رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

فى ذكرى رحيله الـ 49 .. (إسماعيل ياسين بوليس حربي) بأمر عبدالناصر

الفيلم الذي شهد إقبالا جماهيريا كبيرا

* قدم إسماعيل ياسين فى عام 1958 تسعة أفلام بدأهم بأمسك حرامي

* عمرو الليثي : الفيلم أول إنتاج لعمي، وحقق نجاحا كاسحا في سينما ميامي

* عبدالحليم حافظ وأحمد مظهر ومحمد توفيق يظهرون كضيوف شرف تحية لنجم الكوميديا

* كان الفيلم أول ظهور للنجمة (فريدة فهمي) وعمل معها زوجها علي رضا وشقيقه محمود.

اسماعيل مع الفنان عبدالحميد زكي

كتب : أحمد السماحي

نحيي هذه الأيام الذكرى الـ 49 لرحيل أسطورة الكوميديا المصرية (إسماعيل ياسين) الذي رحل عن حياتنا في مثل هذه الأيام وبالتحديد يوم 24 مايو 1972، واليوم نتوقف عند واحد من أعماله الهامة التى كان لها هدف قومي وهو فيلم (إسماعيل ياسين بوليس حربي). هذا الفيلم الذي عرض يوم 10 نوفمبر عام 1958، وجاء بعد ثمانية أفلام لنجم الكوميديا في هذا العام، حيث شاهد الجمهور له فى بداية العام وبالتحديد في 2 فبراير فيلمه (إمسك حرامي)، وفي 17 مارس فيلم (إسماعيل ياسين في مستشفي المجانين)، وفي شهر إبريل (إسماعيل ياسين في دمشق)، وفي شهر مايو عرض (إسماعيل ياسين طرزان) وفي شهر يونية كان الموعد مع (الست نواعم)، ثم (بحبوح أفندي) يوم 21 أغسطس، و(إسماعيل ياسين للبيع) في 12 أكتوبر، وكان آخر الأفلام التى عرضت له عام 1958 فيلم (أبوعيون جريئة).

أحد أسلحة جمال عبدالناصر

فيلم (إسماعيل ياسين بوليس حربي) يأتي بناء على أوامر الزعيم الراحل (جمال عبدالناصر) الذى كان يرى أن الفن الصحيح يخدم المجتمع ويعلي من شأنه، وبالرغم من مشاغله الكبيرة  كان متابعا جيدا للحركة الفنية في مصر وخارجها.

وأدرك عبد الناصر قيمة الفن واستخدمه للوصول إلى المواطنين وتمرير قراراته السياسية ورفع الروح المعنوية والانتماء إلى الدولة وحاكمها، فعندما أراد (عبد الناصر) رفع أسهم الجيش المصري لدى المواطنين اقترح على الفنان الكوميدي (إسماعيل ياسين) نظرا لحب الشعب له القيام بسلسلة من الأفلام الكوميدية عن الجيش عام 1955، وبالفعل قدم نجمنا الراحل سلسلة من الأفلام الوطنية التى خدمت فكرة الرئيس المصري من بينها فيلمنا هذا الأسبوع (إسماعيل ياسين بوليس حربي).

مع النابلسي في مشهد من الفيلم
مشهد من (إسماعيل ياسين بوليس حربي) . . الفيلم الذي شهد إقبالا جماهيريا كبيرا في حينه

قصة الفيلم

تدور أحداث الفيلم حول مطرب (إسماعيل / إسماعيل ياسين) يعمل في ملهى ليلي يحب راقصة (سلوى / فريدة فهمي)، ويقرر الزواج منها وطلب منها أن تترك الرقص، وبالفعل تتزوج منه، وتنجب، وأثناء ذلك لم يجد (لمعي / على رضا) مدرب الرقص، من تحل محل (سلوى)، كما أن عروض الحفلات الخارجية بدأت تتأثر، لأنها تشترط وجود (سلوى)، لذلك حاولوا إغراء (إسماعيل) بزيادة راتب (سلوى)، ثم هددوه بالفصل فلم يرضخ لهم واستغل (لمعي) حضور (أحمد مجانص / محمود فرج) المجند بالبوليس الحربى، لزيارة زميل بالكباريه، وسأل عن تجنيد (إسماعيل) وعلم أنه ساقط قيد، فأبلغ عنه وتم تجنيده بالبوليس الحربى.

وقام (لمعي) بتحريض (مجانص) على (اسماعيل)، وفى قشلاق التجنيد تقابل (إسماعيل) مع صديقه السابق الدكتور (شهير/ عبد السلام النابلسى) الساحر واستعاد معه ذكريات الماضى وقدرات الدكتور شهير، ومن محاسن الصدف أن معلمهم فى فترة التدريب كان حبيب (إسماعيل)، الشاويش عطيه، وخلال فترة التجنيد يتعرض (إسماعيل) للعديد من المشاكل والمصاعب الكوميدية مع (الشاويش عطية / رياض القصبجي) وتتوالى الأحداث.

شكر للمشير عبدالحكيم عامر في بداية الفيلم

كواليس

يقول الكاتب الصحفي والإعلامي (عمرو الليثي) كان أول إنتاج لشركة عمي (جمال الليثى) فيلم (إسماعيل ياسين بوليس حربي)، وكتب قصته وأعد السيناريو والحوار الأستاذ (على الزرقاني)، ووضع الأستاذ فطين إلى جواره الفنان عبدالسلام النابلسى، واختار جمال الليثى الفنانة فريدة فهمى لتظهر فى أول دور سينمائى لها، وحقق الفيلم عند عرضه بسينما ميامى فى آواخر 1958 نجاحاً مدوياً مما جعل عمي ينتج فيلما آخر هو (إسماعيل ياسين بوليس سري).

كواليس مشهد تصوير أغنية في يوم من الأيام في الفيلم بحضور مطربها وملحنها
مشهد يجمع إسماعيل مع ابنه ياسين وفريدة فهمي

نقد

ويكتب الناقد السينمائي الراحل (محمد عبدالفتاح) نقدا متميزا عن الفيلم نعيد نشر جزء بسيط منه حيث يقول: من المشاهد التى لا تنسى فى الفيلم مشهد (إسماعيل) وهو يتحدث إلى زوجته (سلوى) عندما تقرر العودة إلى العمل كراقصة، ويسألها عمن سيرعى الابن أثناء غيابها، وهو يستخدم طبقات صوته، ويشحنها بالأسى والشجن بحيث ينقل إحساسه الحقيقي إلى قلوبنا.

ويستخدم الفيلم كل الحيل الكوميديا للسينما الصامتة – الخدع السينمائية في تنفيذ مشاهد الألعاب والإيحاء السحري، النكتة اللفظية المباشرة (نكتة المياه)، القافية والإفيه عند لقائه مع صاحب الملهى – حركات إسماعيل ياسين الهزلية (المصارة، لحظات التصادم مع الشاويش عطية).

ويستخدم كاتب الحوار (علي الزرقاني) كما هائلا من الصفات اللإنسانية التى تطلق على البطل (بجم .. غبي)، ولكن هذا الإنسان بكل هذه الصفات يدخل فى معركة في نهاية الفيلم مع بلطجية الصالة وينتصر عليهم، ويفوز بإعجاب زوجته وإبنه، ويستمر جنديا فى البوليس الحربي.

إسماعيل يعلم ابنه ياسين كيفية تأدية حركاته

وفى هذا الفيلم يشترك (ياسين) إبن (إسماعيل ياسين) كأبن له كما في الحياة، ويقدم الصغير تقليدا لحركات والده، ويقدم (إسماعيل) المقطع الأول من أغنية (في يوم من الأيام) بأداء رصين وإيقاع سليم وبصوت لا يخلو من الشجن، ويظهر أثناء غنائه في الملهى الليلي كلا من (عبدالحليم حافظ، وأحمد مظهر، ومحمد توفيق) كرواد فى الصالة التى يغني بها إسماعيل، ولا يملكون أنفسهم من الضحك عندما يعقب الكوبليه بنكتة.

وقد كرست مجموعة أفلام إسماعيل ياسين) في الوحدات العسكرية المختلفة ضرورة اصطحاب الممثل (رياض القصبجي) ليستمر القط والفأر في معاركهما.

…………………………..

أفلام 1958

عرض عام 1958 مجموعة من الأفلام المتنوعة التى رصدها الناقد والباحث السينمائي (محمود قاسم) وهذه الأفلام هى: (باب الحديد، جميلة، إمرأة في الطريق، سيدة القصر، هذا هو الحب، شارع الحب، حبيبي الأسمر، خالد بن الوليد، غلطة حبيبي، الطريق المسدود، توحة، حبيب حياتي، الزوجة العذراء، قلوب العذارى، عواطف، بنت 17، الهاربة، سلطانة، رحمة من السماء، توبة، بنت البادية، أنا الشرق، حتى نلتقي، كهرمانة، الشيطانة الصغيرة، أمسك حرامي، سلم على الحبايب، شاطئ الأسرار، الملاك الصغير، سواق نص الليل، مهرجان الحب، سامحني، شباب اليوم، حب من نار، غريبة، مجرم فى إجازة، مع الأيام، إسماعيل ياسين فى مستشفي المجاذيب، اسماعيل ياسين في دمشق، اسماعيل ياسين طرزان، إسماعيل ياسين للبيع، إسماعيل ياسين بوليس حربي، المعلمة، أبوعيون جريئة، ماليش غيرك، الحب الصامت، الأخ الكبير، ساحر النساء، أحبك يا حسن، شباب اليوم، مهرجان الحب، حب من نار، هل أقتل زوجي، الست نواعم، بحبوح أفندي).

…………………………..

أحداث عام 1958

شهد عام 1958 الكثير من الأحداث الفنية التى رصدها الناقد السينمائي الراحل (علي أبوشادي) في كتابه (وقائع السينما المصرية في مائة عام) وإليكم بعض الأحداث…

* لم يظهر سوى مخرجين فقط اشتركا في تقديم فيلم واحد (أنا الشرق) وهما عبدالحميد زكي، ومحمود فريد.

* شاركت مصر في المهرجانات الدولية الآتية في برلين اشتركت بفيلم (باب الحديد) إخراج يوسف شاهين، في بروكسل فيلم (رد قلبي) إخراج عزالدين ذوالفقار، كارلو فيفاري (أرضنا الخضراء) أحمد ضياء الدين، طشقند (خالد بن الوليد) بطولة وإخراج حسين صدقي.

* فاز فيلم (حتى نلتقي) إخراج بركات بجائزة المركز الكاثوليكي المصري.

* تحولت مؤسسة دعم السينما إلى المؤسسة المصرية العامة للسينما لتحقيق ذات الأهداف التى وضعت للمؤسسة الأولى.

* تم تعديل تسمية وزارة الإرشاد القومي إلى وزارة الثقافة والإرشاد القومي.

* يعد عام 1958 نقطة تحول في سينما يوسف شاهين حيث قدم فيلمي (باب الحديد) والفيلم السياسي الوطني (جميلة).

أفيش الفيلم

…………………………..

بطاقة الفيلم:

إنتاج : جمال الليثي

مساعد الإنتاج : كامل التلمساني

توزيع : دولار فيلم

إعداد الفيلم : ستوديو مصر

مهندس المعمل : عبدالحميد عبدالمنعم

مهندس الصوت : نصري عبدالنور

مسجل الصوت : فاروق زكي

المونتاج : اميل بحري، وحسين أحمد

المكياج : ميتشو

تصميم الرقصات : محمود رضا

الموسيقى التصويرية : منير مراد

رقصة الحلم : موسيقي زكي عثمان

الرقصة الشرقية : موسيقى علي رضا.

تأليف : على الزرقاني

مهندس المناظر : انطون بوليوس

مسا عد المخرج : طلبة رضوان، وصالح فوزي

الإخراج : فطين عبدالوهاب

التمثيل : إسماعيل ياسين، فريدة فهمي، عبدالسلام النابلسي، رياض القصبجي، حسن حامد، عبدالحميد زكي، ليى كريم، عبدالعظيم كامل، محمود فرج، عبدالغني النجدي، الطفل ياسين إسماعيل ياسين.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.