رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

سامي فريد يكتب : أنور وجدي مخرجا بأمر ليلى مراد

سامي فريد يكتب : أنور وجدي مخرجا بأمر ليلى مراد
ليلى مراد كانت معجبة بحماس أنور وجدي في البداية

بقلم الأديب الكبير : سامي فريد

من كان يمكن أن يصدق أن (أنور وجدي) ذلك الممثل الشاب الدمشقي خفيف الظل سريع الحركه والخاطر وممثل الأدوار الثانويه في فرقه رمسيس أو الأدوار السنويه في السينما الذي يلعب غالبا أدوار الفساد والشر.

من كان يصدق أنه يتحول على يدي (ليلى مراد) الى مخرج سينمائي حتى هو لم يصدق ما قالته له عندما ذهب إليها في غرفتها بالاستوديو، وكانت ليلى مراد في ذلك الوقت في قمه التألق صديقة لأحمد حسنين باشا رئيس الديوان الملكي ومطربه الملك فاروق الخصوصيه وتقريبا كانت هى السيده الأولى في مصر.

جاءها أنور وجدي يعرض عليها فيلمه الأول (ليلى بنتا الفقراء) من تأليفه وقصته ويرجو أن تقبل أن تلعب بطوله الفيلم، لم تصدق ليلى مراد ما قاله أنور فكانت تتصور أنها محاوله من ذلك الشاب الجريء (الشغيل) الممثل الممتلئ حيويه وحماسا لا يفترقان، سالته ليلي أنت جاد يا أستاذ أنور في كلامك ده؟

فرده عليها على الفور مدموزيل ليلى أنا معي شركاء وكان كل ما جمعوا من تحويشه عمره على طول مشواره الفني هو ثمانيه آلاف جنيه، أما شريكه فكان رجل أعمال وسيدة ثرية تحب السينما اشترطت عليه أن تلعب ليلا مراد بطوله الفيلم الذي اختاره له المخرج كمال سليم، وكانت (ليلى) تتقاضى في ذلك عن دورها في أي فيلم تلعب بطولته 15,000 جنيه، سالته ليلى: انت عارف أنا باقبض كم دلوقتي؟ 15,000 جنيه انت هتديني كام؟

ولم يتردد أي انور وجدي هاديك 12,000 كان كلامه معها مليئا بالحماسه والإخلاص والرغبه في أن يصبح يوما ما مؤلفا ومنتجا وأمام ليلى مراد سيدة مصر الأولى.

كانت قصه الفيلم بسيطة، فتى غني يحب فتاة فقير وقفت ليلى لما رأته من حماس أنور وجدي فوقعت العقد، ثم مرت فتره كان أنور وجدي قد أجر الاستوديو ودفع عرابين الفنانين وتجهيز كل شيء، وليلى مراد تراقب كل شيء منبهره بنشاط هذا الشاب حتى جاءها حزينا يائسا قد ركبته هموم الدنيا، جاء إلى غرفتها في الاستوديو وجلس خلفها فسالته عما به فشكى له أن المخرج مريض مرض الموت وانه قد دفع كل ما معه وأصبح الفيلم مهددا بالنهايه قبل أن يبدا، وقالت ليلى مراد ببساطه ما فيش مشكله يا أستاذ انور نأجل تصوير الفيلم لحد ما يجي الاستاذ كمال سليم، وكان أنور وجدي لما سمعه ردها كاد أن يبكي لها، انه يعرف رأيها في من قد ترتاح إليه من المخرجين لإنقاذ الفيلم

قال أنور: دبريني أعمل ايه؟

وردت ليلى مراد في جمله عفوية، قالت قل لي يا أستاذ أنور انت ما تقدرش تخرج الفيلم ده، وكانت بذلك قد وضعت اسمها ومركزها بين يد ممثل أدوار ثانويه لا اسم له على الإطلاق في دنيا الانتاج أو حتى التمثيل،

كانت الجمله التي قالتها ليلى مراد في عفوية شديدة بداية لحياة جديدة ومستقبل جديد وعالم اتفتح فجاه على مصراعيه أمام أنور وجدي.

سامي فريد يكتب : أنور وجدي مخرجا بأمر ليلى مراد
مشهد من فيلم (ليلى بنت الفقراء)

كان أنور وجدي مع من عرفوه إنسانا مكشوفا باطنه مثل ظاهره لكن ليلى مراد أكدت على ما قالته وسالتهم هو الإخراج ايه يا أستاذ أنور مش إحساس وانت مش ممثل وعندك تجربتك في السينما والمسرح انت ليه ما تخرجش الفيلم ده؟

لم يصدق أنور وسالها مندهشا أنا؟

قالت أيوه يلا توكل على الله.

ولم يصدق أنور قال انت بتقولي ايه؟، قالت أيوه انت ليه لا، سألها للمرة الأخيرة ولكنه لم يصدق خوفا.. وأنت تقبليه؟

قالت أيوه وأديني قبلت أهو يلا بقى ما تضيعش وقت، وكان أنور بالفرحة وزف الخبر إلى شريكيه فاتصل شريكه بالفنانه ليلى مراد ليسألها: الكلام ده صحيح حضرتك صحيح وافقتي أن انور يخرج الفيلم؟، وردت ليلى: أيوه أنا اللي طلبت منه كده ولم يصدق الرجل فطار أنور وجدي من الفرحة وهتف قائلا: أنا باب السماء اتفتح لي النهاردة.

وفي الاستوديو في اليوم الأول للتصوير كان الجميع قد اشتعلوا حماسة، فقد كانت بطله الفيلم ليلى مراد في بدايه التصوير مرتبكه فأعاد المجاميع في الفيلم لكنها اندهشت لما رات أنور وجدي وقد استطاع السيطره عليهم بالضحكة والنكته والشخطة والسب أحيانا، كان تصوير اليوم الأول في حي (السيدة زينب) وحضرت ليلى مراد إلى الاستوديو في تاكسي فقد تعطلت سيارتها وانتهى تصوير المشاهد الأولى في الفيلم في تمام الساعه 9:00 وطلبت ليلى أن يوقفوا لها تاكسي للعودة إلى بيتها في مصر الجديدة وصرخ أنور تاكسي ده ايه ما تروحيش لوحدك مش ممكن أنا هاوديكي هنروح في عربيتي، واندهشت ليلى من قول أنور فلم يكن يرجوها ولكنه كان كمن يأمرها.

سامي فريد يكتب : أنور وجدي مخرجا بأمر ليلى مراد
ليلة زفاف ليلى مراد وأنور وجدي

ركبت ليلى مراد في سيارته الصغيرة ذات المقعدين، وركب الماكير واللبيسة (عزيزة مراد) وكانت قد أطلقت اسمها على نفس اسم الفنانه ليلى مراد، ونزل الماكير وعزيزة مراد في ميدان الجيزة واستمر أنور وجدي مع ليلى مراد إلى مصر الجديدة، كانت مناظر الشوارع والأشجار مع هدوء الليل تشكل خلفيه جميله لمشهد جميل، وفجاه سكت أنور وجدي فسالته ليلى: مالك سكت ليه احنا سبنا البيت ودخلنا على ألماظة.

لكن أنور رفع يده عن (دركسيون) السيارة ورفع يده إلى السماء وقال: يا سلام يا ليلى لو تجوزنا وعيشنا مع بعض على طول.

وصعقت ليلى مراد فما هذا هكذا يكون الغزل ولا الكلام في أمور الزواج أو الحب وقالت لنفسها إن أنور وجدي هذا لابد أ يكون مجنونا ليفاتحها في هذا من قبل ولا بدت منه أي اشارة لكن هكذا فجأة؟! مستحيل!!

قالت ليلى مراد تسخر منه كده مرة واحدة؟!

ورد نور وجدي وفيها ايه أهو ساعات ربنا بيستجيب لدعاء الواحد، ثم قال مرة ثانية: يا رب تتجوزيني يا ليلى

دق قلب ليلى مراد بالخوف والمفاجأة مرة واحدة، وتغيرت نظرتها للمستقبل والدنيا من ذلك اليوم ثم كان الزواج وماتلا ذلك بعدها من السعادة والشقاء حتى تم الطلاق، لكن تلك حكايه أخرى كانت شديد الغرابة كما كان زواج حكاية من قبل وأيضا شديدة الغرابة!!!

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.