رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

المراهقات .. الفيلم الذي أثار ضجة فى الشارع المصري

* ماجدة : فكرة (المراهقات) لي، وحياتي كانت مشابهةً جدا لما جاء بالفيلم

* رشدي أباظة : المراهقات أجمل في الحياة خاصة إذا كن جميلات!

* تم ترشيح سعاد حسني لدور (صفية) لكنها اعتذرت عنه بسبب (حسن ونعيمة)

* العمال يفسدون خطة (ماجدة) لضرب رشدي أباظة

* وزارة التربية والتعليم تحث طلابها على مشاهدة الفيلم

كتب : أحمد السماحي

حقق فيلم (المراهقات) وقت عرضه في شهر ديسمبر عام 1960 مشاهدة جماهيرية ضخمة، واستقطب كتابات نقدية هامة، وأثار ضجة كبرى فى الشارع المصري، بسبب تطرقه لأول مرة لموضوع جرئ وهو فترة المراهقة، وإهمال الأهل لهذه الفترة المليئة بالمشاكل والتغييرات الجسدية والهرمونية من عمر أبنائهم، وما ضاعف من هذه الضجة قبلات (رشدي أباظة) المحمومة لعذراء الشاشة (ماجدة) التى نحيي هذه الأيام الذكرى الأولى لرحيلها.

رشدي أباظة : المراهقات أجمل ما في الدنيا

كان عام 1960 هو عام السعد بالنسبة للنجم الكبير(رشدي أباظة)، حيث عرض له فى هذا العام 11 فيلما سينمائيا قام ببطولتها أمام معظم نجمات السينما المصرية، ومن خلالها ثبت أقدامه بالنسبة للجمهور والعاملين في الحقل الفني، وكان من بين هذه الأفلام فيلمه الشهير (المراهقات) عن كواليس هذا الفيلم، جاء في مذكراته التى نشرتها في كتابي (رشدي أباظة .. الدونجوان أسطورة الأبيض والأسود) : بعد انتهاء تصوير فيلم (أنا وأمي) اتصلت الفنانة ماجدة بـ (الدنجوان) وبصوتها الرقيق سألته: ما رأيك في المراهقات؟ فأجاب ضاحكا : أجمل ما في الدنيا خصوصاً إذا كن جميلات، فقالت إذن ستكون بطلاً أمامي في فيلم بهذا الاسم، وستقوم بدور طيار، وبدأ تصوير الفيلم في أجواء غير عادية، وأمام الكاميرات أسلمت (عذراء السينما ماجدة) شفتيها لأول مرة لقبلات (رشدي أباظة) بعد سنوات طويلة من رفض القبلة السينمائية، ولكن في (المراهقات) رضخت لوجهة نظر الجميع، وحقق الفيلم نجاحاً جماهيرياً كبيراً، وعلل بعض “الخبثاء” ذلك بالقبلات المحمومة بين البطل والبطلة.

سناء تخطط لعادل كيف يغزو قلب ندا

القصة

تدور أحداث فيلم (المراهقات) حول ثلاث طالبات في سن المراهقة، الأولى (ندى) تعيش مع أم ذات عقلية رجعية، وأخ يفرض سيطرته بالحق وبالباطل عليها، والثانية (صفية) الفتاة الفقيرة التى تحب (أحمد) الشاب الرومانسي ابن زوج أمها، لكنها مع حبيبها الخجول يعانيان من سطوة الأب الذي يتعامل مع الجميع بقسوة شديدة، والفتاة الثالثة (سناء) التى تنتمي لعائلة غنية لكنها منحلة، ومبدأها اللعب على أكثر من حصان، تتعرف (ندى) على الضابط الطيار (عادل) في إحدى الحفلات عند زميلتها (سناء) المتحررة.

 وتخرج معه في الطائرة التي يقودها، وتتغيب عن المدرسة مما يسبب لها المشاكل حيث تبلغ الناظرة الأم، يتقدم (عادل) لخطبتها لكن أسرتها ترفض ارتباطهما، وتجبرها على أن تخطب من ابن خالتها بعد إهانتها وضربها.

 تصاب (ندى) بانهيار عصبي لا يشفيه منها إلا عودتها لحبيبها الطيار فتوافق الأسرة على ارتباطهما حتى تسترد الابنة صحتها، أما (صفية) فإنها تعانى عندما يطرد زوج أمها القاسى ابنه الذي تحبه، بعد لقاء بينهما، ينتج عن هذا اللقاء أن تحمل منه، وتحاول (سناء) التحلل من عائلتها.

عادل يحاول استمالة ندا

ماجدة تتذكر كواليس المراهقات

بحكم أن فيلم (المراهقات) أحد العلامات البارزة فى مشوار نجمتنا الكبيرة (ماجدة) لهذا كان طبيعيا أن تتحدث عنه باستفاضة في مذكراتها التى نشرها الكاتب الصحفي (سيد الحراني) فقالت :

للمراهقات حكايات كثيرة ممتعة وشيقة ففكرته كانت لي، وذلك لأن حياتي كانت مشابهةً جدا لما جاء بالفيلم، فجزء كبير من هذه التفاصيل كنت أعيشها داخل منزلنا، وبهذا الشكل كان يعاملني أخي مصطفى الصباحي.

وبعد النجاح الكبير الذي حققه فيلمي (أين عمري)، أصبح من الصعب اختيار الفيلم التالي له، وبدأت أبحث عن قصة أو فكرة أخرى جديدة لم تقدم من قبل، واستقر رأيي بعد رحلة من التفكير على أن أقدم حياة (المراهقات)، واقترحت الفكرة على السيناريست الكبير (علي الزرقاني)، فقد كان صديقا للعائلة ويزورنا كثيرا، ومطلع على جزء كبير من حياتي، وبعد أول مجموعة مشاهد قرأتها قلت له مازحة : هو أنت عامل قصة حياتي!، فضحك وقال : هذا ما أريده، لكي تنجحي في هذا العمل بالتحديد، يجب أن يكون به جزء كبير من مراهقتك وتفاصيلك الشخصية لتقدميها بأحاسيسك الطبيعية.

وأضافت ماجدة : طلب مني أن أقص عليه جزءاً كبيراً من مرحلة المراهقة، واقتنعت بما قال، وقصصت عليه روايات وتفاصيل ومواقف عدة مررت بها، كان أهمها ما أتعرض له في البيت من ضغوط، والحبيب الذي لا أجده أبدا، فخرجت على الشاشة شخصية (مصطفی الصباحي) في أخي الذي جسدها الفنان (عمر ذو الفقار) كما هى تماما فى الحقيقة، تحمل العنف الشديد الذي يدفعه الحب والخوف على دائما، كما خرجت شخصية والدتي بها مبالغة بعض الشيء عن أمي في الحقيقة، التي كانت ذات شخصية قوية، ولكنها لیست بكل هذا العنف، وخرجت شخصية أبي الحنون على دائماً في شخصية جدي، الذي مثلها (حسين رياض).

واستكملت : أثناء التصوير كنت أشعر أني في بيتي وبين أفراد أسرتي، وكانت كل انفعالاتي طبيعية جدا، ولكن باقي ما جاء بالفيلم من شخصيات مثل (رشدي أباظة) والآخرين لم أمر بهم في حياتي الطبيعية بهذا الشكل، فقد كانت الحبكة السينمائية لـ (علي الزرقاني)، وقد اتفقنا على أن (رشدي أباظة) هو الوحيد القادر على القيام بهذا الدور، فقد كان (رشدي) نجم الساحة الفنية في هذا التوقيت وكان له اسم فني وتجاري هائل، وهاتفت (رشدي) تليفونيا وحددت له موعدا، وجاءني بالفعل إلى المكتب لنتفق على العمل ووافق على الفور، وحددت له أجراً 3000 جنيه.

وقالت : بدأ المكلفون بتجهيز الديكورات يعدون لذلك، وبدأت أنا أعد لشخصيتي بالفيلم وأجالس كثيراً فتيات في سن المراهقة حتى أدرس مشاكلهن بعناية، وأزور بعض الأطباء النفسيين لأتعرف منهم على الطبيعة النفسية لمن دخل في مرض نفسي بسبب الكبت والحب، وزرت مستشفى الأمراض العقلية لأراقب تصرفات وأفعال فتيات يعانين من نفس ما تعاني بطلة الفيلم، فعادة الناس تضحك لمشاهدتها مجنونة لكني كنت حريصة ألا يضحك عليّ أحد من المشاهدين، لأنه لو ضحك فلتت الدراما والأحاسيس من الفيلم، لقد كانت جولة شاقة ومتعبة.

ترشيح سعاد حسني

 تستكمل ماجدة كلامها فتقول : رشحت (سعاد حسني) لدور زميلتي في الفيلم فقد كنت أشاهدها مع شقيقتها المطربة (نجاة) ووجدتها لطيفة وجميلة، وكانت وجها جدیداً لم تقدم على التمثيل من قبل، واتفقت معها على أن تجسد دور صديقتى في المدرسة وكانت سعيدة جدا بهذا الدور، ولكنها فجأة بعد مرور بضعة أيام اعتذرت لي لأنها تعاقدت على فيلم (حسن ونعيمة)، أول أفلامها مع (محرم فؤاد)، وقبلت اعتذارها وتمنيت لها النجاح والتوفيق، وأسندت الدور إلى ممثلة كانت جديدة أيضا وهي الجميلة (زيزي مصطفى) التي برعت في تأديته، وكان انطلاقتها الحقيقية.

ماجدة تحاول ضرب رشدي

عرف عن رشدي خفة ظله الشديدة في أماكن التصوير كما أنه كان محبوبا من الوسط الفني خاصة الفنانات، وتحكي (ماجدة) أنها كانت منزعجة جدا من عدم احترامه للمواعيد في (المراهقات) وأنه دائم التأخير، فقررت في إحدى أيام التصوير أن تلقنه درسا عن تأخيره حتى لا يكررها.

اختبأت (ماجدة) في إحدى الأماكن وأمسكت بعصا غليظة وقررت ضرب (رشدي) وإصابته، ولكن العاملين في الاستديو كانوا يحبونه بشدة لبساطته وروحه المرحة معهم، فأخبروه بما أفكر فيه، وبالفعل جاء من خلفها وحملها هى والعصا في وسط الاستديو وهي تصرخ وتطالبه بأن يتركها، وعندما أنزلها قال لها: لقد حملتك بالعصا حتى أرى كيف تستطيعين ضرب (رشدي أباظة) الذي لا يقوى أحد على ضربه.

وأكملت ماجدة: لم أستطع أن أتمالك نفسي من الضحك، وضحك جميع من في الاستوديو، وبعدها أخذته للغرفة وتناقشت معه بهدوء عن تأخيره وتقبل حواري معه، ووعدني بعدم التأخير.!

أم كلثوم تشاهد (المراهقات)

تقول ماجدة : إن من أجمل الأشياء التي أسعدتها ذهاب كوكب الشرق (أم كلثوم) إلى سينما (ريفولي) لمشاهدة الفيلم وهى متخفية حتى لا يراها أحد، وبعد مشاهدتها أجرت معها مكالمة هاتفية لتحيها على الفيلم، وتحكي ماجدة قائلة : وجدت الشغالة عندي تبلغني أن أم كلثوم تتحدث عبر الهاتف، فقلت بيني وبين نفسي أكيد حد بيعاكس!، ولكن وجدت صوتا غليظا يقول : (ممكن أكلم الآنسة ماجدة)، فتعرفت على صوتها، ورحبت بها الترحيب اللائق، وقالت لي :(مبروك يا ماجدة كنت مراهقة هائلة كالعادة سحرتيني، واستمتعت، واندمجت فأبكتيني، وأنا قلت أهنيكي من كل قلبي).

وزارة التربية والتعليم 

استطاع فيلم (المراهقات) بقصته أن يحقق نجاحا كبيرا، أدى إلى توزيع وزارة التربية والتعليم منشورا في جميع المدارس يحث الطلاب وأولياء الأمورعلى مشاهدة الفيلم.

………………………………………………

أحداث سينمائية

من الأحداث السينمائية التى حدثت عام 1960 والتى رصدها الكاتب والناقد السينمائي الراحل (على أبوشادي) فى كتابه (وقائع السينما المصرية فى مائة عام).

* تم إنشاء معمل (خورشيد) فى طريق الأهرام لطبع وتحميض الأفلام 35 م و16 م، وأطلق عليه بعد ذلك اسم (معمل اعتماد).

* تم إقامة أول مهرجان سينمائي دولي بمصر، وهو المهرجان الأفريقي الآسيوي الثاني، وكان المهرجان الأول قد أقيم فى طشقند (الأتحاد السوفيتي)، وشاركت مصر في المهرجان بفيلم (قيس وليلى) إخراج أحمد ضياء الدين، الذي فاز في مصر بجائزة المركز الكاثوليكي.

* شاركت مصر في مهرجان (برلين السينمائي) بفيلم (دعاء الكروان) إخراج بركات، كما رشح الفيلم لجائزة الأوسكار لأحسن فيلم أجنبي لعام 1960 .

* ظهر أربعة مخرجين جدد هم سعد عرفه الذي قدم فيلمه الأول (لقاء في الغروب )، وطلبة رضوان (غراميات إمرأة )، وشريف والي (شجرة العائلة )، وعدلي خليل (قلب في الظلام ).

* خلا العام تقريبا من الأفلام المتميزة سوى فيلم (بداية ونهاية) لصلاح أبوسيف وهو أول عمل أدبي للكاتب الكبير نجيب محفوظ على الشاشة.

* صدر القرار الجمهوري رقم 93 لسنة 1960 بنقل اختصاصات إدارة شئون السينما بوزارة الثقافة وافرشاد القومي إلى مؤسسة دعم السينما.

* صدر القرار الجمهوري رقم 885 لسنة 1960 في شأن إعادة تنظيم مؤسسة دعم السينما وإلحاقها بوزارة الثقافة والإرشاد القومي بالإقليم المصري وعين (نجيب محفوظ) مديرا لها.

* في 21 يوليو تم افتتاح التليفزيون العربي، وشاهدت مصر التليفزيون لأول مرة.

* صدر القانون رقم 39 لسنة 1960 بتأميم بنك مصر، وتحول إلى مؤسسة عامة تملكها الدولة فآلت ملكية شركة مصر للتمثيل والسينما وستوديو مصر وسينما ستوديو مصر إلى الدولة، وآلت كذلك إلى الدولة ملكية بعض الاستوديوهات الأخرى.

* تم تسجيل وإشهار (جمعية الفيلم) تحت رقم 1329 لسنة 1960 لتزاول نشاطها في مجال الثقافة السينمائية بعد توقف ندوة الفيلم المختار في نوفمبر 1959 ورأس مجلس إدارتها الناقد والمصور أحمد الحضري.

* تغيير اسم جريدة مصر الناطقة إلى الجريدة العربية.

………………………………………………

الأفلام التى عرضت عام 1960

عرض عام 1960مجموعة من الأفلام المتنوعة سواء أفلام إجتماعية أو عاطفية أو غنائية أو إثارة وتشويق، وقد عرض 59 تسعة وخمسون فيلما سينمائيا هى (أبوالليل، إني أتهم، حب حتى العبادة، قيس وليلى، أبو أحمد، بين إيديك، الغجرية، رجل بلا قلب، رجل في العاصفة، لحن السعادة، ملاك وشيطان، النغم الحزين، حيجنوني، حب وحرمان، حلاق السيدات، لوعة الحب، البنات والصيف، عمالقة البحار، بنات بحري، معا إلى الأبد، جسر الخالدين، بهية، لقمة العيش، وطني وحبي، وداعا يا حب، خلخال حبيبي، يا حبيبي، غرام في السيرك، الفانوس السحري، سكر هانم، سوق السلاح، شهر العسل بصل، ثلاث وريثات، أنا وأمي، غراميات إمرأة، العملاق، نهاية الطريق، الرباص المقدس، العاشقة، حبي الوحيد، ثلاثة رجل وإمرأة، شجرة العائلة، أقوى من الحياة، نداء العشاق، سر إمرأة، نساء وذئاب، بداية ونهاية، المراهقات، الناس اللي تحت، نهر الحب، إشاعة حب، مال ونساء، وعاد الحب، قلب في الظلام، صائدة الرجال، إسماعيل ياسين في السجن، زوجة من الشارع).

أفيش الفيلم

………………………………………………

بطاقة الفيلم :

إنتاج : أفلام ماجدة

قصة وسيناريو وحوار : علي الزرقاني

مهندس المناظر: ماهر عبدالنور

مسجل الصوت : يوسف صفر

المونتاج : سعيد الشيخ

النيجاتيف : مارسيل صالح

المصور : ضياء المهدي

مساعد المصور: محمود سابو

المكياج : يوسف محمود

مصفف الشعر: أنور صمويل

مساعدا الإخراج : عبدالرحمن الشريف، فوزي علي

الأكسسوار : مصطفى عبدالله

أخذت المناظر وتم الطبع والتحميض: استوديو ناصيبيان

تم الطبع : بمعامل اعتماد خورشيد

الموسيقى التصويرية : أندريا رايدر

مدير التصوير : وديد محمد سري

الإخراج : أحمد ضياء الدين

بطولة : (ماجدة، رشدي أباظة، زيزي مصطفى، حسين رياض، دولت أبيض، عمر ذوالفقار، نادية النقراشي، جلال عيسى، عدلي كاسب، اسكندر منسى، عزيزة حلمي، نعيمة وصفي، محمد أباظة، إحسان شريف، جلال عزت، نادية عزت).

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.