رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

حكايتى مع ديزنى (1)

بقلم : عصام السيد

لم أكن أذكر فى أى محفل أننى من قمت بإخراج شريط الصوت لأفلام “ديزنى” الأولى باللغة العربية فى بداية تعاملها مع العالم العربى، فأحساسى بأننى مخرج مسرحى بالأساس جعلنى لا اهتم بذكر أمر (الدوبلاج)، ولكنى ذات يوم فوجئت بصحفى من جريدة “المصرى اليوم” يطلب منى إجراء حوار حول تجربتى مع ديزنى . و برغم أننى مقل فى حواراتى الصحفية وأكره اللقاءات التليفزيونية لأنها مصطنعة، إلا أننى وافقت لأنى لاحظت أن الصحفى الذى اتصل بى قد ذاكر سيرتى الشخصية جيدا و أسئلته ذكية .

التقينا فى ساحة مسرح الهناجر، وأثناء إجراء الحوار طلب أن يصور جزءا منه و لم أمانع ، و دار الحوار كله عن تجربتى مع ديزنى، و كانت المفاجأة الكبرى لى بعد نشر الحوار و رفع الجزء المصور على اليوتيوب فى كم الاتصالات التى وردتنى و كلها تثنى على تلك الأعمال و سألنى لماذا لم أعلن من قبل . إحدى الممثلات الشابات صرخت فى وجهى: أنا حافظة حوار كل الأعمال دى . مش تقول إنك أنت المخرج؟ ، أنا بحبك قوى .. أنت اسعدتنى فى طفولتى.

توالت ردود الأفعال من معارف و أصدقاء وأبناء، لكن الأكثر تأثيرا كانت رسالة من شخص لا أعرفه وبين بلدينا مسافات طويلة، وصلتنى عن طريق وسائل التواصل الاجتماعى.

قال: “أستاذ عصام مش عارف أبدا من فين .. لكن أنت كنت جزء من طفولتي وطفولة الملايين من العرب اللي كبروا على أعمالك الإخراجية بأفلام ديزني”.

 كانت تلك الرسالة الأولى من “ناصر الكوارى”، ثم تبعتها رسائل أخرى، من  نوعية : “مهما وصفت إعجابي وانبهاري بفنك الراقي واهتمامك بأدق التفاصيل والمشاعر الغنية المختلطه اللي استطعت تخرجها من الممثلين أمام المايك .. مستحيل أوفيك حقك”.

وأضاف: “أعمالك بأفلام ديزني بالرغم من مرور عشرين سنه عليها إلا أنها مازالت تبهر الكبير قبل الصغير في كل مرة تعرض فيها على شاشة التلفزيون.

“حبيت فقط أوصل لك شكري وشكر جميع الشباب العرب اللي جعلت من طفولتهم وحاضرهم مليان سحر وجمال بفضل إخراجك .. أنت مدرسة كبيرة ولا أحد قدر يوصل لمستواها وأنا أعنيها حرفياً”.

“يحق لك أن تكون فخور بالأرشيف اللي عملته لديزني بفترة التسعينات، أرشيف يدرس بفن الدوبلاج، أتمنى تكون فخور بكل هذا التاريخ مثل ما أنت فخور بارشيفك المسرحي، لأنه مايقل أهمية عنه”.

حبيبي أستاذ عصام: هذا اقل شي ممكن اعمله .. إني أعبر فقط عن امتناني لك.

وأكثررر بكثير .. ويحزني لما أشوف البرامج التلفزيونية لما تستضيفك يهملوا هذا الجانب لجهل منهم أو عدم اهتمام للاسف.

“لازم نخلي الناس كلها تعرف الأثر اللي تركته بدوبلاج أفلام “ديزني”، وانك كنت من اوائل المخرجين اللي استطاعوا تقديمها بهذا الشكل العالمي .. وتحديداً ثاني مخرج بعد الأستاذ الكبير “أحمد كمال مرسي “

انتهت رسالة ناصر الكوارى، و سرعان ما أتتنى رسالة أخرى من شخص لا أعرفه أيضا زادت من اندهاشى :

“حضرتك غني عن التعريف ولك قاعدة جماهيرية كبيرة من معجبين ديزني في الوطن العربي من المحيط إلى الخليج كبروا على أعمالك وإبداعاتك، وتم تلقيبك بكونك أحد “أساطير ديزني العرب”
تلك كانت بداية رسالة ” أدهم الجابر ” التى استكملها قائلا :

“حضرتك متتوقعش كانت إيه ردة الفعل لما نزل لقائك في المصري اليوم لما اتكلمت عن أعمال ديزني، وردة فعلي أنا شخصياً .. جمهورك متلهف لأي جملة منك عن ديزني، وعن تاريخك الفني العريق بهذا المجال وإنك تتكلم عنه بشغف واستفاضة لتشبع تعطشهم.

ولكن للأسف اغلب الأساطير اللي قدموا إبداعات فنية في دبلجات ديزني العربية لا تقل عن أضخم إبداعات أخرى قدمت بمجال السينما والمسرح، دائماً ما يهمشون تاريخهم المجيد بهذا المجال، ويركزون على تاريخهم بباقي الأعمال المسرحية والسينمائية.

“اتمنى من كل قلبي أن نراك قريباً في لقاء تلفزيوني أو صحفي مجدداً تتكلم باستفاضة عن عطائك، وما قدمته لجمهورك طيلة سنوات مع أعمال ديزني “

************************

مرت سنوات و لم أرو القصة برغم تشجيع الكثيرين، و منهم “ناصر الكوارى الذى صار صديقا إلى أن طلب منى الكاتب الكبير “محمد حبوشة” الذى أكن له محبة خاصة، أن أكتب فى بوابة “شهريار النجوم” ، و بما أنى لست كاتبا محترفا فقد فكرت كثيرا : ماذا اكتب ؟

وإذا بصورة للفنان الكبير عبد الرحمن أبو زهرة تقفز أمامى، وهو يكرم على عمله فى أفلام ديزنى ، و تذكرت صديقى “ناصر الكوارى”، و إلحاحه أن أروى حكايتي مع ديزنى، فاستسلمت للورق احاول تذكر التفاصيل.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.