كتب : أحمد السماحي
يقام اليوم الثلاثاء، بدار مناسبات مسجد الحجاز بمحطة الطالبية بالهرم، عزاء الشاعر المتميز ناصر الجيل، من الساعة الخامسة مساء وحتى التاسعة مساء، وكان رحيل (الجيل) أمس الاثنين عن عمر يناهز الـ 48، إثر أزمة قلبية تعرض لها في الساعات الأولى من الصباح، صدمة مفجعة لكل من عرفه، ليس (ناصر الجيل) أول عزيز يموت، ولا هو أول من يدهمه الفناء في شرخ الشباب، وليس قلبه الكبير أول قلب يتوقف عن النبض وتبتلعه متاهات العدم، ولا ولا هو أول إنسان يعز على النفس أن تتخيله حيا موفور الطاقة مشع البسمات، الكلمة الحلوة تملأ فمه، والإحساس العميق بالناس وأحزانهم ومتاعبهم الصغيرة يقض مضجعه، ثم تتخيله بعد هذا جسدا ساكنا لا حراك به، وبركانا خمد.
كان ناصر الجيل كل هذا حقيقة وأكثر منه، كان بشرا مثلنا بسيطا طيبا متواضعا، شهما، وفي شهامته تراث شعبنا العريق في إغاثة الملهوف، ونجدة الخائف، والوقوف دائما وفي كل آن مع الضعيف.
منذ تعرفت عليه في منزل صديقي الموسيقار المبدع (محمد ضياء الدين)، قبل 15 عاما ربطت بيني وبينه صداقة وطيدة، كان أهم ما يميزها بساطته وطيبته وتواضعه الشديد، وعدم إدراكه لحجم موهبته الكبير، هذه الموهبة الشعرية التى تفجرت في نهاية تسعينات القرن الماضي، وقدم على مدى حوالي 25 عاما الكثير من الأغنيات التى تغنى بها بالحيرة والحب والسؤال والرومانسية، كانت أغنياته من وحي الشارع المصري، لهذا وصل كثير منها إلى وجدان وقلوب المستمعين.
كون (ناصر الجيل) ثنائيات متميزة مع أبناء جيله من الملحنيين، خاصة الموسيقار محمد ضياء، والملحن المبدع محمود خيامي، وعناقت كلمات (الجيل) كبار مطربي مصر والعالم العربي، فغني له أمير الغناء العربي (هاني شاكر) العديد من الأغنيات منها (شبهك أوي، مجرد وقت، جرح الماضي، يخونك، حتلاقيني، برواز صورتك، إيد واحدة، حق الحياة، إنزل وشارك، من حقي عليك، علشان قلبه طيب.
وغني له سوبر ستار العرب راغب علامة (بعشقك) التى كانت أول تعاون بينهما بعدها غني له (اللي بعيد، بوعدك، ما بهزرش)، و(ملك الرومانسية) التى لم تظهر بعد.
وغنت له أصالة (سؤال بسيط، وحاجة ما تخصكشي)، وغنت له أنغام (متلخبطة)، تامر حسني (أول مرة)، صابر الرباعي (وقت الشدة)، نوال الكويتية (عيب عليكوا)، نبيل شعيل (سبع أيام)، ديانا حداد (عادي)، يارا (قالي لأ)، رامي عياش (خلي عندك دم)، إيهاب توفيق (حتة مني)، نوال الزغبي (الناس بيسألوني)، بوسي (مش مهم)، مصطفى كامل (اتحملت كتير)، فيفيان مراد (أجمل كلام الحب).
ودعم وساند المطربة السورية (وعد البحري) في ألبومها الأول وكتب لها معظم أغنياته منها (آهي تجربة، ما تلمسنيش، ياريت، غير حياته، معاملة خاصة، مش حنساك، يوم واتنين، كلك نظر، شوفلي حل، تعبت قلبي، منتهى الإحساس).
وقدم للمغني (مصطفى قمر) العديد من الأغنيات منها (أنت عارف، جرالي ايه، حالة غريبة، مافيش داعي، حاسس بإيه، مافيش فايدة، وش الخير، برحمتك، عفوك لمين، حقول ايه لربنا).
كما تعاون مع المطربة مي كساب في (ودي عمله، بستناه)، ومع أماني السويسي في أغنيتي (أقول ابعد، مش مرتاحلك) ومع هبة مختار (ألفت نظرة، واحدة غيري)، ومع المطرب والملحن التونسي غازي العيادي في (ومين عارف، أسلم عليك)، ومع المطرب السعودي إبراهيم الحكمي في (أربع مرات، بخاف على زعله).
لم تكن (وعد البحري) هى الموهبة الشابة الوحيدة التي دعمها (ناصر الجيل) ولكنه دعم أيضا المطربة رائعة الصوت (يسرا محنوش) في أغنيات (بفكر فيك، أنا عمري، أيوه فاكراك، يارب) وغنت له المغنية دوللي شاهين (أنا غير كل البنات، جديد عليا، أنا جيت، اتنطط بقى)، وقدم للموهوبة المصرية نسمة محجوب (لازم تتغير)، كما تعاون مع (أمل حجازي، دينا حايك، ليلى غفران، مصطفى حجاج، كارمن سليمان، هدى حداد، أروى، سارة الهاني، منيرة حمدي، الشاب جيلاني، محمد شاهين، ندى مدحت) وغيرهم.
يُذكر أن الشاعر ناصر الجيل من مواليد مارس عام 1975، وحاصل على بكالوريوس تجارة من جامعة القاهرة، وطرح أول دواوينه الشعرية عام 1994 بعنوان (كلام الناس)، وكان أول إنتاجاته الغنائية أغنية (الدنيا حتستمر) مع المطرب التونسي صابر الرباعي، وكان يترقب قبل رحيله صدور أغنيتين من كلماته لم يبصرا النور هما: (ملك الرومانسية) لـ راغب علامة، و(محطة مصر) بصوت المطربة الإمارتية أحلام.
رحم الله الشاعر الطيب صاحبة الكلمة السهلة البسيطة (ناصر الجيل)، ولأهله وذويه الصبر والسلوان.
