كتب : أحمد السماحي
على مدى مشواره منحنا المطرب محمد حماقي كثير من المتعة، وكثير من الرقي، فالتزامه جزء من فنه، وموهبته جزء من شخصيته، وجديته جزء من فلسفته، وذكاؤه جزء من إبداعه، في أحلامه مشاعر مزدحمة بالصدق، وفي طموحه إصرار على النجاح، لم يصنع نفسه بمجرد ضربة حظ، ولم يلجأ للعلاقات العامة أو الكتائب الإلكترونية للترويج لفنه، لكنه عاش لحظات الفشل وهزمته الظروف أحيانا، وانتابته ساعات من القلق والحيرة، وشغله كيفية تطوير فنه؟!.
محمد حماقي .. وخلينا نعيش
في حياة محمد حماقي لحظة فاصلة منحته تأشيرة مرور للنجومية بين يوم وليلة، هذه اللحظة التى تشبه الزلزال كانت من خلال ألبومه الأول (خلينا نعيش) الذي أنتجته له شركة (صوت الدلتا) لصاحبها نصيف قزمان، والذي تضمن 10 أغنيات حققت نجاحا كبيرا بين جمهور المستمعين، خاصة أن طرح الألبوم تزامن مع تدشين وانطلاق إذاعة (نجوم Fm) التى إحتضنت الأغنية الترويجية في الألبوم، وقد تم تصويرها وهى (بتضحك) وكانت أول أغنية خاصة بالإذاعة لهذا كانت تقوم ببثها عدة مرات في اليوم الواحد.
إقرأ أيضا : حماقي يجلس مجددا علي كرسي المذيع في 2023، ويقدم ألبوما غنائيا في الصيف
وبعد النجاح الضخم الذي حققه الألبوم، أصابت محمد حماقي الدهشة، وحاصرته الحيرة، وانتابت مشاعره القلق، وملأ قلبه الرعب، وكان لسان حاله يقول وماذا بعد؟! وهل ما سيقدمه سيلاقي نفس النجاح؟!، وبمرور الأيام والشهور والسنين حقق نجاحات أكبر، حيث استطاع محمد حماقي أن يجدد دماء موهبته، وحقن فنه بمضادات الحيوية والتجدد والتطور.
احتفال صوت الدلتا بمحمد حماقي
في مثل هذه الأيام وبالتحديد يوم 3 يوليو عام 2003 طرح محمد حماقي ألبومه الأول (خلينا نعيش) الذي انتجته له شركة (صوت الدلتا) التى قررت الاحتفال بهذه المناسبة بطريقة فنية جديدة وخاصة جدا لم تشهدها الساحة الفنية من قبل، حيث قررت الشركة خلال الأيام القادمة طرح موسيقى أغنيات الألبوم على القناة الخاصة بها على موقع الفيديوهات الشهير (يوتيوب)، وقبل أن تقوم الشركة بهذه الخطوة بدأ الموسيقار العبقري طارق مدكور صاحب الفكرة والشريك في إنتاج الألبوم، منذ أيام بطرح موسيقى الأغنيات بالفعل، مع إضافة لمسات خاصة عليها، وطرحها من خلال قناته الخاصة على (اليوتيوب).
محمد حماقي المهذب
المتابع لمشوار محمد حماقي يجد أنه استمد قيمته الحقيقية من أخلاقياته قبل أن يستمدها من موهبته، فنحن لا نستطيع أن نمنح فنانا ما احترامنا وتقديرنا مالم نعرف مواقفه ونرصد سلوكياته ونتتبع أسلوب تعامله مع الآخرين، من الصعب أن نعطي الحب لفنان نكره تصرفاته ونرفض أفعاله ونأسف لأقواله، وفي الوقت نفسه من المستحيل أن نسامح فنانا يسئ لفنه قبل أن يسئ لنفسه، ومحمد حماقي منذ ظهر وصحيفة الحالة الفنية الخاصة بالأخلاقيات ناصعة البياض، فهو فنان في منتهى الرقي والتواضع، لكنه التواضع المدعوم بثقة كبيرة في النفس، كما أن تجربته الغنائية تنفتح على كثير من التيارات الغنائية الحديثة أشهرها موسيقى (البوب).
محمد حماقي.. صوت خاص
محمد حماقي صاحب صوت خاص جدا، ويعلو شأن الصوت إذا كان مرهف الاستجابة، طيع التأثر بتجارب التكوين التى تذهب به إلى قيمة الإحساس بجماليات الأداء السهل الممتنع، ويعلو شأن الصوت أيضا عندما يتذوق الكلمة ويعرف كيف يندمج مع اللحن، وكيف يكتسب سلامة الأداء عبر الإمساك السليم بالطبقة وقوة الأحساس بالإيقاع النغمي، ويرتفع قدر الصوت عندما تمتد الجسور بين السمع والإلقاء فالاستماع الجيد يترجم إلى أداء جيد، وتلك هى قاعدة الغناء الصحيح التى تقوم على تلك المصالحة الخالدة بين الأذن والحنجرة، ومد الجسور بينهما والتى تتيح لصاحب الصوت الجميل إضافات الاستجابة ونتاج التأثر من ناحية قدرات التحكم في إصدار الصوت وقدرة هذا الصوت على التلوين، ثم سعي صاحب هذا الصوت لتنمية حدود نطاقه الصوتي.
ألبومات محمد حماقي
محمد حماقي من بين الأصوات الجميلة السليمة التعبير والحلوة التأثير والذي يحمل خامة صوتية جيدة وإحساسا طيبا ومخارج ألفاظ سليمة وأداء طيعا، وأجمل ما في حماقي قدرته على الاستمرار بالتوهج نفسه الذي بدأ به وأضاف لهذا التوهج خبرة السنين، لهذا أصبح أدائه هو السهل الممتنع، ووضح هذا من خلال الألبومات التى طرحها عبر مشواره والذي قدم من خلالها أداءا متميزا للغاية مليئ بتكنيك خاص جدا لا يملكه إلا قلة قليلة من المغنيين.
ووضح هذا التكنيك الغنائي من خلال أغنيات ألبوماته التى طرحت بالتوالي، فبعد (خلينا نعيش) طرح (خلص الكلام، ناويها، حاجة مش طبيعية، بحبك كل يوم أكتر، من قلبي بغني، عمره ما يغيب، كل يوم من ده، يا فاتني)، وخلال الساعات القادمة يطرح أولى أغنياته في موسم الصيف الجاري وهي (ليمون نعناع).
(شهريار النجوم) الذي واكب رحلة محمد حماقي منذ خطواته الأولى وبمناسبة مرور 20 عاما يهدي إليه باقة ورد بلدي محملة بأرق التهانى والآمال، متمنين له الصحة والسعادة ودوام النجاح والغناء.
