رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

رانيا فريد شوقي .. نجمة قريبة من قلوب المصريين

حاربها كثيرون بسبب صلتها بأب تصدر شاشة السينما لسنوات طويلة

كتبت : سدرة محمد

الأمثال الشعبية لها سحرها ومنطقها الخاص لدي جمهور يتعطش للفن الصادق، وهى التي عادة ما يستخدمها المصريون في مختلف المواقف الحياتية، ومن بينها (ابن الوز عوّام)، ويتردد هذا المثل باستمرار عند الحديث عن موهبة شخص ما موجودة أيضا عند والده لمدح الأم والأب معا، وعادة ما يحلم كل منا أن يكون مثل أبيه.. أمنية طفولية تراود الأبناء وواقعا يتمنوه دائما.. يحاول الكثيرون وينجح القليل.. ومن هؤلاء القليلون جدا الذين يحملون جينات الفن الصادق ضيفتنا في باب (في دائرة الضوء) الفنانة الشابة التي استطاعت أن تخترق عالم الصدارة في السينما والدراما بشكل ملموس، خلال مواسم عرض أفلامها في دور العرض أو سباقات دراما رمضان في الأعوام الأخيرة، لتثبت أنها تمتلك جينا فنيا أصيلا ورثته من والدهه، مؤكدة من خلال أعمالها الفنية أن دخولها عالم الفن لم يكن محاباة أو مجاملة للأب وهى في هذا تحقق المقولة القائلة (ابن الوز عوام).

دخولها عالم الفن لم يكن محاباة أو مجاملة للأب

إنها الفنانة الجميلة والقريبة من قلوب كل المصريين على اختلاف طبقاتهم الاجتماعية (رانيا فريد شوقى) ابنة وحش الشاشة التي لم تعتمد أبدا على والدها بل حاربها كثيرون بسبب صلتها بأب تصدر شاشة السينما لسنوات طويلة، ولكنها استطاعت أن تكون امتدادا لمسيرة العائلة الفنية وحاملة لجين النجومية والفن منذ نعومة أظافرها، ونجحت بالفعل فى ترك بصمة خاصة جدا عبر سجل زاخر من الأعمال القيمة التى تثبت بلا شك أنها من سلالة الموهوبين، وفى فترة وجيزة أثبتت أنها يمكن أن تواصل سحر والدها فى الأداء التراجيديا والكوميدي والرومانسي على حد سواء، وظهر هذا جليا فى العديد من الأعمال والنجاحات التى انفردت بها لتؤكد للجميع أنه من القادمين بقوة لغزو قلوب الجماهير، حتى أننا نستطيع القول براحة تامة (هذا الشبل من ذاك الأسد) مقولة يمكن تطبيقها على الفنانة (رانيا فريد شوقي)، التي خلدت اسم والدها واحترفت التمثيل لأعوام طويلة وورثت الموهبة عن وحش الشاشة، ولم تخذله يوما.

موهبتها الحقيقية هى التي قربتها كثيرا من قلوب الجماهير المصرية

رانيا فريد شوقي مولودة في مدينة القاهرة، وهى الابنة الصغرى للفنان الراحل (فريد شوقي) من زوجته الثالثة والأخيرة سهير الترك، بدأت التمثيل وهى فتاة صغيرة عندما شاركت والدها في فيلم (آه من شربات)، وكانت في دور البطلة بجانب والدها، لكنها سرعان ما أظهرت موهبتها القوية وجمالها الآخاذ للجمهور، ورغم صغر سنها قدمت مجموعة من الأدوار ببراعة غير معهودة وبعيدا عن والدها، لكن كانت وفاة والدها صدمة كبيرة لها فقد كانت متعلقة كثيرا به، وتعلمت منه الالتزام، وتعتبره أهم شيء تعلمته في حياتها، فهى شخصية ملتزمة جدا في عملها، وتطبق نصيحة والدها الذي قال لها يوما: (إذا كنتِ تحبين الفن فعليكِ أن تلتزمي وتكوني بقدر المسؤولية وتبذلي مجهودا)، كما علمها التواضع فهو كان إنسانا بسيطا جدا ولم يكن يعيش حالة النجومية.

وتعلمت من الرحل الكبير أيضا قيمة الفن وأهميته للمجتمع وأن الممثل لا يجب أن يكون مفصولاً عن مجتمعه وعليه أن يناقش مشاكل الناس، وذلك بحكم أنه كان شديد الطيبة مع كل الناس، ويرتبط ارتباطا كبيرا بالوقع المصرية بتفاصيله الدقيقة، وكان محباً لزملائه ويقدر حب الجمهور الذي منحه النجومية، كما كانت الإنسانيات عنده عالية جدا، ويحترم الكبير سواء في الأسرة أو الوسط الفني وكل هذا علمه لها وأوصاها به.

أظهرت موهبتها القوية وجمالها الآخاذ للجمهور

كانت تجربة نجمتنا الجميلة (رانيا فريد شوقي) الفنية الأولى في السينما عندما شاركت في فيلم (آه وآه من شربات)، وكان والدها مشاركاً في الفيلم، والإخراج كان لمحمد عبد العزيز في عام 1993، وتنوعت الأعمال التي قدمتها بين السينما والدراما والمسرح، ففي عام 1993 شاركت مع الفنان فريد شوقي وصلاح السعدني وميرفت أمين في فيلم (ليه ياهرم) كما لعبت دوراً إلى جانب النجم الكبير الراحل محمود ياسين وهشام عبد الحميد في فيلم (طعمية بالشطة)، وخاضت (شوقي) تجربة الإنتاج لمرة واحدة فكانت مساعدة للمخرج عبد اللطيف زكي في هذا الفيلم، وفي عام 1994 قدمت العديد من الأدوار في عدة أفلام وهى (مغلف بالشوكلاتة، المقامر، عنتر زمانه).

تجاوزت حدود وراثة جينات الفن من والدها

قدمت (رانيا) أول أدوارها الدرامية في عام 1995، حيث شاركت في مسلسل (خالتي صفية والدير) مع نخبة من نجوم مصر، ومنهم (بوسي وممدوح عبد العليم)، وكان المسلسل من إخراج اسماعيل عبد الحافظ، وفي نفس العام كانت لها تجربة مسرحية بعنوان (باللو باللو)، وبعدها شاركت في فيلمي (وداعاً للعزوبية، وهارب إلى السجن)، ثم في عام 1996 قدمت مشاركات متنوعة منها الدرامية في مسلسلي (الشارع الجديد، والخروج من المأزق)، وشاركت في فيلم (المكالمة القاتلة) وخاضت تجربة مسرحية بعنوان (قصة الحي الغربي).

وتواصلت مسيرة النجمة (رانيا فريد شوقي) حيث شاركت في عام 1997 في مسلسل (الماضي يعود الآن)، وفي عام 1998 في مسلسل (الضوء الشارد) مع الفنان ممدوح عبد العليم ومنى زكي وإخراج مجدي أبو عميرة، وفي عام 1999 شاركت بعدة أدوار درامية في مسلسلات (يوم عسل يوم بصل، أحلام مؤجة، الرجل الآخر)، وأدت دورا مميزا للغاية على المسرح في مسرحية (حلاق بغداد)، وابتعدت بعد ذلك عن السينما لفترة طويلة واقتصرت مشاركاتها على الأعمال الدرامية والمسرحية، ومنها في عام 2000 شاركت في مسلسل (يوم للحياة) ومسلسل (حواري وقصور) في عام 2001، وفي عام 2002 شاركت في مسلسلات (طرح البشر، العطار والسبع بنات، جحا المصري).

قدمت أربعد أدوار درامية في عام 2003 من خلال مسلسلات (غداً يوم آخر، مؤسسة شهر العسل، فارس الرومانسية، حد السكين، ، لكنها في عام 2004 شاركت مع الفنان القدير يحيى الفخراني والفنانة ماجدة زكي في المسلسل الشهير (عباس الأبيض في اليوم الأسود)، وكانت تلك تجربة ثرية بالنسبة لها في الدراما التليفزيونية، وبعدها قدمت في عام 2005 دورين دراميين مميزين هما (أحلام البنات، والمنصورية)، وفي عام 2006 عادت إلى السينما من جديد حيث ظهرت كضيفة شرف في فيلم (كلام الحب)، وفي نفس العام شاركت بمسلسلي (قلب الدنيا، وسوق الخضار).

أداءها الفطري يعكس استيعابها لنمط الأدوار الشعبية

كان عام 2007 بالنسبة لـ (رانيا فريد شوقي) بمثابة عام من النضج الفني في مسيرتها الدرامية، حيث شاركت في مجموعة مسلسلات وهى (نادي القلوب الجريحة، عائلة مجنونة جداً، ويتربى في عزو)، كما قدمت عملين مسرحيين هما (كحيون ربح المليون، وربنا يخلي جمعة)، وفي عام 2008 شاركت في مسلسلي (العائد، ودموع القمر)، وقدمت في عام 2009 عدة مسلسلات، مثل: (عئلة بخفة، الدنيا لونها بمبي، اسماعيل يس أبو ضحكة جنان، والوديعة والذئاب)، وفي عام 2010 شاركت في مسلسلات (منتهى العشق، الصيف الماضي، وماما في القسم).

كان لها انطلاقة أخرى قوية في عام 2011، حيث شاركت في مسلسلي (أزواج في ورطة، وخاتم سليمان)، وكررت نفس التجربة في عام 2012 حين شاركت في ثلاثة مسلسلات هى (الأخوة الأعداء، النار والطين، وبنات في بنات)، ووقفت أمام النجمين السوريين الكبيرين (جمال سليمان) في عام 2013 في مسلسل (نقطة ضعف) ومع (تيم حسن) في مسلسل  (الصقر شاهين)، وعادت للمسرح عام 2014 من خلال دورها في مسرحية (بابا جاب موز) فقط، لكنها عاودت نشاطها الدرامي في عام 2016، حين أدت دورا في مسلسل (المغني)، وشاركت في مسلسلات (سلسال الدم، ، قصر العشاق، والأستاذ بلبل وحرمه) في عام 2017.

أثبتت أنها بلا شك من سلالة الموهوبين

وشاركت عام 2018 في الجزء الثاني من من مسلسل (سلسال الدم)، ومسلسلي (عوالم خفية ، وأبو العروسة)،أما في عام 2019 فقد شاركت في مسلسلي (أيام العسل، وبالحب هنعدي)، وكان لها مشاركة مبهرة مع النجم الكبير يحيى الفخراني في مسرحية (الملك لير)، لكن يبقى عام 2020 هو عام تألقها ونضجها الفني الذي يعكس خبرتها الطويلة في الأداء الدرامي الصعب من خلال مسلسل (قوت القلوب) الذي ينتمي للدراما الطويلة، وهو من الأعمال الدرامية الذي تحمست لها فور قراءة السيناريو، لأن الأحداث مختلفة وسريعة، وفي الوقت نفسه قدمت شخصية بعيدة بشكل كامل عن شخصيتها الحقيقية، حيث ظهرت بدور سيدة شريرة لا تبحث سوى عن مصالحها الشخصية، وهذه النوعية من الأدوار تستهويها، وخاصة أنها غير مألوفة لها، فضلا عن أن الأحداث مليئة بالتفاصيل والصراعات المختلفة التي جعلته توافق على التجربة دون تردد.

في بداياتها الفنية .. جمال وموهبة

أما  شخصية (تباهي) في مسلسل (ضربة معلم)، فكانت من أهم أعمالها الدرامية على الإطلاق في الفترة الأخيرة، بفضل أداء فطري خاصة يعكس استيعابها لنمط الأدوار الشعبية، لذا فقد نالت إعجاب المصريين مؤخرا بتجسيدها دور معلمة بنت بلد في منطقة شعبية، لديها مشغل، وفي نفس الوقت هى المسؤولة عن شقيقتها وتربيها، وابن عم زوجها يطمع في الورث، ومن هنا يبدأ الصراع، وتقف في هذا المسلسل أمام النجم (محمد رجب) أحد صبيان المعلمة (تباهي) الذين يشتغلون تحت يدها، لكنه تحب فيه الشهامة والجدعنة التي تؤهله للوقوع في شباكها وحبها، وذلك بحسب الأحداث القادمة والمتوقعة في هذا المسلسل الذي عرضت من حلقات حتى الآن 16 حلقة فقط، ولكن يبدو أنها سوف تتسم بالسخونة في الحلقات القادمة من مواجهات ومؤامرات تتعرض لها.

جدير بالذكر أنه كان للفنانة (رانيا فريد شوقي) تجربة وحيدة في تقديم الفوازير الرمضانية، وكانت بعنوان (خد وهات) في عام 1996، وكان لها تجارب في تقديم البرامج التلفزيونية وهى برنامج (طبق النجوم) عام 2003، وبرنامج (حيلهم بينهم كمان وكمان)عام 2010.

مع والدها الراحل الكبير فريد شوقي

(رانيا فريد شوقي) سعيدة جدا بتكريم والدها (وحش الشاشة) في مئوية مولده بوسام فنان الشعب للمرة الأولى، من جانب إدارة مهرجاني الأقصر والإسكندرية، وفي هذا الصدد أشارت إلى أن هذا اللقب يستحقه فريد شوقي بجدارة، لأنه كان حقيقة فنان الشعب وكل الطبقات، مهموم بقضايا الناس والفن، متابعة ومن بين ألقابه التي لقب بها فتوة الناس الغلابة والملك، وأنا كنت حريصة على أن تكون مئوية فريد شوقي قيمة ومميزة لأنني لن أحضرها مرة ثانية، ولذلك أحمدالله بأنها بدأت بمهرجان الأقصر ثم الإسكندرية، وكان هناك العديد من الأشياء الأخرى ولكن للظروف التي تمر بها البلد من كورونا ومناخ متوتر لن نستطيع إتمامها بهذه الفترة، متمنية استكمالها في العام المقبل.

تحتفل بئوية موالد وحش الشاشة

وتابعت: (فريد شوقي مش زي أي حد، أكتر ممثل قدم أفلام في السينما)، استطاع من خلال فنه تغيير القوانين، وشعبيته كانت كبيرة جدا في أفلام الأكشن، ويظل محتفظ بنجوميته حتى الآن، لقد كان فريد شوقي اسم كبير بعالم السينما، والاحتفاء به يجعلني أشعر بالفخر والاعتزاز دائما، لأنني ابنته، والمهرجانيين حرصا على الاحتفاء بتاريخه بشكل لائق، وسعدت بالأجواء التي شاهدتها، وبارتباط الجمهور بأعماله حتى من جيل الشباب الذين لم يعاصروه، فهو رمز سينمائي سيظل مؤثراً بأعماله الباقية معنا حتى اليوم، وأتمنى أن يكون الاحتفاء بالمئوية ليس قاصراً على مهرجان الأقصر الإسكندرية، بل في فعاليات فنية أخرى.

ومن جانبنا في بوابة (شهريار النجوم) نتقدم بأرق وأجمل تحية وتقدير لابنة وحش الشاشة المصرية والعربية (رانيا فريد شوقي) التي تجاوزت حدود وراثة جينات الفن من والدها، وحلقت في آفاق أخرى أكثر إبداعا بفضل موهبتها الحقيقية التي قربتها كثيرا من قلوب الجماهير المصرية التي أحبتها وتفاعلت معها عبر أدوراها الرومانسية والتراجيدية والكوميدية، التي تعكس جوهر شخصيتها الجميلة خلقا قويما وفنا رفيعا أسعدتنا به من خلال أعمال راقية ، ومن أجل هذا نتمنى لها مزيدا من العمر والصحة كي تمتعنا أكثر وأكثر في قادم الأيام.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.