رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

حسين نوح يكتب : حلم عودة ماسبيرو المصري

محمد صلاح

بقلم الفنان التشكيلي الكبير : حسين نوح

بعد سهرة تليفزيونية طيبة وساذجة ولا تقدم أي جديد أمام إحدى المحطات وأمسكت الريموت أبحث عن ما أشاهده مجرد هري في الكرة وعلى الشاشات بعض اللاعبين الطيبين يتبادلون وجهات النظر والنهاية فرق لم تتجاوز النجاح المحلي، ونبدأ مرة ثانية للبحث عن كيفية الذهاب لكأس العالم وأربع سنوات أخرى من حرق الدم أقول ذلك وأنا لست من هواة الكورة، أنا فقط اهتممت بها بعد وجود (صلاح بسمة مصر) في ليفربول ومتحمس له لدرجة كبيرة رغم أنف بعض الكارهين وأعداء النجاح ومن لا يعرف كائن الصلاح والفلاح والعاقل المشرف الذي أفاد مصر بقدر كبير لا يستطيع أي أحد لديه بصر او بصيرة إنكاره.

همت مصطفى
ليلى رستم
أماني ناشد

أخذت أبحث عن محطة أخرى ومسرحية فقط للضحك فلم أستطيع التكملة فقد شاهدت مسرحيات الستينيات والسبعينيات وما كتبه (نعمان عاشور وتوفيق الحكيم وعبد الرحمن الشرقاوي)، انتقلت لمحطة أخرى فوجدت مذيعة بيضاء بعدسات زرقاء وشعر أصفر ذهبي وتلك هى كل مقومات وجودها، وأنا قد شاهدت (همت مصطفي وليلي رستم وأماني ناشد وسناء منصور وسامية الإتربي) وغيرهم، وانتقلت فلم أجد إلا فيلم عربي جديد عبارة عن مطاردات للعربات وتنقلب ومعارك والتصوير في صحراء 6 أكتوبر. فالمخرج يعلم حالة المرور داخل القاهرة ولا يمكن أن تزداد السرعه عن 60 كيلو متر ثم بعد فشل ويأس وكنت قد شاهدت كل محطات الاخبار كالعادة قررت النوم وبعد محاولات جاء الحلم.

لعله خير وجدتني متجهاً إلى مبني التليفزيون وفي طريقي من المدخل وجدت زحام من جماهير تنتظر خروج الفنانين والنجوم ليشاهدونهم كالعادة وقد اختفت تلك الظاهرة الآن فحين تدخل لا نجوم بالداخل ولا جمهور علي الأبواب، دخلت ولم يوجد إلا موظفين أمام المصاعد وكأننا في مجمع التحرير قبل الغلق، أين الفنانين وأين الإخراج والتصوير؟، أين التليفزيون ؟!، اتجهت لاستديو 10 الشهير والذي كان يأتي ضيوف لي من نجوم أو فناني العرب لزيارة الاستديو فأتواصل مع الأستاذ (ممدح الليثي والأستاذ سعد عباس) – رحمة الله عليهما لكي أجعل الضيوف ينبهرون بعظمة ستديو 10، أو زيارة لاستديو 46 إذاعة ومكان التسجيل لـ (أم كلثوم وعبد الوهاب وعبد الحليم ووردة) مع (زكريا عامر) مهندس الصوت الشهير، وهالني ما وجدت ستوديو 10 فارغ صامت لا نور ولا ضوء وانتقلت لآخر فوجدت مذيعة تحادث أحد الضيوف في ديكور طيب خجول فقير ويقف مصور واحد علي الثلاث كاميرات والعمالة الصامدة تحاول، والبعض يحاول ولكن ليس هذا التليفزيون العملاق.

سناء منصور

وانقلبت على الجانب الأيمن محاولاً تكمله الحلم وفجأه ظهر أكثر من عشر رجال يرتدون زي موحد وأحدهم أخذني من يدي إلى مصعد بلوري وشاهدت من خلال المصعد معظم مثقفي مصر ومبدعيها والنجوم (د مدحت العدل وهاني لاشين ويسرا وليلي علوي والهام شاهين وكريم عبد العزيز أحمد عز) وجموع من شباب الفنانين و(نيلي كريم وتامر حسني وعمر خيرت ولميس جابر وحمدي رزق وخالد منتصر والدكتور حسام بدراوي) ورجال من الازهر وجموع من كل مناحي الإبداع والخلفيات صور لـ (أم كلثوم ونجيب محفوظ وطه حسين وصلاح چاهين وعبد الوهاب محمد والأبنودي وعبد الرحيم منصور وأمل دنقل ويوسف شاهين وصلاح أبو سيف وعاطف الطيب وشريف عرفة وعمر عرفة ومجدي أبو عميرة وصابرين ومحمد جلال عبد القوي وفادية عبد الغني)، والعملاق يحيي الفخراني وعادل إمام) يرحب بالضيوف يحدثهم عن مصر وتاريخ الفن المصري و(حسين فهمي) معه مجموعه يشرح لهم وسميحه أيوب)، والمكان وقد تحول الي جوهره تشع نوراً ومعظم رجال الفن والتشكيليين ورجال الفنون الرفيعة من باليه وفنون الأوركسترا.

وتحركت تلك المجاميع تشاهد مايحدث في الاستديوهات وندخل إلى ستديوهات الأخبار وننتقل إلى ستديوهات البرامج والدراما والإذاعة، ثم اتجهنا جميعاً في قاعة كبيرة وأخذ كل من النجوم يتحدث عن قيمة وتاريخ التليفزيون المصري ويحكي الدكتور (يحيى الفخراني)، ويتحدث الأستاذ (محمد فاضل) ويكمل (مجدي صابر) وتحكي (نيللي) وتكمل (شريهان)، شاشات في الخلفيه تستعرض أحاديث (طه حسين) ولقاءات (نجيب محفوظ وعبد الرحمن الشرقاوي ورشاد رشدي ومصطفي محمود)، وتحدث (محمد صبحي ومحمد هنيدي وهاني رمزي وخالد ذكي) وكيف يعاني بعض الفنانين، وتحدث (هاني مهني وحلمي بكر) عما حدث للغناء المصري وتحدث الشعراء ومنهم (جمال بخيت) وما حدث للكلمة، وتحدثت (سناء منصور) وما يحدث وأكملت (إيناس جوهر)، وتحدث المهندس (أسامة الشيخ) وعرض وجهة نظره للنهوض بهذا الأسد الجريح.

شريهان

ووقفت طالبآً الكلمة وقلت: السادة والسيدات نجوم مصر هذا الصرح الإعلامي الذي صنع نجوميتكم جميعاً لا يجوز ولا يصح أن يترك ويهرب مبدعوه وعشاقه ويتركوا هذا الأسد الجريح وحيدا يحاول، ولكن عبثا فقد خرجت معظم الكوادر الفاعلة والمهنية إلى المحطات الخاصة حتي يتثني لها أن تكمل مشوار الحياة الصعب في ظروف نعرفها جميعاً اصابت العالم من كورونا إلى حرب أوكرانيا، وأصبح الكل يسعي إلى تأمين حياته ومع تقليص عدد العمالة التليفزيونية في المبني وبعد أن وصل عدد العاملين الي 43 ألف موظف تأكلت منهم درجات السلالم الرخامية وأصبح إصلاح المصاعد من أهم أولويات المسؤلين كان القرار حكيماً، ووصل عدد العاملين الآن إلى الاقتراب من 12 ألف وقد يكون أقل، ولكن ولي رجاء أرجو منكم جميعا أن نحمي مكتبة التليفزيون العريق والتي تحتوي على أعظم الأعمال لكبار المبدعين وعملاقة الفكر والثقافة منذ 1961.

وأتوقع أنه في مرحلة انتشار (السي دي والفلاشة) في سنه 2011 وخلال حالة السيولة تسربت بعض الأعمال وأرجوا أنا لا يحدث مثل ما حدث للتراث السينمائي، أطالبكم جميعا أن نعمل سويآً وإن كنا نريد الخير لتلك البلد التي أراها تنطلق رغم كل المصاعب التي تواجه العالم فلدينا رجال تعمل ليلاً نهاراً، ولكن لابد من وجود صحوة للتليفزيون المصري فلا يمكن أن يترك الإعلام لبعض محطات القطاع الخاص الباحث عن الربح في كثير من الحالات وتكون النتيجة أن تسيطر الإعلانات وذوق الاستهلاك ونسب المشاهدة وبرامج التسليه والمسابقات والجوائز وعدد المكالمات، ثم برامج الطب مدفوعة الأجر وبرامج التجميل والفاشون والطبيخ التي كثيراً ما تقدم فيها وجبات تكلفة الأكله تتجاوز الـ 2000 جنيه!.

نيللي

 وجب علينا أن نقف جميعاً ليكون لنا منفذ إعلامي للدوله يقدم قيم الولاء والانتماء وفنون ترتقي بقيم الذوق والجمال، ونتذكر ماذا كان يقدم التليفزيون المصري من برامج في السبعينيات من ثقافه وتنوير وإبداع والقناة الثانيه تقدم جرعات من الفنون الرفيعة، وعلينا تقديم برامج حوارية لمتخصصين في الشأن الدولي والاقتصادي ليعرف من خلالها المواطن ماذا يحدث في مصر، ولا يترك لمحطات الهاربين والكاذبين؟، ولذلك وفي الظرف الاقتصادية الحالية أري أن تختصر أعداد القنوات وتدار بمنطق اقتصادي واع وليس مجرد برامج ملء الهواء، وحتي يعود المشاهد إلى قنوات بلده فقد كنت حين أنتج أحد الأعمال يشترط النجم أن يذاع عمله في القناة الأولي أو الثانية، وهو عكس ما يحدث الآن، إنها دعوة للمسؤلين لإنقاذ الأسد الجريح ليحافظ على سمعة وتاريخ الإعلام المصري.

انقذو التليفزيون المصري من أجل مصلحة مصر والمصريين ، انسلت الأنوار من خلف الستائر واستيقظت من حلم  وأردد: انقذوا تليفزيون وإعلام الدولة مصر تنطلق وتستحق.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.