رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

الطريق الى 30 .. (10) .. المسيرة الأولى

بقلم المخرج المسرحي الكبير : عصام السيد

كان موعد التجمع لأول مسيرة يقوم بها المثقفون معروفا للجميع ( الثلاثاء 14 مايو فى الثانية ظهرا ) فلقد تم إعلان الموعد أثناء المؤتمر الذى أقيم فى اليوم السابق بأكاديمية الفنون ، كما تولت جبهة الإبداع – صاحبة الدعوة – نشر الموعد على صفحتها و على بقية الصفحات المهتمة ، و عنها نقلته بعض الصحف و المواقع ، لكن المكان لم يكن محددا بدقة ، فالبعض قال إن التجمع أمام باب الأوبرا المطل على كوبرى قصر النيل – كعادة كل المسيرات التى دعت إليها جبهة الإبداع –  و البعض قال داخل حرم الأوبرا ، و بعضهم قالوا أمام مسرح الهناجر ، و بسبب حرارة الجو فى ذلك اليوم انتظر البعض داخل كافيتيريا الهناجر ، و هكذا تفتت المسيرة قبل أن تتحرك ، و كل من جاء أمام باب الأوبرا انصرف ظنا أنه لم يأت أحد سواه !! و يقول البعض إن تفتيت المسيرة قبل أن تبدأ ربما كان بفعل فاعل . لكن الحقيقة لم تتكشف حتى اليوم .

و بعد عدة اتصالات بدأ المثقفون و الفنانون فى التجمع أمام مسرح الهناجر مرددين هتافات ( يا نهار أسود على التغيير جاى بفضيحة وتبقى وزير) ، و ( يا دى الذل ويادى الوكسة ثقافتنا بتعيش النكسة )،  ( يا وزير إخواني مش عاوزين نشوفك تاني) ،  و( الثقافة مش ورث الإخوان ).

و قامت إحدى عضوات ( حملة تمرد ) بتوزيع عدد من استمارات الحملة على عدد من المثقفين المشاركين فى المسيرة – كما حدث على استحياء فى مؤتمر الأكاديمية – وقام بالتوقيع على الاستمارة – حسب جريدة الوطن – عدد من الأدباء والمثقفين ، منهم الروائى الكبير يوسف القعيد، والكاتبة الكبيرة فتحية العسال، والمخرج مجدى أحمد على، والشاعر أحمد عنتر مصطفى، والسماح عبد الله، والدكتور علاء عبد الهادى، والدكتورة مها الشناوى، الأستاذة بأكاديمية الفنون ، و أعتقد أن كثيرين ممن ذكرت الصحيفة أسماءهم وقعوا من قبل على استمارات تمرد ، لكن التوقيع أمام كاميرات التليفزيون التى أحاطت بالمثقفين كان له أثر مختلف  ( و قد ارتبطت حركة المثقفين بحركة تمرد و صارت ظهيرا لها و معاونا لأفرادها و داعيا لفكرتها ، حتى إنه فى لحظات مفصلية قال المثقفون أثناء اعتصامهم إنهم خلف تمرد فيما تقرره ).

ونظم المشاركون فى المسيرة مؤتمرا صحفيا أمام مسرح الهناجر ، و أمام وسائل الإعلام أعلن المثقفون و الفنانون رفضهم لخطط أخونة الثقافة المصرية، وآخر حلقاتها المتمثلة فى فرض وزير ثقافة فاقد للأهلية – على حد وصفهم – ومجهول فى الساحة الثقافية المصرية والعربية ، وبدون إنجاز ثقافى واحد يؤهله لهذا المنصب الرفيع ، مطالبين بإقالته لافتين إلى أنهم سيقومون بتدشين حملة لرصد الانتهاكات التى حدثت بالوزارة بداية من تولى علاء عبد العزيز المنصب، وأعلنوا أنهم ضد أى أيديولوجية أو فصيل بعينه ، كما أعلنوا عن إجراءات تصعيدية جديدة ضد وزير الثقافة  ستستمر حتى رحيله .

وصرحت فتحية العسال لـ ( الوطن ) ، أنهم يقومون بهذه المسيرة السلمية لإقالة الوزير ،  ورفض قرار إنهاء ندب الدكتور أحمد مجاهد، رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب، ورفضًا لسيطرة جماعة الإخوان المسلمين على الثقافة .

وقال الروائي يوسف القعيد، إن ما يحدث حاليا عبارة عن مهزلة بكل المقاييس، لافتا إلي أن تعيين وزير الثقافة اعترض عليه جميع المثقفين وقيادات الوزارة، دون أن يتحرك أحد من الحكومة لإقالته . وأعلن عدد من الأدباء والمثقفين المشاركين فى المسيرة عن استعدادهم للدخول فى اعتصام مفتوح يصل إلى الإضراب عن الطعام أو أى وسيلة أخرى للتصعيد حتى تتحقق مطالبهم .

ثم بدأت المسيرة فى التحرك إلى مبنى وزارة الثقافة ، و شارك فيها – حسب ما جاء بالصحف – الروائى الكبير يوسف القعيد، والكاتبة الكبيرة فتحة العسال، والمخرج مجدى أحمد على، والشاعر أحمد عنتر مصطفي، والسماح عبد الله، والدكتور علاء عبد الهادى، والدكتورة مها الشناوى، الأستاذة بأكاديمية الفنون، والناشر محمد هاشم، صاحب دار ميريت للنشر و عضو جماعة أدباء وفنانين من أجل التغيير، والمنتج السينمائى محمد العدل، والكاتب سعد القرش، والصحفى عبد الجليل الشرنوبي ، وكذلك المخرج الكبير أحمد عبد الحليم ، والدكتور طارق النعمان رئيس الإدارة المركزية بالمجلس الأعلى للثقافة ، و الكاتب الكبير سعد هجرس ، و المؤلف و السيناريست كرم النجار، و الفنانة عزة بلبع، و الكاتب الكبير أبو العلا السلاموني ، و الفنان التشكيلى جميل شفيق، إضافة إلى أعضاء بالتيار الشعبي و( جبهة الإنقاذ)  وشباب الفنانين وغيرهم .

وردد المثقفون خلال مسيرتهم هتافات ضد الوزير، كما تضامن العديد من سائقى السيارات مع مسيرة المثقفين حينما رفعوا لافتة تقول ( لو أنت مش إخوانى إضرب كلاكس).

و عندما وصلوا إلى مبنى وزارة الثقافة أعلنوا اعتصامهم ، وبدأوا  فى اتخاذ أماكن للجلوس، وترديد أغانى الشيخ أمام وبعض الأغانى الوطنية . و تقول جريدة الوطن نصا : ( وفى محاولة لفض الاعتصام خرج أحد الموظفين العاملين بالبيت الفنى للمسرح – من مبنى الوزارة – وطالب بفض الاعتصام إلا أن المثقفين انهالت عليه بالرفض وقاموا بطرده من المظاهرة ، لكنه حاول التبرير لهم أنه من الثورة وجاء من ميدان التحرير وقام بانتخاب حمدين صباحى ، فقام الناشر محمد هاشم بالتحدث معه على انفراد لمعرفة قصده وتحدث الرجل معه عن تجذر الفساد بالوزارة بداية من تولى عصفور – المقصود الدكتور جابر عصفور – ومحاوﻻت تغيير القيادات، مشيرا إلى تعيين ( م . س ) كرئيس للبيت الفنى للمسرح، واصفا إياه الكومبارس).

*******

فى السياق نفسه كان عدد من الفنانين و المسرحيين بالإسكندرية ينظمون وقفة أمام مسرح بيرم التونسى شارك فيها الدكتورة نهاد صليحة و المخرج ناصر عبد المنعم و المخرج عصام السيد الذى دعا إلى الوقفة فى اليوم السابق فى حفل افتتاح مهرجان مسرح بلا إنتاج ، كما شارك فى الوقفة أعضاء من التيار الشعبى و حزب الجبهة . و بدأت فى الخامسة بعد الظهر و حملوا فيها لافتات ضد اخونة الثقافة . و أمام قصر ثقافة الفيوم نظم عدد من الادباء و المسرحيين وقفة مماثلة نظمتها حركة (دفاع) عن مسرح الثقافة الجماهيرية .

فماذا كان مردود تلك الوقفات و المسيرات ؟

على المستوى المباشر و الظاهر لم تكن هناك أى فوائد أو ثمار لكل تلك الفاعليات ، فلقد انتهت مسيرة وزارة الثقافة بدون اعتصام ، لأنه عندما قرروا الاعتصام لم يوافق على القرار سوى أربعة أفراد ، و فى الإسكندرية كان المشاركون فى الوقفة عددهم هزيلا لا يزيد عن الخمسين شخصا ، بل إن بعض الفنانين الشبان – و الذين كانوا مشاركين فى المهرجان داخل مسرح بيرم التونسى – عبروا بجوار الوقفة الاحتجاجية إلى داخل المسرح ، دون أن يشاركوا فيها ، بل تظارف البعض و ألقى بعضا من تعليقات لا تعكس سوى عدم ثقتهم فى أن الوقفة ستؤتى بثمار !!

فهل كان الوعى بخطر الإخوان لم يصل الى كل الناس بعد ؟ ، أم أن الأحداث ليست كافية بعد أن تتحرك جموع المثقفين و الفنانين ؟؟

كانت الاجابات غائمة فى ذلك الوقت ، و لكن كان الأمل معقودا على مؤتمر المثقفين الذى دعى إليه الناشر محمد هاشم و مجموعة فنانين و مثقفين من أجل التغيير ، يوم السبت القادم فى نقابة الصحفيين . و لكن سرعان ما تم تأجيله إلى الخميس 23 مايو ضمانا لحسن التنظيم و الترتيب .

و خلال الأيام ما بين المسيرة و المؤتمر جرت وقائع جديدة لها حديث آخر ….

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.