رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

تعرف على الأغنية التى تنازل عنها (الموجي لبليغ حمدي) وغناها محمد رشدي

بليغ لحن الأغنية فى نهاية الستينات

كتب : أحمد السماحي

محمد رشدي واحد من الأصوات المصرية الأصيلة التى عندما تسمعها تذكرك على الفور بطيبة أهلنا البسطاء في القرية المصرية، وعندما يغني (عم محمد) تظهر سنابل القمح، وتتفتح زهرات القطن، ويجف عرق المتعبين، ويبتهج (الشقيانين) فى معركة الحياة.

 أسعدني الحظ وربطت بيني وبين هذا العملاق علاقة صداقة وطيدة وأجريت معه العديد من الحوارات الفنية، وعندما (كسر الدنيا) فى مصر بألبومه (دامت لمين) أجريت معه حوارا مطولا لمجلة (الأهرام العربي)، ثم أعددت ملفا كاملا عنه، وفى هذه الفترة عندما أبديت له إعجابي بأغنيته الجديدة (لا قبلها ولا بعدها) كلمات المخرج والشاعر (كمال عطية)، وألحان العبقري (بليغ حمدي) وتوزيع أشرف عبده، والتى أنتجها (محروس عبدالمسيح) في ألبوم (كعب الغزال) الذي أعاد من خلاله توزيع بعض أغنياته القديمة وأضاف إليهم أغنية (لا قبلها ولا بعدها).

يومها عندما سألته عن حكاية أغنية (لا قبلها ولا بعدها) وإصرارها على وضعها في ألبوم يتضمن أغنيات قديمة له، قال لي ضاحكا : لأنها كانت فى نفس الفترة التى غنيت فيها هذه الأغنيات تقريبا، وكان لحنها لي (صديقي بليغ حمدي) فى نهاية الستينات، لكنها ظلت عندي حتى عام طرح السؤال والألبوم 2001.

بليغ حمدي الذي وضع اللحن مبكرا جدا

كتبت إجابة (عم محمد) ونسيت الأغنية والموضوع!، ومنذ يومين وأنا أقلب فى كتاب للمخرج (كمال عطية) وجدته قد كتب حدوتة هذه الأغنية كاملة حيث قال: فى نهاية الستينات وبداية السبعينات عرض المنتج (بديع صبحي) أحد السيناريوهات على العندليب الأسمر (عبدالحليم حافظ) لكي يقوم ببطولته فرفض بحجة أنه لا يعمل إلا فى إنتاج شركته (صوت الفن)، فغضب (صبحي) وأقسم أن ينتج فيلما لـ (محمد رشدي) ينافس به (عبدالحليم) ويتفوق عليه، واستدعاني (بديع) واتفق معي على إخراج الفيلم، واستدعى (محمد رشدي) واتفق معه على بطولة الفيلم.

وبدأنا أنا والمنتج نشتغل على السيناريو، فكتبت أغنية يقول مطلعها:

لا قبلها ولا بعدها حتى أبوها وأمها

ما يعرفوش، ولا يقدروش، يجبوا تاني زيها

وكان من المقرر أن يلحن كل أغنيات الفيلم صديقي الموسيقار (محمد الموجي) الذي سبق وتعاونا كثيرا فى أغنيات قمت بكتابتها وأفلام قمت بإخراجها.

ملحن الأغنية محمد الموجي

وبدأ (الموجي) فى تلحين أغنية (ولا قبلها ولا بعدها) وفى أحد الأيام (دندن) مطلعها أمام الموسيقار العبقري (بليغ حمدي) الذي (شبط فيها) وطلب من صديقه (محمد الموجي) طالما أنه لم يلحنها، أن يتنازل له عنها، ليلحنها هو، خاصة وأن (الموجي) سيلحن باقي أغنيات الفيلم، ورحب (الموجي) بكل سعادة وثقة في النفس، وتنازل عن الأغنية لـ (بليغ حمدي) الذي لحنها بالفعل، لكن حدثت ظروف إنتاجية ولم يخرج الفيلم للنور، واحتفظ (محمد رشدي) بالأغنية أكثر من 30 عاما، حتى حقق نجاحا ساحقا مع المنتج (محروس عبدالمسيح) فى إعادة أغنياته القديمة بتوزيع جديد، وبدأ التعاون بينهما، واستمر بعد ذلك مع (نصر محروس) ابن (محروس عبدالمسيح).

المفاجأة التى عثرت عليها في حدوتة مخرجنا الراحل (كمال عطية) إنه نشر الكلمات الأولى للأغنية، وهى مختلفة تماما عن ما قام بغنائه (محمد رشدي)، قريبا وفي باب (محذوفات الأغاني) سنقوم بنشر الكلمات الأصلية والأولى لأغنية (لا قبلها ولا بعدها).!

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.