رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

(حقك طبعا يا عمرو بيه)

بقلم : محمد شمروخ

لم أتعجب مطلقا عندما سمعت الإعلامى الشهير (عمرو أديب) يطالب بطريقته المعهودة في الصياح والتسييح، يطالب الدكتور أحمد الطيب شيخ الجامع الأزهر بأن يتقدم باستقالته!

ولم أستغرب أن يتجاوز عمرو أديب دوره كمذيع أو “إعلامي لأن كلمة مذيع ممكن تزعل ناس”.. فعمرو أديب تجاوز دوره كـ “مذيعلامي” وأصبح يمارس أدواره من مكانته المميزة التى نجح فيها بأن يصبح صاحب مركز قوي داخل المنظومة الإعلامية وصوته مسمع لحد دنقلة، فهو بعلاقاته واتصالاته يعرف أن في إمكانه أن يصرخ ويسيح ويصقف وهو يطالب باستقالة أى مسئول ولو كان بدرجة رئيس وزراء كمنصب شيخ الأزهر مثلا.

وبغض النظر عن المكانة الروحية والعلمية لمن يشغل هذا المنصب، ثم إن الأستاذ عمرو أكبر من أن يقدم مبرراته لمطالبة شيخ الأزهر بأن يترك مكانه طوعا أو كرها، فكفاية أن فضيلته فشل لامؤاخذة في “تجديف” الخطاب “إديني” وقد اقتصر الأستاذ عمرو هو وشيخه المفضل وشريكه في حلقاته الدكتور سعد هلالي على بعض قضايا يرانها ملحة وأنها ستقضى على الإرهاب فور موافقة شيخ الأزهر عليها واعتمادها “ذوق أو عافية” وامضي يا أبو العلا.. فسوف يتم فورا إثر هذا الاعتماد أن يصدر قرار من تنظيم داعش بحل نفسه بنفسه وسوف يبعث أسامة بن لادن من رقدته تحت مياه المحيط ليسجل ندمه على تطرفه ولسوف يعلن عمر عبد الرحمن في بيان أخروي، التراجع عن فتاواه التى أشعلت النار في ثمانينات وتسعينات القرن العشرين ومازالت تشارك في تأجيجها مع بقية شيوخ التطرف حتى الآن.

وبدون الدخول في تفاصيل مطالبات عمرو بك، فليس لشيخ الأزهر أن يفكر إلا في إرضائه والامتثال لرغبتـ”ــه” فهو ليس مذيعا عاديا ولا إعلاميا معتادا، بل هو مسئول في المنظومة الإعلامية العربية وليس المصرية فقط ويملك شبكة اتصالات على مستوى ملوك وأمراء الدول العربية لاسيما الخليجية، هذه الشبكة مكنته أن يكون إعلامي مصر الأول والأخير، و”الحكومة المصرية كلاتها” تعرف تماما قدرات عمر بك أديب في العلاقات العامة والخاصة التى مكنته أن يفرض أسلوبه في الزعيق والصياح مع هز الأكتاف وتطويح الرأس وورفع الحاجبين وطقطقة العنق ومصمصة الشفاة، كل هذه العيوب القاتلة والتى لو أتى بها غيره لكانت كارثة، قد نجح في فرضها عمرو  بك، بل وصارت نموذجا للنجاح.

فعمرو ليس مجرد مقدم برامج بل هو عضو عامل في نادى “توجيه الرأى العام بالذوق” وهو الوحيد الذي لديه “القدرة” على الحديث في أى موضوع وطرح أى رؤية ومحاسبة أي مسئول في مصر ومطالبته بمغادرة مكانه فورا مهما علا شأنه وارتفع قدره.

بس حسيبك النبى أوعى تفتكر أن كل هذا كان بسبب نجاحه كإعلامي، فكما أن الإعلام صناعة، فكذلك النجاح أو بمعنى أدق “الإنجاح” صناعة لها أسرارها المعلنة وغير المعلنة.

“هذا وقد قررت اللجنة المشكلة من السادة أعضاء اللجنة المشكلة، بعد فحص ومحص وتمحيص ومراجعة كافة أساليب عمرو بك أديب، قررت وبإجماع الآراء، أن تمنحه الدرجة القصوى في كل العلوم .. “زيادة على ذلك درجات المستوى الرفيع، إضافة إلى درجات النشاط الرياضي، فضلا عن القدرات الفنية + أي حاجة تانية”.

المهم إن عمرو بك ينجح ويعدى الـ.100%.. آه طبعا.. أمال إيه.. هو كان لعب عيال.. ده لعب كبار يابا.. كباااار.

اشمعنى يعنى هيكل في الستينات وموسى صبرى وأنيس منصور وإبراهيم سعدة في السبعينات والثمانينات والتسعينات؟!

هم وغيرهم كانوا أحسن من عمرو بيه في إيه؟!.. هه.. ما تنطق يا جدع أنت.

الله يرحم أنور السادات عندمتا اختلف مع الكاتب الراحل المرحوم محمد حسنين هيكل فقال كلمته الشهيرة عن صديقه الذي خسره بسبب السياسة “هيكل آه.. هيكلية لأ”

وبالفعل لم يستطع أصحاب الأسماء التالية أن يفرضوا على “الحكومة” لا صبروية ولا منصورية ولا سعدوية.

لكن عمرو بك يصر على أن يجعلها أديبوية، فالمسئول الذي لا يعجبـ”ـه” يستقيل.. آه يستقيل.. وليه لأ؟!.. هو ابن مين في مصر.. تروح يا عم وييجى غيرك.. هناك ألف ألف دكتور وفضيلة وشيخ، لكن ليس هناك سوى عمرو بك أديب واحد.

لكن فكك من قصة تجديد الخطاب لامؤاخذة الديني، وكحت البياض القديم ودهان أول وش وتانى وش وتقطيب الخروم والثقوب وتلييس الحيطان بعد التقطيب.. طبعا وما تنساش تغيير عفشة المية.. أصل القصة يا شنتل لا هى قصة طلاق شفوى وتحريري ولا أحاديث أحاد ولا خمسان ولا جمع.. القصة إن عمرو بيه كبير جدا وشديد قوى قوى ولا أحد يستطيع أن يقف أمام زئيره في الميكرفون فمنه ترتعد فرائص أجدعها مسئول فيكى يا بلد.. أوبااا.. لا لا.. هناك على الأقل خمسة ستة سيسمعون الزئير لا كأنه مواء.. لكن من قال إن المسئولين الكبار هم القادرون وحدهم على الأذية؟!

عمرو بك إيده طايلة بس من تحت الخمسة ستة الكبار قوى.. يعنى ممكن أدعى أنه يقدر على رقم سبعة.. “على فكرة.. لا أظن أن من بينهم السيد رئيس مجلس الوزراء”.. لأن عمرو بك واصل ويعرف باشاوات كتير وسكته سالكة مع الكل

طيب تصدقنى لو قلت لك إنى أكتب هذا الكلام وأنا قلقان من إن عمرو بك ياخد خبر، قوم يكلم السيد المقدم رئيس مباحث قسم أول مدينة نصر ويوقفنى في الكمين وطبعا أكيد كمان يعرف السيد العميد رئيس مباحث المرور وأنا يا حبيبي داخل على تجديد رخصة والمخالفات بقت زي الرز مع قانون المرور الجديد.

بس وإيه يعنى.. أنا قررت أضحى واللي فيها تجيبه وأهو ساعة في كمين أو مرور وهتعدى يعنى هتعدى.. وربك خلاف الظنون قادر يوقف لنا ولاد الحلال.. قولوا أمين..  بس أمين باشا لو سمحتوا !.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.