رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

(لينا شماميان) تطلق رسالة سلام من قلعة صلاح الدين

تغني لكل شعوب الأرض من تحت سماء القاهرة

كتب : محمد حبوشة

هى صاحبة صوت يقوى على أن يلامس الروح ويدخل القلوب مباشرة قبل الآذان، صوت يضيف لأحاسيس من يسمعه شعورا آخر لم يشخصه العلم حتى الآن، خاصة حين تجول بصوتها في أزقة الشام وحاراتها القديمة، فنرتوي بعذوبته كما نرتوي بالتوت الشامي، وذلك في مزج رائع بغنائها العربي والأرمني والسرياني بين تراث الساحل والداخل، الموشحات الحلبية والأندلسية، ومن ثم أصبحت وعن جدارة إحدى الأصوات الموحدة والمجددة للثقافات السورية على جناح مخاطبة الروح، وهى تجود علينا بأغنية (حتى بدت تتثنى) بصوتها، ويبقي بالنا معها فتغني (يا مايلة عالغصون)، لتكمل إطرابنا بـ (هالأسمر اللون، على موج البحر، عالروزانة)، ولا يتوقف سحرها هنا أو هناك، فهى تملك قدرة عجيبة على أن تدخل إلى قلوبنا العديد من الأغنيات التي لم نفهم معانيها لكننا حفظناها كـ (ساريري هوفن ميرنيم) والكثير غيرها من الأغاني السريانية.

إنها المطربة السورية صاحبة الصوت الساحر الذي يفيض بالإنسانية وروح المحبة والسلام، فمن يستمع لصوتها يشعر بأنه صوت من السماء وليس من الأرض، لذا يصفها الكثيرين من محبيها بصوت الملائكة، ولابد أنك أيضا عند سماعها ستلامس تلك الروح التواقة للحرية عندما تشدو: (ما دام فى الآفاق عصافير وريح لن يسكت السياف صوتا جريح، وإن حرم العشق يظل الحلم حرا يظل أغنية بلا سجان)، وحتما فور سماعك هذه الكلمات سيخطفك إحساسها إلى ملكوت من الهدوء النفسى الغريب تعزلك بلحظات تمر كالدهر فى جزيرة نائية وسط محيط عزلتك، لا يعكر صفوها سوى زلزلات دقات قلبك المتسارعة مع كل (آه وآه) تعقبها، ولن تستطيع كبح رغبة عينيك فى الدمع مع آهات تجسدت فيها كل معانى الوجع والاشتياق والحب، وتشبهك بتأوهات كروان حزين، هى حالة أقرب منها مجرد أغنية عابرة تسمعها.

صوتها عشق يخطفك بمجرد سماعها لمرة واحدة، فما بالك إن جربت السرحان فى حضرتها لايف بحفلة غنائية، وذلك ما حققته (لينا شماميان) لجمهورها المصرى في مهرجان القلعة ليلة أول أمس السبت، فقد أطلت شماميان وهى ترتدي فستانها الزاهي، وبكامل أناقتها، لتبدأ ليلتها الغنائية بإطلاق رسالة سلام للإنسانية بكوكبة من أعمالها الخاصة التي حملت روح الأصالة وطابع العصر الحديث، إلى جانب مختارات من عيون تراث الموسيقى العربية والموشحات التي تغنت بها مثل: (لما بدا، قبل العشق، بالي معاك، شام، هنعيش ونشوف، الحلوة دي، هالاسمر، آخر العنقود، يا مال شام، خدود).

آلام الغربة جعلتها ترفع صوتعا لتدعو للمحبة والسلام في كل أغانية

وربما وجدت (لينا) تفاعلا وتصفيقا من الجمهور المصري، على أثر سماع أغنية (هنعيش ونشوف) التي غنتها من قبل كتتر لمسلسل (إلا أنا)، خاصة من جانب قطاع كبير من الشباب الذين تابعوا وتفاعلوا عن كثب كل حكايات (إلا أنا) طوال سنة تقريبا من الآن، جراء جرأتها وتركيزها على قضايا غير مألوفة، وقد ترقرق فيها صوتها مثل حركة الماء المنسابة بهدوء وشاعرية، وإظهار لقدرتها الأدائية، ويشاركها الجمهور الذي لم يتوقف قط طوال الحفل عن الغناء والتصفيق، فتشعر وكأن صالة المسرح والمقاعد تهتز من شدة التفاعل مع الأغنيات التي قدمتها، وألهبت وصلات (شماميان) حماس الحضور وهتافه بطابعها الغنائي، خاصة أنك تشعر في ثنايا صوتها الشجي الذي لا يخفى على أحد ذلك الحنين الذي يقطر من عيونها، وكأن لسان حالها يقول: (أحن للشام، لرائحتها، للون الشمس هناك، للدفء، لأهلي هناك).

لذا فقد  تفاعل الجمهور أكثر مع أغنية شماميان (شآم) التي اشتهرت كثيرا بأدائها في كل حفلاتها قائلة:

فتاة صغيرة بعمر القدر

سموت به عن عيون البشر

فراحت عيوني لمراها تعلو

أسبح مبدعها فيما صور

فها قطعة من رخام

تعشق رائحة الياسمين فأزهر

جوري وريحان مسك وعنبر

فاح بصرح تلون أخضر

علاة هلال وزان حلاه

أذان باسم الخلاق كبر

زاد دقات الأجراس عين

نداء صلاة بها الروح تطهر

فتعبق بالبخور مطارح

يحلو بها كل قلب تحجر

شاّم أنت فتاتي وأمي

حملت صباي فهل فيك أكبر

فما أفعل كي أنال رضاك

وفيك بذرت صباي وأكثر

شاّم أنت فتاتي وأمي

حملت صباي فهل فيك أكبر

ووعد دهري فيا ليت قبري

وفستان عرسي بفلك يعمر

شاّم.

تشدو على مسرح القلعة

ولما لا يتفاعل مع الجمهور المصري والعربي فلم يعد صوت (لينا) بالنسبة لكل من وقع على سمعه مجرد صوت يسمع ويحكى عن جماله، فهو المرافق الأول الذي يصلنا مع عالم من الرقي والجمال، فأضحت متابعته أمرا من أولويات عشاقه، وأصبحت مقارنة لينا بصوت آخر ظلم لها ولمؤديه، فالذي يحدثه الصوت أكبر من أن يقارن، وأعظم من أن يلخص، فـ (شماميان) تؤكد دائما أنها لم تقبل بأن تكون مجرد فنانة عادية، فمع الوقت تطور معها مشروعها الخاص، حين رفضت الرضوخ لمعطيات السوق، وقامت بالكتابة والتلحين والتوزيع الموسيقي للكثير من أعمالها، لتشكل هوية متفردة خاصة أنها تكتب نصوص أغانيها بلغات متعددة، والغناء بالسريانية والأرمنية إلى جانب الفرنسية والإنكليزية والعربية.

بقيت (لينا شماميان) تبحث عن المتميز والقريب إليها، وهى القائلة: (وحدها الموسيقى كالحياة الكاملة، قابلة للمشاركة دون أن ينقص الحب منها شيئاً)، هكذا تلخص المطربة السورية الأرمينية علاقتها بالموسيقى، ولعله يبدو ملحوظا أنها منذ بدايات مسيرتها الفنية المستقلة، عملت من خلال أسلوبها الموسيقي المميز على إحياء بعض التراث السوري والأرمني، فساهمت بانتشاره عالميا، في شتى ثقافات المجتمعات التي زارتها، حتى أصبحت تسمى (سفيرة الياسمين الدمشقي) بحكم مولدها ونشأتها في العاصمة السورية (دمشق)، ولقبت أيضا بـ (حامية التراث)، ورغم أنها من جذور أرمينية، فقد تأثرت بالأسلوب الكلاسيكي، وموسيقى الجاز والموسيقى الشرقية والأرمنية لينعكس ذلك كله خلاصة خاصة في طابعها الغنائي.

يصفها الكثيرين من محبيها بصوت الملائكة

الأحداث المأسوية وظروف الحرب في سوريا جعلتها تكتب وتحكي عن هذه القصص بالكلمات والألحان، كان الألم هو المحفز الأعلى للإبداع عند (لينا شماميان)، وكانت الغربة هى ساعدها الأقوى على كسر حاجز الخوف – كما تقول – من ( شو بدهن يقولوا وبلكي ما حبوه!)، وكان السفر كان له تأثيره فيها كامرأة، بعدت عن الشرق كامرأة، عثرت على حالها بمطرح جديد، تخلصت من هذه الأحكام المسبقة التي كانت تسمعها من الموسيقيين الرجال الموجودين بالشرق، كان هناك شكل من أشكال الوصايا عاشته بمجتمعها كامرأة، وكذلك كانت الوصاية الذكورية موجودة بالموسيقى، ولكن سفرها لباريس حررها من المنطقة الآمنة (الكمفورت زوون)، وهذا انعكس على موسيقاها الساحرة الآسرة للقلوب والعقول.

ولدت (لينا شاماميان) في دمشق العاصمة سوريا، لعائلة سورية، فالأب من أصول أرمنيّة والأم من مدينة (ماردين) الواقعة في تركيا، وتلقت تعليمها الابتدائي والمتوسط والثانوي في دمشق، وتخرجت من كلية التجارة بجامعة دمشق عام 2002، وفي نفس العام التحقت بالمعهد العالي للموسيقى بدمشق وتخرجت منه كمغنية كلاسيكية، وقدمت أول أغنية في سن الخامسة عندما طلبت منها مديرة الحضانة الغناء على المسرح، وبدأ شغفها بالموسيقى يزداد بعد ذلك، وتأثرت بالأسلوب الكلاسيكي وموسيقى الجاز والموسيقى الشرقية والأرمنية لينعكس كخلاصة خاصة في طابعها الغنائي.

تمزج بين الموسيقى الشرقية والغربية ببراعة نادرة

وتعد (لينا) أول فنانة عربية تعيد إحياء موسيقى (وات رينبو) التي عرفتها إلى الجمهور العربي، وتقوم أيضاً بكتابة الأغاني والإنتاج والعزف على الآلات الموسيقية، وصدر لها أربع ألبومات غنائية بالإضافة إلى العديد من الأغاني المنفردة، كما أنها فكرت في إحياء التراث السوري، وبدأت فكرة المشروع قبل شروعها بالدراسة في الأكاديمية للموسيقى، هذا البدء الذي سحرها عند المزج بين الألحان الشرقية البسيطة مع الكوردات، وساعدها في فهمه و إدراكه زملائها من المعهد العالي للموسيقى كان أولهم الموسيقي (باسل رجوب) الذي يعتبر شريك في المشروع من ناحية البحث والإشراف والإنتاج و الإدارة والتنفيذ، وذلك أسهم في إغناء الإمكانات الفنية خلال إنجاز ألبوم (شامات) وهذه هي الخطوة الثانية من المشروع.

كانت فكرة المشروع عبارة عن طرح أغاني التراث لا سيما السورية منها بوجهة نظر جديدة، مع الحفاظ على خصوصية اللحن والكلمات ولكن بتوزيع جديد يشكل حلقة وصل بين كلاسيكية الموسيقى الشرقية أحادية اللحن والمرافقة، وبين الموسيقى العالمية المعاصرة ذات المرافقة الهارمونية و القوالب الموسيقية والآلات الموسيقية المتنوعة التي تسهم بإغناء اللحن وتفعيل جمالية لونه، مما يسهل التواصل في الحوار الثقافي العالمي بتشكيله لغة ذات خصوصية معينة وذلك خارج الأقطار العربية، وبالإضافة لذلك تقديم مؤلفات خاصة تسمح بإظهار حرية أكبر من ناحية الألحان أو الكلمات كما في (شام) و (سحر) من ألبوم (شامات).

ظهر شغف وحب الياسمينة الدمشقية (لينا شاماميان) للغناء وهي في سن الخمس سنوات عندما أحيت حفلات للمدرسة، وقد شاركت خلال دراستها بالعديد من ورشات العمل، سواء في الموسيقى الكلاسيكية مع عدة مغنيات منهن: جلوريا سكالكي (إيطالية)، كارمن فيللاتا (إيطالية) في الموسيقى الكلاسيكية في إيطاليا، وميا بيتس (هولندا)، بالإضافة لورشات العمل في موسيقى الجاز كان أهمها مع الأكورديونيست الألماني (مانفرد لويشتر)، في ألبوم (Zina) لعام 2006 في ألمانيا، كذلك مع عازف الساكسفون السوري (باسل رجوب) في ألبومه (خامر) عام 2010، والموسيقى العالمية والجاز أيضاً مع (ميريديث مونك)  في الولايات المتحدة الأمريكية، والمدرسة الأرمنية الموسيقية الكلاسيكية.

صوت يقوى على أن يلامس الروح

وشاركت مع مغني الأوبرا الأرمني (آرام شيفيديان) وأثمرت عن مشاركات متبادلة في الألبومات و عدة حفلات في سوريا وألمانيا، بالإضافة للعمل مع العديد من الموسيقيين والمغنين من جنسيات مختلفة ضمن إطار مهرجانات الجاز السورية، بالإضافة إلى غنائها العديد من شارات المسلسلات السورية مع تأثيراتها الصوتية مثل: مسلسل (شاء الهوى، بقعة ضوء، نزار قباني)، والتي نالت شهرة واسعة، وصدر لها بالتعاون مع الموسيقي السوري باسل رجوب ألبومين غنائيين، الأول (هالأسمر اللون) عام 2006 والثاني (شامات) عام 2007، ثم ثالث ألبوماتها كان في عام 2013 وهو ألبوم (غزل البنات)، وقامت بالمشاركة بكتابة وتلحين الألبوم بالإضافة إلى كونه من إنتاجها المستقل.

في عام 2016 أصدرت ألبوم (لونان)، وهو رابع ألبوماتها الغنائية من كلماتها و ماهر صبرا، وألحان الموسيقي (جوكسل باكتاجير)، وتعتمد (لينا) في فنها على (التدريب الصوتي المستمر الذي يحميها من شيخوخة الصوت)، كما أنها قدمت برنامج إذاعي في راديو سوريا تحت عنوان (عالروزانا)، تحدثت فيه عن أنواع الموسيقى في العالم (الكلاسيكية الشرقية، موسيقى الجاز، موسيقى الروك، الموسيقى الدينية، والتحويلة وغيرها)، وقدمت بعض المحاضرات في مدارس وجامعات عالمية مختصة بالموسيقى، ومن هنا فلا تجد صعوبة في غناء القصائد الشعرية باللغة العربية الفصحى، وفي هذا صرحت قائلة: أن (اللغة العربية تعبر عنها وهذا ما جعلها تكتب أغنية – شآم – بالفصحى البحتة من أول مرة).

غلاف ألبوم (غزل البنات)
غلاف ألبوم (هالأسمر اللون)

ولأنها عاشت آلام الغربة والهجير فقد حرصت الفنانة الشابة (لينا شاماميان) على أن تحمل رسالة الأمل والحب والسلام في أغانيها، بصوتها الدافئ والهادئ في قلوب جميع المستمعين، لذا نقدم باقة ورد محملة بأرق التحيات والأمنيات الطيبة لهذه المطربة التي أحبت مصر وعشقتها فأحبها الجمهور المصري وبادلها نفس الإحساس والشعور، كما لاحظت أمس في حفلها بمهرجان القلعة في دورته الـ 29، حين غنت لكل العالم وغازلت دمشق، لكن حبها وشوقها إلى سوريا ما زال وجعها الأول والأخير منذ رحيلها إلى فرنسا، ومع ذلك تؤكد أن جذورها الأرمنية والسريانية جعلتها عربيةً 100%، فانطلقت في مهمة روحانية لصناعة موسيقى تجمع ثقافات العالم شتى تحت عنوان الحب.

جدير بالذكر أن الدورة الـ 29 من مهرجان قلعة صلاح الدين الدولى للموسيقى والغناء، يحيى فعالياتها مجموعة من نجوم الغناء والعزف وأشهر الفرق الغنائية والموسيقية فى مصر والوطن العربى، هم: (على الحجار، هانى شاكر، هشام عباس، مدحت صالح بمصاحبة عازف البيانو الشهير عمرو سليم وفرقته، محمد الحلو، نادية مصطفى، أحمد جمال، مى فاروق، أحمد عفت، الشيخ ياسين التهامى، محمد حسن، طارق العربى طرقان وابناءه، كارمن سليمان، هشام عباس، محمد محسن، جنات، نسمة محجوب، دينا الوديدى، لينا شامميان، كايرو كافيه بقيادة الموزع الموسيقى على شرف، فريق وسط البلد، ياسر سليمان وفرقة جوهرة الشرق، سوليست فرقة أوبرا القاهرة مع الباليه، وائل الفشنى، هلا رشدى، حازم شاهين، نداء شرارة، نوران ابو طالب، سبيد اوف هارتس باند بقيادة شريف عليان، محمد حسن، سعيد الارتيست، بغدادى بيج باند وعازفة الماريمبا نسمة عبدالعزيز).

الدكتورة إيناس عبد الدايم وزيرة الثقافة

وقد افتتحته وزيرة الثقافة الدكتورة (إيناس عبد الدايم) قائلة في كلمة بليغة: (أكدت مصر على مر التاريخ أنها كانت مهد الحضارات، ففى ربوعها نبتت ألوان الفنون والثقافة والعلوم وعلى ضفاف نهرها الخالد ولد التاريخ وعلى خطى الأجداد يستكمل الأحفاد مسيرة التفرد والتميز ويجمعون الثقافة والفنون بعراقة الماضى)، وأضافت عبدالدايم: جاء مهرجان قلعة صلاح الدين ليحمى الذوق العام وليضئ الساحة الفنية فى مصر والوطن العربى، ويجسد عددا من الأهداف التنويرية لوزارة الثقافة والتى تتمثل فى تقديم ألوان الفنون الجادة والراقية التى تختص بها الأوبرا للجمهور خارج أسوارها، مشيرة إلى أنه على مدار تاريخه ضمت الفعاليات إبداعات لكوكبة من نجوم الفنون كما أتاح الفرصة للمواهب والفرق الواعدة لتحقيق أحلامها ولقاء الجمهور فى إحدى أهم بقاع القاهرة العريقة.

وأكدت في النهاية على أن مهرجان القلعة يعد من أعرق المحافل التى تنظمها وزارة الثقافة ممثلة فى دار الأوبرا المصرية، وذلك بعد توقفه العام الماضى بسبب جائحة كورونا، ليتأكد إصرار الدولة على تجاوز التحديات ويتجسد دور المهرجان وقيمته الفنية كإحدى أذرع قوى مصر الناعمة فى مواجهة الفكر المتطرف.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.