة هنري كانت خاطئة؛ كان صاحب العمل الأول ليونارد سليمًا تمامًا ولكنه لن يعيد توظيفه.
بعد أشهر، يستضيف (هنري ومارجريت) حفل زفاف ابنته (إيفي) في منزله في شروبشاير، تصاب (مارجريت) بالصدمة عندما تصل (هيلين) مع ليونارد وجاكي الفقير.
يشعر (هنري) بالخجل
تعتبر (هيلين هنري) مسؤولاً عن محنتهم، وتطلب مساعدته، لكن (جاكي) وهو في حالة سُكر يكشف عن (هنري) كحبيب سابق منذ سنوات.. يشعر (هنري) بالخجل من الكشف عن كونه زانيًا، لكن (مارجريت) تسامحه وتوافق على إبعاد عائلة باست.
تغادر (هيلين)، مستاءة من قرار (مارجريت) بالزواج من رجل تكرهه، إلى ألمانيا، ولكن ليس قبل الاستسلام لانجذابها إلى ليونارد وممارسة الجنس أثناء الخروج بالقارب. خوفًا من إفلاس عائلة باست.
تطلب (هيلين) من شقيقها تيبي أن يعطيهم أكثر من 5000 جنيه إسترليني من مالها الخاص، لكن (ليونارد) يعيد الشيك دون صرفه من باب الكبرياء، وبسبب مشاعره تجاه (هيلين).
تتزوج (مارجريت وهنري)، ويتفقان على استخدام (هاوردز إند) كمخزن لممتلكات (مارجريت) وإخوتها، بعد أشهر من سماع أخبار (هيلين) من خلال البطاقات البريدية فقط.
تشعر (مارجريت) بالقلق، وتعود (هيلين) إلى إنجلترا عندما تمرض العمة (جولي) لكنها تتجنب رؤية عائلتها، اعتقادًا منها أن (هيلين) غير مستقرة عقليًا، تغريها مارجريت بالذهاب إلى (هاوردز إند) لجمع متعلقاتها، وتصل بنفسها مع (هنري) وطبيب، وتدرك أن (هيلين) حامل.
تصر (هيلين) على العودة إلى ألمانيا لتربية طفلها بمفردها، وتطلب البقاء ليلًا في (هاوردز إند) لكن (هنري) يرفض، مما يؤدي إلى جدال مع (مارجريت).
لا يزال (ليونارد) يعيش في فقر مدقع مع (جاكي)، ويحلم بأول لقاء له مع (هيلين)، وعندما يدرك أنه يريد رؤيتها مرة أخرى، يسافر إلى (هاوردز إند)، ويصل ليجد (هيلين) الحامل ومارجريت وابن (هنري) الأكبر الوحشي (تشارلز).
وعندما يدرك أن (ليونارد) هو والد الطفل، يعتدي (تشارلز) عليه بتهمة (إهانة) هيلين وتنهار خزانة الكتب على (ليونارد)، الذي يموت بنوبة قلبية.
تخبر (مارجريت) هنري أنها ستتركه لمساعدة (هيلين) في تربية طفلها، وينهار (هنري/ أنتوني هوبكنز)، ويخبرها أن تحقيق الشرطة سيتهم تشارلز بالقتل غير العمد.
لا يزال هنري ومارجريت معًا
بعد مرور عام، يجتمع بول وإيفي ودولي زوجة تشارلز في هاوردز إند، لا يزال هنري ومارجريت معًا، ويعيشان مع (هيلين) وابنها الصغير.
يخبر (هنري) الآخرين أنه عند وفاته، سترث (مارجريت) هاوردز إند وتتركها لابن أخيها، على الرغم من أن (مارجريت) لا تريد أيًا من أموال (هنري)، والتي سيتم تقسيمها بين أطفاله.
تسمع (دوللي) تشير إلى المفارقة في وراثة (مارجريت) للمنزل، مما يكشف عن رغبة السيدة (ويلكوكس) المحتضرة في تركه لها، يخبر هنري مارجريت أنه فعل ما يعتقد أنه صحيح، لكنها لا تقول شيئًا.
يقول (روجر ايبرت) في الفيلم تدور محادثتان بين (هنري ويلكوكس)، رجل الأعمال الثري، و(مارجريت شليجل)، التي تصبح زوجته الثانية، الأولى مسلية، والثانية يائسة، وتعبران عن الموضوع المدفون في الفيلم، وهو استحالة أن يتمكن شخصان يختلفان في قيمهما اختلافاً جوهرياً من التواصل حقاً.
وتدور حول هاتين المحادثتين قصة تتعلق بتلك العناصر الأساسية التي كانت تشكل أساس الأدب البريطاني في القرن العشرين: (الطبقة، والثروة، والأسرة، والنفاق، والعقارات).
هو فيلم مليء بالغضب والعاطفة والجشع والعنف العاطفي، إن حسن سلوك الشخصيات بشكل عام لا يعكس سلوكياتهم بقدر ما يعكس تحفظاتهم، وهنا يأتي دور المحادثة بين مارجريت وهنري، استمع إليهما وستدرك الطريقة الأساسية للفيلم.
في القصة الأولى، يعرض (هنري/ أنتوني هوبكنز) الأرمل الزواج على مارجريت شليجل (طومبسون)، التقيا بينما كانت زوجته روث ويلكوكس (فانيسا ريدجريف) لا تزال على قيد الحياة، ويعلم هنري، لكن (مارجريت) لا تعلم، أن (روث) طلبت في مذكرة كتبتها على فراش موتها أن يُترك منزل عائلتها (هاوردز إند)، للسيدة شليجل.
يأخذ هنري مارجريت في جولة عبر أحد منازله الأخرى، المليئة بصور أسلاف الملاك السابقين؛ فتقول لها بلطف إن أحد المنازل: (يشبه إلى حد ما) هنري.
هما واقعان في الحب
وتدور الجولة حول عرض مبيعات، للتأكيد على ثروته ومكانته، ثم يتوقف (هنري) بشكل محرج على الدرج، ويسألها: (هل تعتقدين أنه يمكن إقناعك بالمشاركة… أعني، هل هذا ممكن على الإطلاق..).
هل هما واقعان في الحب؟ إنه في منتصف العمر وهى، رغم أنها أصغر سنًا، أكبر من أن تكون عازبة، إنهما ينتميان إلى الطبقة المتوسطة، فهو من الطبقة المتوسطة العليا وهى من الطبقة الوسطى.. كانت أسرتاهما جيرانًا في لندن.. والزواج منطقي، على حد تعبير أحد الأشخاص.
إن الحوار يعرض لنا (هنري/ أنتوني هوبكنز) في أبهى صوره: فهو رجل صارم يلتزم بالمبادئ العامة التقليدية، خجول في التعامل مع الأمور الشخصية، ويميل إلى التحدث بصوت مرتفع وواضح، وكأن مستمعيه قد يكونون صماً.
وكثيراً ما يجعله (أنتوني هوبكنز) ينحني إلى الأمام من الخصر ويخاطب الناس من زاوية مائلة قليلاً، وكأنه يبقي خياراته مفتوحة، أما (مارجريت طومسون) فهي امرأة عصرية، نشأت في أسرة ألمانية بريطانية حيث كان الأدب والموسيقى مهمين.
فهي تنظر إلى الناس في أعينهم، وتقول ما تفكر فيه، ولا تتردد في فهم مقصدهم، تدخل استراتيجياتهما في التعامل مع العالم حيز التنفيذ أثناء الأزمة التي تواجههما في حفل زفافهما.
إن (هاوردز إند) من الأماكن الجميلة التي تستحق المشاهدة، فالمنزل الريفي القديم المبني من الطوب، والذي لا يتسم بالفخامة، والمغطى بالأشجار المتسلقة، والمحاط بالعشب والزهور، يمكن الوصول إليه بسيارات كبيرة لامعة، ويشغله أشخاص يرتدون ملابسهم لتناول العشاء.. ولكن هذه ليست قصة أسطح.