رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

ثورة أطباء التجميل على صابر الرباعي بسبب (بنات الحلال) !

كتب : أحمد السماحي

شن كثير من أطباء التجميل في مصر ثورة على المطرب التونسي المبدع صابر الرباعي، على صفحاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي، بسبب كليبه الجديد (يا بنات الحلال) الذي طرح مؤخرا، حيث اتهموه ضاحكين بأنه سيخرب بيتهم!، ويوقف نشاطهم المهني، حيث يطلب من حبيبته كما جاء في كلمات الأغنية أن تظل كما هي دون أن تجري أي عمليات تجميل، لأنه يفضلها كما هى، وحتى لو شعرها أصبح أبيض بلون القطن المصري.

ثورة

كتب الدكتور أحمد الجمل استشاري جراحة التجميل : (أوعوا يا بنات الحلال، ويا ستات تسمعوا كلام صابر الرباعي في كليبه الجديد، مافيش أحسن من الجمال)، وكتب الدكتور أحمد سعيد مصطفى (بلاش النصايح اللي تودي في داهية يا دي يا عم صابر خليك في الشياكة، وأجمل نساء الدنيا) هذه بعض التعليقات البسيطة من بعض أطباء التجميل الضاحكة.

جاء الكليب بسيطا ومريحا ومليئا بالتفاصيل المهمة

بنات الحلال

أغنية (يا بنات الحلال) من كلمات الشاعر علي المولى، وألحان فضل سليمان، وتوزيع جمال ياسين، ماستر ياسر أنور، وقامت بإخراج الأغنية ككليب (سيلفانا المولى)، والأغنية تتحدث عن رجل يطلب من حبيبته أو زوجته وهى رمز لكل بنات حواء أن تتوقف فورا عن التفكير في عمليات التجميل التى جعلتهن جميعا يتشابهن في الجسم، وفي الملامح، وينصحها وينصح كل بنات جنسها قائلا:

يا بنات الحلال هيدي حياة مش مسابقة جمال

علقانين مين الأحلى كل وحدة يهما شكلا

كلو مرسوم رسم نفس الشكل ونفس الجسم

ما بيختلف إلا الإسم إلا الإسم

ويواصل الرباعي نصحه ويقول لحبيبته أنه سيظل يحبها مهما مرت عليهما السنين وتغيرت ملامحها وكثرت التجاعيد، وأصبح شعرها أبيض، فروح الإنسان لا تكبر ولا تشيخ ولا تعجز فيقول:

شو يعني كبرتي من برا، ما منو قرارك مضطرة

روحك ما بيطلع عمرا، خمس سنين

رح ضلي حبك أنا أكيد

ولو شعراتك صارو بيض

و ع وجّك بينو التجاعيد أنا أكيد

بحبك متل ما إنت، وكيف ما كنت

وفي النهاية يطلب من حبيبته بل يكاد يتوسل إليها أن تظل كما هى ولا تغير شيئ، ويصل لقمة الرومانسية والحب عندما يذكرها أنها تكون أجمل نساء الدنيا وهى مستيقظة من النوم ويختم أغنيته بهذه الكلمات :

ما تغيري فيكي سنتي، لو سمحتي

 ما بقى تسأليني إذا طالعة حلوة اليوم

أنا أكتر مرة بشوفك حلوة إنت وفايقة من النوم.

قدمت المخرجة اللبنانية (سيلفانا المولى) صورة متميزة في الكليب

الكليب

قدمت المخرجة اللبنانية (سيلفانا المولى) صورة متميزة في الكليب ولأنها تدرك أن العمل يحمل رسالة على ضرورة تقبل المرأة لشكلها وتثقيف وتعزيز ثقتها بنفسها، عوض الانجرار وراء الصورة والمعايير الجديدة، لهذا جاء الكليب بسيطا ومريحا ومليئا بالتفاصيل المهمة، حيث يبدأ برجل يدخل (أسانسير) ويجد بنتين في عمر الزهور يتحدثن عن (الفيلر) وإجراء واحدة لعملية تجميل وندمها على ذلك، فيندهش ويستغرب مما سمع!.

وفي البيت تحاول حبيبته أن تقنعه بإجراء عملية تجميل لإنقاص وزنها، فيناديها لتجلس بجواره ويفرجها فيديو يؤكد لها فيه أن أهم من عمليات التجميل الثقة بالنفس وإنها ليست سمينة، ويجعلها يرتدي ما يناسبها من نفس دولابها!.

اهتمت (سيلفانا) بكل تفصيله في الكليب وشعرنا معها ومع أبطال الكليب إننا نشاهد فيلم قصيرة مدته 4 دقائق، لهذا حقق نسبة مشاهدة عالية اقتربت من الـ 8 مليون ونصف مشاهدة.

ما بقى تسأليني إذا طالعة حلوة اليوم

الكلمات

أعظم الشعر ما يسهم في إثراء إنسانية الإنسان، وإغناء رصيده من المشاعر الحية إنه حينئذ يضئ للإنسان طريقة في سبيل الحياة الوعرة، ويفتح بصيرته عن السلوك الإنساني الصحيح، ويخلص مشاعره من الانحرافات والتشوهات المريضة، هذه الغاية السامية هناك من يحققها من الشعراء ببساطة وفهم ومن هؤلاء الشاعر الموهوب (علي المولى) الذي يعتبر واحد من أهم شعراء العالم العربي عامة ولبنان خاصة، فكل النجاحات الأخيرة التى ضربت في لبنان كانت إما من توقيعه أو توقيع زميله الشاعر المبدع (أحمد ماضي).

ولأن (علي المولى) يؤمن أن جودة الشعر يقاس بمدى ما فيه من حياة لا بمدى ما فيه من تقنية وجهبذة لغوية، لهذا قدم أغنية تتناول الحياة بحب شديد وأمل وتفاؤل، و(طبطب) من خلال كلماته ودون أن يقصد على البنات والستات الفقراء التى ليس لديهن ما يدفعهن نظير حقنة (فيلر أو بوتوكس)، خاصة بعد أن أصبحت عمليات التجميل (هوس) وحلم لكل البنات والسيدات من مختلف الطبقات، وجعل الرجل في أغنيته حنون وطيب ووفي وشهم ويرى في حبيبته كل الجمال.

شكرا (علي المولي) على هذه الرسالة التى قدمتها والتى تجعل الإنسان يستمتع بالأغنية دون أن يصاب بعطب عاطفي أو تشغله بالتفكير في الحياة على أنها شيئ ردئ غير مستحب.

ما تغيري فيكي سنتي، لو سمحتي

اللحن والتوزيع

قدم الموسيقار الموهوب جدا (فضل سليمان) والذي كون ثنائيا فنيا مع (على المولى) في العديد من الأغنيات السابقة نذكر منها (كرهني) لإليسا، (أنا بحبك، وكل اتنين، وقصة حب) سعد رمضان، (أزمة ثقة) ناصيف زيتون، وغيرها لحن جميل عذب من مقام (الكرد) مقام العاطفة والألم الذي يستخدم في وصف المشاعر والأحاسيس، وعبر عن المعاني الصادقة البعيدة عن الآهات وافتعال العذاب في الحب بشكل رائع وجذاب، ووظف الوتريات بشكل متميز للغاية، لهذا تصدق الأغنية فور أن تلامس أذنيك نغماتها، وأجمل ما في اللحن أنه جعلنا نستمتع بحلاوة صوت (صابر الرباعي) في كثير من طبقاته العالية والمتوسطة والمنخفضة حيث أبرز اللحن صوته وقدمه لنا باعتزاز، وجاء توزيع (جمال ياسين) جميلا ومناسبا للحن ووظف كثير من الألأت بشكل مبهر.

راح ضل حبك أنا أكيد لو شعراتك صاروا بيض

أداء الرباعي المبهر

قام صابر الرباعي بأداء الأغنية بشكل بسيط يتناسب مع بساطة اللحن وطبيعته وعدم تكلفه أو افتعاله، وساعده على هذا أن صوته ثري مدرب على الغناء العربي الكلاسيكي تدريبا صحيحا، فمن أهم مميزاته اتساع مساحته مع الطبقات المرتفعة والمنخفضة معا، والميزة الأهم هى خبرة حنجرة (الرباعي) غير العادية في أصول الغناء العربي المرتكز في أساسه إلى ترتيل القرآن والتواشيح الدينية.

وهذه لها ميزات محددة مهمة جدا منها المعرفة الواسعة بكل المقامات العربية المحشوة بأرباع الصوت كـ (السيكا، والبياتي، والراست، والصبا) وهذه المعرفة سمحت لـ (الرباعي) ليس فقط بالأداء العظيم لهذه المقامات بل ببراعة التنقل بينها بسهولة وسمحت له أيضا بإتقان جميل لكل براعات النمنمة الغنائية والفسيفساء الصوتية راقبوا دخلته في بداية اللحن وهو يردد الآهات (آه آه آه) ثم يبدأ بـ (يا بنات الحلال)، فالرباعي قادر على تلوين المنعطفات الصوتية بما في ذلك القفلات البارعة الدقيقة التى تضرب في قلب المقام الذي تقفل به الجملة الغنائية.

كل هذا جعله يؤدي (يا بنات الحلال) تأدية بارعة والحقيقة أن هذه عادة المطرب صابر الرباعي الذي كان يسحرني بعذوبة صوته قبل أن يحقق النجومية وكنت ومعي الدكتورة (رتيبة الحفني) نتسأل مندهشين في نهاية التسعينات: كيف لم يحقق هذا الصوت النجومية الطاغية التى يستحقها، بعدها بشهور كسر (صابر الرباعي) الدنيا بـ (برشا برشا، وعز الحبايب، واتحدى العالم) وغيرها من الروائع التى قدمها والتى لا تنسى.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.