بقلم : سامي فريد
في فيلم “أشكي لمين” الذي اشتركت في بطولته شادية مع فاتن حمامة وعماد حمدي وفريد شوقي، وفي أحد مشاهد الفيلم كانت شادية، تجلس للصيد على ضفة إحدى الترع. خارج المشهد كان عماد حمدي ويلعب في الفيلم دور شقيقها واقفاً يتابع المشهد خلف الكاميرا حتى تنتهي شادية من أغنيتها التي كانت تغنيها قائلة فيما يشبه عتاب حظها الذي لم يوفقها في الحب فتقول:
كسفتيني يا سنارة
وضاع الطُعم يا خسارة
ثم تنهض وقد تعلقت بسينارتها فردة حذاء في مشهد كوميدي، لكنها في مفاجأة غير متوقعة تنزلق قدمها لتسقط في ماء الترعة البارد.
ودون تفكير يخلع عماد حمدي جاكيت بذلته ليقفز إلى الماء بملاسبه لينقذ شادية، ثم بعد ذلك شكر شادية لعماد على ما أبداه من الشهامة، وما يترتب على ذلك من سؤال عماد حمدي عن صحة شادية بشكل يومي للاطمئنان عليها.. ويحدث ما يشبه العلاقة العاطفية بين الاثنين رغم فارق الكبير بينهما، إذ كان عماد حمدي وقتها يقترب من سن والدها..
وكانت النتيجة هى موافقتها على الزواج منه رغم زواجه الأول الذي أنجب ابنه نادر من الفناة فتحية شريف ..
وتستمر العلاقة سلسلة وطبيعية لدرجة تكوين شركة إنتاج سينمائي بينهما فيما عرف بعد ذلك بأفلام شادية وعماد حمدي وانتجت هذه الشركة عددا من الأفلام الناجحة كان منها فيلم شاطئ الذكريات مع شكري سرحان وغيرها.. وكانت الصفعة سبب الطلاق!
ثم كانت النهاية عندما كانت شادية تقوم بدورها في فيلم “إنت حبيبي” أمام فريد الأطرش، والذي أخرجه يوسف شاهين وشارك فيه عدد من النجوم كان منهم سراج منير وعبدالعزيز أحمد وعبدالسلام النابلسي وهند رستم وعبدالمنعم ابراهيم وزينات صدقي..
وفي أثناء تصوير بعض مشاهد الفيلم يفاجئ عماد حمدي بدخوله ثائرا إلى موقع التصوير فينهض الجميع للترحيب به لكنه يتجاهلهم مندفعا نحو شادية ليصفعها أمام الجميع على وجهها لتسقط على الأرض والدماء تسيل من فمها.. ويصرخ فيها عماد حمدي يسألها لماذا لم تنتظره على محطة القطار كما أفهمها وأن أوامره لابد أن تنفذ..
تقول شادية وسط دموعها للجميع وبشهادة يوسف شاهين الذي من هول المفاجأة ليتعلق بذراع عماد حمدي حتى لا يواصل ضرب شادية .. تقول أنها انتظرته على محطة القطار ليصل قطار ثم تنتظر القطار الذي يليه وسط احتشاد الجمهور من حولها كادت تختنق فعادت إلى موقع التصوير لتفاجأ بما حدث..
وتصمم شادية على الطلاق بعد هذه الإهانة.. ويعود عماد حمدي إلى رشده ويتراجع معتذرا عن اندفاعه.. ويتصل بشادية أكثر من مرة دون جدوي فقد كان تصميمها على الطلاق نهائيا وباتً بعد اتصالها بالمحامي لفض شركة الإنتاج بينهما وبين عماد..
لكن.. وهذا هو المدهش والذي يدل أكبر دلالة على إنسانية شادية التي تولت تبنيها للمصور نادر عماد حمدي الذي اعتبرته وباعترافه هو إبنا لها، وتولت كل مصروفاته حتى تخرج في الجامعة ليعمل مصورا صحفيا بوكالة أنباء الشرق الأوسط بعد ذلك.