(أحمد مظهر).. الدنجوان العاشق الذي فلت عياره مع النساء!
* الحياة الشخصية لأحمد مظهر هذا الدنجوان غير معروفة التفاصيل
* كان أمام هذه الشخصية دوما هدف اجتماعي نبيل مثل دوره في فيلم (النظارة السوداء).
* الغريب أن الممثل لم يكن مقنعاً في دور الفلاح الفقير في أفلام منها إحدى قصص (نفوس حائرة) وغيرها
* من المحطات المهمة في حياة الدنجوان أحمد مظهر شخصية المهندس في فيلم (النظارة السوداء)
بقلم الباحث والناقد السينمائي : محمود قاسم
لم تكن الشخصية التي يجسدها (أحمد مظهر) في أفلامه لرجل وسيم يلعب بمشاعر النساء، بل هو الجنتلمان دمث الأخلاق، الوفي الذي لا يعرف الخيانة، الأنيق، الفارس، والشخص البسيط، الذي قد يكون قاضيا، أو رب أسرة، أو عاشقا لكنه محبوب من النساء.
الحياة الشخصية لـ (أحمد مظهر) هذا الدنجوان غير معروفة التفاصيل، فمن هي زوجته؟، ومن هم أعضاء أسرته؟ لا أحد يعرف بالضبط، كل ما نعلمه أنه استعان بأبنتيه التوأم للظهور في مشهد في فيلم (نفوس حائرة) الذي قام ببطولته وإخراجه عام 1967.
المخرجون الأوائل الذين استعانوا به كبطل في أفلامهم رأوا في (أحمد مظهر) الدنجوان العاشق الذي فلت عيارة مع النساء، وذلك من خلال أكثر من فيلم، وفي أواخر حياته عاد مرة أخري إلي مثل هذه الأدوار خاصة في دور (الباشا) أمام سعاد حسني في فيلم (شفيقة ومتولي).
أما أبرز أدواره الأولي كدنجوان، فكانت في (دعاء الكروان) إخراج بركات، و(الطريق المسدود) إخراج صلاح أبو سيف، ثم كان رجلاً مهذبا للغاية أمام (سعاد حسني) في فيلم (ليلة الزفاف).
والدنجوان الذي نتحدث عنه الآن (أحمد مظهر)، قام بنقل تلك الشخصية في أدواره التاريخية والعصرية وكان أمام هذه الشخصية دوما هدف اجتماعي نبيل مثل دوره في فيلم (النظارة السوداء) و(الناصر صلاح الدين).
(أحمد مظهر) وعدم التنوع
على كل فإن (أحمد مظهر) لم تتنوع أدواره بشكل ملحوظ من فيلم إلى آخر، ولذا فأنه الممثل ذو الصوت الواحد، والوجه الواحد.
وعلي سبيل المثال أدواره كمخرج سينمائي في أفلام أبرزها (مع الذكريات)، و(أيام الحب)، وأيضا دور الطبيب في فيلم (نادية) و(ليلة الزفاف)، و(علي ورق سوليفان).
والغريب أن (أحمد مظهر) لم يكن مقنعاً في دور الفلاح الفقير في أفلام منها إحدى قصص (نفوس حائرة) وغيرها، لكنه ابن الذوات الذي يخطف القلوب في (غرام الأسياد) و(الأيدي الناعمة)، و (الجريمة الضاحكة) وغيرها.
أحمد مظهر و(دعاء الكروان)
لو عدنا إلى فيلم (دعاء الكروان) فأحمد مظهر هو المهندس الزراعي صاحب السلطة الأولي في مجاله في القرية، لا يتواني عن إغواء الخادمات اللائي يعملن في منزله، ويصبحن عشيقاته، ويهربنا من المنزل، من هؤلاء الخادمات (هنادي) و(آمنة)، وهو رجل ثابت الجأش يتقدم بكل ثقة إلي مأمور القرية لخطبة ابنته.
فهو الشاب الوسيم، محل ثقة الجميع، حتى إذا انفرد بالأنثي تحول إلي مغتصب متوحش، وقد تكون هذه هى إحدى صفات الدنجوان، خاصة أن السيناريو يجعل المهندس يتغير في سلوكه ومشاعره نحو خادمته الأخيرة.
ويقع في غرامها ويعلن عن ندمه، ولا يهمه أن يكون عشيقا لأختين أو أكثر، لكنه يدفع ثمن مجونه برصاصه قاتلة من الخال الذي يسعي للانتقام لشرفه.
أحمد مظهر.. و(الطريق المسدود)
في العام نفسه عام 1959 جسد (أحمد مظهر) دورالكاتب العابث الذي لا يؤمن بما يكتب عن الرومانسية والمثالية، فيسعى إلى إغواء الفتاة (فايزة) بكلمات معسولة مثل الذي يكتبها.
وتصطدم بما شاهدته من هذا الكاتب الذي كانت تعتقد أنه مثالي، ما يدفعها إلى الهجرة من البيت، والعمل في الريف كمدرسة، وهناك تصطدم بواقع آخر، ثم تعود بعد فترة إلى المدينة، وقد انشرخت كافة علاقاتها مع الرجال.
فتجد هذا الدنجوان قد التئم شمله، وصلحت نفسه، وعاد إلى رشده، فأبدى لها ندمه، ما يعني هنا أن الحب قد قام بتنقيه سريرة شريرة في الدنجوان، وسرعان ما يعود إلي الأصل الإنساني الطيب النقي.
وهكذا كانت مسيرة (أحمد مظهر) في دور العاشق خاصة أمام فاتن حمامة، وكما ذكرنا فأن هذا العاشق غالبا ميسور حتي وأن كان مكسورا أو عاجزا جنسيا.
أحمد مظهرو (الزوجة العذراء)
كما شاهدناه في فيلم (الزوجة العذراء) أمام (فاتن حمامة) أيضا، فهو (مجدي) الفارس الذي سقط من فوق الجواد وانكسر، ما أثر علي رجولته، ورغم علته تزوج، وتحول إلي رجل متوتر يشك في زوجته وصديقه.
ورغم كل هذا، فإنه يموت قتيلاً بدون ذنب اقترفه، لقد قتلته أم زوجته من أجل التمتع بثروته، أي أن دنجوان هنا رجل ثري بماله، ولكن مسكون بمرض الشك والوسوسة ولا يمتلك مع امرأته سوي الزعيق والعصبية.
وقد جسد (أحمد مظهر) أمام (فاتن حمامة) أدورا أخري كشخصية الزوج في فيلم (لن أعترف) وهو الرجل الذي تشك فيه زوجته أنه القاتل، رغم أنه لم يرتكب شيئا، أنه رجل بلا خطيئة هو دونجوان بيتي،
وفي فيلم (إمبراطورية ميم) هو شخص في حلقة متقدمة في العمر يتعرف علي خبيرة التعليم صديقة الأسرة ويحاول الاقتران بها لكنه يترك الساحة من أجل أن تمارس حبيبته غريزة الأمومة.
أحمد مظهر و(النظارة السوداء).
من المحطات المهمة في حياة الدنجوان (أحمد مظهر) شخصية المهندس في فيلم (النظارة السوداء)، فهو يتعرف علي العابثة (ماجي) المرأة متعددة العلاقات، ويسعي إلي تطهير حياتها بأفكاره التقدمية وسلوكه القويم.
فهو الأعزب الذي لا يسعي إلى فراش النساء، بل إلى تحضرهن، ويعلم (ماجي) كيف تكون شخصاً مسئولا من أجل تطوير حياتها ومجتمعها.
وهذا المهندس يقع بسهولة بين يدي امرأة من طبقاته هى ابنة رئيس مجلس إدارة المؤسسة التي يعمل بها، وتشده الإغراءات الوظيفية والحياتية.
في الوقت الذي يهمل فيه مهامه الاجتماعية التي تبدأ (ماجي) في تولي أمرها مع العمال، وهنا ينتبه هذا الدنجوان إلى نفسه، ويعود إليها ليسترجع حبيبته التي ساعدها للتحول إلى الأفضل.