رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

أهلا بالعيد .. وبالإفلاس أيضا !

بقلم : علي عبد الرحمن

يقولون دوما عن مصر أنها الولادة التي تقدم دائما الموهوبين والمبدعين في كل مجال، ذلك لأنها (كانت) رائده في معظم مجالات الإبداع، ولكن ماذا حدث لنا؟ هل توقفت ماكينات الإبداع لدينا؟ ، أم هل نضب وريد الإبداع في جسم الوطن!، أم هل توقفت الجهات ذات الصله باكتشاف المواهب عن أدوارها؟ أم هل اقتصر الأمر علي الزج بأبناء المبدعين وراثة إلى صدارة المشهد!!!.

أقول ذلك لأننا وعلى مدار سنين طوال نعيش في كل المناسبات علي أعمال سابقة الإبداع فهل أفلسنا؟ ، أم هل رضينا بما أبدعه السابقون؟ ، أم لم يعد أحد ينقب عن الجديد؟ ، أو تري ماذا حل بنا فمنذ أعوام عديدة العيد عندنا – أي عيد – نعرفه بأغنيتي (ياليلة العيد،و،اهلا بالعيد)، ولا ندخل في رمضان إلا بـ (وحوي ياوحوي،ورمضان جانا) وفي عيد الهجرة بفيلم الشيماء، وطلع البدر علينا، وفي شم النسيم وأعياد الربيع، بأغنية (الدنيا ربيع) من الفيلم الاستعراضي الرائع ( خلي بالك من زوزو) لنادرة الحدوث سعاد حسني، وفي أعياد الوطن القوميه بمسلسلات (الهجان، ودموع في عيون وقحة، الحفار، السقوط في بئر سبع)، وأفلام (الصعود للهاوية، إعدام ميت، والرصاصه لاتزال في جيبي)، وأغاني جيل الرواد (راجعين، وبسم الله، وأغلي اسم في الوجود)، وفي أعياد يوليو نسمع (ع الدوار و وطني حبيبي)، وهكذا في عيد الفلاح، وفي أعياد اكتوبر، وعندما نعلي قيم التاريخ تذيع الناصر صلاح الدين!!!.

كل تلك أعمال بديعة بلا شك وتراث نادر، وتاريخ مشرف وهوية مستدامة، ولكن لماذا توقفت دنيا احتفالاتنا عند هذا الحد من سابق إبداعنا؟ ، أين أجيال الإبداع الحالية لدينا؟، وأين جديد الكلمات؟، وأين بديع المعاني؟، وأين شرايين الهويه والدين والتاريخ؟، وأين جهات الدوله المتابعه للإبداع؟، وأين المنافسات القوميه للبحث عن والتقاط المواهب؟ وأين ورش الإبداع القوميه؟، وأين فرص الظهور المتاحة؟، وأين الصفوف التي ستكمل حمل الرايات؟، وأين الجهات المسئولة عن تقديم هؤلاء الموهوبين للعالم؟، وإلى متي سنظل نعيش علي ذكري ماتركه مبدعينا الأوائل؟، ومتي نهتم بملف (أغنية المناسبات) و(أعمال المناسبات) من استعراض ومسرحيات ومسلسلات وأفلام ومتي نحتفل بمناسبة بعمل إبداعي جديد يكون له نفس الأثر ونفس النجاح ونفس البقاء،ونفس الصمود، هل يستمر الأمر كذلك؟!، أم ونحن نعيد ترتيب البيت ونحسن إعادة بنائه أن يظهر في أجندتنا أغنية وأعمال المناسبات، وهي كثيرة ومتتاليه طوال شهور السنة.

إن وزارة الثقافه وقصورها وبيوتها وقطاع إنتاجها ومجلسها الأعلي لهم قادرون علي إطلاق المسابقه القوميه لإبداع المناسبات لتفرز لنا العديد من الأعمال المتنوعة الصالحه لمناسبات العام كله بتنوعها وإن شركة إعلام المصريين بحجمها ودورها ودعمها لهى أجدر بإطلاق مسابقة أفضل عمل للمناسبات، وعليها أن تطلق سراح معداتها للتجول في بقاع الوطن وعقد المقارنات واختيار أفضل أشكال الإبداع وعرضها بكثافة لصناعة جيل إبداعي جديد ولتجديد موروث الأمة وضخ دماء جديده في شرايين وأوردة الوطن.

أما مجلسنا الأعلي للإعلام وهيئاته فمن صميم دورهم رصد الإفلاس الحاصل في مناسباتنا وعليهم تنظيم المسابقات وعقد لجان التصفيات وتدريب وتلميع من تم انتقاؤهم وتقديمه للعالم بصورة تلائم قامة وقيمة مصر وتتماشي مع عدد وسائل إعلامها، وتلائم حجم إنفاقها علي الاعلام.

ماذا حدث للابداع المصري الحديث؟، نعيش علي ماضي الآباء والأجداد نكرر كل شئ في كل مناسبة ونعيد الأعمال دوريا ولا يتحرك أحد ولايثير ذلك خيال أو فضول أحد ونترك لمشجعي الفن المصري من أشقائنا بالخليج من يلون تراثنا الأبيض والأسود أو يتحدث عن تطوير موسيقانا المسجله على جدار المعابد بآلاتها منذ آلاف السنين، وقد نجده هو أو غيره يتحدث عن اكتشافه بمواهب مصر أو يصبح قاطرة لإبداعها، وعندها سيحدث مانعاني منه حاليا ، أن نجد محتكرا لرموز الإبداع بعقد ممهور ومبلغ ميسور وسيارة فارهه ووعد بإنتاج لا ينفذ ونضوب لإبداع تم حبسه ثم ظهور إبداع آخر لبلد آخر ثم محبين يسعون لتطوير ما سبقنا به أهل الكون قاطبة!!!.

أغيثونا أهل الثقافة والميديا قبل أن يفوت الآوان الآخذ في الفوت ولتحيا مصر الولادة مهد الابداع والحضارة وهوليود الشرق ونيليوده..الكنانة والحاضرة والبستان في أرض الله الواسعة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.