رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

إيلي شويري.. رحيل مبدع أحلى الأناشيد الوطنية الذي شارك صباح وفيروز وشادية أجمل أعمالهما

كتب : أحمد السماحي

خلال الساعات الماضية رحل العملاق اللبناني إيلي شويري عن عمر يناهز الـ 84 عاما، وبرحيل هذه القامة الفنية والأيقونة العابرة للزمن أسدل ستار المجد على (أيام اللولو)، كان الراحل من الذين رسموا خريطة الأغنية اللبنانية، فهو فنان شامل كتب ولحن وغني ومثل، وقدم العديد من روائع الألحان والأغنيات التى لا تنسى، منها (أنا وياك والزمن الطويل، الطوفان، صبي ولا بنت، يابلح زغلولي، أيام اللولو، ليلة رحيلك، وحدوا الزمن، زمن الطرشان، يا ناس حبوا الناس، تذكريني، معتر يا بلدنا، يا حبايب، تيعا تيعا، هوانا مكتوب، يا ساكني فيي) وغيرها.

الرئيس عون مقلدا وسام الأرز الوطني للفنان أيلي شويري

بصمة في الغناء الوطني

ترجم (إيلي شويري) عشقه لبلده بالأناشيد، فكتب ولحن وغني بصوته الذي لا يشبه أحد عدة روائع حفرت اسمه في وجدان كل لبناني مثل (بكتب اسمك يا بلادي على الشمس اللي ما بتغيب، لا مالي، ولا ولادي على حبّك ما في حبيب)، كما أبدع وهو ينشد (يا محارب علمني أحارب، بالمدفع والبارود، وإن مرة ناداني الواجب لبيك يا أرض جدودي)، وأيضا (بلد الحبايب يا بلدي، يا ملفى الأطايب يا بلدي، يا مينا بحرية يا نجمة مضوية، يا بلد حبيبي يا بلدي) فضلا عن أغنيات أخرى مثل (يا أهل الأرض).

وديع وصباح وسميرة وماجدة

لم يقتصر عطاء (إيلي شويري) على التلحين لنفسه فقط، ولكنه لحن لكثير من الأصوات اللبنانية المهمة من أبرز هذه الأعمال الغنائية التي لحنها: (عودة الصيادين، عدلها يابحر) غناء وديع الصافي، (تعلا وتتعمر يا دار) للفنانة صباح، (أيام اللولو) لسميرة توفيق، (مازال العمر حرامي، مين إلى غيرك، قوم تحدي، سقط القناع) لماجدة الرومي، (يا بلح زغلولي) لداليدا رحمة، وغيرها.

النشأة

نشأ (إيلي شويري) في بيت يعشق الغناء حيث كان والده يمتلك صوتا جميلا، ولديه مكتبة اسطوانات كبيرة لأبرز نجوم الغناء في الثلاثينات والأربعينات منهم (أم كلثوم، محمد عبدالوهاب، أسمهان، إيليا بيضا) وفي سن السابعة بدأ (إيلي) يغني ويقلد ما يسمعه من اسطوانات، وكان مطرب المدرسة في حفلات نهاية العام، ونظرا لفقر العائلة لم يكمل تعليمه واكتفى بالمرحلة الابتدائية، حيث كانت تتطلب المراحل التالية في التعليم مبالغ مالية لا تستطيع أسرته تحملها، فاضطر للعمل مبكرا.

ظل يغني حتى سنواته الأخيرة

البداية من الكويت.

عمل (إيلي) في عدة مهن حتى بلغ سن العشرين، فذهب يجرب حظه في دولة الكويت التى كانت تتفتح، لكن سوء الحظ يصيبه فتكسر يده، فيضطر للتوقف عن العمل، وفي إحدى الأيام وهو يسير بجوار مبنى الإذاعة الكويتية، قرأ إعلان على المبني يتطلب أصوات حلوة تعمل ككورس في الإذاعة، فتقدم للامتحان نظرا لحاجته الشديدة للعمل، وكان من بين لجنة الاختبار التى اختبرته الموسيقار المصري (ميشيل المصري) الذي كان يعمل في هذا الوقت في فرقة الإذاعة الموسيقية.

عوض الدوخي والأخوين رحباني

نجح (إيلي) وأصبح يغني وراء كل مطربي الإذاعة الكويتية سواء من مطربي البلد، أو من الزائرين العرب، ونظرا للحر الشديد في الكويت، وعدم وجود بيت له كان ينام في معظم الأيام في مبنى الإذاعة حتى ينعم بالهواء الرطب المنبعث من المرواح الكهربائية، وأثناء ذلك جمعته الصدفة بالملحن والمطرب الكويتي (عوض الدوخي) الذي كان يعطف عليه وشجعه على تعلم العزف على العود، في هذه الفترة جاء مجموعة من المطربيين والملحنيين اللبنانيين لتسجيل أغنيات لإذاعة الكويت منهم (وديع الصافي، توفيق الباشا، فيروز، الأخوين رحباني) فسجل معهم أغنياتهم ونال صوته إعجابهم.

في شبابه مع الموسيقار منصور الرحباني والمطرب والملحن ملحم بركات

العمل مع الأخوين رحباني

فى أحدى إجازته من الكويت رجع إلى لبنان وقابل الأخوين رحباني وطلبا منه العمل معهم في مسرحهم الغنائي، وبالفعل شارك معهم في أكثر من 25 عملاً ما بين مسرحية وأوبريت وصورة غنائية كان أولها (الليل والقنديل) بعدها توالت الأعمال مثل (بياع الخواتم، هالة والملك، والشخص، وفخر الدين، وصح النوم، والمحطة، ودواليب الهوا) وغيرها.

أيلي شويري مع شادية وعاصي الرحباني

يغني مع شادية

من التجارب المهمة في مشوار (إيلي شويري) عندما اختاره الأخوين رحباني لمشاركة المطربة الكبيرة (شادية) غناء واحدة من أغنيات سيد درويش، وهي (أديني أهو جيتك بدري) من أوبريت (شهر زاد).

وهذه الأغنية كان من المقرر أن تغنيها صوت مصر في فيلم (الحب الضائع) الذي كان من المفترض أن تقوم ببطولته مع ( نادية لطفي، وحسين فهمي، وسمير شمص)، إخراج حسن الإمام، لكن حدث خلاف بين منتج الفيلم (رمسيس نجيب، والإمام)، فانسحب حسن الإمام من الفيلم، وانشغلت شادية بتصوير أفلام آخرى، وكذلك نادية لطفي، فأسند المنتج رمسيس نجيب بطولة الفيلم بعد ذلك بسنوات  لكلا من (رشدي أباظة، سعاد حسني، زبيدة ثروت).

أيلي شويري مع عائلته

كلمة أخيرة

ومن الأخوين رحباني بدأ المشوار الفني المضيئ والمشرف والمضني للموسيقار أيلي شويري الذي علم نفسه بنفسه، وكان أهم ما يميزه أصالته وتواضعه الفني والإنساني، وطربه وسعادته بأي كلمة اطراء أو أشادة، فرغم كل ما قدمه من جماليات لحنية، وأنغام مبتكرة لم يدخله الغرور ذات يوم، ورحل خلال الساعات الماضية في هدوء تاركا بلده التى طالما غنى لها أروع الأناشيد وهي في حالة فوضى وعدم استقرار!.

ديو نادر يجمع بين ايلي شويري و شادية من اوبريت ( شهرزاد ) الحان سيد درويش توزيع الاخوين رحباني :

تعليق 1
  1. د. أنطوان وديع الصافي يقول

    السلام عليكم
    شكراً لنشر هذا المثال عن فقيدنا الغالي و كبيرنا المرحوم إيلي شويري
    أرجو لفة نظركم بأن كوال بلدي و أنت و أنا يا ليل هما من شعر الفنان إيلي شويري إنما الألحان هي لوديع الصافي بذاته كما و كتب المرحوم إيلي أغاني رائعة أخرى الكبير وديع الصافي مثل يا بحر يا دوّار و من يوم من يومين اللتين غناهما الوديع في جميع مناسباته
    فأرجو منكم تصحيح الخطأ الحاصل بحق المرحوم والدنا و لو أني متأكد أن الخطأ حصل سهواً. كما و أودّ معرفة المصدر الذي ادعى أن العملين المذكورين أعلاه كانا من ألحان إيلي شويري
    ممكن التواصل معي مباشرة على واتسآب لأي استفسار لاحق على هذا الرقم 009613973752
    مع الشكر الجزيل لكم مسبقاً

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.