بقلم الكاتب الصحفي: محمد حبوشة
قبل يومين وتحديدا (16 سبتمبر) مرت 130 سنة على ذكري ميلاده الفنان العظيم ، وسيد الإلقاء الراسخ في تاريخ الفن المصري (عبد الوارث عسر)، ذلك الفنان الرائد في الأداء العذب، الذي عرف معنى الفن واحترمه وأخلص له فلقب بشيخ الفنانين.
استطاع (عبد الوارث عسر) أن يعلم الممثلين فن الإلقاء الذي أتقنه، وكتب كتابا بعنوان (فن الإلقاء) لا يزال حتى اليوم من أهم كتب تعليم التمثيل، كما أنه لم يكتف بالتمثيل بل كتب أفلاما وسيناريوهات وترجم موضوعات عديدة، ومن أهم الأعمال التي شارك في كتابتها (جنون الحب، يوم سعيد، لست ملاكا، زينب).
وهو أحد نجوم السينما المصرية الذين كان له باع كبير فى تعليم الكثير من الفنانين فن الإلقاء والأداء، ومعرفة مخارج الألفاظ وتقطيع الجمل فى التمثيل، فقد ساعد الراحل الكثير من الفنانين ودربهم على فنون الأداء والإلقاء.
لم يقتصر إبداع عبد الوارث عسر الفني فقط على مجال التمثيل، ولكنه كتب العديد من المقالات الصحافية، والدوواين الشعرية، بدأت ممارسة هواياته الأدبية والفنية منذ صباه المبكر بكتابة الشعر والزجل وكتابة بعض المقالات الصحفية بالصحف والمجلات.
تلك المقالات التي تضمنت دعوته للإعتزاز بالشخصية المصرية وتوحيد الزي للمصريين، وتشجيع الصناعات المصرية والدعوة لمقاطعة شراء البضائع المستوردة، كما ترك لنا كتابه (فن الإلقاء) ظل لسنوات مرجعا للتدريس في المعهد العالي للسينما.
والذي درَّس فيه مادة الإلقاء في الفترة من 1959 إلى 1976، كما درّس نفس المادة بالمدرسة التوفيقية وجامعة الأزهر وكلية الشرطة.
تمكن من تعليم فن الإلقاء لأجيال كاملة من الممثلين، حيث كان يقوم بتدريس مادة الإلقاء في المعهد العالى للسينما، وقام بتأليف كتاب (فن الالقاء) الذي يعد أحد أهم المراجع لتعليم أسس التمثيل والإلقاء.
والكتاب مقسم إلى مقدمة وبابان: الباب الأول في تاريخ الإلقاء وبه فصلان الأول: الإلقاء عند العرب والفصل الثاني: الإلقاء عند الأوروبيين، الباب الثاني في قواعد النطق الفصل الأول: مخارج الحروف وصفاتها، والفصل الثاني: التركيز والسكتات والتمبو.
قصيدة على ربا عرفات
وقد كتب (عبد الوارث عسر) العديد من القصائد أشهرها (أين المهرب؟، وعلى ربا عرفات) التي ألفها أثناء رحلته للحج، وهي من 140 بيتا، وتأثر في كتابتها بالقرآن الكريم، وله قصائد زجلية تحمل نوع من الفكاهة، وله قصائد في كتاب (شعراء ودواوين)، وقصائد نشرتها صحف ومجلات عصره.
وله ديوان قام بإعداده وترتيبه أحمد مصطفى حافظ (مخطوط) – مودع لدى الهيئة المصرية العامة للكتاب، وديوان بعنوان (أزجال عبد الوارث عسر) تسجيل لأحداث أكتوبر في شبه تقرير يومي بالزجل – مخطوط بحوزة ابنته (بعض أزجاله نشرت في جريدة الشعب – أكتوبر 1973).
أما أعمال (عبد الوارث عسر) كممثل فهي عديدة، وأبرزها (شباب امرأة) عام 1956 لصلاح أبو سيف، (صراع في الوادي) عام 1954 ليوسف شاهين، وفيلم (الرسالة) عام 1977 للمخرج الراحل (مصطفى العقاد)، وفيلم البؤساء عام 1978 لعاطف سالم. وكان آخر أفلامه (ولا عزاء للسيدات) عام 1979.
كما أنه قدم في آخر حياته المسلسل التليفزيوني (أحلام الفتى الطائر)، تأليف (وحيد حامد)، من إخراج (محمد فاضل) وبطولة (عادل إمام)، كما قدم مسلسل (أبنائي الأعزاء.. شكرا) مع النجم عبد المنعم مدبولي.
ولد عبد الوارث عسر في 16 سبتمبر عام 1894، بمنطقة الدرب الأحمر في حي الجمالية، وتعد أصول والده ريفية من الدلنجات بمحافظة البحيرة، حفظ القرآن منذ الصغر وتعلم تجويده وهو الأخ الأكبر لشقيقين هما الفنان (حسين عسر) و(سنية عسر).
تدرج فى التعليم حتى حصل على البكالوريا فى مدرسة التوفيقية الثانوية بشبرا، كان يرغب في دخول مدرسة الحقوق كوالده الشيخ (علي عسر) الذي كان محاميا وصديقا مقربًا من الزعيم (سعد زغلول).
إلا أنه لم يفعل لكراهيته أن يتعامل مع السلطات الإنجليزية التي كانت تحتل البلاد في ذلك الوقت، وبعد وفاة والده ساعده الزعيم (سعد زغلول) على الالتحاق بوزارة المالية فى وظيفة كاتب حسابات التي استقال منها فيما بعد فى سن 40 عاما للتفرغ للفن وإنتقل للإقامة فى حي الدقي.
الطبيعية فى الأداء
والتحق عام 1912 بفرقة (جورج أبيض) وكان أول دور له فى مسرحية (الممثل كين)، وكان الذى دربه على التمثيل اسمه (منسي فهمي)، وكان يؤدي مع فرقة (جورج أبيض) بطريقة الأداء التمثيلي الكلاسيكي.
الأمر الذي لم يحبه، لذلك اتجه بعدها إلى فرقة (عزيز عيد وفاطمة رشدي)، حيث الطبيعية فى الأداء وأصبح هو نفسه من رواد هذه المدرسة، وهناك التقى بالمخرج ومدير الفرقة (عمرو وصفي) الذي وجهه إلى أداء شخصية الأب.
استمر في المسرح وأسس مع صديقه المقرب (سليمان نجيب) فرقة (أنصار التمثيل) وكانوا يقومون بترجمة المسرحيات من الإنجليزية والفرنسية، وكتب مع (سليمان نجيب) أربع مسرحيات والعديد من التمثيليات الإذاعية.
أول فيلم قام بتمثيله كان (يحيا الحب) مع (عبد الوهاب)، وكان تصويره في فرنسا ومن هناك بدأت علاقته بـ (عبد الوهاب) وبالمخرج (محمد كريم) قدم بعدها سلسلة أفلام لـ (عبد الوهاب) فكان يكتب السيناريوهات الخاصة بها.
قدم خلال مشواره أكثر من 300 فيلم ومسرحية، وكتب العديد من السيناريوهات، وتعد بداية شهرته كانت مع (أم كلثوم) حين قدم معها تمثيلا وكتابة فيلمي (سلامة) و(عايدة).
بعدها توالت أعماله، والتي يذكر منها (دموع الحب، يوم سعيد، حب فى الظلام) مع (فاتن حمامة)، (عيون سهرانة) مع (شادية)، و(شباب إمرأة) مع (تحية كاريوكا)، و(صراع فى الوادي) و (الأستاذة فاطمة) وغيرها الكثير.
كان (عبد الزارث عسر) متزوجًا من ابنة خالته، وله منها ابنتان فقط هما(لوتس) و(هاتور) وأسماهما بأسماء فرعونية، وحفيده هو الفنان هو (محمد التاجي).
توفيت زوجته فى 3 مايو 1979، وكان (يحبها جدا ومرتبطا بها إلى أقصى درجة، وبعد وفاتها حزن حزنا شديدا عليها ودخل على إثرها المستشفى في شبه غيبوبة كاملة، وظل فترات طويلة بمستشفى (المعادى للقوات المسلحة).
ولد (عبد الوارث عسر) لأب كان يعمل محاميا، وكان يهوى الفن منذ طفولته إضافة إلى حبه للقراءة وإتقانه اللغة العربية، حيث بدأ حياته فى الكتاتيب، واعتاد حضور الصالونات الأدبية مع والده الشيخ (على عسر).
كما كان يستمع لأحاديث أدباء وفنانين ومشايخ مصر، وحفظ القرآن وتعلم أحكام التجويد للقرآن الكريم، وهو ما منحه ملكة الكتابة والتأليف والإلقاء.
في بداية حياته الجامعية التحق عبد الوارث عسر بكلية الحقوق، ولكنه تركها بعد وفاة والده وتفرغ لرعاية شئون الأسرة، كما عمل كاتب حسابات بوزارة المالية، ورغم ذلك لم يتخل عبدالوارث عسر عن حبه للفن، فانضم إلى جمعية أنصار التمثيل
وفى عام 1912 ضمه (جورج أبيض) إلى فرقته وأسند له دور رجل كبير بإحدى المسرحيات، وقد يكون هذا هو السبب إضافة إلى ملامحه فى وضعه داخل قالب الأب والجد والرجل المسن الذى اشتهر به.
هواياته الفنية والأدبية
في مقالة بعنوان (عبد الوارث عسر المصري البسيط)، يقول (د.عمرو دوارة): بدأ ممارسة هواياته الأدبية والفنية بكتابة الشعر والزجل، وكتابة بعض المقالات الصحفية بالصحف والمجلات، تلك المقالات التي تضمنت دعوته للإعتزاز بالشخصية المصرية وتوحيد الزي للمصريين، وتشجيع الصناعات المصرية والدعوة لمقاطعة شراء البضائع المستوردة.
كما بدأت هوايته للفن مبكرا وبالتحديد في عام 1905 حينما أخذ يتردد على عروض فرقة (سلامة حجازي)، وبعد حصوله على شهادة البكالوريا أخذ يمارس هوايته في حفلات جمعية (أنصار التمثيل والسينما)، ثم نجح عام 1912 في الانضمام إلى فرقة (جورج أبيض).
وكان أول دور له يؤديه هو دور قسيس أسباني يقف وراء الكاردينال رئيس محكمة التفتيش في مسرحية (الساحرة) أو (ثريا الأندلسية) عام 1913، ثم قام بدور مدير المسرح فى مسرحية (الممثل كين)، والذي أسند إليه لغياب الممثل الأساسي للدور.
وكان نجاحه في أداء الدور أكبر حافز على احترافه للتمثيل والتفرغ له، وأمضى موسمين بفرقة (جورج أبيض)، واشترك بمسرحيات: (أوديب، عطيل، هاملت، لويس الحادي عشر) وغيرها.
اتسم أدائه لمختلف الأدوار بفرقة (جورج أبيض) بالأداء التمثيلي الكلاسيكي الذي اتسم به أداء جميع أعضاء الفرقة، وكان يدربه على التمثيل آنذاك الفنان القدير منسى فهمي.
ونظرا لأن هذا الأمر لم يستهويه اتجه للإنضمام إلى فرقة (عبد الرحمن رشدي) عام 1917، وشارك بتجسيد شخصية الوزير بمسرحية (الضمير الحي)، والطبيب بمسرحية (الموت المدني).
كما شارك (عبد الوارث عسر) في مسرحيات: (الأرليزية، عشرين يوم في السجن، المحامي المزيف، النائب هالير، مدرسة النميمة)، وانضم بعد ذلك إلى فرقة (إخوان عكاشة)، ثم فرقة (جورج أبيض) مرة أخرى.
وفي عام 1924 شارك في مسرحيات: (سفينة نوح، المرأة المجهولة، باسم القانون، نكبة البرامكة، سفيرو توريللي) وغيرها.
سبب أدائه شخصية الأب
التحق (عبد الوارث عسر) في صيف 1926 بفرقة (فيكتوريا موسى)، وشارك في مسرحيات: (زهرة الشاي، الساحرة، المرأة الكدابة، طاقية الإخفاء، كريم شيكولاتة). اكتسب (عبد الوارث عسر) الطبيعية فى الأداء من خلال انضمامه بعد ذلك إلى فرقة (فاطمة رشدي) والتي كان يديرها الفنان القدير (عزيز عيد)، وبالتالي فقد أصبح هو نفسه بعد ذلك من رواد هذه المدرسة،خاصة وقد التقى في الفرقة بمديرها بالمخرج (عمر وصفي) الذي وجهه إلى أداء شخصية الأب.
ويواصل (دوارة): (اشتهر بصفة عامة بأداء شخصيات المشايخ والشخصيات الدينية، وأيضا أدوار الانسان المصري البسيط المتمسك بقيم الشرف والكرامة والعطاء، رب الأسرة المكافح، كذلك الموظف الصغير المحنك بخبرات الحياة. استمر في العمل بالمسرح.
وشارك في تأسيس فرقة (أنصار التمثيل والسينما)، وكان من الأعضاء البارزين بالجمعية، واشترك في إحياء مواسمها السنوية، كما شارك صديقه المقرب (سليمان نجيب) بترجمة واقتباس بعض المسرحيات من الإنجليزية والفرنسية.
وأيضا شاركه كتابة أربع مسرحيات من بينها: الزوجة الثانية، الأمل (قدمت بالفرقة القومية)، كما قام بتأليف بعض المسرحيات ومن بينها: (النضال، الموظف) وغيرهما، وذلك بخلاف عدد كبير من التمثيليات الإذاعية.
أصبح (عبد الوارث عسر) منذ أربعينيات القرن الماضي من الأصوات المرموقة والشهيرة بالإذاعة المصرية، خاصة مع إجادته التمثيل باللغة العربية الفصحى فاشترك في مئات البرامج والتمثيليات الدرامية.
عندما تم تأسيس فرق التليفزيون المسرحية في أوائل ستينيات القرن الماضي شارك في بطولة عدة مسرحيات من بينها: (الأرض، السكرتير الفني، الشيخ رجب، خلف البنات).
أدوار عديدة قدمها عبدالوارث عسر في السينما خاصة مع الفنانة فاتن حمامة، وجسد في معظمها دور (الأب) لها، والبداية كانت عام 1940، من خلال فيلم (يوم سعيد)، وكانت فاتن حمامة حينها تبلغ السادسة من عمرها، وكانت هذه المرة الأولى التي تقف فيها أمام الكاميرا.
وأحب الجمهور أداءها معه كأب وابنته، فقدما معا أفلاما عديدة التي جسد خلالها (عبد الوارث عسر) دور الوالد، ومنها (الملاك الظالم، والأستاذة فاطمة).
علاقة فنية قوية ربطت (عبد الوارث عسر) بعلاقه بالفنانة فاتن حمامة، وهو ما كشفه خلال حلقة نادرة من برنامج (نجمك المفضل) للإعلامية (ليلى رستم)، واصفا إياها بأنها علاقة أب بابنته.
مشيرا إلى أنه تعرف على (فاتن حمامة) في مرحلة مبكرة من عمرها، كان ذلك خلال عملهما في فيلم (يوم سعيد)، وكان عمرها خلال هذه الفترة ست سنوات.
وتابع (عبد الوارث عسر): عندما أؤدي دور الأب لفاتن حمامة في أي عمل سينمائي، أشعر أنها ابنتي بالفعل، مستطردا: (أنا لما بشوفها بشعر بشعور صادق حقيقي، وهي نفسها عندها نفس الإحساس، فإحنا الاتنين مش بنتكلف أي تمثيل).
صورة (عبد الوارث عسر)
منذ أن أدرك وعينا فن السينما، وتنبهت عيوننا لهذا الاختراع المدهش، وحتى السنوات الأخيرة من القرن الفائت تجلت صورة (عبد الوارث عسر) أمامنا على هذا الشريط السحرى جالساً على سجادة الصلاة.. ممسكاً مسبحته.. متلفحا ببردته.. يتلو من كتاب الله، أو يلقى علينا النصائح والأقوال السديدة التى لا تنفصل عن هيئته السمحة الوقور.
فرضت ملامح (عبد الوارث عسر) القيام بنوعية أدوار واحدة، تأرجحت جميعها حول شخصية الرجل الطاعن فى السن، فمنذ شبابه ومع أول اشتغاله بالفن ساقته الظروف لذلك، ولم يتخل عنها أبدا.
والسبب يرجع للمخرج (عمر وصفى) الذى أسند إليه فى إحدى المسرحيات دور أب وهو لم يتجاوز العشرين من عمره، ثم التصقت به هذه الشخصية مع الوقت، ولم يتمكن من الفرار منها.
وإن كان أداؤه المتنوع فى تقديمها وحرفيته العالية ساعداه فى عدم الوقوع فى قالب نمطى واحد، وأن يتبوأ مكانة رفيعة وسط جيل من عمالقة التمثيل هو يستحقها طوال تاريخه الفنى الذى امتد لأكثر من سبعين عاما.
تميز عبد الوارث عسر بملامح تحض على الوقار والاحترام، فإذا ما تصدى لواحدة من هذه الشخصيات بدا الأمر هينا لأنه يضفى عليها بما يملكه ويجعلها تمر بسلام.
ولكن عندما تلقى به ظروفه ليتصدى لشخصية لا تتناسب مع هذه الطلة التى تشف طيبة وتواضعا فإ الأمر يستوجب التوقف لنرى النتيجة، جاء ذلك من خلال (حسبو) فى فيلم (شباب امرأة) 1956 أمام تحية كاريوكا وشكرى سرحان للمخرج صلاح أبو سيف.
عندما جسد دور رجل سكير يهيم حبا فى (شفاعات) التى سلبته شبابه وارادته، وفى مشهد بارع يكشف فيه إمكاناته التمثيلية المذهلة، محاولا استمالة جبروتها وعصيانها واخضاعها لسطوته مذكرها بأيامهما معا فى الماضى، ولكنها لا تستجيب له، فالرجل لم يعد يملك إلا الحطام التى لا تشبع رغبات امرأة فى عنفوان الأنوثة والرغبة.
عاش في هدوء وسكينة
رحم الله (الفنان عبد الوراث عسر) الذي دخل الفن بملامح طيبة خجولة وأداء متقن ونبرة صوت غلب الحزن عليها في أدوار كثيرة، دخل النجم الكبير عبد الوارث عسر إلى قلوب الجمهور، محتلا ركنا أصيلا في ذاكرة السينما وأذهان محبيه.
ولقد أجاد في الأدوار التي أوكلت إليه حد الاحترافية الكاملة، فصدقه الناس حينما قدم أدوار: (رب الأسرة والفلاح البسيط والموظف المثقف)، والتي حظي من خلالها بمكانة استثنائية في دور البطل الثاني.
عاش الرجل الحياة فى هدوء وسكينة وتصالح معها، لم يختصمه أحد ولم يختصم أحد، يمد يد العون لكل سائل، وطوال هذه السنوات التى عاشها بالوسط الفنى لم تلتصق به شائعة أو تحوم حوله شبهة أو ضغينة.
فقد كان رحمه الله عف اللسان، حلو الكلام، ترتسم على وجهه السماحة والطيبة والرضا بما قسمه الله، وعندما يرحل شيخ السينما الوقور وحكيمها الوعر يترك فراغا كبيرا ليس فقط فنيا ولكنه أخلاقيا وإنسانيا.
حتى أنك عندما تشاهد (عبد الوراث عسر) تشعر أنه من عائلتك أو قريب منك، وهو ما جعله من أشهر الوجوه في السينما المصرية، اكتشف الفنان عماد حمدي، وتدرب على يديه نجمات كثيرات، منهن سميرة أحمد ونادية لطفي وآمال فريد وماجدة الخطيب.
حصل عبدالوارث عسر خلال مشواره الفني على العديد من الجوائز، منها أفضل سيناريو عن فيلم (جنون الحب)، وكرمه الملك فاروق، وحصل على وسام الاستحقاق من الدرجة الأولى، وجائزة الدولة التقديرية، ووسام الفنون، كما كرمته مصر بصدور طابع بريد بصورته واسمه.