رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

نجومية عمر الشريف العالمية كانت وراء طلاقه من فاتن حمامة (3/3)

عمر وفاتن وابنهما طارق

* حلمي حليم يقطع ألسنة مروجي الشائعات بخبر حمل فاتن حمامة

* بعد الإنجاب نسيت فاتن حمامه نفسها كنجمة وتفرغت للزوجة والأم

* حقق (لورنس العرب) نجاحا ساحقا، ورشح (عمر الشريف) لجائزة أوسكار أحسن ممثل مساعد

* كان عمر الشريف على استعداد أن يأكل الزلط حتى يحقق تواجده فى السينما العالمية.!

* فاتن حمامه تعترف : كنت الزوجة التى تريد (تمشي) زوجها حسب إراداتها

سنوات من السعادة جمعت بين فاتن وعمر قبل وبعد إنجاب إبنهما طارق

كتب : أحمد السماحي

كثر الحديث فى الوسط الفني عن سر عدم خروج (فاتن حمامه) من المنزل، وكثرت الشائعات والتكهنات، وتساءل البعض هل صحيح أن الخلاف بين (فاتن وعمر) وصل إلى آخر مداه؟!، وهل صحيح أنها ستطلب الطلاق وتتزوج من النجم الشاب أحمد رمزي؟ وما ساعد فى ترويج هذه الشائعة تحديدا قيام النجمة الشابة بإنتاج فيلم (حب ودموع) وأسندت بطولته لـ (رمزي) ولم تسند بطولته لزوجها!، كانت مائة (هل) تسمعها (فاتن حمامه) فى اليوم الواحد، فيثور قلبها الصغير، وتراود مخيلتها التعبة فكرة الفرار من هذه الألسنة الطويلة التى تحيطها بسياج من الإشاعات، ولا تظل هذه الأسئلة ضمن الجدران، وفى نطاق الهمسات بل تخرج إلى أعمدة الصحف التى تجعل من (الحبة قبة)، وتفبرك القصص الخيالية عن النجمة الشابة التى يأبى الناس أن يصدقوا أنها سعيدة.

وتعاطف معها صديقها المخرج (حلمي حليم) وسرب خبر حملها إلى الصحافة الفنية، ولم ينس أن يسرب مع الخبر السعادة التى تعيش فيها (فاتن) مع النجم الشاب (عمر الشريف) الذي لا يطيق فراقها أكثر من ساعة، ويذهب إلى العمل وهو مهموم بسبب ابتعاده عن حبيبة قلبه!.

عمر وفاتن وطارق أثناء عمل طارق كممثل في فيلم دكتور زيفاجو

إنجاب فاتن

 نزل خبر حمل (فاتن) على الجميع بالصمت خاصة على مروجي الشائعات من النجوم والنجمات، واستغلت النجمة الشابة هذه الفترة فى القراءة والاستماع إلى أسطوانات عربية وأجنبية لكبار مطربي مصر والغرب، وكانت تذهب إلى المكتبات العامة تشتري كتب وقصص تتسلى بها، وتحكي بعض مما تقرأ لابنتها (نادية) قبل أن تنام، ومرت شهور الحمل سريعا وأنجبت (فاتن) ابنها (طارق)، وأصبحت النجمة الشهيرة أم لطفلين (نادية وطارق).

سعادة لم تدم طويلا بعد عالمية عمر الشريف

ست البيت والملل

بعد الإنجاب نسيت (فاتن) نفسها كنجمة، وتحولت إلى (فاتن) الزوجة والأم، وعاشت حياة ست البيت، ووجدت فى هذه الحياة طعما جديدا للسعادة، وعاشت بقلبها، وأعماها قلبها عن فهم النفس البشرية ــ كما ذكرت هى ــ وبدأت المنغصات تعكر صفو حياتها إلى درجة التعاسة، فكانت تثير الأزمات بينها وبين (عمر) بلا مبرر، حيث ولت نفسها حاكما على كل تصرفاته، ولم تدعه يتحمل مسئولية أعماله واخطائه، فكانت تحاسبة على كل حركاته وسكناته!.

شهادة فاتن حمامه

عن هذه الفترة ذكرت (فاتن حمامه) وهى تحكي بعض مقتطفات من مشوارها للكاتب اللبناني (محمد بديع سربيه) صاحب مجلة (الموعد) قائلة : كنت الزوجة التى تريد (تمشي) زوجها حسب إراداتها، وفى الحقيقة كنت أريد أن أراه أحسن إنسان فى الدنيا، كنت أتدخل فى عمله، وابحث العروض التى تقدم إليه وأنقدها، وأغير فيها ما يحتاج إلى تغيير لصالحه، وإذا استدعى الأمر كنت أتشاجر أو أقاطع المنتج إذا حاول أن يسلبه حقه حتى لو أدى ذلك إلى أن أضحي بعملي.

وحين كنا نخرج فى مكان عام مع أصدقائنا كنت أشعر أن كل الأعين تراقبنا وتنتقد تصرفاتنا، فكنت أضحك بحساب وأتكلم بحساب، وكنت أطلب منه أن يقتدي بي، ويعمل حساب الناس، ولم أتصور أنه كان يترجم حرصي الشديد بالنسبة له ولنفسي على أنه حصار خانق، كان يتضايق منه، وحتى التضحيات التى بذلتها من أجله فى العمل والتى أسعدتني لم تسعده.

فقد كان يريد أن يتمتع بحرية الخطأ، كان يريد أن ينجح أو أن يفشل بنفسه، ولكنني سلبته هذه الحرية، وتحملت وحدي المسئولية كاملة، فما كان منه إلا أن أسترد حريته فى أول فرصة، بل واستأثر بها، وحين صادفه النجاح استأثر بهذا النجاح لنفسه، لأنه صنعه بنفسه.

عمر وفاتن ثنائيا ناجحا

كانت سنوات زواج (فاتن حمامه وعمر الشريف) الأولى كلها سعادة وعمل، وكونا ثنائيا فنيا ناجحا قدما معا أفلام ناجحة مثل (أيامنا الحلوة، صراع في الوادي، صراع فى الميناء، سيدة القصر، نهر الحب، أرض السلام، لا أنام).

مع صوفيا لورين
عمر الشريف في أحد أفلامه العالمية

عمر والعالمية

أثناء ذلك أتت فرصة العمر إلى (عمر الشريف) ليغزو السينما العالمية، بعد أن ذاق حلاوتها عندما قام عام 1958 بطولة الفيلم التونسي الفرنسي (جحا) أمام النجمة العالمية (كلوديا كردينالي) الذي عُرض في مهرجان (كان السينمائي)، ومُنح جائزة لجنة التحكيم كما تمَّ ترشيحه لجائزة السعفة الذهبية.

سال لعاب النجم الشاب أمام العرض الأوروبي، وهزمته الأحلام، ووشوشت له بأفكار كثيرة سرح فيها فسوف يقف أمام أحدث الكاميرات، ويعمل مع أكبر المخرجين فى العالم، ويمثل أدوارا كتبها أشهر مؤلفي السينما في هوليود، سوف ينطلق من استديوهات الأهرام إلى استديوهات باريس ولندن وإيطاليا وأمريكا، أفلامه سوف تقفز هى الأخرى من العرض فى دور سينما عماد الدين بوسط البلد إلى مهرجانات كان بباريس، وفينسيا بالنمسا، وبرلين بألمانيا، ولن يقتصر الأمر على هذا فنجمات هوليود الفاتنات سيكونون ملك يمينهم، يقبل صوقيا لورين، ويحتضن بريجيت باردو، ويشتبك مع جان مورو.

شاهدت (فاتن حمامه) فى عيون زوجها النجم الشاب وهو يحدثها عن العرض المغري والسفر للتمثيل في الخارج، شاهدت عيونه وهى غارقة فى أحلام السفر، ضايقها أن اختار مستقبله على حبه، لقد ضحت من أجله، وداست على كل الذين هاجموها من أجله، فإذا به يعد الساعات على موعد رحيله عن مصر.

تقبلت (فاتن حمامه) فكرة سفر زوجها النجم الشاب على مضض، لقد لعب العرض المغري بقلب النجم الذي صنعته، ومنحته فرصة البطولة أمامها، وساهمت فى البريق الذي اضفى لمعانا على اسمه المغمور.

مشهد عمر الشريف من لورانس العرب
مشهد من فيلم لورانس العرب
مشهد من لورانس العرب

لورانس العرب

كان فيلم (لورانس العرب) الذي قام ببطولته (بيتر أوتول) بدور لورانس، و(عمر الشريف) بدور الشريف علي، و(أنتوني كوين) بدور عودة أبو تايه، و(أليك جينيس) بدور الأمير فيصل، (جميل راتب) فى دور ماجد، يحكي قصة الملازم الإنجليزي (لورانس) الذي يكلف بمهمة من قبل السلطات البريطانية، بمعاونة العرب بقيادة (الشريف الحسين بن علي) وابنه الملك فيصل (الأمير فيصل آنذاك) في حربهم لتحرير جزيرة العرب من حكم الخلافة الإسلامية العثمانية ويلقي الفيلم لمحة على حال العرب في تلك الفترة والتي كانت مشبعة بروح القبلية والتفرق.

حقق الفيلم نجاحا ساحقا، ورشح (عمر الشريف) لجائزة أوسكار أحسن ممثل مساعد، بعده تغيرت حياة النجم المصري، وانقلبت رأسا على عقب، فأصبح بوسامته ورجولته الشرقية محط أنظار فاتنات العالم.

فاتن حمامه في مشهد من فيلم صراع في الميناء

غضب فاتن

تقول فاتن لبديع سربية : الحقيقة إنني غضبت من (عمر) وأخذت عليه انفراده بنجاحه، فقد تمنيت أن أحضر الحفلة الأولى لفيلم (لورانس) وأشاركه فى هذا النجاح بصفتي زوجته، ولم أجد مبررا لأغفاله دعوتي إلا حين راجعت نفسي وحياتي معه، فوجدت انه من الطبيعي أن ينطلق وحده وأن يتلقى النجاح أو الفشل، وبدأت أرى عمر كما لم أره من قبل، ومن طبيعتي أنني أحب الرجل الذي يحترم عمله ويقدمه على كل شيئ فى حياته، ومثل هذا الرجل فى نظري له هالة تثير اعجابي.

وهذا هو الذي حدث بالنسبة لـ (عمر) فكل مرة أذهب فيها للقائه أجد أن عمله أصبح شيئا مقدسا ولو كان ذلك على حساب أسرته، ولكنني أنا نفسي أقدر أهمية العمل، وأصبحت أفهم أنه إذا كان هذا ثمن نجاحه فمن واجبي أن أتحمل، وقد برهنت لنفسي أنني قوية الأحتمال، وللأمانة كان (عمر) مستعدا لأن يأكل الزلط فى سبيل أن يثبت وجوده.

وكل فيلم جديد يعمل فيه هو امتحان جديد، وذهبت إليه للعيش معه وتركت حياتي وفني، وأخذت ابنتي وابني، وسافرنا إليه وعشنا معه، وبحكم قربي منه فى هذه الفترة كان كل فيلم جديد يعمل فيه هو امتحان جديد، لأن النجاح في ميدان السينما العالمية باهظ الثمن بسبب المنافسة الشديدة.

كون عمر الشريف وفاتن حمامه ثنائيا ناجحا ومشهد من فيلم سيدة القصر

النهاية

بعد حوالي أربع سنوات من الإبتعاد عن السينما المصرية، قضتها النجمة الشهيرة بجوار زوجها، بدأت (فاتن حمامه) تحن إلى السينما وإلى رائحة الأستديوهات، وصخب البلاتوه، ومشاكسة زملائها، فعادت إلى الفن خاصة بعد رحيل النظام السياسي الذي كانت تكرهه، لكن بعد عودتها إلى القاهرة، وابتعدت عن زوجها لاحظت أن (عمر) لم يعد الإنسان الذي كانت تريد امتلاكه كزوج وحبيب، أصبح الإنسان العزيز الذي أتمنى سعادته ونجاحه، حتى لو فرضت الظروف أن يعيش كل منا في بلد فالمهم أن يأتي إلينا، وأن نذهب إليه كلما سنحت الفرصة.

لكن بعد فترة من هذا البعد بين (فاتنة الجماهير) والنجم العالمي، وانشغال كل منهما في عمله الذي يعشقه كان لابد أن يحدث الطلاق، وأصرت (فاتن حمامه) على الطلاق ودموعها في عينيها، وطلقها عمر، لكن الطلاق لا يفصل إلا بين الأزواج، وحب فاتن حمامه وعمر الشريف كان أقوى من الكلام.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.