رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

محمد المنصور يكتب : الدراما التلفزيونية في الكويت .. ذراع القوة الناعمة

كانت مجلة (العربي) تذهب إلى القارئ العربي في كل مكان

بقلم النجم الكويتي الكبير : محمد المنصور

تمثل الدراما التلفزيونية في الكويت الذراع الحقيقي لما يمكن تسميته بالقوة الناعمة، الذى راحت دولة الكويت تشتغل عليها منذ مرحلة مبكرة من استقلالها عن الانتداب البريطاني وإعلان الكويت دولة مستقلة، وفي هذه الفترة بدأ حراك ثقافي وفني  يغطي العديد من القطاعات ففي الوقت الذى كانت به مجلة (العربي) تذهب إلى القارئ العربي في كل مكان من بقاع عالمنا العربي الكبير كانت الإذاعة والتلفزيون في الكويت يتحركان بنهج إبداعي احترافي عالي المستوى، حيث كان يستقطب العشرات من المبدعين من أنحاء العالم العربي للمساهمة مع أبناء الكويت في بناء نهضتهم التى راحت تناطح السحاب عبر نتاجات تستمد معطياتها من خلال منهجية (القوة الناعمة) وسط عالم متشاحن تحكمة القوي الكبرى في العالم والمنطقة.

تلك الكينونة التى شكلت (الرحم) الأساسي لانطلاقة الدراما التلفزيونية، حيث التأكيد علي مجموعة من المعطيات والتى يأتى في مقدمتها المساهمة في تحقيق الترابط الاجتماعي والاقتصادي والسياسي، فكانت تلك القفزة التى عاشتها الكويت منذ ستينيات القرن العشرين .

تلفزيون الكويت لعب دورا مهما في القوى الناعمة

أول تليفزيون خليجي

تعتبر الكويت أول دولة خليجية تؤسس محطة تلفزيونية رسمية، حيث بدأ تلفزيون الكويت بثه الرسمي في 15 نوفمبر 1961 وذلك من منطقة الشرق، حيث كنت أسكن مع أسرتي في منطقة (المطبة) والتى تعتبر جزءا من منطقة الشرق حيث كانت الكويت عبارة عن منطقتين أساسيتين هما الشرق والقبلة .

مع بداية إنشاء التلفزيون ومن قبله وزارة الإرشاد والأنباء (وزارة الاعلام حاليا) عملت الحكومة على استقطاب النسبة الأكبر من الفنانيين الذى انخرطوا في العمل الفني والمسرحي على وجه الخصوص وإعطائهم الفرصة للعمل في قطاعات وزارة الإرشاد والأنباء المتعددة ومن بينها الإذاعة والتلفزيون وصولا إلى مطبعة الوزارة.

 والراصد المتابع يعلم جيدا مساحة انتشار النجوم هنا أوهناك في أرجاء وزارة الإرشاد والإنباء التى كانت بمثابة المظلة والحاضنة للفنانيين والمبدعين، وأمام المتغيرات الاجتماعية التى راحت تعيشها الكويت نلاحظ  المتغيرات الاقتصادية التى طرأت على الكويت والكويتيين ومن ببينها (التثمين) والانتقال إلى مناطق خارج حدود السور لتتوسع الكويت، أمام تلك المتغيرات كان لابد من حراك فني إبداعي للتوجية والمشاركة في التوعية وإيصال الكثير من الرسائل الاجتماعية لحماية البيت والإنسان الكويتي .

نجوم الدراما الكويتية

لماذا الدراما؟

نعود إلى السؤال المحوري: لماذا الدراما الكويتية حظيت بكل ذلك الاهتمام والدعم والرعاية وراحت تنطلق بعيدا محققة قفزات كبري؟!، والجواب هنا يذهب بنا إلى مجموعة من المعطيات، أولها الرهان الذي شكلته الدراما لدي القيادات السياسية على وجه الخصوص والتى رأت في الدراما التلفزيونية ونجومها ونصوصها المعين الحقيقي في تشكيل شخصية الإنسان الكويتي الجديد ذو البعد العربي القومي الواضح والصريح وهو أمر راحت تشتغل عليه كافة القطاعات في مرحلة التأسيس والتنوير وما بعد الاستقلال .

وزارة الإعلام كانت الداعم الرئيسي للإنتاج الدرامي

تطور الدعم 

شهد تطور دعم صناعة الإنتاج الدرامي التلفزيوني في دولة الكويت العديد من المحطات التى ساهمت بشكل أو بآخر في دعم مسيرة هذه الصناعة التى أصبحت لها قواعدها وكوادرها وأيضا شركاتها ومؤسساتها. 

وقد كانت البداية من خلال الدعم الشامل بحيث تقوم وزارة الإعلام متمثله بالتلفزيون بإنتاج العمل بالكامل كما في الفترة من عام 1964 حتى بداية السبعينيات، ثم جاءت مرحلة ما سمي بـ 60 % والتى ظلت لسنوات عدة تم خلالها الكثير من الأعمال الدرامية عبر مجموعة من الشركات التى تأسست في تلك المرحلة ومن أبرزها: (شركة النظائر، شركة النورس، مركز الفنون، المسرح الوطنى، مسرح السلام) وغيرها.

ثم جاءت مرحلة المنتج المنفذ بحيث يتم تكلف هذه الجهة الإنتاجية أو تلك بتنفيذ إنتاج هذا العمل بعد توفر النص وإجازاته وأيضا فريق العمل وكوادره، وتحت مظلة – المنتج المنفذ – شهدت صناعة الدراما التلفزيونية قفزات كبري ساهمت في تغيير نمطية الإنتاج واتساع دائرة حضور الدراما الكويتية، والتى استطاعت لاحقا إلى تأسيس ما سمى – الدراما الخليجية – وكانت بدايات تلك التجربة من خلال تجارب عدد من الشركات وفي مقدمتها (شركة النورس) التى حققت عدد من الأعمال الدرامية التى استقطبت مجموعة من الكوادر الخليجية على صعيد التمثيل تارة والإخراج تارة ثانية وهكذا بقية الحرفيات.

الشراء المميز

بعد تجربة – المنتج المنفذ – جاءت تجربة (الشراء المميز) بحيث يتم الإيعاز للمنتج بإنجازعمله ضمن مواصفات إنتاجية يتحرك في إطارها ليتم لاحقا شراء العمل من قبل تلفزيون دولة الكويت .

الدراما والرقابة  

عبر مسيرة صناعة الدراما التلفزيونية في الكويت ظلت الدراما التلفزيونية وعلاقتها مع الرقابة محكومة بالمناخ العام في دولة الكويت، حيث المناخ الديمقراطي الذى يحكمة الدستور ومجلس الأمة، ولكن تلك العلاقة هى الأخرى شهدت بعض اللحظات بين لجنة رقابية وأخرى، ولكن يظل السقف العام للحريات في الكويت مرتفعا وهذا ما يغبطنا عليه الكثير من الزملاء في العديد من الدول الخليجية والعربية، وهذا ما انعكس إيجابيا على صناعة الإنتاج الدرامي التلفزيوني، حيث ساهم سقف الحريات المرتفع والرقيب المتفهم والقيادات التى تولت حقيبة الإعلام بدفع مسيرة هذة الصناعة التى باتت اليوم إحدي العناوين الأساسية لتميز لدولة الكويت.

الخاتمة

إن الرعاية التى توليها دولة الكويت متمثلة بوزارة الإعلام وتلفزيون دولة الكويت كان له أبعد الأثر في النهوض بصناعة الإنتاج الدرامي التلفزيوني، حيث بات الانتاج التلفزيوني القادم من الكويت ضيفا مرحبا به في كافة القنوات التلفزيونية، وبالتالي البيوت العربية التى باتت تعرفنا وتعرف لهجتنا وأسماء نجومنا وأيضا القضايا والموضوعات التى تمتاز بالرصانة والجدية والطرح الموضوعي التى تقدمها صناعة الدراما التلفزيونية والتى تظل تمثل القوة الناعمة لدولة الكويت والتى راحت ترسخ الكويت كمناره للاشعاع الثقافي والفني والإبداعي .

تعليق 1
  1. وسام سعيد المعلم يقول

    ممتاز يا مرحبا جدا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.