رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

كاظم الساهر يغني لأول مرة (نسيت بغداد؟) للشاعر عبدالرازق عبدالواحد

كاظم يفتش دائما عن قصائد جديدة

كتب : أحمد السماحي

القصيدة الرائعة التى كتبها الشاعر العراقي الراحل (عبدالرازق عبدالواحد) عندما علم بخبر تكريمه في مصر عام 2011، والتى تحمل إسم (هذي ذرى مصر) والتى تتكون من 80  بيتا مقسمه بين الزهو والحفاوة بتاريخ مصر العظيم، وبين العشق لبغداد، اختار بعض أبياتها المطرب الكبير (كاظم الساهر) وقام بتلحينها وغير اسمها إلى (نسيت العراق؟) وأوشك هذه الأيام على الانتهاء من تلحينها ليطلقها قريبا فى أول حفل جماهيري ضخم يحييه، بعد انتهاء فيروس كورونا المستجد.

القصيدة نالت إعجاب (قيصر الغناء) جدا عندما سمعها مؤخرا فى أحد البرامج الفضائية التى كانت تُعيد لقاء مع الشاعر العراقي، الذي ألقي القصدة فى البرنامج، وحكى ظروف كتابتها قائلا: فى عام 2011 كنت في زيارة لإبني فى أمريكا، وتلقيت اتصالا هاتفيا من مصر يخبروني فيه بتكريمي يوم 25 يناير 2011 مع ستة آخرين تحت عنوان (العظماء السبعة).

الشاعر العراقي عبدالرزاق عبدالواحد يلقي قصائده في رابطة الكتاب أول من أمس -(تصوير_ أسامة الرفاعي)

فى البداية تشككت في الأمر لكن فى اليوم التالي تأكدت من التكريم، ومن شدة فرحتي كتبت واحدة من أهم قصائدي بعنوان (هذي ذرى مصر) التى أقول في بدايتها :

رَتِّلْ قَصيدَكَ كالآياتِ تَرتيلا

واجعَلْ حروفَكَ مِن ضَوءٍ قَناديلا

وَقَبِّل ِالأرضَ كلَّ الأرض تَقبيلا

فأنتَ تَستَقبِلُ الأهرامَ والنِّيلا

هذي ذُرا مصر كَي تَدنُو لِهَيْبَتِها

أنْشِدْ لَواسْطَعْتَ قُرآنا ًوإنجيلا

وَلا تُأوِّلْ لِمِصرٍ أيَّ مُعْجِزَة ٍ

إنَّ الحَقائِقَ لا يَقْبَلْنَ تأويلا

وَمِن حَقائِقِ مِصرٍ أنْ بِتُربَتِها

آياتُ بَدْءِ السَّنا نُزِّلْنَ تَنزيلا

أيَّامَ كُلُّ الدُّنا عَمَّ الظَّلامُ بِها

وَكُلُّ أسمائِها كانَتْ مَجاهيلا

أُولى الشُّموس ِأضاءَتْ مصرُ مَشرِقَها

حتى غَدا ضَوؤها لِلأرضِ إكليلا

أُمَّ الحَضاراتِ هَلْ غَيْبٌ فَنَسألُه ُ

أمْ واقِعٌ ظَلَّ فيهِ الكَونُ مَشغولا

لِليَومِ مُعْجِزَة ُالأهرامِ زائِرُها..

يعشق غناء القصائد
يشدو في إحدى كلباته

وفجأة وجدت زوجتي تقاطعني وتقول لي (يا عبدالرازق نسيت بغداد؟)، فكتبت قائلا:

نَسِيتَ بَغداد قالَتْ لي فَجَفَّلَني

سُؤالُ زَوجَتيَ المَذبوحُ تَجفيلا

نَسِيتُ بَغداد وَيْلُ أمِّي وَوَيْلَ أبي

لَو لَيلَة ً بِتُّ عَن بَغداد مَشغولا

إنِّي أُشاغِلُ رُوحي عَن مَذابِحِها

كَي لا أصيرَ مَعَ الإدمان مَخبُولا

نَسيتُ بغداد أنسى كيف إنَّ لَها

عَدَّ المَساماتِ في جِلدي تَفاصيلا

تَبَرْعَمَتْ في دَمي حتى غَدَتْ وَرَما ً

دَمامِلا ً مِلْءَ روحي أو ثآليلا…

الشاعر عبدالرازق عبدالواحد مع الرئس العراقي صدام حسين

ويكمل الشاعر الراحل (عبدالرازق عبدالواحد) تكملة حكايته مع قصيدة (هذى ذرى مصر) قائلا : بعد أن انتهيت من كتابة القصيدة، طلبوا منى قصيدة غزل مع هذه القصيدة حتى تضع في الكتيب الخاص بتكريمي، فأرسلت لهم ما يريدون، وفى اليوم التالي فوجئت بهم يقولون لي : أنهم قرأوا قصيدة الغزل منشورة على موقعي، ويريدون قصيدة جديدة، فجن جنوني وقلت لهم: أنتم مؤسسة ثقافية ستقومون بتكريمي وأنا فوق الثمانين، ووطني مذبوح من الوريد للوريد، وأولادي وأحفادي مهزومين من بيوتهم، وساكنين في أربع قارات، وتريدونني أكتب لكم قصيدة غزل كيف؟! ما أريد تكريمكم.!

وفى اليوم التالي إتصل بي الأستاذ الكاتب الكبير الدكتور (صلاح فضل) وقال لي :عندما قرأنا ما كتبته عن مصر في القسم الأول من قصيدتك بكينا من الزهو، وحين وصلنا الى ما كتبته عن العراق في القسم الثاني أخذنا ننتحب.!

جدير بالذكر أن التكريم لم يتم بسبب قيام ثورة 25 يناير 2011، ومن المعروف أن كثير من النقاد أطلق على الشاعر العراقي (عبدالرازق عبدالواحد) أكثر من لقب منها شاعر القادسية، وشاعر أم المعارك، ولقب أيضا نهر العراق الثالث، والمتنبي الجديد، وتوفي في العاصمة الفرنسية باريس عام 2015، عن عمر ناهز 85 عاما ودفن في العاصمة الأردنية عمان بحسب رغبة عائلته بانتظار أن يعم السلام في بغداد ثم ينقل جثمانه إليه.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.