رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

محمد قنديل .. حنجرة مطلية بالذهب الخالص

دندنة مع حليم ونجاح سلام

كتب : أحمد السماحي

“أدي إيدي.. مد ايدك.. جرحي جرحك.. عيدي عيدك.. ود دافي.. نبع صافي.. شيء كأنه نيل موافي.. من وريدي.. وبين وريدك.. يا صديقي مد إيدك”، هذه الأغنية أو “التتر” الذي كتبه شاعرنا “سيد حجاب” ولحنه الموسيقار “ياسر عبدالرحمن” وحقق نجاحا كبيرا، كان آخر ما غنى مطربنا الكبير “محمد قنديل” الذي نحتفل هذه الأيام بذكرى رحيله الـ “16” حيث رحل عن حياتنا يوم 9 يونيو عام 2004.

أسعدني الحظ بالقرب من هذا العملاق فى السنوات الأخيرة من حياته، وكنت دائم الاتصال به، وأجريت معه حوارا مطولا لمجلة ” الأهرام العربي” هذا الحوار الذي يتم تداول بعض أجزائه على منتيديات الطرب، وبين عشاق مطربنا الراحل الذي كان لا يحب إجراء الحوارات الصحافية إطلاقا، ويبتعد عنها.

إنشا لله ما اعدمك

وعندما سألته عن سر عدم حبه لإجراء الحوارات الصحافية قال: أنا الآن فى السبعينات من عمري، ولست فى حاجة إلى الصحافة التى ظلمتني كثيرا، ولم تساندني أو تكتب عني فى عز مجدي وقوتي، فى حين كتبت وأضاءت نجوم أقل مني من حيث الصوت والإمكانات، وأضاف لي بمرارة ماذا تريدني أن أقول الآن للصحافة هل أشتكي لهم من الظلم الذي تعرضت له، أم أسترجع أمجادي القديمة والتباهي بها؟! وصمت وقال: أنا حبيتك أنت لأني وجدتك كصحفي حافظ تاريخ وأغنيات “محمد قنديل” فلن أحتاج أشرح لك أو أذكرك بأغنياتي.

وبعد نشر الحوار توطدت بيينا الصداقة، وكان أسعد ذكرياته التى حكاها لي شهادة كوكب الشرق أم كلثوم في حقه، حيث قالت: “مافيش غير واحد بس هو اللى بيطربنى، ومش بس كده بحسده على جمال صوته، إنه محمد قنديل اللى صوته بيشبه عذوبة ماء النيل”.

ألفين صلاة ع النبي

ولد “قنديل محمد حسن” في 11 مارس 1929 في حي شبرا بالقاهرة، لأسرة تعشق الموسيقى وتهوى الغناء، فجدته المطربة “سيدة السويسية”، وكان والده “محمد حسن” عازفا ماهرا بآلة القانون ومدرساً بمعهد الموسيقى، وابن عمته المطرب “عبداللطيف عمر”، وزوج عمته الملحن “محمد عمر”، في حين أن والدته كانت مستمعه جيدة جدا.

ظهرت موهبته الغنائية في سن مبكرة، واشترك وهو لم يتجاوز الثالثة عشرة في أغنية “القطن” مع كوكب الشرق “أم كلثوم” في فيلم “عايدة” عام 1942، والتحق بعد ذلك بمعهد الاتحاد القومي للموسيقى بعدما أوصى به “محمد عبدالوهاب”، وشارك في الغناء في أركان الإذاعة، ولأنه يمتلك حنجرة مطلية بالذهب فقد لحن له أساطين النغم منهم “زكريا أحمد، محمود الشريف، رياض السنباطي، محمد عبدالوهاب، حسين جنيد، رؤوف ذهني، كمال الطويل، محمد الموجي، منير مراد، محمد فوزي، فريد الأطرش، علي فراج، يوسف شوقي، عبدالعظيم عبدالحق” وغيرهم من أساطين اللحن.

من أشهر أغنياته “يا حلو صبح يا حلو طل، يا مهون، ماشى كلامك، تلات سلامات، أحلى بلد بلدى، لو كنت ست الحسن والجمال، سحب رمشه، عاشق يا بنات النيل، وع الدوار” وغيرها من مئات الأغنيات.

يغني على المسرح قبل الرحيل

ويعتبر محمد قنديل هو المطرب المصري الوحيد الذي غني لكل الدول العربية فى مناسباتها الوطنية، فنى لتونس، اليمن، المغرب، سوريا، لبنان، السعودية” وغيرها من الدول العربية الشقيقة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.