في ذكرى وردة نكشف عن أغنية لحنها لها عبدالوهاب وغناها محمد ثروت بشكل مختلف
المطرب الحقيقي يمتلك حساً استثنائياً بالكلمة التي يغنيها، فهي لابد أن تتسرب إلى أعماقه، وتذوب في وجدانه، ويجب ألا تكون زائدة، أو مكررة، أو ثقيلة على الأذن، وإلا رفضها على الفور وطلب من الشاعر مؤلف الأغنية تغيير هذه الكلمة أو ذلك المقطع، فى هذا الباب سنتوقف مع بعض الأغنيات التى تم تغيير بعض كلماتها، أوحذفها.
كتب : أحمد السماحي
عبرت مدنا كثيرة، وغنت للثورات، وللأوطان، وللحب، وصافحت رؤساء، وعايشت عمالقة الزمن الجميل، وخاضت زيجتين، وعانت من الشائعات والأمراض، وأحاطت بها الأضواء من كل صوب، إنها أكثر من حياة تلك التي عاشتها أميرة الغناء العربي (وردة) التي التى نحيي خلال الأيام القادمة الذكرى الحادية عشر لرحيلها حيث رحلت عنا يوم 17 مايو عام 2012.
وردة لم تكن مجرد مطربة حققت نجاحا وشهرة ونجومية، ولم تكن مجرد حصان رابح للمنتجين والمخرجين، ولم تكن مجرد صوت موهوب تغير لونها الغنائي باستمرار ليكون ذلك تعويذة نجاحها وسر استمرارها، بل كانت قطعة من قلب الغناء العربي والسينما الغنائية في مصر، عقلها رسم بأعمالها تاريخها وحدد مسارها وعبر عن فلسفتها وأبرز أهميتها.
رحلت عن عالمنا لتترك وراءها فراغا كبيرا، صعب أن تملئه مطربة غيرها، لسبب بسيط أن تواجد الحس الحلو، فأين عملاقة التلحين والشعر؟! مثل الذين تعاونت معهم (وردة) وفي مقدمتهم الموسيقار الكبير (محمد عبدالوهاب) الذي قال عن صوتها (إنه صوت متوحش وجامح، وعندما أسمع ورده تغني أحس بنشاط وشباب، وأشعرأني في صحة جيدة).
واستقبلها العملاق (رياض السنباطي) في المطار بباقة ورد عندما حضرت للقاهرة أول مرة إيمانا منه بموهبتها، وحضر المطرب الفرنسي الكبير (شارل أزنافور) حفلها في مسرح (الأولمبيا)، ولم يقتصر وجوده فى الحفل على أن يكون في الصف الأول بين الجمهور الذي يسمعها، بل قدم الحفل ووصفها بأنها من أكبر مطربات العالم، أسعدني الحظ بالاقتراب من هذه العملاقة في سنواتها الأخيرة وكانت مثالا للطيبة والصدق والتواضع.
هذا الأسبوع في باب (محذوفات الأغاني) نكشف عن أغنية وطنية رائعة ومهمة لحنها لها الموسيقار الكبير محمد عبدالوهاب بعنوان (عاشت بلادنا) كانت آخر كلمات يكتبها الشاعر المبدع حسين السيد ورحل دون إتمامها، فأكملها الشاعر الغنائي الكبير عبدالوهاب محمد، وقامت بغنائها وردة عام 1987، ولم تقتصر على غنائها فقط، بل قدمتها كفيديو كليب من إخراج جمال عبدالحميد.
وفي منتصف التسعينات أعاد مطربنا (محمد ثروت) صاحب الصوت العذب غنائها مرة أخرى، لكن بكلمات مختلفة إلى حد كبير عن الكلمات التى غنتها وردة، ولم يقتصر الأمر عند هذا الحد، فقد لجأ موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب إلى المايسترو والموزع المبدع (مصطفى ناجي) ليقوم بتوزيع الأغنية بشكل أوركسترالي، وبالفعل قام ناجي بعمل توزيع عبقري للأغنية جعلها تحفة موسيقية غنائية خالدة، لهذا نستدعيها حتى الآن على الفور كلما اشتقنا للغناء الوطني الحقيقي الذي يهز الوجدان، ويشفي الروح من أمراض هذا العصر الغنائي وأصوات غربان الملاهي الليلية ومؤدي المهرجانات لعنهم الله!.
هذا الأسبوع سنكتب كلمات أغنية وردة كما غنتها، وسنكتب أيضا كلمات أغنية مطربنا الكبير محمد ثروت، وعليكم أعزائي القراء المقارنة بين كلمات الأغنيتين!
كلمات أغنية محمد ثروت:
عاشت بلادنا، عاشت حرة لولادنا
وأولاد ولادنا لحد اخر الزمان
دامت بلادنا وارثة امجاد جدودنا
ومحققه بجهودنا مجد أعظم م اللي كان
عاشت ونخليها، فوق ما بنحلم بيها
زي ماهي ادتنا حياتنا احنا كمان نديها
ونعوضها مافاتها وفاتنا ونحقق امانيها
مصر اللي مديانا شخصيتها في دمانا
وتاريخ عالي المكانة، فخر لجيل بعد جيل
خليتني أقول في عصري لو ماتولدت مصري
لأتمنيت ابقى مصري، من شعبها الاصيل
ده لولاها كان يبقى مافيش حضارات لليوم ده بتعيش
لو كنا عنها مانحكيش، تتحاكى عنها الايام
والحاضر في زمان موصول، والروح موجودة على طول
روح مصر الخالدة بتقول اولادي بناة الاهرام
هي صورة ماضينا، هي الحاضر لينا
هي الباقية بعدينا، هي هي هي هي مصر هي
دومي يا مصر لينا، تيهي واعتزي بينا
واحنا فوق ارض سينا، ردينا الاعتبار
وبقيت اقول في عصري لو ما اتولدت مصري
لاتمنيت ابقى مصري، واتباهى بالانتصار
وبعودة عليكي الاعياد، يامصر ونصرك ويزداد
وولادك دايما رواد، والكل بيملاكي عمار
ونعاهدك والايد في الايد، مع كل اما يجيلك عيد
يلقانا انشأنا جديد، ونغني طول المشوار
هي أغلى امانينا هي أحلى اغانينا
هي الباقية بعدينا، هي هي، مصر هي
عاشت بلادنا، عاشت حرة لولادنا
وولاد ولاد ولادنا لحد اخر الزمان
دامت بلادنا وارثة امجاد جدودنا
ومحققه بجهودنا مجد اعظم م اللي كان
أمة واحدة شعب واحد،همة واحدة قلب واحد
كلمة واحدة، رب واحد، قلب واحد شعب وأحد
رب واحد يحميكي يا مصر.
………………………………………
كلمات أغنية أميرة الغناء العربي وردة:
عاشت بلادنا، عاشت حرة لولادنا
وأولاد ولادنا لحد اخر الزمان
دامت بلادنا وارثة امجاد جدودنا
ومحققه بجهودنا مجد أعظم م اللي كان
عاشت ونخليها، فوق ما بنحلم بيها
زي ماهي ادتنا حياتنا، احنا كمان نديها
ونعوضها مافاتها وفاتنا ونحقق امانيها
من يشرب شهد نيلك، لازم يرجع يجيلك
ياللي مافيش مثيلك في أجمل البلاد
شتاكي ولا صيفك، نعمة لأهلك ولضيفك
والخضرة اللي في ريفك، تسبي العين والفؤاد
مش غريبة تكون طبيعتك زودت أهلك ميزات
عاشوا كرمه زي نيلك، والكرم أحلى الصفات
فيهم الخير زي أرضك، نبتهم أطيب نبات
وبعيونهم صفو جوك، عن سماحتهم أيات
والسمار اللي في جبينهم، والأصالة بتحكى عنهم
أن مصر اللي في كيانهم بينه
هي في عيونا هي، هي في كيانا هي
هي أرواحنا هي، هي احنا واحنا هي
هي هي هي
يا مصر الله يزيدك، ويعيد عليكي عيدك
والخير أنهار في ايدك فياض طول العام
وأغنيلك بقلبي أنا وأهلك حبيبك وأدعي
وأقول يا ربي انصرها على الدوام
صنها عزة للعروبة، دمها قبلة للسلام
ليها في العالم مكانة، أعلى وأكبر م الكلام
ونلاقيها في كل شدة، قايمة بالواجب قوام
زي ما الأخت الكبيرة، ترعى أخواتها تمام
يا إلهي خليهلينا، نور بيهدينا الأمل
مصر حبة عين القرايب، والحبايب للوئام
هي حبيبتنا هي، هي عروبتنا هي
هي أرواحنا هي، هي أحنا، واحنا هي
هي هي هي مصر
أمة واحدة شعب واحد،همة واحدة قلب واحد
كلمة واحدة، رب واحد، قلب واحد شعب وأحد
رب واحد يحميكي يا مصر.