المطرب الحقيقي يمتلك حساً استثنائياً بالكلمة التي يغنيها، فهي لابد أن تتسرب إلى أعماقه، وتذوب في وجدانه، ويجب ألا تكون زائدة، أو مكررة،أو ثقيلة على الأذن، وإلا رفضها على الفور وطلب من الشاعر مؤلف الأغنية تغيير هذه الكلمة أو ذلك المقطع، فى هذا الباب سنتوقف مع بعض الأغنيات التى تم تغيير بعض كلماتها، أوحذفها .
كتب : أحمد السماحي
علي الحجارواحد من الأصوات المصرية التى لديها مشروعا غنائيا خاص جدا، لا يقدم أغنياته للمتعة فقط، ولكن لرفع المستوى الفني والوعي، وفتح أفق جديدة للمتلقي، صوته يتمتع بجاذبية محببة ومميزة تشد أذن المستمع بحيث يألفها كصديق، وهو أيضا واحد من أوسع الأصوات مساحة، وتجربة، وإحساسا دقيقا بالأداء المتقن غير المتوفر إلا فى قلة من المطربيين الحقيقيين، يخدمه في ذلك تجربته الفنية الطويلة الجادة.
على مدى مشواره – ومازال – يحاول جاهدا تطوير الأغنية المصرية من خلال دقة انتقائه لما يغنيه، لذا قدم كل ألوان الغناء، ومن أهم تلك الألوان غناء المقدمة والنهاية لعشرات الأعمال الدرامية، حتى أصبح (ملك التترات)، ويزيده غيابه عن التترات في السنوات الأخيرة حضورا، يؤكد بصمته المحفورة في الوجدان المصري والعربي.!
من أجمل التترات التى قام بغنائها ومازالت ناجحة ومطلوبة بقوة حتى الآن رغم مرور حوالي 30 عاما على غنائها تتر مسلسل (المال والبنون) تأليف محمد جلال عبدالقوي، إخراج مجدي أبوعميره، كتب كلمات (التتر) المبدع (سيد حجاب) وألحان وتوزيع أحد عباقرة مصر المعاصرين في الموسيقى (ياسر عبدالرحمن)، هذا (التتر) وتحديدا (تتر) النهاية تعرض للحذف، وتم تغيير كلماته قبل عرض المسلسل بحوالي 48 ساعة.
حيث صرح المخرج (مجدي أبو عميرة) فى أكثر من برنامج بهذا حيث قال : قبل يومين من قدوم شهر رمضان حدثت مشكلة خاصة بتتر نهاية مسلسل (المال والبنون)، بسبب كلمات الأغنية، حيث اتصل به الكاتب والسيناريست (ممدوح الليثي) رئيس قطاع الانتاج وقتها بناء على تعليمات من (صفوت الشريف) وزير الأعلام لإبلاغه أن هناك جملة في كلمات تتر النهاية تم فهمها على أنها تسب الدهر.
وكانت تلك مشكلة كبيرة لأنه من الصعب أن يعيد الموسيقار (ياسر عبد الرحمن) التسجيل مجددا، حيث كان قد سجل (التتر) بالأوركسترا، وكان من الصعب الإعادة، وجاء الحل من الشاعر (سيد حجاب) كاتب المقدمة والنهاية الذي غير الكلمات على نفس اللحن، واجتمعنا معه، وغيرنا الكلمات، وجعلنا المطربة (حنان ماضي) تبدأ بكوبليه: (بحلم وافتح عنيا/ على جنة للإنسانية/ والناس سوا بيعيشوها/ بطيبة وصفو نية).
والآن سننشر لكم التتر الأصلي كما كتبه الشاعر المبدع سيد حجاب، وأسفله التتر المعروف الذي يذاع الآن.
دنيا غرورة دنية زى الحنش شرانية
ياريتنا نأمن آذاها ونعيش سوا بصفونية
يا دنيا ولا تحنى ضهرى
ليكى ولا أعيش بقهرى
ياما نفسي يصفالي دهري وترجعي حقانية
لأ يا دنيا اجرى غري
غيري ولعبي وضري
أما أنا رغم جرمي نفسي عفيفة وغنية
بحلم وفتح عينيه على جنة الأنسانية
والناس سوا بيعيشوها بطيبة وبصفونية.
……………………………………………….
التتر بشكله الذي يذاع الآن :
بأحلم وافتح عنيا على جنة للإنسانية
والناس سوا بيعيشوها بطيبة وبصفو نية
أحلامي تصلبلي ضهري ويروق ويصفالي دهري
ويلالي زهري وجواهري لكل ناسي وليا
يا دنيا مهما تغري غيري مسيرك تمري
وبعد مري تسري نفسي العفيفة الغنية
بحلم وفتح عينيا…
لا المال ينور طريقي ولا البنون بلوا ريقي
عملي في حياتي رفيقي في وقفتى الأخرانية
بحلم وفتح على جنة للإنسانية
والناس سوا بيعيشوها بطيبة وبصفو نية.