كتب : أحمد السماحي
يشهد موسم الصيف كل عام موضة في الغناء، وأحيانا عدة موضات غنائية، فأحيانا نجد فكرة واحدة منتشرة في أكثر من أغنية، كفكرة النرجسية المتضخمة كما حدث مع كل من هاني شاكر وفضل شاكر، وأحيانا نجد جملة لحنية متكررة أيضا في أكثر من أغنية، ومع مرور الوقت نكتشف أن اللحنيين مسروقان من لحن أجنبي واحد، ومرة نجد (اللوك) الخاص ببعض المطربات واحد، كما حدث في عام عندما إرتدت معظم المطربات فستان الزفاف في الكليب الخاص بيهم، ويومها كل كليب إختلف فقط حسب موضة واستيل الفستان! حيث كانت كل الكليبات عبارة عن قصة حب تتكلل بالزواج.
وهذا الصيف يوجد فيه أكثر من ظاهرة سنتناولها على التوالي بإذن الله، أول ظاهرة لفتت انتباهنا هي فكرة النرجسية المتضخمة، فالمتابع للأغنيات التى طرحت خلال الأيام القليلة الماضية يجد اثنين من رموز الأغنية العاطفية الرومانسية وهما: فضل شاكر، وهاني شاكر، قدما أغنيتين شعبيتين بعيدا عن لونهما الغنائي، تتسمان كلماتهما بالشيفونية والنرجسية العالية، فبعد أن استمعنا إليهما وجدنا أن كلماتهما تكرران كلمة (أنا) طوال الأغنيتين، وتبالغ كل أغنية في تقدير قدرات صاحبها، وفي مُنجزاته، وتميل إلى التقليل من شأن قدرات الآخرين.
إقرأ أيضا : هاني شاكر يستقبل بالورود في سوريا، والمعارضة تهاجمه بعنف
كلمات كل أغنية تؤكد أن صاحبها – ولا نقصد هاني شاكر أو فضل شاكر – ولكن صاحب الحالة الغنائية يعاني وحسب رأي الطب النفسي، من اضطراب الشخصية، ويقوم الأطباءُ بتشخيص اضطراب الشخصية النرجسي استنادا إلى أعراض نوعية، مثل الشعور المبالغ فيه، وغير الصحيح لدى الشخص لأهميته الذاتية ومواهبه، والحاجة إلى الإعجاب غير المشروط به، والشعور بالاستحقاق، يتميز هذا النوعُ من اضطرابات الشخصية بنظرة متضخمة لقيمة الذات تسمّى (هوس العظمة grandiosity).
والطريف أن كلمات الغياب والغيبة تكررت في أغنيتين هاني شاكر وفضل شاكر، كما أن الصور المصاحبة للكليب في الأغنيتين واحدة، كل مطرب يجلس علي كرسي مختالا ومزهوا بنفسه يضع ساقا فوق ساق، لكن الفرق بين الصورتين أن مطربنا هاني شاكر بحكم أنه أمير الغناء العربي وضع سيجارا غاليا في فمه!
فضل شاكر.. بغيب بمزاجي
وحتى يشفى صاحب الحالة الغنائية التى يغني لها فضل شاكر من مرضه، وبعد تشخيصنا لمرضه سننشر كلمات الحالة الغنائية التى جاءت بعنوان (بغيب بمزاجي) كلمات ايهاب عبد العظيم، لحن عمرو الشاذلي، توزيع وميكس وماستر عمرو الخضرى، وتقول كلماتها:
بغيب أغيب أنا الغيبة، وأرجع أنا بالهيبة
عالم فالصوغريبة سايبكم تلعبوا
اللي عايز ييجي جولة ييجي، وعليها استولى
مش وحيد أنا دولة، حملة مش حتغلبوه
الديب، أنا ديب بحضر وبجيب
اجيب جول وألغيك، شوطتي بتصيب
أنا فوق أنا فوق، عافية أو ذوق
اتعلم مني لو جابك الشوق
بغيب أغيب بمزاجي، ولما بحب أجي باجي
باجي فوق راسي، أنا تاجي مكاني هنا محفوظ
صعب اوي تنساني حتى لو جيه مكاني
زيي مش هييجي تاني فأي ملعب بفوز
هاني شاكر.. الكبير
أما الحالة الغنائية الثانية والميئوس منها بسبب غرورها ونرجسيتها العالية فهي أغنية هاني شاكر بعنوان (الكبير) كلمات وألحان مصطفي شكري، توزيع أحمد أمين، والشريك الرقمي فيكتوري لينك، وميكس وماستر أسامة الهندي، وإنتاج (محمد علام كيوب ميوزك)، وتم طرحها على جميع المنصات والتطبيقات الموسيقية.
المثير أن أغنية (الكبير) انقسمت الأراء حولها، البعض اعترض عليها ووجدها غير مناسبة لمطربنا هاني شاكر، وبعيدة عن لونه العاطفي الرومانسي، وأكدوا أنها لون المغنيين الشعبيين الذين كان يحاربهم أمير الغناء هاني شاكر عندما كان نقيبا لنقابة الموسيقيين، والبعض الآخر اعتبر الأغنية (أفيه) شعبي أحب هاني شاكر يجرب نفسه فيه!
وتقول كلمات أغنية (الكبير):
الكبير لما يغيب، الحبال هوا بتسيب
واللي مالوش فيها بقي ليه، بقي كل همه يقول أفيه
كله صدق نفسه خلاص، والعويل اتشال عالراس
وانا شاري مخي وبتفرج، علي ناس بتهري وبتهرج
واللي كان مربوط قدامي، ما صدق انه بيتحرك
أنا اللي بدائها، وانا اللي بادعها، وأنا اللي معايا السر بتاعها
وزي ما أنا أقادر اطفي النار، النار كمان قادرأولعها
الموهمين يجوا كدا علي جنب، والخوفين واللي ملهوش قلب
فضي الميدان علشان مليان، في رغي وقواله
اللعبه دي ليها ابطالها، وأنا يوم ماهخسر هبطلها
كترالكلام وعشان ببلاش محتاجله رجاله
الكبير لما يغيب الحبال هوا بتسيب
أنا مآسسها أنا، عنواني الجدعنه
اليوم عندي يساوي، من أيامكم سنة